أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عدلي عبد القوي العبسي - هزيمه نكراء















المزيد.....

هزيمه نكراء


عدلي عبد القوي العبسي

الحوار المتمدن-العدد: 6995 - 2021 / 8 / 21 - 18:22
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


قبل عشرين عاما
غامر الامبرياليون الاميركان واقدمو ا على ارتكاب حماقه الغزو و الاحتلال العسكري لبلد اسيوي صغير يقطنه شعب مسلم فقير ينتمي الى ثقافه وفكر وقيم و حضاره مغايره
يناصب ابناؤه المظلومون العداء للغرب الاستعماري الشرير المختلف عنهم كليه ثقافه وفكرا وقيما
بلد يبعد جغرافيا عنهم الاف الاميال كغيره من البلدان التي لم يسعفها البعد الجغرافي ولا وعوره التضاريس ولا تاريخها الشهير بكونها مقابر الغزاه عن البقاء بمأمن عن اله الغزو الراسماليه الامبرياليه الاميركيه الطامعه بخيراته وثرواته ومزاياه .
استغل الاميركيون الجبناء حادثه الحادي عشر من سبتمبر كذريعه للغزو الامبريالي والتي كانت ربما من تدبير او تسهيل استخباراتهم الشيطانيه
وراحوا يطلقون على حربهم الرومانيه المقدسه الجديده اسم الحرب العالميه ضد الارهاب و اعلنوا ان افغانستان هي اولى المعارك ولن تكون الاخيره
وبدأوا يستفيدون ايديولوجيا واعلاميا من مضمون كتاب حقير كان قد ظهر قبل ذلك بسنوات عنوانه (صراع الحضارات ) الفه سياسي مخبول حاقد اسمه صمويل هنتنجتون لا يفقه شيئا من علم التاريخ وقوانينه الموضوعيه المحركه له
فذهب يفسر احداث وظواهر التاريخ تفسيرا رجعيا ساذجا طافحا بالعنصريه والجهل والنزعه الاستعماريه
قرر الامبرياليون اذا ان يخوضوا في هذا البلد معركه من اجل
فرض النفوذ والهيمنه العسكريه والسياسيه بعد تحطيم نظامين سياسيين اولهما كان تقدميا وطنيا والثاني فاشيا اسلاميا مغرقا في الرجعيه يسيطر عليه عصابات ارهابيه كانوا هم داعميها منذ البدايه
الدافع الابرز لغزو هذا البلد هو للسيطره على المعادن الثمينه كاليورانيوم والليثيوم والذهب
ومنع المنافسين من الوصول والاستثمار والاستفاده من هذه الثروه الهائله والتي تقدر بترليون دولار
الدافع الثاني الاهم هو لعبه الجوكوندا الافعى الامبرياليه الاميركيه التي تسعى الى تطويق روسيا من جهه الجنوب والصين من جهه الغرب
الرد التاريخي المدهش هو ان هذين البلدين العملاقين تحالفا عسكريا وسياسيا اقتصاديا بعد ذلك بسنوات قليله واعلنا رغبتهما في انشاء عالم متعدد الاقطاب وهي كانت رساله تحد لاميركا المتغطرسه
مفادها انه حان الوقت للهجوم المضاد ووضع حد للغطرسه الامبرياليه فصعدت الصين ومعها روسيا تنمويا بشكل مذهل في كافه المجالات واستطاعتا ان تحققا قدم السبق الحضاري على اميركا في مجالات تكنولوجيه وعسكريه عديده وتحضران حاليا للاطاحه بالدولار وانزاله من عرشه العالمي في غضون خمسه عشر عاما وهو ما يراه اغلب العلماء والاقتصاديين بانه امر حتمي ومسأله وقت !
وهو ما شكل بعد ذلك صدمه لدى حلف الاطلسي ففي الوقت الذي يذهب فيه الامبرياليون الاطلسيون لغزو الدول ونشر الاساطيل والسيطره على المواقع الاستراتيجيه وفتح الاسواق بالقوه
في الوقت الذي ينهض فيه الخصوم الكبار والصغار من جميع القارات ويقضمون كثيرا من مساحه النفوذ الامريكي الامبراطوري ليس عسكريا وسياسيا وانما تكنولوجيا واقتصاديا وثقافيا ايضا !!
بحيث ان المتابع كان يرى او يستشعر بدايه منحنى الهبوط في نفس اللحظه الذرويه للعتو والطغيان البربري العالمي لحظه الهجوم على افغانستان وبعدها العراق
وراح الكتاب والمفكرون الماركسيون الاميركيون ساعتئذ يبشرون بقرب النهايه للامبراطوريه الشريره
واعتبروا ان غزو افغانستان هي اكبر الحماقات القاتله في التاريخ الاميركي
وثبت بعد ذلك قرب تحقق وصحه رأيهم
فلحظه الهجوم على افغانستان العراق حقا كانت بدايه النهايه للمشروع الاميركي الامبراطوري او ان شئت هي الفصل الاخير من كتاب الهيمنه الاميركيه على العالم
حاول المحتل الاميركي طيله عقدي الاحتلال انجاح مشروعه البديل الموسوم بنهج الديموقراطيه والحداثه الغربيه لكي يخلق من خلال القوه الناعمه قبولا بالوجود الاميركي لدى الشعوب التي تعيش في بلدان غنيه بالثروات و المزايا التي يسيل لها لعاب الامبرياليين
حاول ان يروج لنموذجه الحضاري الفريد حسب زعمه في بيئه طارده لا تصلح اصلا لتطبيقه وتوطينه
بيئه مجتمع شرقي محافظ روحاني فقير متأخر حضاريا بمراحل كثيره من حيث التطور الاجتماعي عن جيرانه يعيش معظم ابناؤه في القرون الوسطى ويرفض غالبيه ابناؤه المشروع الاميركي الاستعماري البغيض والوجود الاجنبي الدخيل المغتصب
ويستنكر ويقاوم ويرد على جرائمه البشعه بالعنف المسلح المشروع
ثم فشل فشلا ذريعا في الترويج لهذا النموذج الذي يتم تقديمه كوصفه جاهزه لكل الشعوب !!
نقول هو الفشل الذريع وهي الهزيمه النكراء
فلا هو فرض نفوذا عسكريا مستقرا وناجحا والارض كانت تشتعل من تحت اقدامه وبؤر المقاومه موجوده في كل مكان وهي وان همدت لبرهه تعود و يتقد اوار جذوتها وبزخم وعنفوان اكبر من ذي قبل
ولا هو اوجد حكومه استطاعت ان تفرص حضورا سياسيا حقيقيا وان يكون لها مشروعيه ومصداقيه في عيون الشعب
وانى لها ذلك وهي حكومه العملاء الخونه التي تستلقي تحت جزمه الاحتلال وتنفذ اجندته و مشاريعه في هذا البلد
ولا هو نجح في مساعده البلد على النهوض تنمويا وتحسين مستوى معيشه مواطنيه
بل راح بدلا من ذلك ينهب سرا وعلانيه ما تيسر له من المعادن الثمينه وثروات هذا البلد !!
دوله غنيه تسرق اموال الشعب الفقير وهل هناك خزي وعار اكبر من هذا
فهو لاشك حالئذ مهزوم هزيمه نكراء وفاشل بامتياز
اجل
لم يفعل الاميركيون شيئا سوى نثر قشور الحداثه الزائفه لدى فئات محدوده من السكان من الليبراليين المتعلمين المتأمركين او المحافظين الانتهازيين الاسلامويين وجلهم من ابناء الطبقات العليا والوسطى .
لم يستفد الشعب الافغاني شيئا من الاحتلال الاميركي الذي تعمد تجميد الاوضاع وتجميد التنميه وبث الفرقه وتشجيع الاحتراب والتنازع واستغلال وتوظيف التناقضات سياسيا من اجل اطاله امد البقاء
وتوظيف العناوين والشعارات البراقه عن الديموقراطيه والمرأه ونبذ الارهاب لذر الرماد في العيون
وللتغطيه على جرائمه البشعه بحق الشعب الافغاني ابتداء من تدخلاته السافره في الثمانينيات ودعمه للارهابيين وانتهاء بجريمه العدوان والاحتلال وما صاحب ذلك من قتل وتنكيل وتشريد للمواطنين ومن تخريب ونهب وتدمير واسع النطاق
ثم اثناء كل هذا البقاء الطويل عجز عن القضاء على التطرف والتزمت الطالباني الاسلامي القبلي المتجذر في المجتمع كثقافه و فكر وسياسه مدعومه من اجنحه استخباراتيه و قوى اجتماعيه وسياسيه محافظه في باكستان واكتفى فقط بالقضاء على فلول الارهابيين الاجانب ( القاعده ) واشباهها
اميركا اذا مهزومه لانها لم تستطع ان تغير شيئا في هذا البلد
وخرجت خاليه الوفاض تماما مثلما دخلت وانتهى مشروعها الى الفشل الذريع
وهاهي تسعى للاعتماد مجددا على ادواتها السلفيه صنائع المخابرات الفاشيه الباكستانيه في الحكم المجربه قبلا والفاشله قبلا في التسعينيات
مثلما فشلت في الاعتماد على لفيف القوى الليبراليه و المحافظه الانتهازيه الخائنه و المتأمركه التي حكمت طوال العشرين عاما الماضيه
ولكن كيف وقد تبدل واقع الحال واصبحت باكستان في كنف الرعايه الصينيه وجزءا حيويا من مشروع الحزام والطريق الصيني الاسيوي العملاق الذي هو اكبر مشروع تنموي في التاريخ
وافغانستان هي امتداد بالمحصله للنفوذ الباكستاني والصيني من الخلف ثم بعد ذلك الايراني والروسي من الخلف
لا شك ان الصين وروسيا لديهما الخطط والاستراتيجيه الفاعله لقطع الطريق على اميركا الفاشله والمهزومه الجريحه
واحباط مساعيها الجديده الراميه للاستمرار في نفس السياسات العبثيه بالاعتماد على من هم اسوأ واكثر تخلفا وهمجيه !!
لذات الاغراض الجيوسياسيه والاقتصاديه القذره
ظنا منها انها ستستطيع زعزعه استقرار عمالقه اوراسيا الكبار الصين والاتحاد الاوراسي وهي القوى التي تستعد الان لطرد البلاطجه الاميركيين خارج القاره
واعادتهم الى بقعتهم الجغرافيه في شمال غرب الكوكب
والاجهاز على ما تبقى من نفوذ امبراطوري اطلسي في العالم
والتوقعات بان هذا الانحسار النهائي سيحدث قبل العام 2050

افغانستان طريق الحرير
اتفق مع الكثيرين الذين يرون ان المشروع الصيني التنموي العملاق سيحقق بعض النجاحات في افغانستان مثلما هو ينجح الان في باكستان و دول الجوار
فالصين هي من بامكانها تحقيق بعض الاستقرار وتقديم المساعده في جلب الاستقرار السياسي والاقتصادي لهذا البلد
وهي من ستسعى باعتقادي بمعيه موسكو لجمع الاطراف المتحاربه سواء حافظ الخصوم على الهدوء ووقف النار و اقتنعوا بالتنازلات الحاليه
او عادوا مجددا للنزاع ضد الفريق المنتصر
نتوقع سيناريو عوده النزاع لفتره قصيره بتخريب امريكي
تعقبه فتره حوار وطني قصيره في بكين واستانا وموسكو
ثم حكومه شراكه وطنيه تكون الاكثريه فيها لطالبان
ثم ياتي المشروع الصيني الناجح ليساهم في ترسيخ الاوضاع بالبلد
هذه هي المشاهد الاخيره في الفيلم الاميركي ( هزيمه نكراء )
وليس في وسع الاسلاميين في افغانستان وخصومهم (شركائهم عما قريب ) سوى اللجوء الى طلب كافه انواع الدعم السياسي والفني والاقتصادي من الاصدقاء الحقيقيين للشعب الافغاني دول الصين وباكستان وايران وروسيا



#عدلي_عبد_القوي_العبسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء خبراء المناخ : اخفضوا الحراره
- حول الانذار الاخير الذي تبعثه الينا كوارث تغير المناخ 1-2
- حول الستالينيه
- التجسس سلاح فعال لخدمه العدو وتحطيم المقاومه
- الارض المتجوله
- السيف اصدق ان صدق
- المهافيف السبعه
- عجبت لمن يرجو العون من عبد المعين
- جبل شامخ في لبنان اسمه فيلمون
- هكذا ستسقط دوله الكيان الصهيوني ( اسرائيل )
- المكاسب المتحققه في انتفاضه مايو ايار الفلسطينيه
- انتفاضه فلسطينيه ثالثه
- الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني المسمى باسرائيل
- قلت استحاله ان تضيع القدس
- المثقف الملتزم
- الزعيم الجنرال ابو حرب
- اواخر ايام النظام
- حان وقت التدوير الوظيفي
- من هو المدير الجيد
- سد النهضه مشروع كارثي


المزيد.....




- -الحرب وصلت لطريق مسدود-.. قادة الأجهزة الأمنية في إسرائيل ي ...
- القبض على العشرات في معهد شيكاغو مع تصاعد احتجاجات الجامعات ...
- مشاركة عزاء للرفيق نبيل صلاح
- البروفة الرئيسية لموكب النصر في موسكو (فيديو)
- الأرصاد السعودية تحذر من الأمطار الرعدية والأتربة المثارة في ...
- رئيس كوبا يخطط لزيارة روسيا والمشاركة في عيد النصر
- البرهان يشارك في مراسم دفن نجله في تركيا (فيديو)
- طائرة تهبط اضطراريا على طريق سريع
- حرس الحدود الأوكراني: المواطنون يفرون من البلاد من طريق يمر ...
- عريس جزائري يثير الجدل على مواقع التواصل بعد إهداء زوجته -نج ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عدلي عبد القوي العبسي - هزيمه نكراء