أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بثينة تروس - مخاوف نسوية في ظل معارك الإسلامويين!!














المزيد.....

مخاوف نسوية في ظل معارك الإسلامويين!!


بثينة تروس
(Butina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 7026 - 2021 / 9 / 21 - 10:22
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تراقب المرأة استهداف وخطط إعاقة الديموقراطية، بكثير من التوجس لحاضرها ومستقبلها المعقد كتعقيد الوضع السياسي الكارثي الراهن ما بين فتن المتأسلمين والانفلات والتوتر الامني غربا وشمالا وفي المركز! بإضافة تمرد الزعيم القبلي في الشرق محمد الامين ترك، الذي ناشد العسكر بالتدخل فلديه (الحكومة ضل ضحي مرّة يتحرك كدا ومرّة يتحرك كدا)! وان كان يكذب ذلك القول واقع دامت فيه بثبات للإخوان المسلمين ثلاثين عاماً صمت فيهن ترك! ولم يصمت ثوار الشرق الحريصون على وحدة هذا الوطن الممتحن!
وهكذا تزداد وتيرة المخاوف اذ ان سوء هذه الأوضاع يقع عبئه من الضياع والقهر على كاهل النساء، لذلك يبرز السؤال: ثم ماذا بعد انقضاء فترة الحكم الانتقالي، ولم تستبن الدولة نظام الحكم الأساسي لديها بعد؟ وهل طبيعة الدولة مدنية أو علمانية محايدة تجاه جميع الأديان والمعتقدات، وتقر حقوق المواطنة المتساوية؟ ام هي دولة دينية تتطلع لتطبيق الشريعة الإسلامية، ولا مجال فيها للمساواة التامة بين الرجل والمرأة؟ وتكرس تشريعاتها التمييز والعنف ضد النساء؟ ام هي مسخاً قانونيا يدعي الديموقراطية للعالم المتحضر، ينادي بمواكبة المواثيق والعهود الدولية وحقوق المرأة، ثم يترك لرجال الدين فيها وضع قوانين الأحوال الشخصية، ويدير دفة حكمها جماعة (الحل والعقد)؟!
وهل ما أتيح من حريات في ظل عدم الاستقرار والأزمات الاقتصادية الاَنية الحادة، سيعين على إرساء قيم احترام الحقوق الإنسانية؟ ورفع منتوج الوعي الثقافي للمجتمعات ذات الإرث الذكوري الديني، والانتقال من شماتة (ما هي دي المدنية العايزنها)! بدعم وفتح حوارات فكرية، وإتاحة فرصة تجديد وإصلاح ديني، تدفع بالقضايا النسوية من التهميش وموروث العنف الي الاسهام في التنمية، وتحفز دعوات الاستنارة والاعتراف بان جيل ما بعد ديسمبر جيل نسوي ثائر لتحقيق قيم العدالة والحرية والمساواة.
ان المخاوف النسوية في ظل تلك الأوضاع تشير الي ان الحكومة الانتقالية تُدفع الي السير في طريق ردة ثورية عن قيم الديموقراطية والدخول في وحل الفوضى، بتكرار الازمات التي ستذهب بكل ما أتت به من استحقاقات.. وهذا التصور ليس بمتشائم بقراءة ماَلات النساء في الدول الإسلامية والعربية بعد الثورات التصحيحية، وان التغول وانتهاك حقوق المرأة من أيسر ما يكون في أنظمة تلك الدول المضطربة سياسياً، وتقف أفغانستان وتجربة حكم طالبان شاهدا على ذلك. فالنساء لدي المنظومات الدينية هن مجتمعياً اوعية للإنجاب وحفظ النسل ومتعة للرجل بشرعة التعدد! وعلي صعيد المشهد السياسي هن وسيلة لتنفيذ القوانين وإخضاع الشعوب واحكام قبضة الرجال على مفاصل الدولة.
وبالرغم من حكم طالبان لأفغانستان في بداية عام 1996 لم يتجاوز الخمس أعوام، حيث انتهى على ايدي الامريكان في عام 2001، فقد قامت طالبان بتنفيذ الوأد المعنوي لجميع النساء بحرمانهن من التعليم والعمل والاختلاط، وفرضت عليهم ما سمي بالحجاب الشرعي، وكل ما من شأنه طمس هويتهن.. لذلك حين عاد طالبان لحكم أفغانستان في 15 أغسطس 2021، ورغم الوعود التي حاولوا بها تحسين صورتهم في وجه أمريكا والعالم، فإن اول ما قام به الرجال قبل ان تصدر الحكومة اول فرماناتها، اعداد مسرح الحياة للهوس الديني، دون ان يطلب منهم ذلك! فلقد قاموا بطلاء واجهات المحال التجارية التي عليها صور واعلانات النساء السافرات، ووقفوا على ارصفة الطرق يسخرون من هلع النساء وفزعهن من عودة الاضطهاد الديني، مذكرين لهن بانه قد عاد زمان حجبهن في البيوت ومنع حرية التنقل! وهكذا طغت تجربة حكم الإرهاب الديني السابقة وبشاعة صور تطبيق ما سمي بالحدود من رجم وقتل وقطع من خلاف وضرب بالسياط، وبالفعل شهدنا محاولات الهروب والتعلق بالطائرات فرارا من جحيم التخلف.
وفي الجانب المشرق وقف الجيل الجديد من الناشطات متظاهرات من اجل حماية مكتسباتهن في فترة العشرين سنة الماضية، وبالطبع قامت الحكومة الطالبانية بقمعهن وتفريقهن بالقوة، مقابل السماح للتظاهرات النسوية الإسلامية التي ترحب بطالبان وتدعم تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية، وهنا تجدر الإشارة لأوجه الشبه للحكومات الدينية بالرغم من اختلاف مواقعها الجغرافية او مسميات جماعاتها المتطرفة، الا وهو سمة التمكين والتطهير لكل المكونات الحزبية المناوئة لهم.
اذن القلق النسوي متشابه بسبب عدم وضوح رؤية الدول الإسلامية حول نوعية أنظمة الحكم لديها، والدساتير التي ترسخ مفاهيم الديموقراطية واهمية ممارستها وشراكة السلطة، فلقد بليت نساء السودان بتكرار تجارب الحكم الديني الفاشل، منذ قوانين سبتمبر 1983 والتي لاتزال سيفاً مسلطاً علي النساء، ولارتباطها بقوانين الشريعة الإسلامية لم يجرؤ الحكام بإعلان بطلانها، ثم بني لاحقاُ الاخوان المسلمين برنامجهم الفكري والسياسي علي اساسها، وتتعاظم الاَن المخاوف من تكرار التجارب في ان تتراجع مكتسبات النساء، في ظل عدم تطوير قوانين الأحوال الشخصية.
فهل سينجح فلول النظام الإسلاموي المباد الي جر البلاد الي مربع الخراب، وتحجيم امال النساء العراض في النهضة الحقيقية، الي حد عتبات الخبز والوقود والبحث عن الأمان؟ اذ لا يوجد امل لتحقيق مستقبل حكم مدني للبلاد في ظل عجز الحكومة الانتقالية في الالتصاق بقضايا الشعب والتعهد بالشفافية.



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Butina_Terwis#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضايا النسوية والعقول الطالبانية! (2) الاعلان السياسي ووحد ...
- القضايا النسوية والعقول الطالبانية! (1)
- دارفور حري بها ان تتلقي الاعتذار وليس الاحتفال!
- النوع الاجتماعي ازمة المهووسين وعجز الحاكمين!
- وداعاً قدال.. ولا بواكي على الاخوان المسلمين!
- هن النساء.. لسن بسوائم!
- حين أتانا جبريل!
- (سيداو) وثيقة تعري تناقض الفقهاء! (3)
- (سيداو) وثيقة تعري تناقض الفقهاء! (2)
- (سيداو) وثيقة تعري تناقض الفقهاء! (1)
- المصادقة على (سيداو) بين النصر وعرج المسير!
- شباب الإسلاميين إفطار ام إنذار!
- شباب المدنية و(المتكوزنين) الطغاة!
- أبريل وأزمة الضمير!
- السلام (الحلو) وعجز القادرين على التمام!
- لقد ولي خطاب (أضربوهن)!
- نوال السعداوي! رؤية شجاعة للجنس والدين
- إنها جناية الأخوان المسلمين!
- يوم المرأة! الهوس الديني يعوق حقوقهن
- إزالة التمكين والإخوان المجرمين!


المزيد.....




- هل يؤثّر منح اللجوء للنساء الأفغانيات على معدّلات الهجرة في ...
- هل تسقط حصانة جيرار ديبارديو أخيرًا ويحاسب على اعتداءاته؟
- الناشطات مناهل العتيبي وبشرى بلحاج وجميلة بن طويس بمواجهة ته ...
- مركز أبوظبي للغة العربية يُخلّد منجزات المرأة في كتاب «مئة م ...
- بينهم -تيك توكر- شهير.. ضبط عصابة لاغتصاب الأطفال في لبنان
- قطب صناعة السينما هارفي وينستاين يعود إلى المحكمة بعد إلغاء ...
- -نظام الملالي- والمرأة.. موجة قمع جديدة ضد النساء في إيران
- 1 May 2024
- لبنان.. تقارير تشير إلى اغتصاب 30 طفلا من قبل -تيك توكر- شهي ...
- جندي إسرائيلي سابق يكسر الصمت: استهدفنا النساء والأطفال في غ ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بثينة تروس - مخاوف نسوية في ظل معارك الإسلامويين!!