أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - الإسلام في حالة مجابه مع العالم















المزيد.....

الإسلام في حالة مجابه مع العالم


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1641 - 2006 / 8 / 13 - 10:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرة أخرى نجحت عناصر الشر في وضع الإسلام والمسلمين في وضع لا يحسد عليه، إذ نجح هؤلاء في اختطاف الإسلام ووضعوا المسلمين في حالة مجابهة دموية مع العالم المتحضر. فالدين المفترض به أنه جاء رحمة للعالمين، حوله الإسلامويون المتطرفون في هذا الزمن الرديء إلى نقمة، ليس على العالمين فحسب، بل وعلى المسلمين أنفسهم أيضاً. فقد تمكنت يوم أمس (10 آب الجاري) أجهزت الأمن البريطانية بالتعاون مع نظيراتها في أمريكا وباكستان من إحباط مخطط جهنمي وضعته خلايا الإرهابيين، مسلمين بريطانيين من أصول باكستانية، للقيام بجرائم مروعة في القتل الجماعي تفوق في هولها ما حصل يوم 11 سبتمبر/أيلول 2001. وكما وصفه الناطق الرسمي لشرطة اسكوتلانديارد بأنه محاولة «للقتل الجماعي على نطاق يفوق التصور». ولحد الآن تم إلقاء القبض على 24 من أعضاء هذه الخلايا في بريطانيا، وعدد منهم في باكستان. ومخطط الإرهاب هذا يعتمد استخدام معدات إلكترونية، وسوائل كيمياوية، تبدو وكأنها مشروبات عادية، ولكن يمكن استخدامها في الطائرة كمتفجرات، استهدفت نحو 10 طائرات معظمها أمريكية تنقل آلاف الركاب عبر الأطلسي، وعلى أن تتكرر هذه العمليات الإجرامية لمرات عديدة.
مرة أخرى، أثبتت هذه العملية على أن الحرب على الإرهاب مسألة لا بد منها وليست مبررة فحسب، بل هي في منتهى الضرورة، لأن يعتمد عليها مستقبل البشرية وأمنها وسلامتها وحضارتها. مرة أخرى نتأكد أن اندفاع شريحة معينة ضالة من المسلمين إلى الإرهاب هو ليس بسبب عوامل اجتماعية واقتصادية أو عزل جاليات المسلمين في أوربا عن المجتمعات المضيفة، كما يدعي البعض، لأن هناك عشرات الجاليات من غير المسلمين يعيشون في ظروف مماثلة إن لم نقل أنها أشد وطأة من ظروف الجاليات المسلمة، ولكنها لم تلجأ إلى الإرهاب، أو أعمال العنف، كما يفعل المسلمون.
وقد يعترض البعض على قولي بتفرد المسلمين بالإرهاب العالمي، بأن هناك من غير المسلمين مارسوا الإرهاب، مثل جيش التحرير الايرلندي السري (IRA)، وحركة نمور التامل (Tamil Tigers) في سريلانكا وغيرهما. وردي على هذه الاعتراضات أن هذه المنظمات لها أهداف سياسية واضحة وصراعها محلي ضد حكومات بلدانها وليس ضد العالم أجمع. أما الإرهاب الإسلامي فهو ضد العالم وبدون أهداف واضحة عدا قتل أكبر عدد ممكن من الأبرياء وبشكل عشوائي.
وهذا يكشف لنا دون ريب، أن السبب الأساسي الذي يدفع الشباب المسلمين إلى الانخراط في خلايا منظمات الإرهاب هو التعاليم الخاطئة وسوء استخدام النصوص الدينية في عملية غسل أدمغة النشء الجديد منذ المراهقة حيث يمكن تشكل شخصياتهم بسهولة قبل نضجهم وإكمال ثقافتهم وتعليمهم، فتقوم جهات إسلامية مسيسَّة بتوجيه هؤلاء ونشر ثقافة الكراهية والبغضاء بينهم ضد غير المسلمين وتقسيم العالم إلى (فسطاط كفر وفسطاط إيمان ودار حرب ودار الإسلام) وحثهم على شن ما يسمى بحرب الجهاد ضد العالم، واعتبار قتل غير المسلمين جهاداً في سبيل الله والإسلام وفرض عين على كل مسلم ومسلمة، وبذلك سيضمن دخوله الجنة من أقصر طريق. هذا هو العامل الأساسي في دفع بعض المراهقين من المسلمين إلى ارتكاب جريمة الإرهاب الذي يصفونه بالجهاد.
كذلك هناك دراسات كشفت أن العديد من خطباء المساجد في أوربا يقومون بشحن أتباعهم من رواد المساجد في خطبهم، بمشاعر الكراهية ضد شعوب الدول المضيفة وحثهم على الجهاد ضد هذه الشعوب. كما وكشفت الصحف البريطانية بعد تفجيرات 7/7/2005 في قطارات الأنفاق في لندن، أنه قامت الحكومة البريطانية في السنوات الماضية بتعيين عدد من رجال الدين المسلمين كوعاظ لإعادة تثقيف السجناء الشباب المسلمين، المحكوم عليهم في جرائم عادية، لتأهيلهم ودفعت لهؤلاء الوعاظ رواتب سخية من أموال دافعي الضرائب. ولكن بدلاً من أداء الواجب المطلوب، قام العديد من هؤلاء الوعاظ بعملية غسل عقول السجناء المسلمين وتشجيعهم للانتماء إلى المنظمات الإرهابية ونجحوا في رفد عدد منهم.
كل هذا يدل على أن هناك نكران الجميل من قبل بعض المسلمين لفضل الدول الغربية التي آوتهم وآمنتهم من خوف ومن جوع، وضمنت لهم العيش الكريم وتوفير جميع الخدمات الاجتماعية، في الصحة والتعليم ..الخ، إلا إنهم يقابلون هذا الجميل بالإرهاب، ويبررون عملهم الشنيع هذا بالنصوص الدينية وما قاله السلف، وقد جئنا على ذكر العديد من هذه النصوص في مقال لنا قبل أشهر بعنوان: (لماذا معظم الإرهابيين مسلمون؟)

دليل آخر يثب صحة دور التعاليم الخاطئة في دفع بعض المسلمين إلى الإرهاب، هو أن معظم هؤلاء الإرهابيين لهم علاقة بالمدارس الدينية في باكستان. والمعروف عن هذه المدارس أنها انتشرت وتكاثرت بسرعة في عهد الاحتلال السوفيتي لأفغانستان، وبدعم مالي من جهات خليجية لنشر الفكر السلفي الجهادي التكفيري. وأن معظم الطالبان (الطلبة) الأفغان الذين قاموا بالحركة المعروفة بهذا الاسم، وأقاموا إمارة الطالبان بالتعاون مع منظمة القاعدة، كانوا من خريجي هذا المدارس التي بلغ عددها نحو 13 ألف مدرسة في عموم باكستان. ورغم الدور المهم الذي تلعبه باكستان في عملية محاربة الإرهاب، إلا إن البعض يعتقد، أن تعاملها مع (القاعدة) والطالبان، ذو وجهين، فمن جهة يعملون على ترضية أمريكا والمجتمع الدولي ببعض الحملات الصغيرة، ولكنهم غير جادين لاعتقال بن لادن والظواهري الموجودين على حدودهم وربما حسب بعض التقارير داخل أراضيهم الحدودية. ولكن بالتأكيد بإمكان الحكومة الباكستانية المساعدة على تجفيف منابع الإرهاب وذلك بغلق هذه المدارس التي صارت مفاقس لنشر الإرهاب وتصديره إلى العالم. إذ يجب، إما غلق هذه المدارس أو تحويلها إلى مدارس حكومية شأنها شأن بقية المدارس العادية لتساهم في نشر التعليم وفق البرامج التعليمية الرسمية المقررة من قبل السلطة الشرعية.
ومن كل ما تقدم، نستنتج أن هناك المزيد من الكوارث تنتظر العالم حيث نجح الإرهابيون في اختطاف الإسلام وتحويله من دين المفترض به أن يدعو إلى السلام والتآخي بين البشر، إلى سلاح آيديولوجي يحض على الإرهاب على العالم. وفي هذه الحالة فإن الإرهابيين المسلمين وضعوا الإسلام والمسلمين في حالة مواجهة مع العالم المتحضر والذي يهدد بعواقب وخيمة.
ما العمل؟
كما ذكرنا مراراً وتكراراً، مع غيرنا من الكتاب الديمقراطيين الليبراليين، أن على الحكومات الإسلامية ورجال الدين، العمل الجاد على معالجة هذه الأزمة المستفحلة التي تهدد بحرق الأخضر واليابس. ولا يمكن معالجة هذه الأزمة إلا إذا اتخذت الإجراءات التالية:
1- إعادة النظر في النصوص الدينية التي تدعو إلى العنف والتي تسمى بآيات السيف، وتفسيرها وفق سياقها التاريخي في وقت نزولها، واعتبارها غير صالحة للتطبيق في العهد الحاضر الذي يتطلب التعايش السلمي بين الشعوب والحوار بين الحضارات والثقافات، لا الصدام بينها.
2- يجب على الجهات المعنية، العمل الجاد على محاربة ثقافة الكراهية والتمييز بين البشر على أساس ديني أو عرقي أو طائفي، والقيام بنشر ثقافة المحبة والتآخي بين البشر من المؤمنين بالديانات المختلفة وغير المؤمنين، وأن الله وحده سيحاسب البشر على مواقفهم الدينية، وهناك سند ديني لهذا المبدأ مثل: (لا إكراه في الدين، ...فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، إن الله غني عن العالمين.. الخ)،
3- على الحكومات الغربية إخضاع أئمة المساجد في بلدانها للمراقبة وعدم السماح لهم بنشر ثقافة التحريض ضد الشعوب التي آوتهم ومحاسبتهم على نشر ثقافة الكراهية بين المسلمين،
4- العمل على فصل الدين عن الدولة ومنع تدخل رجال الدين بالسياسة وتدخل السياسيين بالدين وذلك بتبني النظام العلماني الديمقراطي الليبرالي،
5- يجب إطلاق حرية التعبير والتفكير والكف عن مطاردة المثقفين الليبراليين الأحرار والعمل على نشر ثقافة التسامح والديمقراطية والتعايش مع الآخر المختلف بسلام. فالذي يحصل الآن هو إطلاق حرية رجال الدين والإسلامويين فقط في نشر ثقافة الكراهية والعنف الديني وتسييس الدين ومحاربة الفكر التنويري ومطاردة المثقفين الليبراليين. ومما يحصل الآن من إرهاب هو النتاج المباشر الرئيسي لهذه السياسة التربوية التعليمية الرجعية الغاشمة المتبعة في العالم الإسلامي وبين المسلمين في الغرب.
وبدون هذه الإجراءات الضرورية لمواجهة الإرهاب من قبل العالم الإسلامي، فإن مزيداً من الكوارث في الطريق والمزيد من المواجهات والصدامات الدموية مع العالم المتحضر. وفي هذه الحالة، لا يمكن للعالم أن يقف ساكتاً مكتوف الأيدي إزاء ما يرتكبه الإرهابيون باسم الإسلام. إذ وكما قال الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش يوم احباط المخطط الجهنمي الجديد، أن هذا المخطط يذكر بان بلاده لا تزال «أمة في حالة حرب»، ضد الارهاب، بعد مرور نحو خمس سنوات على اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001. وان الهجمات الارهابية ما هي إلا «تذكير نموذجي بأن هذه الأمة في حالة حرب مع الفاشيين الاسلاميين».
___________________________
مقالة ذات علاقة بالموضوع: لماذا معظم الإرهابيين مسلمون؟
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=69581



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتصارات، بين الوهم والحقيقة
- ثورة 14 تموز وعبدالكريم قاسم (14) الخلاصة والإستنتاج
- الإناء بما فيه ينضح
- ثورة 14 تموز وعبدالكريم قاسم (13) قالوا عن الزعيم عبدالكريم ...
- هل حقاً صار حزب الله قوة عظمى؟
- ثورة 14 تموز وعبدالكريم قاسم (12) موقف الجواهري من قاسم
- ثورة 14 تموز وعبدالكريم قاسم (11) من هو عبد الكريم قاسم؟
- ثورة 14 تموز وعبدالكريم قاسم (10) أسباب اغتيال ثورة 14 تموز
- النصر من منظور نصرالله!!
- ثورة 14 تموز وعبدالكريم قاسم (9) حوادث العنف في عهد الثورة!!
- الأهداف الحقيقية وراء تدمير لبنان
- ثورة 14 تموز وعبدالكريم قاسم (8) الثورة والحزب الشيوعي العرا ...
- لبنان يحترق ونيرون يتبجح
- ثورة 14 تموز وعبدالكريم قاسم ..الفصل السابع
- السباق نحو الهاوية!
- ثورة 14 تموز وعبدالكريم قاسم 6
- ثورة 14 تموز وعبدالكريم قاسم 5
- ثورة 14 تموز وعبدالكريم قاسم 4
- ثورة 14 تموز وعبدالكريم قاسم - 3
- ثورة 14 تموز وعبدالكريم قاسم - 2


المزيد.....




- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...
- ضجة كاريكاتور -أردوغان على السرير- نشره وزير خارجية إسرائيل ...
- مصر.. فيديو طفل -عاد من الموت- في شبرا يشعل تفاعلا والداخلية ...
- الهولنديون يحتفلون بعيد ميلاد ملكهم عبر الإبحار في قنوات أمس ...
- البابا فرنسيس يزور البندقية بعد 7 أشهر من تجنب السفر
- قادة حماس.. بين بذل المهج وحملات التشهير!
- لواء فاطميون بأفغانستان.. مقاتلون ولاؤهم لإيران ويثيرون حفيظ ...
- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - الإسلام في حالة مجابه مع العالم