أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعد محمد عبدالله - إستمرار الثورة وإستقرار البلاد














المزيد.....

إستمرار الثورة وإستقرار البلاد


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 7024 - 2021 / 9 / 19 - 12:33
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


حررت ثورة ديسمبر شهادة ميلاد السودان الجديد من ملاحم الشباب والنساء الذين لا يعرفون اليأس والخوف، ويحبون بلادهم، ويحلمون بوطن جميل، ومن أمنيات أرواح الشهداء الأوفياء والأنقياء، وأرواح الشهداء كما العصافير تُحلق وتترنم في فضاءات الحرية والسلام والعدالة والديمقراطية، ومولود الثورة الجديد يحمل جينات سودان الإستقلال، وهذا ميلاد ثانٍ للسودان، وجيل الثورة والتغيير الذي أسقط النظام الفاسد والمستبد هو سليل أجيال تحرير السودان من ظلمات حكم الإستعمار "الأول والثانٍ" إضافة للحكومات الدكتاتورية التي توالت علي البلاد؛ فمعدن شعبنا الصلد أصلب من صخور جبال "الأماتونج وتوتيل"، وهما أشمخ وأعرق جبال السودان وافريقيا الممتدة علي مد البصر، ومن صلصال الكفاح سنصنع أعمدة الحياة الجديدة، ولا يمكن إجهاض أحلام شعب عظيم خاض معارك التغيير والتحرر بجسارة منذ فجر التاريخ حتى نال وسام الحرية والسلام بجدارة، والآن يكتبُ شعبنا لصباح الغد أغنيةً جديدة بنور الثورة بين النيليين وغابات الأبنوس والنخيل مردداً شعار "حرية سلام وعدالة، والشعب يريد بناء سودان جديد" ومن مسارح الفن والإبداع ينشد محمد وردي للسودان "من غيرنا لصياغة الدنيا وترتيب الحياة القادمة"، وأتذكر دوماً أنشودة كتبتها ذات مساء داخل زنازين النظام البائد؛ أقول في خاتمتها "ثورة الحرية عادة ونهرها المعطاء سال"، ونهر الثورة المتدفق بين أفئدة السودانيين لا ينقطع أبداً، وقرار الشعب مدنية.

إننا نعبر الآن خطوط الخطر بأشواق لا تجف منابعها، ونعلم جيداً أن الطريق وعر، ومحفوف بأشواك غليظة، ومن رمُوها راموا تعطيل مسيرة قطار التغيير، لكن لا يمكن البتة سكون وخنوع الثوار أمام الأوباش أو الإستدارة والعودة للمربع الأول مهما بلغ الإظلام مداه؛ فثمة ضوء في أخر الطريق، وأمامنا فرص النهوض والتقدم نحو سودان السلام والديمقراطية، وفلول النظام يعملون لإيقاف عجلة الثورة والتغيير، ويريدون إعادة عقارب الساعة إلي الوراء، وهذه أوهام وخيالات أبواق النظام البائد، والزمن لا يعود، وإستمرار التفكيير من صندوق السودان القديم ومعسكر الدكتاتورية الإنقاذوية أصبح هذا الأمر بمثابة "أحلام ظلوط" للذين لا يفكرون بعقل منفتح في سودان الثورة والتغيير، ولمن يسبحون عكس التيار؛ هؤلاء يبصرون ضفاف المستقبل بعيون غير قادرة علي رؤية وإدراك وفرز الحقيقة المجردة والكامنة بين تطلعات تلك الجماهيير وزيف مشروع الأسلمة السياسية، وعدم تطابق نظرة أولئك الإنقاذيين مع روح العصر ونبض الثورة، وما زالوا لا يصدقون حقيقة هبوط تيار البروقراطية المتسلطة تحت الشعارات الإسلاموية الممسوخة، وصعود نظام جديد مُنحاز لضميير الشعب الكادح، وتلاقح أحلام جميع الفقراء والكادحيين والنازحيين واللاجئيين من أبناء الريف والمدينة للسير خطوةً بخطوة نحو الفجر، ونشاهد سطوع "قوس قزح الثورة" فوق سماء دولة السودان، وإنبلاج رؤية جديدة لمجتمع جديد شكل للعالم فسيفساء سودان السلام والديمقراطية والمواطنة بلا تمييز.

ما حدث، ويحدث اليوم من قِبل قوى الظلام والثورة المضادة من حياكة المؤامرات الداخلية والخارجية، والتربص بمستقبل الوطن والمواطن بعد الخارج التاريخي من نفق نكبة الحقبة الإنقاذية الدكتاتورية؛ وهذه الممارسات يجب أن تُحفز شعور الجماهيير بجراحات بلادهم وتدفعهم للخروج مجدداً إلي مسارح الكفاح لحماية مكتسبات ثورة ديسمبر، وأيضاً يجب أن تستشعر كل قوى الثورة والتغيير خطورة إنشطارئها وتشظيها وغيابها عن الساحة خاصة في هذه المرحلة الصعبة، ويتوجب عليها فتح بوابات الحوار من أجل وحدتها، وقيادة مواكب الثورة بخطاب جديد يُعبر عن آمال الحرية والسلام، ويناقش بشكل جاد قضايا المأكل والمشرب والمسكن والملبس والإستشفاء من كل داء دون موانع كما هو حالنا اليوم، ويجب أيضاً تفكيك مؤامرات النظام البائد الذي يعمل لإعاقة التغيير، ويفرح الإنقاذيين لما يحدث من خلاف بين قوى الثورة، ومن باب النظرة الوطنية، ومحبة السودان يجب علينا كسر جدران الخلاف، والعبور من محطة التخوين إلي فضاء أرحب يكون فيه الإعتراف بسودانوية جميع السودانيين، وحُب السودان يسع كل القلوب، فلا يمكن المزايدة علي حُبنا جميعاً لبلادنا مهما إختلفت وجهات النظر، ومن يريد توزيع صكوك الوطنية للناس عليه الإحتفاظ بضاعته؛ ومهما ضاق الأفق هنالك دوماً طريق للإلتقاء، وبحث كيفية تحقيق الأهداف المشتركة مع الإحتفاظ بألوان الإيدلوجيات والأطروحات السياسية بين المعاطف الحزبية، والإبتعاد قدر المستطاع عن التزمت لصالح إجراء الحوار المرن، وإدخار خُطب الحماسة للزمن، وإستعادة الإرادة الوطنية، وإيجاد منصة إنطلاق، ومفاتيح لنافذة حوار، ومشروع لإخراج البلاد من دائرة البؤس، وسوف يحين وقت السجالات الكبيرة والمجادلات والتحاجج في ظل مناخ جديد يتمتع فيه الجميع بحقوق وحريات سياسية ومدنية متساوية بينما يكون الشعب قد إستراح من رهق سنوات الفقر والقهر، وحينها فقط تستقيم الحياة، وتزدهر حقول السلام والعدالة الإجتماعية، ويكون الوطن بخير.

١٩ سبتمبر - ٢٠٢١م



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصريح صحفي
- كلمات تحت ركام مركز مالك عقار الثقافي
- إستعداء وإستهداف الرفيقة نعمات جماع
- تصريح صحفي:
- برقية للمتقى المغاربي الثاني
- زيارة النيل الأزرق بمناسبة تنصيب الفريق الحاكم أحمد العمدة
- السَارِد والمُترجِم - أحمد خالص/ نجم بعقوبة وملاك السلام
- القائد المفقود - وداعاً العم رضوان
- امتحانات المرحلة الثانوية بمايرنو
- إمتحانات شهادة مرحلة الأساس
- رسالة لحسين صالح
- ردا لحسين صالح بخصوص رده علي تصريح صحفي للناطق باسم الحركة ا ...
- الإسلاميين في السودان
- حادثة مستشفى سنار
- إزالة التمكين ومحاربة الفساد من أهم قضايا الساعة بسنار
- السعودية تعتقل الصحفي السوداني أحمد علي عبدالقادر
- التضامن مع المثقف التنويري المغربي سعيد ناشيد واجب أخلاقي
- حملة البحث عن المهاجر عثمان يوسف
- نازك الملائكة - رؤية إنسانية متجددة (٩)
- نازك الملائكة - رؤية إنسانية متجددة (٨)


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعد محمد عبدالله - إستمرار الثورة وإستقرار البلاد