ناظم حكمت ثائرا

مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 7005 - 2021 / 8 / 31 - 15:07
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

ناظم حكمت ثائرا ، المؤلف حنا مينة
كتاب يقع في 160 صفحة من القطع الكبير وهو من اصدارات دار الاداب في بيروت بطبعته الاولى سنة 1980، ويتكون الكتاب من قسمين: الاول ويتناول حياة ناظم حكمت مولده ونشأته وزواجه وأعتقاله وظروفه ومنعرجات حياته ، بالاضافة الى إبداعاته في السجن ورسائله الى أصدقائه وأبنائه، وصولا الى الحديث عن تطور تجربته الشعرية والادبية ونزوعها نحو الانسانية أكثر ، ثم خروجه من السجن نحو المنفى في الاتحاد السوفيتي، والقسم الثاني إقتباسات من قصائده وأشعاره.

برهن ناظم حكمت في دفاتر شعره كما في دفاتر حياته، في الكلمة والموقف، في السجن وخارجه، في الوطن والمنفى، أنه ذلك الإنساني العظيم الذي يمتلك الارادة والقدرة أيضا على أخذ الحياة بجد، إلى درجة التضحية بها، وتحمل كل عذابات الجلادين في غير تردد، لأجل الذين يحبهم، وإن لم يرّ لهم وجها، كل تلك التضحيات والحياة الحافلة بالنضال كانت لأجل الناس، عنوان الأرض وخميرتها.

هذا الكتاب من تأليف حنا مينة، وهو يتناول ناظم حكمت من أرضية الاديب والانسان والثائر العالمي المباديء والافكار ويناقش بعضا من نصوصه والتي ترتبط بما سبق. والكتاب من نوع السهل البسيط، حيث نجح الكاتب بتقديم الشاعر الكبير ناظم حكمت من خلال اطلالة مُبسطة على حياته وشعره، وإن كان يؤخذ عليه عدم تقديم بطاقة تعريفية بالشاعر ناظم حكمت بالنسبة للعامة.

*ناظم حكمت (15 يناير 1902 في سالونيك - 3 يونيو 1963 في موسكو)، ويعرف بناظم حكمت ران ويعرف اكثر بالشاعر ناظم حكمت، ويعرف ككاتب مسرحي وروائي وشاعر .

وقد تمت محاكمة ناظم حكمت عدة مرات بسبب أشعاره وكتاباته التي بدأها في عام 1925، فقد حكم عليه بالسجن ثماني وعشرين عاما في معتقلات إسطانبول وأنقرا وبورصه وتشانقرر، كما أنه قد عرض فيلم يدعى (العملاق ذو العيون الزرقاء ) عام 2007 وهو الذي يروى تلك الأعوام التي قضاها ناظم حكمت قي معتقل بورصه ثم تم إخلاء سبيله عام 1950 مستخدما قانون العفو . لقد كان إستدعائه للخدمه في الجيش مره أخرى وهو يبلغ من العمر ثمانى وأربعون عاما هو ما دفعه للهروب خارج البلاد بسبب ذلك الشعور المسيطر عليه من أنه سوف يقتل . أتخذ مجلس الوزراء قرارا في 17 يونيو عام 1951 بنفيه من البلاد، وعاش ناظم حكمت مع زوجته ( فيرا تولياكوفا ) في موسكو بالإتحاد السوفيتى .

وكان شاعرنا قد سجل ملامح عديدة من سيرته الذاتية في قصائده، وسجل فيها مراحل من حياته بدءا بالطفولة وحتى الكهولة بما في ذلك تجربة سجنه ونفيه وتنقله بين البلدان.

شاعرنا شيوعي الفكر والنهج مزج بين الوطنية والاممية رغم تولده ونشأته في عائلة ثرية ومتنفذة، حيث عارض الإقطاعية التركية وشارك في حركة أتاتورك التجديدية ولكن بعدها عارض النظام الذي أنشأه اتاتورك وسجن في السجون التركية حتى 1950 حيث فر إلى الإتحاد السوفييتي.

كانت أشعاره ممنوعة في تركيا إلى أن أعيد الاعتبار له من طرف بلده، وقد توفي في عام 1963، وتميز شعره ببساطة ساحرة ومواقف واضحة، بالاضافة الى احتوائها على كم من الدروس والحكم والتجارب التي يستضاء ويستظل بها، وهذا ما نجد بعضا منه قد تضمنته صفحات الكتاب. ناظم حكمت شاعر كوني كبير رحل سجانوه وبقيت كلماته "أجمل البحار هو ذلك الذي لم نذهب إليه بعد.
وأجمل الأطفال من لم يكبر بعد.
وأجمل أيامنا لم نعشها بعد.
وأجمل ما أود أن أقوله لك
لم أقله بعد.."

#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل