أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - حرب الاستنزاف، عبده مباشر واسلام توفيق















المزيد.....

حرب الاستنزاف، عبده مباشر واسلام توفيق


مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 6993 - 2021 / 8 / 19 - 23:14
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


حرب الاستنزاف (الجزء الاول ) كتاب من اصدارات الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة سنة 2005، والكتاب يقع على متن 235 صفحة من القطع المتوسط، والكتاب سيرة حية وشهادة تاريخية على فترة حرب الاستنزاف لكل من عبده مباشر و اسلام توفيق، والكتاب جاء اصداره ضمن سلسلة تاريخ المصريين بعنوان «حرب الاستنزاف» لمؤلفيه عبده مباشر واسلام توفيق.

الكتاب يتناول فترة مهمة من تاريخ العسكرية المصرية وهي فترة حرب الاستنزاف ، تلك الحرب التي لم يسلط الضوء عليها رغم اهميتها وطول فترتها، وهي الحرب التي امر بها جمال عبدالناصر بعد النكسة مباشرة، وهي الحرب التي ولدت معاركها من بين ثنايا النشاط المصري في مجال إعادة بناء القوات المسلحة منذ وقف اطلاق النار في يونيو 67 وحتى وقف اطلاق النار في 8 أغسطس 1970 وفقا لمبادرة وليام روجرز وزير الخارجية الأميركي في ذلك الوقت والتي أعلن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر قبول مصر لها.

وهذا الكتاب هو في الأصل تسجيل لشهادة كل من المؤلفين عبده مباشر وإسلام توفيق عن المجموعة 39 قتال والتي تم تشكيلها بقيادة العميد ابراهيم الرفاعي بتعليمات من اللواء محمد صادق مدير المخابرات الحربية في ذلك الوقت والتي قامت بتنفيذ العديد من العمليات خلف خطوط العدو خلال الفترة من 1967 وحتى اندلاع المعارك في اكتوبر 1973.

وقد كان للمؤلفين شرف الانضمام إلى تلك المجموعة عبده مباشر متطوعاً بصفته المدنية وبموافقة خاصة من عبدالناصر القائد الأعلى للقوات المسلحة واسلام توفيق بصفته قائدا لاحدى سرايا الصاعقة البحرية.

شكلت سيرة ومسيرة كل من المؤلفين عبده مباشر واسلام توفيق ميزة اضافية للكتاب؛ فسيرة البطلين سيرة يتماهى فيها الخاص مع العام وتلخص السيرة الشخصية لكل منهما عن تلك الفترة السيرة الجمعية لاحوال مصر وجيش مصر وتضحياته الجسورة.

فبطلنا الاول عبده مباشر امتاز بانه محرر عسكري كبير ومراسل حربي معروف في الوسط العسكري والصحفي المصري والعربي على حد سواء، كما أنه مكتبة متنقلة في العلوم العسكرية والسياسية، وخبير استراتيجي فى قضايا الصراع العربي الإسرائيلي.

تطوع عبده مباشر في كتائب الفدائيين عام 1951 لطرد الاحتلال الإنجليزي من مصر، وانضم لقوات الحرس الوطني والمقاومة الشعبية بعد نكسة 1967، وكان عضواً مشاركاً في المجموعة 39 قتال التى تخصصت فى ضرب خطوط العدو بقيادة البطل إبراهيم الرفاعي.

تطوع بطلنا بصفة مدنية فى المجموعة 39 قتال المعروفة بقوات الكوماندوز والتى شاركت فى العمليات العسكرية خلف خطوط العدو بسيناء حتى عام 1972 رغم أنه مدني، لكن تاريخه الطويل في العمل التطوعي والمقاومة الشعبية أهله للالتحاق بالمجموعة 39 قتال، وهى قوات كوماندوز تابعة للمخابرات الحربية، كانت مهمتها القتال خلف خطوط العدو في سيناء تحت قيادة البطل إبراهيم الرفاعي، ولذلك مُنح نوط الشجاعة من الطبقة الأولى لتعدد أعمال الهجوم على العدو وأسر العديد من أفراده فى ميدان القتال، كما أمر بمنحه رتبة عسكرية فخرية، وهو أول مدني يحصل على هذه الرتبة بقرار جمهوري، خاصة أنه كان يتطوع للعمل مع قوات الصاعقة والمظلات ومشاركتها فى عملياتها.

اتقن عبده مباشر اللغتين الإنجليزية والعبرية واجادهما باتقان، وحصل على درجة الماجستير فى رسالة عن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، كما حصل على نوط الواجب العسكري ووسام العلم اليوجوسلافي وميدالية النصر من الجيش الثالث ودرع الشجاعة من الجيش الثاني، كما أنه أول مدني يلتحق بقوات الصاعقة والاستطلاع ودرس بكلية الدفاع الوطني في أكاديمية ناصر العسكرية العلياً.

وعن تلك السيرة والمسيرة يقول بطلنا: "في أول استثناء من نوعه فى تاريخ القوات المسلحة، اشتركت فى الطابور العسكري بالزي المدني، وتم منحي نوط الشجاعة من الطبقة الأولى، وصدر قرار بتكليفي برتبة الرائد لأواصل حمل مسؤولياتي بالمجموعة 39 قتال بجانب عملي فى جريدة الأهرام".

ويضيف: "مثلما كان الاستثناء الأول من الرئيس جمال عبدالناصر بقبول تطوعي ملفتاً للنظر ومؤثراً بعمق في حياتي ومسيرتي الصحفية، فإن الاستثناء الثاني بقبول وجودي في طابور عسكري بالزي المدني فى مناسبة تكريم المجموعة 39 قتال كان ملفتاً للنظر بشكل أوضح نظرا لعلنية المناسبة التي تمت تغطيتها إعلامياً".

ولم تقف ميزة الكتاب عن سيرة ومسيرة بطلنا الاول عبده مباشر ولم تقف عند حدوده، بل شاركه سطور كل تلك البطولة وعبر كل صفحات الكتاب بطلنا الثاني اللواء البحري اسلام توفيق، والذي جائت في سيرته الذاتية بحروف من نار وبارود ودم، فكان حقا لصفحات التاريخ ان تحفظ اسمه على مر الزمان وعبر كل الاجيال؛ فبطلنا هذا قام ب 124 عملية عسكرية خلف خطوط العدو في سيناء.

بطلنا اللواء إسلام توفيق هو احد اهم ابطال الصاعقة البحرية المصرية، وهو من قام بتدريب أفراد المجموعة التي قامت بتفجيرات ميناء إيلات الإسرائيلي، وهو بطل الملاكمة في الجيش المصري، وكان أحد أفراد المجموعة 39 قتال الصاعقة البحرية وفرقة الضفادع البشرية ..

سبق وان قام بنسف وتدمير أول كاسحة ألغام إسرائيلية في سيناء وبها قائد الموقع الإسرائيلي مما تسبب في إقالة قائد الجيش الإسرائيلي في سيناء ومعه مدير الموساد في سيناء ..

كانت هوايته أيام حرب الإستنزاف عبور القناة بصفة شبه يومية والإغارة على مواقع العدو والإتيان بقتيل أو بأكثر فى شوال يحمله على ظهره .. ومع كثرة عملياته الفردية وعدم إستطاعته حمل أكثر من ثلاث قتلى .. كان يقطع أيديهم ويأتي بها في شواله .. فتقدمت إسرائيل بشكوى إلى مجلس الأمن بسببه تشتكي عليه بحجة التمثيل بجثث جنودها ..

أسندت له مهمة القضاء على قناص إسرائيلي محترف قنص بعض من الجنود المصريين .. فعبر القناة وليس معه إلا صورة لهذا القناص وسلاح أبيض ومكث فى قشلاقات العدو لمدة ثلاث ليالى .. تصوروا كيف أختفى عن الأنظار طوال تلك المدة ماذا كان يأكل ؟ كيف كان يقضى حاجاته ؟ .. وأخيرا عثر على فريسته و أبى إلا أن يـأتى به إلا حيا وتغلب عليه و أختطفه وعبر به للضفة الغربية من القناة .. والغرابة فى الموضوع أن هذا القناص أتضح إنه دانى شمعون بطل العالم فى المصارعة الحرة ميزان 96 وتم إستبدال دانى شمعون بعدد كبير من الأسري المصريين من أسرى نكسة 67.

وفي عام 68 نشرت إسرائيل صواريخ علي الضفة الشرقية للقناة لضرب جنودنا وقواعدنا علي الضفة الغربية .. فتم تكليف البطل العميد بحري إسلام توفيق بعبور القناة والعودة بصاروخ إسرائيلي منهم لدراسته حتي يتم التعامل معه وضربه .. وعبر إسلام توفيق ومجموعته القناة وعاد بثلاثة صورايخ وليس صاروخ واحد.

وبعد حرب أكتوبر كان اللواء بحري إسلام توفيق مستهدفا من قبل الموساد الإسرائيلى حتى معاهدة كامب دافيد والتي كانت فى بعض نصوصها منع التعرض له حيث أن إسرائيل رصدت مكافئة بمليون ج لمن يأتى برأسه .

اللواء بحرى إسلام توفيق هو أحد أفراد المجموعه 39 قتال وشارك فى حرب الإستنزاف لمدة أربع سنين فى 124 عملية خلف خطوط العدو وحصل على :
نجمة الشرف العسكريه
النجمه العسكرية مرتين
نوط الشجاعة من الطبقة الأولى
نوط الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة
ميدالية الترقية الاستثنائية من نقيب الى مقدم
خطاب شكر من سياده الفريق محمد فوزى وزير الحربيه فى هذا الوقت .. وأحيل إلى المعاش فى عام ١٩٨٤ ، والآن يبلغ من العمر ٨٢ عام ولازال على قيد الحياة يروي سيرته للاجيال، مقدما لنا سيرة تستحق ان تروى وتاريخ يستحق ان يبقى، فجزاه الله عنا خير الجزاء، فله ولامثاله ترفع القبعات.

بقي ان نقول بان الكتاب يتضمن توثيق لاهم العمليات الفدائية التي قامت بها القوات المسلحة المصرية باجهزتها واذرعها المختلفة بما فيها تلك العمليات التي اشترك فيها ابطال ومغاوير قوات العاصفة تلك المجموعات الفدائية التابعة لصفوف الثورة الفلسطينية.

الكتاب قيم جدا، ويعد شهادة تاريخية ومرجع مهم لتوثيق نضالات وتضحيات وبطولات الجيش المصري والجهات والاشخاص والتنظيمات المتعاونة معه.



#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باجس ابو عطوان مات البطل، عاش البطل
- أرض الغزالة، حسن خضر
- كل يوم كتاب؛ قصة الثورة الجزائرية/ احمد الشقيري
- كل يوم كتاب؛ طريق الجنوب/ عثمان ابو غربية
- كل يوم كتاب؛ 80 يوم خلف متاريس بيروت
- كل يوم كتاب؛ الرحلة الاخيرة/هشام شرابي
- كل يوم كتاب؛ احلام لم تتحقق، مصطفى ابو علي
- كل يوم كتاب؛ تحت اعواد المشنقة/يوليوس فوتشيك
- كل يوم كتاب؛ موسوعة اعلام فلسطين(8 اجزاء)
- كل يوم كتاب؛ ليلة الطائرات الشراعية
- كل يوم كتاب؛ رحلة العمر/ عبدالعزيز العطي
- كل يوم كتاب؛ ايام في قطر
- كل يوم كتاب؛ عين المرآة
- كل يوم كتاب؛ ابو علي شاهين مسيرة شعب
- كل يوم كتاب؛ بيروت 1982
- كل يوم كتاب؛ احلام بالحرية
- كل يوم كتاب؛ قالت لنا القدس
- كل يوم كتاب؛ لبنان آخر واطول حروب اسرائيل
- كل يوم كتاب؛ الرفاعي رواية لجمال الغيطاني
- كل يوم كتاب؛ حقل ارجوان رواية لحيدر حيدر


المزيد.....




- لبنان.. لقطات توثق لحظة وقوع الانفجار بمطعم في بيروت وأسفر ع ...
- القبض على الإعلامية الكويتية حليمة بولند لاتهامها بـ-التحريض ...
- مصر.. موقف عفوي للطبيب الشهير حسام موافي يتسبب بجدل واسع (صو ...
- -شهداء الأقصى- التابعة لـ-فتح- تطالب بمحاسبة قتلة أبو الفول. ...
- مقتل قائد في الجيش الأوكراني
- جامعة إيرانية: سنقدم منحا دراسية لطلاب وأساتذة جامعات أمريكا ...
- أنطونوف: عقوبات أمريكا ضد روسيا تعزز الشكوك حول مدى دورها ال ...
- الاحتلال يواصل اقتحامات الضفة ويعتقل أسيرا محررا في الخليل
- تحقيق 7 أكتوبر.. نتنياهو وهاليفي بمرمى انتقادات مراقب الدولة ...
- ماذا قالت -حماس- عن إعلان كولومبيا قطع علاقاتها الدبلوماسية ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - حرب الاستنزاف، عبده مباشر واسلام توفيق