أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - هزيمة بقوة الصدمة .














المزيد.....

هزيمة بقوة الصدمة .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 7015 - 2021 / 9 / 10 - 23:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تشكل محطة انتخابات 8 شتنبر 2021 لحظة تاريخية مهمة في الحياة السياسية للمغرب من حيث نتائجها ودلالاتها . ذلك أن الناخبين المغاربة ، تصرفوا بكل وعي ووطنية متحررين من أي تأثير ديني أو إيديولوجي ، فقرروا وضع حد لتجربة الإسلام السياسي في تدبير الشأن العام ، سواء على مستوى الحكومة أو المجالس الترابية . لقد سبق ومنح جزء مهم من الناخبين أصواتهم لفائدة مرشحي حزب العدالة والتنمية الذي تمكّن من تصدّر نتائج الانتخابات في مناسبتين متتاليتين ؛ومن ثم قيادة الحكومة على مدى عشر سنوات . دعم الناخبين هذا أصاب قيادة البيجيدي بغرور لا حدود له اعتقدوا بسببه أنهم صاروا "قوة لا تُقهر" ؛ بل باتوا ، قيادة ووزراء ومنتسبين للحزب، يتصرفون كأنهم الحكام السرمديون للمغرب ، وأن الشعب ولاهم أمر دينه ودنياه وتنازل لهم عن سيادته . إذ لا يخلو حديث أي قيادي من قيادة الحزب ولا عضو من أعضائه من عناصر الاستقواء "بإرادة الشعب" و"صناديق الاقتراع" كلما واجه خصما سياسيا أو انتقادا لسوء تدبير الشأن العام. لقد أساء البيجيديون قراءة الدستور كما أساؤوا فهم "الشرعية الانتخابية" ، مما جعلهم يتصرفون خارج الضوابط الدستورية والأعراف السياسية . بلغ هذا الغرور والاستئساد ذروته عندما تم تكليف بنكيران بتشكيل الحكومة خلال الولاية الثانية ففشل بسبب "طغيانه" وعجرفته وظل منعزلا ببيته سبعة أشهر تاركا البلاد بدون حكومة ومصالح المواطنين معطلة . إن الشرعية الانتخابية ليست توقيعا على بياض يسمح بتغليب الذاتي/الحزبي على مصلحة الشعب والوطن كما تتصور قيادة البيجيدي والأمين العام السابق بنكيران الذي قال أمام أعضاء حزبه:"الناس استأمنونا على أصواتهم كي نكون في رئاسة الحكومة ، لهذا وجب احترام هذه الإرادة كدولة" . لقد جعل بنكيران نفسه فوق الدستور وحاول فرض إرادته على الجميع (ملكا ، أحزابا ، شعبا ودولة). وتبعته في هذا الغرور والطغيان شبيبة الحزب ببلاغ تشدد فيه على ضرورة “الاحترام الكامل والمبدئي للمقتضيات الدستورية التي لا تحتمل تأويلا سوى أن الأمين العام للحزب المتصدر للانتخابات البرلمانية هو المفوض شعبيا والمكلف دستوريا بتشكيل الحكومة”.ومضمون هذا المواقف/الرسائل :إما بنكيران رئيسا للحكومة أو لا أحد ، وليذهب الوطن للفوضى والخراب.
ظل حزب العدالة والتنمية يتصرف بمنطق الحزب الوحيد الذي يملك شرعية القرار والتقرير في مصير الشعب و لا سلطة غير سلطته في إدارة الشأن العام . فعقيدته الإيديولوجية لا تسمح له بقبول الاختلاف أو التناوب على تدبير الشأن العام ولا حتى سحب ثقة الناخبين منه . فالحزب انخرط في العمل السياسي وخاض غمار التنافس الانتخابي بعقيدة "التمكين" والاستحواذ على السلطة والدولة وليس بخلفية ديمقراطية تؤمن بتنافس الأحزاب والبرامج الانتخابية وبحق الشعب في اختيار من يسير شؤونه العامة وفق الآلية الديمقراطية. لهذا لم تتخيل قيادة الحزب أنه سيأتي يوم يغير فيه الناخبون رأيهم فيمنحون أصواتهم لأحزاب أخرى تؤهلها لقيادة الشأن الحكومي وفق ما تطرحه من برامج. فالتصويت لغير مرشحي البيجيدي بعد تزكيتهم في محطة انتخابية سابقة أمر غير وارد بالنسبة للبيجيدي قيادة وقواعد. ذلك أن التصويت للحزب كالعضوية فيه لا تسمح قيادة الحزب بخلافهما . لهذا لا نستغرب أن تهدد قيادة الحزب وتعقد العزم على مقاضاة الأعضاء الذين انسحبوا من الحزب وانضموا لأحزاب أخرى .وهذا دليل على أن الحزب غير متشبع بما يرفع من شعارات ، وأنه لا يختلف عن "الطائفة" في الانغلاق ؛ بل يتعامل مع أعضائه بالمنطق الفقهي القروسطي الذي يستنجد "بحد الردة" في حق من يخرج عن الجماعة. فمن يدخل الحزب أو يصوت عليه لا يحق له تغيير موقفه ولا انتماءه . هذه العقيدة "الإخوانية" هي التي جعلت قيادة الحزب تتعامل مع الشعب المغربي كـ"رهينة" محكوم عليه بالطاعة والخضوع للحزب ولقراراته مهما كانت جائرة . وقد سبق لرئيس الحكومة السابق ،بنكيران ،أن استبد برأيه وقراره بتغيير قانون التقاعد حتى ولو "احتجوا عليه بشعب الصين"، كما قال داخل قبة البرلمان. بهذه الخلفية العقدية "الإخوانية" لم تستسغ قيادة الحزب نتيجة الانتخابات التي هوت بها من المرتبة الأولى إلى الثامنة ، وقضت على أحلامها في قيادة الحكومة ومواصلة إستراتيجية "التمكين" واختراق مفاصل الدولة. ففي بلاغها عبرت الأمانة العامة للحزب عن الصدمة الشديدة التي أحدثتها النتيجة ، لدرجة أنها اعتبرت " النتائج المعلنة نتائج غير مفهومة وغير منطقية ولا تعكس حقيقة الخريطة السياسية ببلادنا ولا موقع الحزب ومكانته في المشهد السياسي وحصيلته في تدبير الشأن العام المحلي والحكومي والتجاوب الواسع المواطنين مع الحزب خلال الحملة الانتخابية".
لقد تخلى عن الحزب أعضاء كثيرون منه والمتعاطفون عقابا له على ما ارتكبه في حق الشعب من مظالم وقرارات بحجم الجرائم مست الأرزاق ومصير وأحلام الشباب في الشغل وانتظارات المواطنين في الخدمات الاجتماعية والعيش الكريم . لم يدرك الحزب ، بعد، أن الناخبين منحوه أصواتهم ، ليس لتحرير فلسطين أو إقامة دولة الشريعة ، ولكن لمحاربة الفساد ومحاسبة ناهبي المال العام وتجويد الخدمات الاجتماعية وفتح فرص الاستثمار والتشغيل. لا شيء من هذه الانتظارات والمطالب تحقق ، بل أجهز الحزب على القدرة الشرائية وقضى على فرص الشباب في الشغل وفي الوظيفة العمومية ورهن مستقبل الوطن بيد الدوائر المالية العالمية . اليوم يحصد الحزب نتائج الوعود التي أخلف والآمال التي وأد والحقوق التي صادر .لقد أطفأ البيجيديون مصباحهم بأفواههم فرمى به الناخبون بين المتلاشيان.



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعود البيجيدي الانتخابية وعود عرقوب (13).
- وعود البيجيدي الانتخابية وعود عرقوب (12).
- وعود البيجيدي الانتخابية وعود عرقوب (11).
- وعود البيجيدي الانتخابية وعود عرقوب (10).
- وعود البيجيدي الانتخابية وعود عرقوب (9).
- وعود البيجيدي الانتخابية وعود عرقوب (8).
- وعود البيجيدي الانتخابية وعود عرقوب (7).
- وعود البيجيدي الانتخابية وعود عرقوب (6).
- وعود البيجيدي الانتخابية وعود عرقوب (5).
- وعود البيجيدي الانتخابية وعود عرقوب (4).
- وعود البيجيدي الانتخابية وعود عرقوب (3).
- وعود البيجيدي الانتخابية وعود عرقوب (2).
- وعود البيجيدي الانتخابية وعود عرقوب (1).
- تغوّل خوانجية تونس درْس للمغاربة.
- حقوق الإنسان صارت أداة لاستهداف سيادة الدول.
- تيار السلفية المدخلية : المنشأ والمآل (3/3).
- تيار السلفية المدخلية : المنشأ والمآل (2/3).
- تيار السلفية المدخلية : المنشأ والمآل (1/3).
- محاربة الفساد شرط لمصداقية الانتخابات .
- العرض السياسي للبيجيدي نكوص وانفصام (6).


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - هزيمة بقوة الصدمة .