أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظفر النواب - رهان ...














المزيد.....

رهان ...


مظفر النواب

الحوار المتمدن-العدد: 6989 - 2021 / 8 / 15 - 23:25
المحور: الادب والفن
    


ــــ رهان ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


تقديم:
أَعتقد أَنكم جميعاً شاهدتم في التلفزيون الهجوم الإسرائيلي الأَخير على لبنان.
إحدى العائلات ضُرِبت في سيارة إسعاف.
كان في السيارة ثلاثة أَطفال ، تبعتهم الطائرة الإسرائيلية ، وضربت سيارة الإسعاف بصاروخ.
تصادف وجود صحفية ، صورت المشهد بأَن الطفلة كانت تشير للطائرة ولا تعرف ما هي القصة ، فجاء الصاروخ.. هبط.. و..ماتت هي والأَطفال في العدوان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مظفر النواب .
ا

سَحَبَت من جيبِ
الثَّوبِ النَّاعسِ
أَلوانَ أَصابعِها أَقلامَ حَنان ..
كانت مِثلَ جميعِ الأَطفالِ
تُحِبُّ الرَّسمَ
وتكرهُ سمتيَّاتٍ حَرقَت
حَقلَ اللّوزِ ولُعبَتَها
ترسمُ سَمتيَّاتِ فَراشاتٍ
للجوِّ بكلِّ الأَلوانِ ..
رسَمَت طائرةً بيضاءَ
تطيرُ قريباً
وأَشارَت للجوِّ
لطائرةٍ سوداءَ
بِلونِ الموتِ تُراهنُها
مَن يَصِلِ المُستقبلَ
أَمطرَتِ الطَّائرةُ السَّوداءُ قَنابِلَها
حَرقَت أَقلامَ العشقِ
وماتَ الحُبُّ
بسيارةِ إسعافٍ
لكنَّ الطَّائرةَ البيضاءَ
مَضت في الغَيمِ
مُحمَّلةً بحنانِ
وصَبرِ الأَطفالِ
رِهانُ الأَطفالِ
طويلُ الخَيطِ
ويمتدُّ زماناً بعدَ زَمان ..
حينَ تُوارونَ الجَسدَ اليانِعَ
في حَقلِ اللّوزِ الماطِرِ
فلتَحضَر سيارةُ إسعافٍ أَيضاً
تَنقلُ باقاتِ اليأسِ
وكلَّ الأَوسمةِ المطليَّةِ
والتِّيجانِ
مِن البحرِ إلى البحرِ
ومَن مازالَ لهُ عينٌ
لم تَعمَ مِن الحُزنِ
يُحدِّقُ في الجَوِّ
بعينِ غَدٍ
سَيرى الطَّائرةَ السَّوداءَ
تَخِرُّ قريباً
فوقَ القدمينِ
الشَّاهدتينِ جَنوباً
بين قبورِ الأَطفالِ
لقد كان رِهاناً طِفلاً
لكن ليسَ هنالِكَ
مِثلُ رِهانُ الأَطفالِ رِهان
أَدعو هيئاتِ التَّعليم
تُعلِّمُنا الطَّيرانَ
وصُنعَ الحِقدِ العادِلِ
أَسلحةً بيضاءَ
صَواريخَ ... قنابلَ
مُنذُ السَّنةِ الأُولى
ونُعاهدُ صَمتَ الغربِ المُتحضِّرِ
عمّا يجري
نحنُ العربَ
الهَمجَ الإرهابيينَ
رُعاةَ الإبلِ
نُحبُّ الأَرضَ
نُحبُّ النّاسَ
نُحبُّ الحيواناتِ
نُحبُّ الأَشجارَ
ونَحترمُ الأَعداءَ
إذا كانوا شُرفاءَ
لكن لن نَرحمَ
مَن يقتلَ طِفلاً مِنّا
لن نتهاونَ في الأَرضِ
وفي العِرضِ
وكلٌّ مِنّا قنبلةٌ
حتى تسطَعَ أُمَّتُنا العربيةُ
دونَ هَوان
يُجتثُّ الرُّضَّعُ
والأَحلامُ ودورُ اللهِ
ويَطلبُ مِنّا
مجلسُ أَمنِ السَّفاحينَ
نُعاقبُ أنفسَنا
نُرسي الأَعيادَ الثَّوريةَ
والأَحزانَ الثَّوريةَ
والمأسوتُ عليهِم
حكَّامَ الوطنِ العربيِّ
يؤدُّونَ صلاةَ الغائبِ
قوَّادونَ ...
سراويلُ قواويدِ العالمِ
أَشرفُ منهُم
هذا يُمسكُ للمجرمِ
فِرقةَ موسيقى
والآخرُ صافحَ عورةَ سيِّدهِ
والثالثُ مِن أَعلاهُ إلى أَسفلِهِ
رُزمةُ عوراتٍ
والرابعُ لا يملِكُ عَورتَهُ
وأَعوذُ بِربّ الخَلقِ
من الخامسِ والسَّابعِ
والعاشرِ
والتَّابعةُ المَخصيّةُ
يا أَطفالَ السِّنةِ الأُولى
نرسُمُ طائرةً لا تطلبُ إذناً
مِن قائدِ جيشٍ مخصيٍّ
نرسمُ سمتيَّاتٍ بيضاءَ
نذهبُ للقبرِ الطَّازَجِ
نتركُهُنَّ هناكَ
ونشرَعُ حولَ القبرِ نُغني
حتى تندلعَ الرِّيحُ
ستَندلع الرِّيحُ
ستَندلع الرِّيحُ
وتعلو الأَسرابُ البيضاءَ
وتملأُ كلَّ سماءِ الوطنِ العربيِّ
ولا يبقى للطَّائرةِ السَّوداءِ
مكان رغمَ مجازرِهِم
رَغمَ تدنِّي أَعيُنِنا للأَرضِ
ونحنُ نَلُمُّ
بقايا أَشلاءِ الأَطفالِ
ورَغمَ الحقِّ الشَّرعيِّ
لن نلمسَ إصبعَ طفلٍ منهم
نحنُ نُحبُّ الأَطفالَ
ندافعُ عَنهم
بل حتى المسخَ الصَّهيونيِّ
يُشوّهُهُم
يقتُلُ معنى الإنسان ..
إلهُ شريعتِهِم
صَنعوهُ مِن الأَحقادِ
وربُّ شريعتِنا
بسمِ اللهِ الرَّحمن ..



#مظفر_النواب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قف بما فيك
- قصيدة لم تنشر ...
- فتى جنين
- نارا ... من قصائد الانتفاضة الفلسطينية
- ثلاث اقتباسات ..
- واهراه ..
- ذكريات فرح حزين
- وأنت المحال الذي لايباع
- فراس ..
- قصيدة الفرات
- سرير ..
- وحشة
- كاتيوشا
- مرثية عباس الموسوي
- قصيدتان من رباعيات الصمت الجميل ...
- قصيدتان من رباعية لوجه القمر ...
- من رباعيات مظفر النواب
- عبر الخابور
- لا ترحلوا ..
- قل هي البندقية أنت .. عن الشهيد خالد أكر .


المزيد.....




- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظفر النواب - رهان ...