أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالخالق حسين - الإرهاب وسياسة بريطانيا الخارجية!















المزيد.....

الإرهاب وسياسة بريطانيا الخارجية!


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1645 - 2006 / 8 / 17 - 11:15
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بعد كل عملية إرهابية تقوم بها جماعة من المتطرفين المسلمين في بريطانيا، يطلع علينا نفر من الشخصيات يدعون أنهم زعماء الجاليات المسلمة، وحتى دون أن ينتخبهم أحد، (self appointed bodies) يطرحون أنفسهم كناطقين رسميين باسم مسلمي بريطانيا. وبدلاً من أن يقوم هؤلاء بإدانة الإرهاب والإرهابيين وتبرئة الدين الإسلامي من تصرفات المتطرفين الهمجية، نراهم على الضد من ذلك، يحاولون خلق التبريرات للإرهاب وإلقاء اللوم على سياسة الحكومة البريطانية وبالأخص السياسة الخارجية ومطالبتها بتغيير هذه السياسة لتنسجم مع مشيئتهم. وهذه النغمة هي صدى لما يتردد باستمرار في أوساط اليسار الأوربي والمنظمات الإسلامية التي تدعي الاعتدال في الغرب.

لقد سمعنا هذا النقد لسياسة حكومة السيد توني بلير بعد تفجيرات قطارات الأنفاق يوم 7/7/2005، بل وحتى قبلها، وتجدد الآن بعد قيام الأجهزة الأمنية البريطانية في 10 آب/أغسطس الجاري بإحباط مخطط رهيب لتفجير طائرات الركاب المتجهة من لندن إلى أمريكا. ونفس حملة النقد هذه تشن على جميع الحكومات الغربية عند قيام أعمال شغب أو جريمة إرهاب في بلدانها من قبل الجاليات المسلمة، كما حصل في باريس في العام الماضي، وتفجيرات مدريد في آذار 2004 من قبل أتباع القاعدة.
فبعد اكتشاف المخطط الإرهابي يوم 10/8 لتفجير طائرات المسافرين، رفع نفر من الشخصيات رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء البريطاني، وقعها ثلاثة من أعضاء البرلمان البريطاني المسلمين وثلاثة شخصيات بارزة، بالإضافة إلى 38 مجموعة إسلامية، بما فيها مجلس مسلمي بريطانيا، يدعونه فيها إلى تغيير سياساته الخارجية، مدعين أن سبب انخراط الشباب المسلمين البريطانيين في الإرهاب هو سياسة الحكومة البريطانية اتجاه أفغانستان والعراق، وأخيراً لبنان!!

بدءً، أود التذكير بما طرحته في مقالات سابقة في البحث عن أسباب الإرهاب وخاصة مقالتي الموسومة (لماذا معظم الإرهابيين مسلمون؟). كذلك من المفيد الرجوع إلى مقالة الدكتور عزيز الحاج الأخيرة بعنوان (الحرب الأخرى!)، كما وتطرق زملاء آخرون من الكتاب الأفاضل وبالأخص الأستاذ العفيف الأخضر والدكتور شاكر النابلسي وغيرهما، كتبوا في هذا الخصوص. ومعظمنا توصلنا إلى استنتاج واحد، ألا وهو أن السبب الأساسي لتفشي الإرهاب الإسلامي هو سياسة التربية والتعليم الخاطئة في بث روح الكراهية ضد أصحاب الديانات الأخرى، ونشر روح التعصب الديني والادعاء بامتلاك الحقيقة، وعدم التسامح مع المختلف. وهذه التربية هي التي مهدت التربة لإيقاع الشباب المسلمين صيداً سهلاً في شباك الإسلام السياسي وتحويلهم إلى إرهابيين ليكونوا قنابل موقوتة لقتل أكبر عدد ممكن من الأبرياء من غير المسلمين، بل وحتى من المسلمين الذين لا يوافقونهم على تسييس الدين أو من مذاهب إسلامية أخرى، كما هو الحال الآن في العراق وباكستان، حيث القتل على الهوية المذهبية.

يركز المعترضون على سياسة الحكومة البريطانية الخارجية فيما يخص تحالفها مع أمريكا في إسقاط النظامين الجائرين في أفغانستان والعراق، وأضافوا إليه أخيراً القضية اللبنانية. والسؤال الذي نود طرحه على السادة موقعي رسالة الاحتجاج هو، ما الذي حصل أولاً، الإرهاب على الدول الغربية، أم احتلال أفغانستان والعراق ؟

الملاحظ، أن هناك نوع من التناغم والتنسيق، بين الإرهابيين والزعماء المسلمين المعتدلين، بقصد أو بسذاجة وحسن نية. فالإرهابيون يقومون بالإرهاب، والزعماء المسلمون المفترض بهم الاعتدال يجهدون في إيجاد التبريرات والمعاذير لهم. فكما صرحت الوزيرة البريطانية السيدة روث كيلي، بعد لقائها بوفد من زعماء الجاليات المسلمة، أنه "لا يمكن أن نسمح للإرهابيين بإملاء سياساتهم علينا وأن نذعن لهم في وضع سياستنا الخارجية. ومهما كانت هذه السياسة فلا يمكن أن تكون مبرراً للإرهاب.". كما وقال وزير الدفاع البريطاني، ديز براون، رداً على رسالة هؤلاء، إن السياسة الخارجية لبلاده ليست مسؤولة عن تحول أشخاص إلى "قتلة يمارسون إرهابهم دون تمييز". وإن "طبيعة هذا النوع من الإرهاب تسبق انخراطنا .. في العراق أو أفغانستان".
وهذا الرد يؤكده تسلسل الأحداث الإرهابية، حيث قامت جماعة إسلامية وبتحريض من الشيخ عمر عبدالرحمن بتفجير مركز التجارة الدولي بنيويورك عام 1993. كما وقامت جماعة أخرى من القاعدة بضرب السفارة الأمريكية في كل من نايروبي ودار السلام عام 1998. كذلك كارثة 11 سبتمبر 2001 في نيويورك وواشنطن والتي راح ضحيتها نحو ثلاثة آلاف من الأمريكيين ومختلف الجنسيات والتي كانت نقطة تحول في موقف أمريكا من الإرهاب والدول المارقة التي ترعى الإرهاب. كما وتعرضت دول للإرهاب لا علاقة لها بقضية أفغانستان والعراق مثل: فرنسا وروسيا، وحتى الإسلامية مثل: إندونيسيا وتركيا والمملكة العربية السعودية ومصر والجزائر والمغرب، دون أن تؤيد هذه الدول الحرب على العراق ولم تشارك فيها بل وحتى عارضتها. ومع ذلك لن تسلم هذه الدول من الإرهاب. كذلك وقعت موجة من التفجيرات في قطارات الأنفاق في باريس في التسعينات من القرن الماضي من قبل الإرهابيين المسلمين، رغم محاولات الحكومة الفرنسية استرضاء المسلمين من سكانها ومواصلة علاقتها الحميمة مع الدول العربية والإسلامية ولكن دون جدوى.

إذنْ، ماذا يعني كل ذلك؟ هذا يعني أن الإرهابيين لا يحتاجون إلى مبررات، فهم مبرمَجون من قبل فقهاء الموت الذين مجدوا لهم الموت وقتل الأبرياء باسم الجهاد في سبيل الله والإسلام لقتل أكبر عدد ممكن دون تمييز، لضمان مكان لهم في الجنة بأسرع وقت ممكن. فبعد كل عملية إرهابية نسمع مبررات جديدة تناسب تلك العملية، فكما ذكر الدكتور عزيز الحاج في مقاله الذي أشرنا إليه أعلاه، عندما قام الإرهابيون بتفجير قطارات باريس في التسعينات، قالوا أنها للانتقام من ماضي فرنسا الاستعماري لبلدان شمال أفريقيا. وعن تفجيرات بالي في إندونيسيا قالوا أن المراقص ضد تعاليم الإسلام. وفي بلغت بلغت حججهم من التفاهة بحيث لا تصدق كقتلهم للرياضيين الذين يلبسون الشورت أو حلقي الذقون... وأخيراً راحوا يقتلون المصابين يمرض الأيدز... وهكذا ففي كل عملية إرهابية يطلعون علينا بتبريرات جديدة مختلفة.

فإذا كانت السياسة الخارجية البريطانية فيما يخص العراق وأفغانستان هي سبب دفع المسلمين إلى الإرهاب، لكان من المفترض أن يكون معظم الإرهابيين في بريطانيا من العراق وأفغانستان. بينما الحقيقة الناصعة تؤكد أن معظم المتورطين في الإرهاب ومخططاته هم بريطانيون من أصول باكستانية، أو إنكليزي تحول حديثاً إلى الإسلام وليس من بينهم عراقي أو أفغاني واحد. فهل هؤلاء أكثر حرصاً على العراق وأفغانستان من العراقيين والأفغان أنفسهم؟ ناهيك عن فلسطين ولبنان.

أما فيما يخص إقحام القضية اللبنانية في تبرير الإرهاب، فقد فضح موقعو الرسالة أنفسهم، لأن عملية ملاحقة خلايا الإرهاب التي خططت لتفجير الطائرات المتجهة من لندن إلى أمريكا بعد 10 آب الجاري، كانت قد بدأت ملاحقتها منذ تسعة أشهر، أي أنهم خططوا لهذا الإرهاب قبل اندلاع الأزمة اللبنانية بثمانية أشهر. وهذا يثبت أن لا علاقة لهذا الإرهاب بالأزمة اللبنانية الحالية.

ومن كل ما تقدم، نستنتج أن الادعاء بأن سياسة السيد توني بلير الخارجية هي المسؤولة عن دفع هذا النفر الضال من المسلمين في بريطانيا إلى الإرهاب ما هو إلا ادعاء باطل ومضلل، ودليل على وقوع موقعي الرسالة تحت تأثير دعاة الإرهاب ولأغراض سياسية غير نزيهة، القصد منها تبرير الإرهاب أولاً، وتصفية حسابات مع حكومة بلير ثانياً، لا لشيء إلا لأن حكومة بلير ساهمت في إسقاط حكومات جائرة مثل حكومة طالبان في أفغانستان ونظام البعث الفاشي في العراق. وبعملهم هذا فقد أساء هؤلاء إلى سمعتهم وسمعة المسلمين في بريطانيا، حيث كشفوا أنفسهم كمنحازين للحكومات الجائرة في البلاد الإسلامية التي فروا من مظالمها، وتنكروا لتقاليد وأعراف بلاد ديمقراطية آوتهم ووفرت لهم الأمان والكرامة والحرية والتي سمحت لهم بحق الاحتجاج على حكومة ديمقراطية منتخبة مثل حكومة بلير. فهل بإمكان هؤلاء تقديم هكذا احتجاج في البلاد الإسلامية التي قدموا منها؟



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرار 1701 وانتصارات نصر الله!!
- الإسلام في حالة مجابه مع العالم
- الانتصارات، بين الوهم والحقيقة
- ثورة 14 تموز وعبدالكريم قاسم (14) الخلاصة والإستنتاج
- الإناء بما فيه ينضح
- ثورة 14 تموز وعبدالكريم قاسم (13) قالوا عن الزعيم عبدالكريم ...
- هل حقاً صار حزب الله قوة عظمى؟
- ثورة 14 تموز وعبدالكريم قاسم (12) موقف الجواهري من قاسم
- ثورة 14 تموز وعبدالكريم قاسم (11) من هو عبد الكريم قاسم؟
- ثورة 14 تموز وعبدالكريم قاسم (10) أسباب اغتيال ثورة 14 تموز
- النصر من منظور نصرالله!!
- ثورة 14 تموز وعبدالكريم قاسم (9) حوادث العنف في عهد الثورة!!
- الأهداف الحقيقية وراء تدمير لبنان
- ثورة 14 تموز وعبدالكريم قاسم (8) الثورة والحزب الشيوعي العرا ...
- لبنان يحترق ونيرون يتبجح
- ثورة 14 تموز وعبدالكريم قاسم ..الفصل السابع
- السباق نحو الهاوية!
- ثورة 14 تموز وعبدالكريم قاسم 6
- ثورة 14 تموز وعبدالكريم قاسم 5
- ثورة 14 تموز وعبدالكريم قاسم 4


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالخالق حسين - الإرهاب وسياسة بريطانيا الخارجية!