أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسل ديوب - من يهزم رجالاً كهؤلاء ؟؟














المزيد.....

من يهزم رجالاً كهؤلاء ؟؟


باسل ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 1647 - 2006 / 8 / 19 - 11:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لا زلت أذكر شباناً من حزب الله إلتقيتهم في حلب في العام 2001 حيث قام هؤلاء بتنفيذ معرض عن المقاومة الإسلامية في المدينة الجامعية، كان عملهم مميزاً جداً من الناحية الفنية، والأكثر تميزاً كان تعاملهم مع زوار المعرض الذي كان حدثاً مميزاً بذاته، و بالأخص قيام السيد حسن نصر الله بافتتاحه، رغم تأييدي للمقاومة الإسلامية إلا أني شعرت بالحزن لأنهم في المعرض تجاهلوا نضالات حركة المقاومة الوطنية اللبنانية " جمول " التي أطلقها الشيوعيون بعيد خروج المقاتلين الفلسطينيين وأصبحت الجامع لنضال القوى الوطنية اللبنانية من كافة الاتجاهات والتيارات سوريين، قوميين، بعثيين، ناصريين، وشارك فيها مقاتلون عرب من كل الأقطار، فكان معرض “ حزب الله " ينسب كل شيء إلى المقاومة الإسلامية، وجدت ذلك غير مقبول فدم الجميع اختلط في أرض الجنوب والشهداء يجب معاملتهم بنفس الاحترام فلا فرق بين سناء محيدلي السورية القومية، ولولا عبود الشيوعية، وراغب حرب الإسلامي، وغيرهم،وكانت مرافقتنا لهم أثناء التجهيز تسمح بخوض نقاش حول ذلك، لكن المميز في نقاشهم كان الهدوء والتواضع وتقبل النقد بكل رحابة صدر، وكان أن اقترحوا علي أن أسجل ذلك في كلمتي في سجل الزوار،
كانت كلمتي عتب رقيق حول قيمة الشهادة والشهداء، فكان أجدى وأكثر غيرية لو عرضتم صور شهداء من مختلف التيارات، و كان ردهم نحن أحزاب متنافسة وتلك الأحزاب لا تذكرنا في معارضها.
عند تحرير الجنوب تبدت رجولة وعقلانية لا تضاهى عندهم، فرأينا المقاوم يلتقي بالعميل الذي عذبه في السجن، ونكل به بكل وحشية وخسة، و دك قريته بقنابل المدفعية، و سحل جثة شقيقه الشهيد في القرية، فيقوم المقاوم بتسليمه فوراً إلى الجيش أو الدرك اللبنانيين، كم هو مشهد بليغ وهائل في دلالته، لم تحدث " ضربة كف " واحدة في الجنوب، رغم أن بعض الإعلام اللبناني الذي هاله الانتصار حاول الإثارة والتهييج طائفياً لكنهم خابوا، فمن أجل الوحدة الوطنية كظم هؤلاء غيظهم وعفوا، ورغم معرفتهم بمعدن الغدر في العملاء لم يلاحقوهم ولم يغتالوهم ورغم خطرهم الكامن فالحرب الأخيرة أثبتت كم هم متجذرون في عمالتهم، فكثير ممن ألقي القبض عليهم مؤخراً في وقائع تجسس مشهودة هم من هؤلاء " الطلقاء “.
القصف في الحرب الأخيرة هدم البيوت وشرع أبوابها وأبواب المحال والمستودعات، و بيئة الحرب والكوارث مثالية للصوص و صغار النفوس، إلا عناصر الحزب في كل مكان بالمرصاد لكل من تسول له نفسه استغلال الوضع، ففي محلة “بئر العبد " تناثرت الحلي الذهبية من محال الصاغة فعمدوا إلى لملمتها، وفي محلة “صفير " قصفت بناية وتناثرت محتويات شققها ومنها حقيبة كبيرة تحتوي ألبسة جلدية تبلغ قيمتها آلاف الدولارات حفظها عناصر الحزب وسلموها لصاحبها، حقيبة أخرى تناثرت آلاف دولارتها على قارعة الطريق جمعوها ورقةً ورقة وسلموها لصاحبها، وفي ساحة "الغبيري" حاول لصوصٌ سرقة أحد المحلات فكانوا له بالمرصاد وسلموه للقوى الأمنية.
هؤلاء الأمناء مدنيون منتشرون بين الناس لأيام، و واقفين على خط النار لأيام أخرى، يقومون بواجبهم على أكمل وجه، وبصمت بليغ.

كيف يهزم هؤلاء المحاورون اللبقون، المتفهمون للآخرين وخصوصياتهم، يحاربون على جبهة القتال، و يتعايشون مع من يعتقد أن لا علاقة له بكل ما يجري في الجنوب، هذا إن لم يكن يساند العدو في سره ويتمنى النصر له، لا يعنيهم فرض حجاب على النساء، ولا يفكرون في إغلاق ملهى ليلي، مؤمنون بعمق لا يكفرون أي مختلف معهم، ودعوتهم موعظة حسنة، فكل جهدهم منصب على العدو الأوحد الصهيوني القاتل والمحتل الفاشي.
كيف يهزم من يفتدون الأرض والوطن بأرواحهم بكل طمأنينة ؟
كيف يهزم هؤلاء النبلاء الذين يقابلون الخناجر المسمومة بتجاهل شديد صوناً للوحدة الوطنية ولتفويت الفرصة على العدو ؟
كيف يهزم من يقودهم بطل كان ابنه في طليعة الشهداء ، يهزم من يربون أولادهم لتوريثهم كل شيء ، من المال المنهوب إلى الكرسي المسلوب .
صبروا على من يريدون نزع سلاحهم خدمة للعدو، حاوروهم وذهبوا معهم إلى أقصى حد، لكن السيد الأمريكي نفذ صبره وأوعز لإسرائيل لتنفيذ المهمة التي فشل فيها ذوو الخناجر المسمومة، وقبل أن تدحر وتهزم مذلولة تعالى هياجهم... دمرتم لبنان، أنتم مغامرون، أنتم خارج الدولة أنتم جزء من محور سوري إيراني لديه مآرب لا مصلحة لنا بها، أنتم خارج الإجماع الوطني، أنتم... ، والمقاومون هامات شريفة عملاقة، وطنيون صادقون يصدون العدو ويدحرونه غير ملتفتين لنعيق الغربان التي لن تبتلع ألسنتها.



#باسل_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل لن تأكل المعكرونة بعد اليوم
- أمهات نقلن المطبخ الى الصالون ليتابعن أخبار التلفزيون
- ألف لام سين النبأ اليقين في حوادث جريدة تشرين
- إذا كتبت مقالة فلا تقترب من جامعة البعث لأنهم سيفصلوك !!
- باي باي خطابات .... علي الديك + 10حبات للعامل في عيده
- أحداث الإسكندرية والعبرة السورية
- ابن المحافظ مُحافظ ولو مو حافظ درسه !!
- هل تعرفون عائشة؟ هي لا تعترف بكم !
- بعد الملك عبد الله والأمير سعود الفيصل و جنبلاط مبارك يكمل ر ...
- أين هو المليون زائر الذي وعدت به حلب ؟؟؟
- هل قدم سوريو الخزي والعار التهنئة لآفي ليختر بمناسبة عيد الم ...
- عمرو إسماعيل أم عمرو بن العاص الذي ينهش في لحم أحمد سعدات ؟؟
- 11 أيلول العراقي لا يهم من الفاعل المهم هي النتائج
- لا تبتذلوا سمر يزبك أيها المثقفون
- التزلج على الوحل في حلب عاصمةالثقافة الاسلامية
- نداء إلى العلمانيين العرب : زياد الرحباني في خطر !
- تحويل بول السوريين إلى ذهب ليبرالية جديدة أم بوليرالية
- السياسي السوري وتعويض نهاية الخدمة
- صارع أمواج البحر الأحمر 20 ساعة ثم عاد إلى حلب الشهباء
- هزيمة أنفلونزا الطيور على الطريقة الحلبية


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسل ديوب - من يهزم رجالاً كهؤلاء ؟؟