التحديات والحلول العابرة للحدود في مناخ الشرق الأوسط

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)

الحوار المتمدن-العدد: 7023 - 2021 / 9 / 18 - 19:09
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

التحديات والحلول العابرة للحدود في مناخ الشرق
الأوسط

بقلم محمد عبد الكريم يوسف

نظرًا لموقعها الجغرافي والظروف المناخية الجافة ، تعد منطقة الشرق الأوسط إحدى أكثر المناطق عرضة لضغوط المناخ ، وخاصة ارتفاع درجات الحرارة وندرة المياه. وفقًا لأطلس مخاطر مياه قنوات المياه التابع لمعهد الموارد العالمية ، فإن الشرق الأوسط هو أكثر مناطق العالم إجهادًا بالمياه ، حيث يمتلك 1 ٪ فقط من إجمالي موارد المياه العذبة المتجددة في العالم.

يؤدي ارتفاع درجات الحرارة وفترات الجفاف الطويلة ، جنبًا إلى جنب مع تزايد السكان والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والتحضر ، إلى زيادة الضغط على موارد المياه الشحيحة ، مما يشكل تهديدات خطيرة للحياة وسبل العيش والتنوع البيولوجي والاستقرار الاقتصادي والأمن البشري. والأهم من ذلك ، بالنظر إلى الجغرافيا والموارد الطبيعية المشتركة في المنطقة ، فمن المحتمل أن تكون آثار تغير المناخ محسوسة عبر الحدود.

يزداد وعي دول الشرق الأوسط والتزامها بمعالجة ضغوط المناخ ، بما في ذلك بناء السدود والتوسع في استخدام تحلية المياه. ومع أن هذه الحلول المحلية مفيدة ، إلا أنها قد تخلق مخاطر ونقاط ضعف محلية وعابرة للحدود. 

ونظرا للتباين في ثروات الموارد الطبيعية والظروف الاجتماعية والاقتصادية ، يمكن للدول الاستفادة من ثقافتها ولغتها ودينها المشترك لإيجاد حلول جماعية تعالج قضايا المناخ والبيئة الإقليمية ، بما في ذلك عن طريق:

إدراك أن وقت العمل قد حان الآن: 
نظرًا لكونها على الخط الأمامي لتغير المناخ ، يجب على دول الشرق الأوسط أن تدرك أنه يجب معالجة هذه القضية بشكل عاجل ولا يوجد وقت نضيعه.

الشروع في إجراءات فورية: 
خلقت الحكومات الإقليمية زخمًا في معالجة تغير المناخ من حيث التخفيف والتكيف. ومع ذلك ، فقد تمحور هذا الزخم إلى حد كبير حول إنشاء مبادرات وأهداف دون ربطها بالضرورة بالسياسات واللوائح اللازمة لتحقيقها. يجب المبادرة في التنفيذ بنفس القدر من الأهمية. تحتاج الدول الإقليمية إلى تجاوز تحديد الأهداف إلى اتخاذ الإجراءات اللاذمة على أرض الواقع.

تمكين الابتكارات والحلول المحلية:
على الرغم من الاهتمام المتزايد بمعالجة قضايا المناخ والبيئة ، يتم استيراد معظم التكنولوجيا والمعرفة اللازمة للقيام بذلك. في حين أن هذه الواردات مفيدة ، إلا أنها ليست بالضرورة مصممة للمنطقة ، وعادة ما تحتاج إلى تكييفها لتناسب الظروف المحلية. تحتاج دول الشرق الأوسط إلى الاستفادة من أعداد الشباب الكبيرة لديها وتمكين نظام ابتكار وطني لضمان أن التقنيات والمهارات تلبي الاحتياجات والأولويات المحلية.
 
في عام 2021، لم يتجاوز متوسط الاستثمار في البحث والتطوير Research and Development في الشرق الأوسط 1٪--- من الناتج المحلي الإجمالي ، وهو الحد الأدنى المطلوب لقاعدة علمية وتكنولوجية فعالة حددتها اليونسكو.
 
يجب على الدول الإقليمية رعاية المؤسسات القائمة ، مثل الجامعات وكيانات البحث والتطوير ، لتعزيز الابتكار التكنولوجي ، وتحسين الكفاءة والمهارات العلمية ، ودعم انتشار المعرفة بين أصحاب المصلحة المعنيين.

العمل معًا: 
تشترك بعض دول الشرق الأوسط في المناطق الجغرافية والموارد الطبيعية ، بما في ذلك موارد المياه المشتركة والبيئات البحرية والنظم الإيكولوجية الساحلية والأراضي الزراعية. 

لذلك ، من المحتمل أن تكون آثار تغير المناخ محسوسة عبر الحدود ، وإذا لم تتم إدارتها بشكل صحيح ، فقد يؤدي ذلك إلى صراعات أو انعدام الأمن. 

ينبغي أن تتضمن معالجة التحديات المناخية استجابات عابرة للحدود. بالنظر إلى الاختلافات في الدخل والتنمية ، يمكن لدول الشرق الأوسط الاستفادة من الحوكمة والتعاون الإقليميين ، لا سيما في مجالات تنسيق السياسات ووضع جدول الأعمال ، والبحث والمعرفة وتبادل المعلومات ، والمساعدة الفنية وبناء القدرات ، والاستفادة من
التمويل.

فيما يتعلق بقضايا المناخ لا يمكن لدولة لوحدها أن تحسن المناخ والبيئة نظرا للتداخل الجغرافي للحدود وصغر مساحة الدول في المنطقة.

المراجع
تقارير دورية للأمم المتحدة خلال الثلاث أعوام الماضية 2019,2020,2021
 

#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل