أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - محمد حسن خليل - حرائق، فيضانات، أعاصير














المزيد.....

حرائق، فيضانات، أعاصير


محمد حسن خليل

الحوار المتمدن-العدد: 6996 - 2021 / 8 / 22 - 12:25
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


تجتاح العالم ظواهر يقال إنها طبيعية من حرائق الغابات الضخمة التي اكتسحت العشرات والمئات من آلاف الهكتارات في غرب أمريكا إلى اليونان وتركيا وروسيا وأستراليا، بالإضافة إلى الفيضانات الضخمة في ألمانيا وبلجيكا ولوكسمبرج حتي كوريا الشمالية، مع الارتفاع الشديد في الضحايا من قتلى ومصابين وتدمير مدن وغيرها.
وأقول إن تلك الظواهر يتم وصفها زورا بالطبيعية لأسباب سأعرضها. طوال القرن السادس عشر، عاشت البشرية عصرا تصورت فيه أن هدف التطور هو سيطرة الإنسان على الطبيعة. ويرجع هذا إلى منجزات الثورة الصناعية التي اخترعت في أواخر القرن الثامن عشر الآلة البخارية التي أدارت المصانع وسيرت السفن البخارية والقطارات. وليس من العجيب أن تقاس قوة الآلات بمناظرتها بعدد الأحصنة لأنه كان أداة القوة الوحيدة (ربما بجانب الرياح) قبل ثورة الآلة البخارية. لقد أحس الناس بقوتهم الهائلة، وبدا لهم حتمية ومشروعية هدف السيطرة على الطبيعة.
مع تطور هذا الاتجاه بدأت تظهر الدلائل على نواقص ذلك التصور ومخاطر سلوكيات الاستثمار على النمط السائد. تفجر الموضوع بشدة على إثر ظهور كتاب "الربيع الصامت" لراشيل كارسون عام 1964. وما تقصده هي بالربيع الصامت هو أنها تبدأ بوصف وصول الربيع بدون صوت طيور ونحل وغيرهم بعد إبادتهم على يد التلوث الصناعي بالمخلفات البترولية والمعادن الثقيلة، والزراعي بالأسمدة والمبيدات، ثم أوضحت أنه رغم أن ما وصفته وضع تخيلي إلا أن كل جزء منه قد تحقق بالفعل في أماكن متعددة.
ومنذ ذلك الحين تطورت قضية البيئة من مجرد تلوث لكي ترتقي إلى إدارة الموارد الطبيعية لصالح أغلبية السكان، مع الحفاظ على البيئة وضمان استمراريتها واستدامتها مع الوقت. برز الصراع حادا بين العلماء الذين أخذوا يحذرون من مخاطر الاستمرار في نمط الاستثمار السائد وأهمية تعديل نمط الاستثمار خصوصا مع تكشف مخاطر الاحترار المناخي وأثره في ذوبان القطبين الشمالي والجنوبي وتقلص مساحتهم وتهديد كل هذا لمستقبل البشرية. كما برزت التغيرات المناخية التي اخذت مظهر التصحر وانتشار الجفاف والمجاعات في بعض الأماكن، مع انتشار الأعاصير والفيضانات في أماكن أخرى.
تعددت المؤتمرات والتوصيات التي تهدف إلى تقليل انبعاث ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة الحرارية، في مقابل بعض ممثلي الشركات من "العلماء" والأدعياء بالحديث عن تلك الظواهر باعتبارها "تغيرات مناخية" بدلا من "احترار مناخي" والتقليل من آثارها أو إنكارها بالكامل. وبرز الصراع حادا بين هؤلاء العلماء وبين الشركات الكبرى المدفوعة بدافع تحقيق أقصى ربح. من جديد نرى التعارض من حافز الربح وبين مصلحة الإنسان، وينبعث الشعار الجماهيري "الإنسان قبل الأرباح" في مواجهة سلوك الاحتكارات الذي يجعل الأرباح قبل الإنسان.
ترافق مع هذا تغيير هدف سيطرة الإنسان على الطبيعة إلى هدف التوافق بين الإنسان والطبيعة، وفهمها والحرص على أن تتوافق تغيراته البيئية والصناعية مع قوانين الطبيعة بما يضمن لها الاستمرارية، وتظل الأرض معيلة لأبنائها البشر طالما ظلوا متوافقين أوفياء لها.



#محمد_حسن_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحق في الحياة والأجور في مصر
- ملاحظات على أثر أزمة كورونا على السياسات الاقتصادية العالمية
- تصاعد الإرهاب والاستهانة بالمشاعر الدينية
- السلام مقابل السلام والسلام الأمريكي الإسرائيلي
- المواجهة بين مصر وأثيوبيا
- السباق على المركز العاشر- إيران والنادي النووي
- أولاد الناس- ثلاثية المماليك لريم بسيوني
- المأزق اللبناني وآفاق الحلول
- الحديد والصلب بين التخطيط ومنطق المقاولين
- الديمقراطية الأمريكية وخطر الترامبية؟!
- موجة الخصخصة والإفقار والمقاومة
- حقوق الإنسان والحريات والتمويل الأجنبي
- حرب أكتوبر والمفارقة الكبرى
- الثورة اللبنانية بين المخاطر والتحديات
- مجلس الشيوخ فى مصر ردة عن الدستور
- لبنان بين المطرقة والسندان
- تهديد استراتيجى على حدود مصر الغربية
- كوفيد 19 من أين وإلى أين
- أمريكا وإيران والعراق
- تعليق على كتاب سلافوى جيجيك -بداية كماساه وأخرى كمهزلة-


المزيد.....




- كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما ...
- على الخريطة.. حجم قواعد أمريكا بالمنطقة وقربها من الميليشيات ...
- بيسكوف: السلطات الفرنسية تقوض أسس نظامها القانوني
- وزير الداخلية اللبناني يكشف عن تفصيل تشير إلى -بصمات- الموسا ...
- مطرب مصري يرد على منتقدي استعراضه سيارته الفارهة
- خصائص الصاروخ -إر – 500 – إسكندر- الروسي الذي دمّر مركز القي ...
- قادة الاتحاد الأوروبي يتفقون على عقوبات جديدة ضد إيران
- سلطنة عمان.. ارتفاع عدد وفيات المنخفض الجوي إلى 21 بينهم 12 ...
- جنرال أوكراني متقاعد يكشف سبب عجز قوات كييف بمنطقة تشاسوف يا ...
- انطلاق المنتدى العالمي لمدرسي الروسية


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - محمد حسن خليل - حرائق، فيضانات، أعاصير