أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - فيروس كورونا ونظرية المؤامرة














المزيد.....

فيروس كورونا ونظرية المؤامرة


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 6544 - 2020 / 4 / 23 - 17:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لطالما كانت نظرية المؤامرة السلاح الذي يرفع في وجه كل من يثير تساؤلات حول الفساد أو الإمبريالية أو النظام المالي العالمي، وعبثا أن تحاول إثبات وجهة نظرك حول هذه الكيانات التي تحسها وتشم رائحتها وتلمسها دون أن تتمكن من رؤيتها أو الإمساك بها، فتظل تساؤلاتك مجرد ترّهات ليس على أحد أن يجيب عليها.

إلا أن نظرية المؤامرة لم تزدهر وتستفحل وتنتشر في كل بقاع الأرض كما حدث منذ ظهور فيروس كورونا حتى بات الأمر أشبه بهستيريا جماعية تضرب الأفاق.
المؤامرة الكبرى

فبعد ظهور الفيروس في الصين، بدأت نظرية المؤامرة تطل برأسها فالكل يبحث عن المستفيد من نشر هذا النوع من الفيروسات في الصين، وكان على رأس المتهمين وربما المتهم الوحيد، الولايات المتحدة الأمريكية، التي يزعجها التفوق الصيني واختلال الميزان التجاري بين البلدين، وتفضيل المستثمرين الأمريكيين للصين كمكان لإنتاج منتجاتهم.

ووجدنا صور تنتشر لضابطة أمريكية تعمل بالمارينز، يؤكد من ينشرها أن الضابطة هي من تولى نشر الفيروس في عدة مناطق من العالم على رأسهم إيران والصين العدوتين اللدوتين لأمريكا.

ومع إنتشار الفيروس بدأت نظرية المؤامرة في التضخم، فالفيروس عرف طريقه إلى دول الخليج العربي التي إنبرت الأبواق التي تتبنى نظرية المؤامرة فيها إلى القول بأن المرض إنتقل من إيران، ومن العاملين المصريين في هذه الدول، على الرغم من أن هذه الدول فتحت أبوابها لكل الجنسيات قبل أن يتفشى فيها المرض.

ومع تقدم المرض ليتخطى كافة الحدود ويصل إلى أمريكا نفسها، فيتفشى المرض ليجعل الإصابات في أمريكا تتفوق على غيرها من البلدان وكذلك معدلات الوفيات من جراء المرض، فبدأت نظرية المؤامرة في العمل لتكون الصين هي من قام بإنتاج المرض وخاصة وأن مدينة يوهان التي بدأ المرض في الظهور منها تضم مختبر فيروسات يقال أنه يقوم بإجراء إختبارات على فيروسات الكورونا بشكل خاص.

وبوصول الفيروس إلى الهند، إعتبر الهنود أن المسلمين هم من يتعمد نشر الفيروس بين الهندوس إمعانا في نشر الكراهية بين الفريقين وتعميق الفجوة، وزيادة ما يتعرض له المسلمون هناك من ضغوط.

أما في بريطانيا فقد توجهت أصابع الإتهام إلى أبراج الجيل الخامس من الشبكات والتي إعتبرها الكثير من الناس مسؤولة عن إنخفاض مناعة المواطنين وتأثرهم بالفيروس الجديد بصورة قد تصل بهم إلى الموت.

أما أكثر نظريات المؤامرة إثارة للسخرية فكانت تلك الصادرة عن صحفية خليجية إعتبرت أن قطر هي المسؤولة عن إنتاج ونشر الفيروس، وإن لم تكن قطر فهي تركيا.

وفوق كل ذلك إرتفعت الكثير من الأصوات التي تؤكد أن الفيروس هو عبارة عن وسيلة للحد من عدد السكان في العالم.
هيستريا

لقد تحول هذا الفيروس إلى ما يشبه هيستيريا جماعية، تلقى فيها الإتهامات جزافا، وأظهر أقبح ما في نفوس البشر، فرأينا قرية لا تريد دفن طبيبة ماتت بسبب تأدية واجبها في علاج المرضى بعد إصابتها بالفيروس، ووجدنا دولة من دول العالم الأول تستولي على المستلزمات الطبية قبل أن تصل إلى جارتها، ورأينا طرد جماعي لعمالة لم تجد من يعيدها إلى بلدانها فظلت ملقاة على قارعة الطريق تستجدي من يعيدها إلى ديارها، ورئيس دولة عظمى لا يفرق بين البكتريا والفيروس والطفيل فيروّج إلى فاعلية دواء طفيليات لم ينال حظه من التجربة على أنه علاجا فعالا ضد الفيروس!
كورونا والإقتصاد

لم يترك فيروس كورونا اي منحى من مناحي الحياة لم يؤثر فيها، فالأعمال متوقفة، والبترول تنهار أسعاره، والبورصات في حالة هرج ومرج، قطاعات الرعاية الصحية متهالكة لا تستوعب هذا الكم من الإصابات في أي بلد، يستوي في ذلك أعظم الدول وأقلها حظا، إنهيار في قطاع السياحة والطيران، الناس كلها في حالة من الرعب من ذلك الوحش الخفي الطليق.
سؤال

ووسط كل ذلك تظل أسئلتي الحائرة التي يمكن وضعها ضمن نظرية المؤامرة لا تجد إجابة.. فلماذا إنتشر الفيروس المستجد بعد أن ايقنت دول العالم شرقه وغربه وشماله وجنوبه أن الفساد والنظام المالي العالمي الذي يسحب الثروات من الفقراء ليكدسها في خزائن حفنة من الأغنياء كان السبب فيما هم فيه من عناء وغلاء وبطالة وفقر؟ من فرنسا إلى لبنان ومن الجزائر إلى إسبانيا ومن العراق إلى أمريكا اللاتينية .. محتجون من كل حدب وصوب، يطل عليهم الوحش القاتل برأسه فيضع كل واحد منهم على فمه كمامة ويجلس في بيته مرعوبا!



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزل ترامب
- المواطن الصوفيا
- في دعم الحراكين اللبناني والعراقي
- شعب بدون كتالوج
- ثورة لا تحكم .. تكسر
- تعديلات لم يخلق مثلها في البلاد
- لا تثريب عليكم
- عصر ما بعد التعديلات الدستورية
- بين براثن العسكر
- الاخواني والمجنون
- ندوات تثقيفية
- مخربون
- اتركوا خلفكم كل أمل في النجاة
- ثمن المبادئ
- ليس دفاعا عن القتلة
- نحو المزيد من الفشل
- تنمر أنظمة
- الاحتفاء بالتنمية حرقا وشنقا وتحت عجلات المترو
- وطنك متباع .. سرك متذاع
- قاعدة لا يعمل بها


المزيد.....




- هل يثير اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران زخما لوقف ح ...
- أول اعتراف رسمي.. وزير الخارجية الإيراني: أضرار كبيرة طالت ا ...
- مصادر إسرائيلية تتحدث عن قتال صعب وإجلاء جنود جرحى بخان يونس ...
- هل تجبر عمليات المقاومة نتنياهو على إبرام صفقة شاملة في غزة؟ ...
- تزايد اختطاف الأطفال على يد جماعات مسلحة بموزمبيق
- فتح الحدود بين إريتريا وإثيوبيا دون إعلان رسمي.. ما القصة؟
- دينيس فيلنوف يقود أولى مغامرات جيمس بوند تحت راية أمازون
- لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟
- انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران
- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - فيروس كورونا ونظرية المؤامرة