أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - -خريف- الدكتورة تغريد يحيى- يونس














المزيد.....

-خريف- الدكتورة تغريد يحيى- يونس


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 7031 - 2021 / 9 / 27 - 14:48
المحور: الادب والفن
    


عرفنا الأخت والصديقة الدكتورة تغريد يحيى- يونس، أكاديميّة ومحاضرة في علم الاجتماع ودراسات الجندر، وكاتبة لها مقالات في النسوية، وكتابات في الأدب والسياسة والنقد المجتمعي والثقافي، ونشرت البعض منها باللغة العربية في عدد من المواقع الالكترونية وبعض الصحف الورقية والمجلات المحلية كمجلة "الإصلاح"، لكن في السنوات الأخيرة عرفناها تكتب القصيدة ولها تجارب شعرية. ليس غريبًا على تغريد التي تعشق لغة الضاد، وتتمتع بقدر كبير من الوعي والذوق الأدبي والثقافة والمعرفة، وتملك الحس الإنساني والأدوات الفنية والجمالية.
لقد اتحفتنا د. تغريد يحيى يونس في الآونة الأخيرة على صفحتها الفيسبوكية بمجموعة من النصوص الإبداعية التي تتراوح بين الشعر والنثر، وتبدو فيها عفوية مرهفة الحس والوجدان. تدعو نصوصها الشعرية إلى وقفة متمعنّة، لكني سأقتصر هنا الوقوف على أجملها واعذبها ما كتبته عن فصل الخريف، الذي وصفته وصفًا بديعًا، وأسبغت عليه جمالًا رغم سقوط الأوراق وتناثرها، وبقدرة فائقة في السبك والصياغة وبراعة في التعبير والتوصيف، فتقول:
نسمات طريّة تنبعث في الأجواء
تطوّقُني في شرفات بعض الأمسيات
على مصيفٍ يُشرف على بديع اللّوحات
وسطَ سكينة لحارة وادعة
أو هكذا يُخال
في أطراف ريف منزوع السّمات
تتسلّل الطّراوة إلى الصّباحات
يعلن حلولُ أيلول تناثر الأوراق
وقد لا تكون علاقة سببيّة بين هذا وذاك
فالتناثر ابتدأ في لهيب آب
بضع أيام سابقات
ويأبى الشّعور إلّا أن يربط
بين الموعد من السّنة وما يحلّ بالأوراق
وحده حلول أيلول
يُجري هذا الرّبط عبر الأزمان بثبات
في أذهان الكائنات
*****
تتناثر أوراق أشجار في حديقتنا
تودّع غصونها
تهوي
تعود إلى حضن الثّرى
تستقبلها الأم الكبرى بلهفة
تسمع حفيفَها الآذان
بين لوعة وداع الشجرة
وحنين لقاء أديم مشتاق
يعتصرها الألم إذا ما مررت بالجوار
أستذكر القصائد المجدِّدات الخالدات
*****
تتعرّى الأشجار في دورة الحياة
تدخل في غفوة لبضع أشهر قادمة
تشحذ طاقاتها، تستجمع قواها
وتعود إلى الحياة باسقات
إن التخلّص من المعيقات
سُنّة في التّجدّد وثبات
كذا تُعَلِّمُنا الطّبيعة
لكن، تكبّلُنا ثقافة الإنس وقوانينه البائسات
تبًّا، كم هي ظالمة
في وجه نواميس الطبيعة الراسخات
إنه نص رومانسي بمنتهى الجمال والروعة، ناصع البياض، لفظًا ومعنى ومضمونًا، يعيد إلى أذهاننا قصيدة "أوراق الخريف" للأديب اللبناني ناسك الشخروب ميخائيل نعيمة. وكم نحن بحاجة للشعر الذي يمتعنا ويفرحنا ويجعلنا نتمسك بالأمل ونتشبث بالحياة رغم مآسيها وآلامها وهمومها واوجاعها، وفي هذا النص الذي تحافظ فيه تغريد على الموسيقى الداخلية والقافية، تبث فينا الحياة رغم ما يعرف عن الخريف أنه فصل أفول أوراق العمر.
لقد كتبت د. تغريد ووصفت الخريف، فأجادت الوصف والتعبير. وما يميز كتابتها الإبداعية السلاسة والنداوة والتصوير الشاعري الجذاب، واللغة الحسية والحية، وقوة الأسلوب، وبراعة المعاني، فهي تحسن اختيار الكلمات المعبرة، والمفردات الجميلة والقوافي الخلّابة. فلها التحية والتقدير، وننتظر منها المزيد وما هو جميل من نصوص شعرية ونثرية تخلب الوجدان، وهي آتية بلا شك.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب الرئيس بين التأييد والرفض
- ورحل الكاتب تميم منصور.. رجل المواقف وفارس الزمن الجميل
- حول رواية -جوبلين بحري- لدعاء زعبي
- في ذكرى الأديب المثقف نواف عبد حسن
- الشاعر والروائي والناقد الفلسطيني محمد الأسعد والرحيل في الم ...
- الفنانة التشكيلية الفلسطينية أحلام بهنسي تشارك في ملتقى الفن ...
- في وداع بوتفليقة
- صدور عدد أيلول من مجلة -الإصلاح- الثقافية
- لماذا ألغى الأسرى إضرابهم؟!
- سقوط الإسلامويين..!
- شاكر فريد حسن يحاور القاصة والروائية الفلسطينية إسراء عبوشي
- لقاء بينيت والسيسي
- ذكرى اتفاق أوسلو
- الموت يغيب الكاتب والمخرج السينمائي الفلسطيني نصري حجّاج
- الانتخابات البرلمانية المغربية.. هزيمة ساحقة لحزب العدالة وا ...
- معركة الأسرى
- وقفة عجلى مع رواية -الراعي وفاكهة النساء- لميسون أسدي
- الشاعر والكاتب الفلسطيني د. لطفي زعلول في حضرة الغياب
- لا بد للقيد أن ينكسر
- إصداران جديدان للكاتب مفيد صيداوي


المزيد.....




- قبول حماس لخطة ترامب.. إشكالية تختبئ خلف -اللغة الحذرة-
- ثبتها وتابع أحدث البرامج الثقافية على تردد قناة ناشيونال جيو ...
- التربية تفتح ابواب النقل امام طلبة معاهد الفنون الجميلة لغاي ...
- المترجم يحيى مختار: رحلة أكثر من 30 كتابًا للأدب الصيني بنبض ...
- الرياض تقرأ.. والسعودية تكتب المستقبل (فيديو)
- أسطورة الشطرنج بوبي فيشر.. البيدق الأميركي الذي هزم السوفيات ...
- القضاء الأمريكي يحكم على مغني الراب -ديدي- بالسجن أربع سنوات ...
- محمد صلاح الحربي: -محتاج لحظة سلام- بين الفصحى واللهجة
- سياسات ترامب تلقي بظلالها على جوائز نوبل مع مخاوف على الحرية ...
- مئات المتاحف والمؤسسات الثقافية بهولندا وبلجيكا تعلن مقاطعة ...


المزيد.....

- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - -خريف- الدكتورة تغريد يحيى- يونس