أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - حنان محمد السعيد - مدرسة المخابرات الألمانية في التجسس على الشعوب














المزيد.....

مدرسة المخابرات الألمانية في التجسس على الشعوب


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 7029 - 2021 / 9 / 25 - 09:21
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


عندما اقتحم الناس مبنى مخابرات ألمانيا الشرقية المعروف باسم "شتازي" وجدوا ملايين التقارير التي كتبها مئات الألاف من الجواسيس والعملاء عن حياتهم الخاصة، وذلك لأن المخابرات كانت توظف الناس العادية على المعارضين، والشخصيات الغير موالية لهم وتعمل على تدمير حياتهم بمجموعة من الوسائل الشيطانية التي تتسبب في النهاية في القضاء عليهم.
ولقد قامت المخابرات الألمانية في حقبة الستينات بتدريب مجموعة من الضباط في بعض الدول العربية أهمها مصر والعراق وسوريا على اتباع وسائل تدمير الحياة الشخصية للمعارضين عبر ممارسة ضغوط نفسية لا تحتمل عليهم.
إن هذه الوسائل مازالت متبعة إلى يومنا هذا والكثير من الأشخاص الذين لم يتصوروا أن يكونوا أهدافا للنظام وقعوا ضحيتها، وعلى الرغم من أن الأساليب القديمة كانت في غاية السوء إلا أن وسائل التنصت الحديثة، وأجهزة الرصد والتتبع والتعذيب جعلت من هذه العملية أكثر تدميرًا وإجرامًا.
عندما يتم إدراجك ضمن هذا البرنامج الملعون فإنك لن تجد السلام والراحة ولو للحظة واحدة، فهؤلاء لديهم أعداد لا نهائية من المتعاونين وخاصة مع سوء الأحوال الاقتصادية هناك الكثير من الناس على استعداد لبيع نفسه لقاء مبالغ زهيدة وترصّد المعارض ومضايقته وإيذاءه، وهم يمتلكون تمويل لا ينتهي، وأموال طائلة ينفقونها على برامجهم السرية بلا حسيب ولا رقيب. وهم يمتلكون التكنولوجيا وهم يمتلكون نفوذًا أشبه بنفوذ الألهة في الأرض يفعلون ما يشائون ولا راد لقضائهم!
إنهم قادرون على مضايقتك في كل لحظة وفي كل خطوة، وتدمير حياتك المهنية مهما كانت لامعة، وهم يدمرون علاقاتك الاجتماعية ويمكنهم أن يفرغوا المبنى الذي تسكنه ليضعوا في كل شقة أحد عملائهم، فيحدثون ضجة غير أدمية، ويتفرغون لمضايقتك، ويطرقون الجدران ليلًا ونهارًا، ويدفعونك للتشاجر معهم مهما حاولت تجنب ذلك.
إنهم يخربون ممتلكاتك، ويسدون أنابيب الصرف، ولديهم الكثير من الوسائل التي لا تخطر على بال الشياطين لإحالة حياتك إلى جحيم مقيم، إنهم ينتهكون أدق أدق أدق خصوصياتك، ولا يسمحون لك بالنوم ليلة واحدة بدون أن يحدث المختل الذي يضعونه في الطابق العلوي ضجة ويطرق على الأرض فيوقظ النائمين.
وحتى إذا كان لديك دليلًا قويًا وقمت بتصوير أفعالهم، وحاولت رفع قضية إتلاف وأبلغت الشرطة عن أعمال تعد من قبيل التعدي على حياتك وممتلكاتك، فأنت لن تجد أذان صاغية، فحتى أسمائهم غير معروفة بالنسبة لك والشرطة تقول لك ليس من شأني أن أحضر لك أسمائهم، ارفع قضية وسننفذ ما تقوله النيابة، ثم يذهب الورق إلى النيابة بالسنين ويتم حفظه دون أن يهتم أحد بما أنت فيه من معاناة، أي أن ابواب الشكوى والقانون مغلقة في وجهك، فهم ينفذون ما يراد منهم بالضبط.
وحتى إذا توقفت عن الكتابة ولم تتحدث إلى أحد، ولم تنتقد أو تواجههم بأي صورة، يستمر عملائهم في إحداث الأذى بك والتنكيل بك فلقد رفعت رأسك وصوتك يومًا في مواجهتهم وقد تفعل ذلك مرة أخرى.
إن كل ما يفعله هؤلاء وعملائهم الذين قد يكونون أقرب الناس إليك، خارج تمامًا عن قواعد العقل والمنطق ولكنك إذا ما واجهتهم فإنهم سيقلبون كل شئ ضدك، حتى في أكثر الأمور وضوحًا.
عندما تقع ضحية لهذا الشئ القذر لن يساندك أحد، ولن يهتم بحياتك وحقوقك ووجودك أحد، فالكل يطيعهم إما رغبًا أو رهبًا، وأنت وحدك تمامًا في الأمر، أكتب المقال الأن في الساعة الخامسة صباحًا ومازال الحقير في الطابق العلوي يطرق على السقف فهم لا يتوقفون عن هذا العمل ومهما حاولت أن تتحدث إليهم أو تفهم ماذا يريد هؤلاء وكيف يعيش أشخاص حياتهم لا يفعلون شيئًا غير الطرق على الشقة التي تقع أسفل شقتهم فستجد أنك تتحدث إلى كائنات مبرمجة على الكذب ولن تصل معهم إلى أي نتيجة، وكما أن العميلة السابقة انتهى وجودها في هذه الشقة باصطناع شجار، أعتقد أن العميل الذي مر على وجوده عام سحاول افتعال شجار أيضًا قبل أن يخرج، فهم مبرمجون على نفس الأفعال ونفس الأساليب.
أعلم أنه لا أحد يهتم، وإن اهتم أحد فلن يفعل لي شيئًا ولكن لا أجد بدًا من تسجيل ما اتعرض له شخصيًا منذ سنوات لعل هناك من يتعرض لجريمة مماثلة فيجد بعض المعلومات الشافية فيما أكتب، ولعل هناك بشرًا يتمتعون بأبسط الأخلاقيات يمكنهم الانصات إليّ وتقديم يد العون، لعل وعسى!



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن الرجولة المفقودة
- بيجاسوس وأخواته
- صائد الأرواح
- المحرمات في زومبيستان
- التطور الغير طبيعي للجان الإلكترونية
- بين شرع .. وقانون .. ضاعت حقوقها
- سجينة بين عالمين
- عملية تفكيك المعارض السلبي zersetzung
- انتصار الخير .. كذبة يروج لها الأشرار
- جمعية كارهو الأحياء والأموات
- معايير الرجولة والشرف والنخوة في عربستان
- التعذيب السيبراني .. جريمة العصر المسكوت عنها
- ما لن يقوله لك أحد عن شريحة إيلون ماسك
- عندما ساد الفساد
- الوهم 2
- الوهم
- شهوة منفلتة .. أم وسيلة إخضاع؟
- حراس على باب جهنم
- اللعوب ومهيضة الجناح
- فيروس كورونا ونظرية المؤامرة


المزيد.....




- بالفيديو.. لحظة انبثاق النار المقدسة في كنيسة القيامة
- شاهد: إنقاذ 87 مهاجراً من الغرق قبالة سواحل ليبيا ونقلهم إلى ...
- الفطور أم العشاء؟ .. التوقيت الأمثل لتناول الكالسيوم لدرء خط ...
- صحيفة ألمانية: الحريق في مصنع -ديهل- لأنظمة الدفاع الجوي في ...
- مسؤول إسرائيلي: لن ننهي حرب غزة كجزء من صفقة الرهائن
- قناة ألمانية: الجيش الأوكراني يعاني من نقص حاد في قطع غيار ا ...
- تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل ...
- الطعام ليس المتهم الوحيد.. التوتر يسبب تراكم الدهون في البطن ...
- قوات الاحتلال تنسحب من بلدة بطولكرم بعد اغتيال مقاومين
- -اللعب الخشن-.. نشاط صحي يضمن تطوير مهارات طفلك


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - حنان محمد السعيد - مدرسة المخابرات الألمانية في التجسس على الشعوب