أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - معركة الأسرى














المزيد.....

معركة الأسرى


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 7015 - 2021 / 9 / 10 - 12:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن فرار الأسرى الفلسطينيين الستة من الباستيل الاحتلالي في الجلبوع قرارًا عاديًا، فقد تحرك هؤلاء الأسرى للفرار من أتون الجحيم إلى الحرية بعد أن فقدوا الأمل بإنقاذهم من قبل الآخرين، وسئموا وعود وأكاذيب من يزعمون دعمهم ومساندتهم للأسرى، وبأنهم يسعون لتحريرهم.
لقد نجح هؤلاء الأسرى بحفر نفق تحت زنزانتهم في سجن الجلبوع شديد التحصين، بملعقة صدئة، واخترقوا أغلال وأسوار السجن نحو الفضاء المفتوح، وتحرروا بجهودهم الذاتية.
ومن الواضح أن هؤلاء الأسرى تمتعوا بذكاء خارق وقدرات عالية على التخطيط وأعصاب حديدية، مكنتهم من اختراق المنظومة الأمنية الاحتلالية في واحدة من نقاطها التي تتباهى بها.
وقد اعترفت المؤسسة الإسرائيلية بأذرعها المختلفة وأجهزتها الأمنية والشرطية بسلسلة من الإخفاقات المنهجية البنيوية التي قادت إلى نجاح هذه العملية التي أذهلت الجميع، ولم نرَ مثلها إلا في الاعمال السينمائية والأفلام الهوليودية، ولم تشهد لها إسرائيل سابقة في تاريخها.
إن هروب الأسرى الستة شكل ضربة قاسية وموجعة للمؤسسة الصهيونية الحاكمة، من الناحيتين السياسية والأمنية، وكشفت اخفاقًا أمنيًا واستخباريتًا ذريعًا، وخسارة للإسرائيلي أمام الفلسطيني المدجج بالإرادة الصلبة، الذي لا يعرف اليأس والكلل ولا المستحيل، وبات يحقق الانتصار تلو الانتصار في معركة الوعي والتحرير الوطني.
وللتغطية على فشل المنظومة الأمنية رغم امكانياتها الهائلة، دفعها إلى التصرف بحالة هستيرية وارتباك وتخبط، فشددت التضييق والخناق على الأسرى الفلسطينيين في سجونها المتعددة، وقامت بالتنكيل بهم، ما دفع إلى حالة من التوتر والمواجهة بين سلطات السجون وأسرى الحرية الفلسطينيين الذين انتفضوا ضد الإجراءات الإسرائيلية بحقهم انتقامًا منهم، وأشعلوا النيران بزنازينهم.
ولا شك أن هذه الإجراءات الانتقامية نابعة من خشية السلطات الإسرائيلية وتخوفها أن يستلهم أسرى فلسطين هذه العملية النوعية الإبداعية للتحرير ومعانقة شمس الحرية.
يجب التحذير من مغبة الاعتداءات على الأسرى، وتصعيد المواجهة ضد شعبهم المتضامن معهم، ومواصلة التنكيل بهم، والإصرار على قمع وإخضاع شعبنا الفلسطيني، فبحكم حقائق وتجارب التاريخ لا يمكن ضمان الأمن والاستقرار والهدوء لدولة الاحتلال بإخضاع وإذلال للشعب الواقع تحت نير الاحتلال، بل يزيده ذلك إلا كفاحًا ومقاومة وأيمانًا بعدالة قضيته، والإجراءات الجديدة بحق السجناء والأسرى الفلسطينيين هي انتقامية وليست أمنية فحسب.
وعليه، فإن الحل الوحيد لضمان الاستقرار والهدوء يكمن بالرضوخ الإسرائيلي للحل السياسي العادل، الذي يحترم الحقوق الوطنية والإنسانية لشعبنا الفلسطيني، بإنهاء الاحتلال وإفراغ الباستيلات الاحتلالية من الأسرى الفلسطينيين. ويبدو أن المعركة ضد السجناء أخذت تشتد وتحتدم وهم بحاجة إلى دعم ومساندة جدية ومؤازرة فاعلة من مكونات الشعب الفلسطيني ومن المنظمات والمؤسسات الحقوقية والعالم قاطبة.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقفة عجلى مع رواية -الراعي وفاكهة النساء- لميسون أسدي
- الشاعر والكاتب الفلسطيني د. لطفي زعلول في حضرة الغياب
- لا بد للقيد أن ينكسر
- إصداران جديدان للكاتب مفيد صيداوي
- رحيل الأكاديمي والمناضل الفلسطيني د. شفيق الغبرا
- عن التطورات والتحركات السياسية الأخيرة
- القمة الثلاثية في القاهرة
- -برتقال يافا- قصة جديدة للأطفال من تأليف الشاعرة والكاتبة د. ...
- لقاء غانتس وعباس
- هوامش على فوز ناديه حبش
- القضية الفلسطينية والمستقبل المنظور
- أهداف زيارة بينيت لواشنطن
- في ذكرى غيابه: الدكتور عبد اللطيف عقل صوت شعري فلسطيني مميز
- الحكومة الإسرائيلية والمسألة الفلسطينية
- المثقف الفلسطيني بين نار الاحتلال والسلطة
- إلهام بلان دعبول شاعرة من بلادي
- اعتقالات دوار المنارة
- الراحل أحمد حسين شاعر ومفكر استثنائي مختلف
- عودة طالبان وهزيمة أمريكا
- سميح القاسم في ذكرى رحيله


المزيد.....




- ردا على بايدن.. نتنياهو: مستعدون لوقوف بمفردنا.. وغانتس: شرا ...
- بوتين يحذر الغرب ويؤكد أن بلاده في حالة تأهب نووي دائم
- أول جامعة أوروبية تستجيب للحراك الطلابي وتعلق شراكتها مع مؤ ...
- إعلام عبري يكشف: إسرائيل أنهت بناء 4 قواعد عسكرية تتيح إقامة ...
- رئيس مؤتمر حاخامات أوروبا يتسلم جائزة شارلمان لعام 2024
- -أعمارهم تزيد عن 40 عاما-..الجيش الإسرائيلي ينشئ كتيبة احتيا ...
- دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية تكشف عن عدد السكان
- مغنيات عربيات.. لماذا اخترن الراب؟
- خبير عسكري: توغل الاحتلال برفح هدفه الحصول على موطئ قدم للتو ...
- صحيفة روسية: هل حقا تشتبه إيران في تواطؤ الأسد مع الغرب؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - معركة الأسرى