أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفي محمود - من مصر البهية الى مصر الوهابية















المزيد.....

من مصر البهية الى مصر الوهابية


مصطفي محمود

الحوار المتمدن-العدد: 6990 - 2021 / 8 / 16 - 11:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مهد الحضارة وأرض الكنانة من جاءت اولاً ثم جاء التاريخ بعدها قامت على أرضها أعظم حضارات العالم القديم مصر التي لم يكن لها منافس في تقدمها الحضاري والإنساني أن ذاك ،صاحبت المعجزات الخالدة التي لا يمكن أن يشكك فيها مرتاب من صدرت الفن والأدب والثقافة والتحضر إلى أبناء المنطقة كلها حتى عهداً قريب ، فهي من انجبت نجيب محفوظ وطه حسين وسيد القمني و زكي نجيب و أم كلثوم وأسمهان ورشدي أباظة وسعاد حسني وغيرهم الكثير والكثير كوكبة من مفكرين وفنانين عظماء أناروا مصر فأنرت المنطقة معاها ، ولكن كيف أًصبحت المحروسة ولاية وهابية تابعة خاضعة الى آل سعود بعد ان كنت تعلى ولا يعلو عليها ، الحقيقة أن هذا حدث بنية يتخللها الحقد وبكيد يضرب جذوره في أعماق التاريخ فما أدركه آل سعود أنه لم يكن لدولتهم ان تقم إلا على جثة مصر الهامدة ، فأصبحت مصر بأموال نفطهم الملعون مجرد ولاية تابعة لهم مسخ لا هوية لها ، فأَصبح نفطهم نعمة لهم ونقمة علينا ، وأن أردنا أن نعرف ما الغاية التي كان يرمي لها أل سعود و لماذا أنفقوا مليارات الدولارات من أجل ما يرمون إليه فعلينا أن نعود إلى مصر القديمة والى بدو الجزيرة الذين كانوا أهم عنصر من عناصر الغزو البدوي الهكسوسي فيما يعرف عند علماء المصريات بالعصر المظلم الذي توقفت فيه مصر عن إبداعها في كافة المجالات وما أن لبث و طرد الهكسوس حتى أستعادت مصر ابداعها في كافة المجالات ولكن يبدوا ان الأمر لم يتوقف عند ذلك بنسبة للبدو لأنهم عادوا مرة أخرى منذ أربعة عشر قرن تحت شعار دينهم الجديد فحاولوا على مدار قرون طويلة أن يصبغوا مصر والمصريين بثقافتهم ولكن ما حدث كان عكس ذلك أستطاع المصريين أن يصبغوا دين العرب (الاسلام) الذي أصبح دين الأغلبية في مصر بصبغة مصرية فطغت الشخصية المصرية على الدين الجديد ومع بدايات عصر النهضة المصري في عهد محمد علي كان آل سعود يحاولوا جاهدين أن يقيموا دولتهم بمنهجهم الوهابي فيما يعرف بالدولة السعودية الاولى إن جاز أن نسميها دولة ولكن كان لمحمد علي رأي آخر خصوصاً بعد أن انتشر شرها خارج حدودها وخاصة في العراق عندما قاموا بمذابح لغير المسلمين السنة وهدمهم أضرحة الأولياء فأرسل محمد علي حملتين الأولى بقيادة طوسون باشا ولكنها لم تحقق النجاح المنتظر فأرسل حملة ثانية بقيادة أبراهيم باشا فحققت المراد وتم القضاء على حركتهم الوليدة وبالرغم من مرور السنين والعقود بل والقرون لم ينسى العربي الوهابي ثأره ولم تهدأ ناره بل أنه ادرك جلياً أن قيام دولتهم لن يكون إلا على أنقاض مصر أو أن تكون مصر ولاية تابع لهم وكان الخيار الثاني هو الأمثل لأن مصر هي رمانة ميزان المنطقة ومفتاح الشرق فلا يمكن أن تستقر دولتهم أو أي دولة في المنطقة دون وجود مصر ومع قيام الدولة السعودية الثالثة في أوائل القرن العشرين كانت مصر تسير في خطى ثابتة نحو التحرر والحداثة فكانت ثورة 1919 أعظم ثورات مصر ثورة للتحرر بروح وطنية فرأينا القس يخطب على المنبر داخل الأزهر ورأينا الشيخ يخطب بداخل الكنيسة فكان الهلال حي مع الصليب والدين لله وحده والوطن للجميع ولا ننسى المشاركة النسائية في ذلك بل كانت ثورة 19 مفجرة لثورة نسوية موازية فرأينا الست هدى شعرواي تتحرر من الحجاب الذي كان فرض من الدولة العثمانية وتبعها في ذلك نساء مصر كافة وفي ظل ذلك كان السعودي يراقب المشهد جيداً فأدرك أن ما يحدث في مصر عكس ما يطمع إليه فكان لابد لمصر أن تنكسر حتى تفكر وتعيد حساباتها وهنا يتلقاها السعودي في ثياب الحملان وهو ذئب خاطف والحقيقة التى لا يدركها الكثير أن المتسبب الأول في النكسة المصرية عام 67 هي السعودية وحتى لا يكون كلاماً في الهواء أترككم مع نص رسالة الملك فيصل بن عبد العزيز السعودي إلى الرئيس الأمريكي ليندون جونسون عام 1966 وتحديداً في السابع والعشرين من ديسمبر أي قبل 7 أشهر من النكسة تقريباً (نقلاً عن د وليد البياتي ,كتاب عقود الخيبات ص 489 الى 491) يقول سموه إلى ليندون ( مما تقدم يا صاحب الفخامة، ً ومما عرضناه، تبني لكم أن مصر هي العدو الأكبر لنا جميعا، وأن هذا العدو إن ترك يحرض ويدعم الأعداء عسكريٍّا وإعلاميٍّا، فلن يأتي عام ١٩٧٠م — كما قال الخبري في إدارتكم السيد كريميت روزفلت — وعرشنا ومصالحنا في الوجود؛ لذلك فإني أبارك ما سبق للخبراء الأمريكان في مملكتنا أن اقترحوه، وأتقدم بالاقتراحات التالية: أن تقوم أمريكا بدعم إسرائيل بهجوم خاطف على مصر تستولي به على أهم الأماكن حيوية في مصر، لتضطرها بذلك لا إلى سحب جيشها صاغرة من اليمن فقط، بل لإشغال مصر بإسرائيل عنا مدة طويلة، لن يرفع بعدها مصري رأسه خلف القناة، ليحاول إعادة مطامع محمد علي وعبد الناصر، وبذلك نعطي لأنفسنا مهلة لتصفية أجسام المبادئ الهدامة، لا فى مملكتنا فحسب بل وفي البلاد العربية؛ ومن ثَم بعدها لا مانع لدينا من إعطاء المعونات لمصر وشبيهاتها من الدول العربية، اقتداء بالقول: ارحموا شرير قوم َّذل.)
هذه الرسالة هي رسالة كاشفة فاضحة توضح لنا من المتسبب الأول في النكسة ومن المستفيد منها الحقيقة أنها لم تكن أسرائيل أو دول الغرب و أمريكا إنها السعودية ولكنها لم تكتفي بأنشغال مصر عنها فقط بل ومع صعود الرئيس المؤمن ( السادات ) الى السلطة الذي فتح الباب على مصراعيه للإسلاميين استطاع أن يستغل السعودي هذه الفرصة فضخ مليارات الدولارات من أجل أن ينشر ثقافته الوهابية في مصر من خلال مجموعة من المرتزقة أطلقوا عليهم لقب المشايخ وأهل العلم وما هم إلا أهل جهل وفتنة وشر استطاعوا أن يقنعوا المصريين أن السبب في الهزيمة هو بعدهم عن كتاب الله وسنة نبيه فكفروا الطير على الشجر وحرموا الفن والعلم وفرقوا المصريين الى مسلم و كافر وما فعلوا ذلك إلا تلبية لأوامر ورغبات سيدهم السعودي و للأسف كان للسعودي ما أرد خلال عقود فما لبث أن تحول الشارع المصري إلى شارع وهابي وأصبحت مصر دولة تابعة إلى السعودية وإلى إرادة أل سعود، والسؤال الذي مازال يطرح نفسه ألم يحن بعد التخلص من ذاك الاحتلال الذي مازال قائماً ينهش في عظام الوطن إ







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجذور التاريخية للديانة المسيحية
- بل ولم يؤلف بين قلوبهم
- عدالة الصحابة في ميزان القرآن والسنة
- بل قد أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة
- المثقف بين المطرقه والسندان
- من مطار الطبقه الى مطار دير الزور
- من جورج بوش الى اوباما _ دراسه في السياسات الامريكيه
- تهميش المثقف العراقي
- ماوراء سقوط مطار الطبقه العسكري
- المثقف والسلطه صراع الفكر والقوه
- البيت الابيض يلعب على الملف السوري
- أثر المتغيرات الاقليمه والدوليه على الازمه السوريه
- موت اسامة بن لادن ....وميلاد الشعوب العربية
- اليسار ...-اتجاة اجبارى- للثورة المصرية
- الرأسمالية ....والازمات الدائمة
- لماذا الاشتراكية ؟
- خصخصة التعليم ..ومستقبل الفقراء
- التدوين ...ومستقبل الاعلام الشعبى
- ازمة اتصالات ام ازمة مقاومة ؟
- الختان ....وتهافت اليسار


المزيد.....




- الجهاد الاسلامي: الإدارة الأميركية الراعي الرسمي لـ-إرهاب ال ...
- المرشد الأعلى علي خامنئي اختار 3 شخصيات لخلافته في حال اغتيا ...
- حماس: إحراق المستوطنين للقرآن امتداد للحرب الدينية التي يقود ...
- عم بفرش اسناني.. ثبت تردد قناة طيور الجنة 2025 على الأقمار ا ...
- تردد قناة طيور الجنة: ثبت التردد على التلفاز واستمتع بأحلى ا ...
- مصادر إيرانية: المرشد الأعلى علي خامنئي يسمي 3 شخصيات لخلافت ...
- طريقة تثبيت قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سات وعرب سات ...
- وردة المسيح الصغيرة: من هي القديسة تريز الطفل يسوع وما سر -ا ...
- سلي طفلك تحت التكييف..خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة 2025 ...
- فوق السلطة: شيخ عقل يخطئ في القرآن بينما تؤذن مسيحية لبنانية ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفي محمود - من مصر البهية الى مصر الوهابية