أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - حول رواية -جوبلين بحري- لدعاء زعبي














المزيد.....

حول رواية -جوبلين بحري- لدعاء زعبي


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 7029 - 2021 / 9 / 24 - 12:55
المحور: الادب والفن
    


"جوبلين بحري" هو النتاج الأدبي الثاني للكاتبة الفلسطينية، ابنة الناصرة، دعاء زعبي، ويأتي بعد كتابها الأول "خلاخيل"، وهو مجموعة نصوص نثرية وشعرية ومذكرات. ويلحظ القارئ الجاد المتابع أنه طرأ تطور نوعي كبير على أدوات دعاء الفنية وأفكارها وسردها ونسيجها التعبيري في هذه الرواية الصادرة عن دار ورد للنشر والتوزيع بدمشق، والممتدة على 200 صفحة من الحجم المتوسط، مع تظهير للكاتب والروائي السوري حيدر حيدر، الذي يرى أن "الأهمية في هذه الرواية أنها شهادة رائعة ومستقبلية للضوء والنور في مواجهة الظلام والوحش الاعمى".
رواية "جوبلين بحري" أشبه بلوحة فسفسائية كاملة ومتكاملة، جميلة ومرتبة، كتبت بلغة شعرية وشاعرية، وذات طابع فلسطيني بامتياز، تطرح قضية الصراع الفلسطيني- الصهيوني المتواصل، ومحاورها الأساسية تشكل رؤية دعاء وهويتها وإنسانيتها وموقفها من قضية شعبها والوجود والبقاء في أرض الوطن، إنها تعبر عن هويتنا الجمعية نحن الفلسطينيين المتشبثين والمتمسكين بثرى هذا الوطن الغالي.
تحكي الرواية قصة التحدي وصراع الإنسان الفلسطيني من أجل البقاء في الوطن، رافضة فكرة الاستسلام والموقف المهزوم والمهزوز غير القادر على المواجهة والصمود والتحدي والكفاح، وهي رؤيتنا جميعًا.
وتتطرق الرواية لعادات وتقاليد وطقوس اجتماعية متوارثة، وتدور أحداثها في أكثر من مكان، كيافا، الشام، برلين، وجنوب اسبانيا.
واختيار دعاء ليافا المكان الأول لانطلاق أحداث روايتها له أكثر من دلالة ومعنى وإشارة ورسالة سياسية ووطنية. فيافا عريقة بتاريخها، وهي عروس فلسطين وعاصمتها الثقافة التاريخية، وتختصر الجمال والسحر الفلسطيني، والغالبية من أهلها هجروا منها، ومن بقي منهم يصارع من أجل البقاء في أحيائها وأزقتها الفقيرة، ولن يتنازل عن بحرها وشاطئها الجميل.
تدور الرواية حول ميار ابنة يافا، التي تواجه مظهرًا وفصلًا عنصريًا شرسًا في الجامعة في سنتها الثانية وهي تدرس موضوع الإعلام والصحافة، لأنها عبرت عن الأنا الجمعية، عن آلام وعذابات شعبها ومعاناة مثقفيه النازحين، فلم تتوافق أجوبتها مع أيديولوجية أستاذها الشوفيني العنصري، واختيارها للشهيد غسان كنفاني ابن مدينتها يافا المنكوبة مثالًا للصحفي الذي عاش النكبة بكل تفاصيلها، وعانى التهجير والترحيل من أرض الوطن، ورحلة النزوح من يافا إلى دمشق ثم بيروت، لم يعجبه.
وترسب ميار ثلاث مرات وتقدم للجنة تمثلها الدكتورة سارة فلنكشتاين، وتُمنع من اكمال دراستها الجامعية، بالزعم أنها غير ملائمة للعمل الصحفي والإعلامي، فتقترح عليها سارة ترك الدراسة واختيار مشروع الزواج والإنجاب، لكن ميار ترفض بشدة هذه الفكرة، وعدم التنازل عن تحقيق حلمها، فتسافر إلى المانيا وتلتحق بجامعة برلين، وتتمكن من نيل شهادة الدكتوراة، وتحقيق إنجازات مهمة وعالية خلال خمسة عشر عامًا قضتها، حيث عملت بعد حصولها على الدكتوراة مراسلة لإحدى الصحف فكانت سفيرة لشعبها، ومدافعة عن القضية الفلسطينية محققة بذلك حلمها الذي كانت تصبو له "أن يكون قلمها وصوتها سفيريها إلى العالم، قوتها الإنسانية والحضارية لإحقاق الحق والحرية وتوكيد الوجود، ودحر الظلم عن شعب يرزح تحت الاحتلال وطمس الهوية والثقافة واللغة، وسلب مسيجات المكان وانتحال الزمان".
وفي الرواية أيضًا صراعات داخلية شخصية عصفت بالبطلة جرّاء الغربة وعدم الزواج.
وتنتمي الرواية للحداثة وما بعدها، وتتكئ على أساليب فنية جديدة، تتمازج فيها فنون وآليات متعددة، كالسرد والمونولوج والرسائل والتناص والرمزية والمجاز الشعري، وفيها تحلق دعاء زعبي في سماء الإبداع والتوهج الأدبي، موظفة كل قدراتها وطاقتها ومخزونها المعرفي والثقافي والفكري، لتتحفنا بعمل روائي مميز ماتع ودهش ومختلف عن أعمال روائية فلسطينية كثيرة.
"جوبلين بحري" تجمع بين الألم والأمل، وتحمل الكثير من الذكريات والآلام والآمال، ساحتها العامة العلم كسلاح للمقاومة، وهي رواية فائقة السحر والجمال والدهشة، ونص سردي متخيل، ينطلق من النكبة الفلسطينية وما رافقها من عمليات تهجير وترحيل وتطهير عرقي بحق الفلسطينيين اهل هذه البلاد، وتبرع الكاتبة بتوشيح روايتها بمشاهد وصفية، وفي خلق الشخصيات الإيجابية، والربط بين الأحداث والشخصيات بإحكام سلس من حيث الزمان المكان.
ومن خلال هذه الرواية نكتشف روائية فلسطينية تسير بخطى ثابتة وراسخة لتصنع اسمًا في الحقل الثقافي الفلسطيني، لتكون كاتبة مهمة في التاريخ السردي الروائي، في موضوعات وطنية وسياسية، وننتظر منها الأجمل والأجمل.
أهنئ الصديقة الكاتبة دعاء زعبي، وأشد على أيديها، وأتمنى لها المزيد من النجاحات الباهرة، واترك للقراء الاستمتاع بقراءة روايتها "جوبلين بحري" بحالة من الدفء والانغماس العميق بين مشاهدها المختلفة.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى الأديب المثقف نواف عبد حسن
- الشاعر والروائي والناقد الفلسطيني محمد الأسعد والرحيل في الم ...
- الفنانة التشكيلية الفلسطينية أحلام بهنسي تشارك في ملتقى الفن ...
- في وداع بوتفليقة
- صدور عدد أيلول من مجلة -الإصلاح- الثقافية
- لماذا ألغى الأسرى إضرابهم؟!
- سقوط الإسلامويين..!
- شاكر فريد حسن يحاور القاصة والروائية الفلسطينية إسراء عبوشي
- لقاء بينيت والسيسي
- ذكرى اتفاق أوسلو
- الموت يغيب الكاتب والمخرج السينمائي الفلسطيني نصري حجّاج
- الانتخابات البرلمانية المغربية.. هزيمة ساحقة لحزب العدالة وا ...
- معركة الأسرى
- وقفة عجلى مع رواية -الراعي وفاكهة النساء- لميسون أسدي
- الشاعر والكاتب الفلسطيني د. لطفي زعلول في حضرة الغياب
- لا بد للقيد أن ينكسر
- إصداران جديدان للكاتب مفيد صيداوي
- رحيل الأكاديمي والمناضل الفلسطيني د. شفيق الغبرا
- عن التطورات والتحركات السياسية الأخيرة
- القمة الثلاثية في القاهرة


المزيد.....




- يوجينيو آرياس هيرانز.. حلاق بيكاسو الوفي
- تنامي مقاطعة الفنانين والمشاهير الغربيين لدولة الاحتلال بسبب ...
- من عروض ايام بجاية السينمائية... -سودان ياغالي- ابداع الشباب ...
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- وَجْهٌ فِي مَرَايَا حُلْم
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- نظارة ذكية -تخذل- زوكربيرغ.. موقف محرج على المسرح
- -قوة التفاوض- عراقجي يكشف خفايا بمفاوضات الملف النووي
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - حول رواية -جوبلين بحري- لدعاء زعبي