أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - الشاعر والروائي والناقد الفلسطيني محمد الأسعد والرحيل في المنفى














المزيد.....

الشاعر والروائي والناقد الفلسطيني محمد الأسعد والرحيل في المنفى


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 7026 - 2021 / 9 / 21 - 23:20
المحور: الادب والفن
    


رحل في الكويت الشاعر والكاتب الروائي والناقد والمثقف والمترجم الفلسطيني محمد الأسعد، ابن قرية أم الزينات المهجرة، في قضاء حيفا. نزح محمد مع عائلته وهو في الرابعة من عمره، في عام النكبة 1948، ولجأت أسرته إلى مدينة البصرة في العراق، وهناك تلقى تعليمه، ثم سافر إلى الكويت وأشتغل في مجال الصحافة.
وبعد حرب الخليج انتقل محمد الأسعد للإقامة في قبرص ثم في بلغاريا، بعدها عاد إلى الكويت، وبقي فيها حتى وافته المنية.
جمع الراحل بين موهبة الشعر والكتابة الروائية والنقدية والبحثية والترجمة من اللغة الإنجليزية، وهو من أوائل من قدموا للقارئ العربي شعر الهايكو باللغة العربية.
صدر لمحمد الأسعد في الشعر: "الغناء في أقبية عميقة، حاولت رسمك في جسد البحر، لساحلك الآن تأتي الطيور".
وفي مجال النقد له: "مقالة في اللغة الشعرية، الفن التشكيلي الفلسطيني، بحثًا عن الحداثة".
اما في مجال الكتابة الروائية فصدر له: "أطفال الندى، حدائق العاشق، شجرة المسرات، أصوات الصمت".
عرف محمد الأسعد واشتهر بروايته "أطفال الندى" التي قال عنها أنها تشبه أسطورة، وأسطورة تشبه رواية. فهي تكتب تاريخ الندى، وتدون تجلياته الخالدة داخل المسطورات وخارج حركتها. وتبدأ في سردها من نقطة صلبة وصلدة راسخة تغور في الزمن، هي قريته أم الزينات الواقعة على سفوح جبال الكرمل، التي هجرت منها عائلته إبان النكبة، وتحكي قصة تهجير فلاحي القرية وعوائلهم. وهي رواية تتجاوز إطار السيرة الذاتية الفردية إلى إطار أوسع. فهي ذاكرة قرية من مئات القرى الفلسطينية التي تعرض أهلها للترحيل والتشريد وتم تدميرها ومصادرة أراضيها.
محمد الأسعد شاعر مبدع مطبوع وشفاف، واضح المعاني بأسلوبه وأفكاره الصادقة، التي تدل على حسه المرهف، وتنعكس في قصائده الهموم الفلسطينية والموضوعات الجماعية للفلسطينيين في الشتات ومخيمات الجوع والبؤس والشقاء. فهو مسكون بفلسطينيته حتى النخاع، ويحفل شعره بالصور الحسية والعاطفية، ويُغد شخصية أدبية استثنائية ومميزة من نوعها في الوسط الشعري الفلسطيني.
من شعره:
نشيـدٌ من أجـل أطفـال شـاتيلا
قالوا قصائدهم لأنفسهم
وبقيت َ مشتعلا ً
قالوا مواعظهم لأنفسهم
وبقيت َ محتكما ً
لألواح ٍ من الصلصال ِ
تشبه ُ خبزك َ اليومي ّ
من ألف ٍ ومن ألف ٍ
من السنوات ِ
منذ اليوم ِ أنت َ نشيدنا
ورموزك َ العهد ُ الجديد ْ
يطوي المسافة َ
حكمة ً قروية ً
تتأجل ُ الأزمان ُ فيها
والبنفسج ُ والورود ْ
من قال َ أن الثورة َ الحمراء َ
ترحل ُ باتجاه ِ البحـر ِ
جارية ً تمر ّ على موائدهم ؟
روحي ترف ّ ُ على المياه ِ
لتوقظ القتلى
وعشاق َ الحياة ِ
وشهوة َ الميلاد ِ
من يشهد سوى الشهداء ِ
حتى آخر الأبد ِ الأبيد ْ؟
أنت َ النشيد ُ
وبيتنا الطينيّ
ثوب ُ نسائنا القرويات ِ
لثغة ُ طفلنا
في آخر الوقت ِ الحزين ِ
سويـّة ً نأتي
وننهض ُ للقيامة ِ والحروب ِ
وفي الهزيمة ِ
نستعيد ُ دفاتر َ الإنشاء ِ
نبدأ ُ آية ً
ألف ٌ وباء ٌ
يبدأ التكوين ُ من دمنا
والخلق ُ
ها أحبابنا ذهبوا عميقا ً في النقوش ِ
وفي السنابل ِ
لم يكونوا يملكون تذاكر َ الموت ِ المؤجل ِ
والإقامة َ في الفنادق ِ
منذ أن كنـّا
خُلقنا للرحيل ِ بلحمها
نحن ُ الجذور ُ
وهم سلالات ُ البغايا والغزاة ْ
لقد استطاع محمد الأسعد أن يرسم خطًا شعريًا خاصًا به، وحقق حضورًا ووجودًا كبيرًا على الساحة الشعرية والنقدية والروائية، وفي مجال تحديث الخطاب الشعري الفلسطيني الحديث. ويمكن القول بثقة، إن تجربته الشعرية تمثل ريادة حقيقية في الشعرية الفلسطينية في الشتات والمنفى، وهو من الأصوات الفنية النقية الصافية المعبرّة عن الجرح والهم والوجع الفلسطيني ومأساة الإنسان الفلسطيني المهجر.
رحل محمد الأسعد وترك لنا تراثًا عزيرًا من إبداعاته الراقية في عالم الشعر والأدب والسرد الروائي. فله الرحمة، ولتكن ذكره طيبًا عابقًا كميرامية أم الزينات.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنانة التشكيلية الفلسطينية أحلام بهنسي تشارك في ملتقى الفن ...
- في وداع بوتفليقة
- صدور عدد أيلول من مجلة -الإصلاح- الثقافية
- لماذا ألغى الأسرى إضرابهم؟!
- سقوط الإسلامويين..!
- شاكر فريد حسن يحاور القاصة والروائية الفلسطينية إسراء عبوشي
- لقاء بينيت والسيسي
- ذكرى اتفاق أوسلو
- الموت يغيب الكاتب والمخرج السينمائي الفلسطيني نصري حجّاج
- الانتخابات البرلمانية المغربية.. هزيمة ساحقة لحزب العدالة وا ...
- معركة الأسرى
- وقفة عجلى مع رواية -الراعي وفاكهة النساء- لميسون أسدي
- الشاعر والكاتب الفلسطيني د. لطفي زعلول في حضرة الغياب
- لا بد للقيد أن ينكسر
- إصداران جديدان للكاتب مفيد صيداوي
- رحيل الأكاديمي والمناضل الفلسطيني د. شفيق الغبرا
- عن التطورات والتحركات السياسية الأخيرة
- القمة الثلاثية في القاهرة
- -برتقال يافا- قصة جديدة للأطفال من تأليف الشاعرة والكاتبة د. ...
- لقاء غانتس وعباس


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - الشاعر والروائي والناقد الفلسطيني محمد الأسعد والرحيل في المنفى