أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظفر النواب - واهراه ..














المزيد.....

واهراه ..


مظفر النواب

الحوار المتمدن-العدد: 6810 - 2021 / 2 / 9 - 14:44
المحور: الادب والفن
    


ـــ واهراه ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مظفر النواب .


الريحٌ تُزمجِرُ
قطةُ عشقٍ في الشارعِ
تنتظرُ الليل ..
تكشِفُ عن فخذٍ وتغطي
ستَرَ اللهُ علينا
وعلى القطةِ بالذّيل ..
تُستدعى للمخفرِ
ينكِحُها القسمُ المختصُ
بتطويرِ الوضعِ العربي
ثَمّةَ قسمٌ للنكحِ الوطني
وآخَرُ للإخصاءِ .
...
...
وشاهَدَت القطةُ
مِن زنزانتِها
رجلاً يُنفَخُ
فوقَ القنينةِ مكتوبٌ
غازُ الدولةِ
ولوَلَّت المسكينةُ في جزعٍ
وطني حبيبي
وطني الأكبر
فقَدَت سِن العقلِ مِن الضربِ
وقِيلَ لها أن المنفوخَ يقولُ:
انتُخِبَ المأمورُ
وأما الناسُ فلم يَنتَخِبوا
كيف انُتخِبَ المامورُ ؟.
هُنا العَجبُ
دَوِّن في المَحضرِ لم
يعترِف المنفوخُ
وأرسلَ للطبِّ العدلي
يُشَرحُ كيف؟
وقد خرج الغازُ الفاخرُ
مِن أذُنيهِ
إزدادَ سكوتاً
دَوِّن في المحضرِ أيضاً
أن القطةَ
قد بقيت صامدةً يومينِ
وإن قُطعَ الذنبُ
سعَلَ المأمورُ ولكن
لم يَسعل مِن فمهِ
طارت أوراقُ التحقيقِ
وكان الجلادُ لهُ شنبٌ
طارَ الشَّنبُ
أيُّ سعالٍ هذا؟.
ماذا أكل المأمورُ
وماذا رُتبتُهُ؟
ما دام العسكرُ في السلطةِ
فالضرطاتُ لها رُتَبُ ..
بعضُ المُنهارينَ اعترفوا
أن القطةَ بالأصلِ بِلا ذنبٍ
ذنبٌ .. ذنبُ ..
قططٌ سودٌ ولها ذنبُ ..
انتُخِبَ المامورُ
وأما الناسُ فلم يَنتخِبوا ..
شَرِبَ الناسُ الماءَ
وما كان هنالكَ ماءٌ
لكن شَرِبوا ..
زمنٌ عجبُ ..
في تلك الليلة
مِن شهرِ شباطَ القارص
عطَّرَ إبطيهِ الجلادُ
تأنق في كل ملابِسهِ التحتانيةَ
زجَّجَ حاجبهُ الحيوانيّ
ونامَ بزوجتهِ ...
عبثاً حاولَ
لا يمكنُ إطلاقاً
ظلَّ الشيءُ
كما ذنبِ القطة ينسحبُ ..
حاولَ أن يَفُتلَ شارِبَهُ
بلعابٍ وبدون لعابٍ
لايمكن لاينتصبُ ..
العالمُ ينقلبُ ..
جَرّبَ ميمنةً حاربَ ميسرةً
عَنترَ عَنترةً
مَزقَ هيهاتَ
فما بالشارب
بل بالروحِ العَطَبُ ..
عجبٌ عجبُ ..
ينتصبُ المأمور
وأما شاربُهُ المسكين فلاينتصبُ ..
شاهدَ في الحلم ذيولاً
وأفاعٍ ميتةً
وحماراً يُخصى
أنّ أنيناً يقطعُ أنياطَ القلبِ
لعلَّ القطةَ ياجلادُ
هي السببُ ..
هَبَّ نسيمُ الصبحِ رَخِياً
هَبَّ نسيمُ الصبحِ كسولاً
لم يكُ في الشارعِ
إلّا حاويةً للزبلِ
وهِرٌ محترمٌ
لاحَظَ أن القطةَ
تخرجُ مِن بابِ المخفرِ
في خَفرٍ
تركَ الإفطارَ الفخمَ
وعدّلَ جلستَهُ
أرسلَ كلّ خيوطِ شواربِهُ
تستطلعُ أحداثَ الساعةِ
حاولَ أن يتسلقَ حاويةَ الزبلِ
ولكن خانَتهُ الرُّكَبُ ..
أغلقَ إحدى عَينيهِ
وحدّقَ بالأخرى ثانيةً
لايمكنُ ... لايمكنُ هذا
لايمكنُ ليس لها ذنبٌ ..
يسترُ ماحَرّمهُ اللهُ
دنا حَذِراً جداً
قال:
ميو سيدتي
نظرت للأرضِ بصمتٍ
نَغَّمَ بالهمسِ :
ميو ميو سيدتي
- ذَنَبي ياشيخُ
ميو لله .. ميو للهِ
لهُ الشكرُ لهُ الحمدُ
سلامَةُ رأسكِ
فالذنبُ المقطوعُ
بجناتِ الخُلدِ سَيُحتَسَبُ
مِن جهةِ المخفرِ
جاءَ بكاءٌ رسميٌ
:(شَنَبي)
تلكَ علاماتُ الساعةِ سيدتي
ذلك ماقالتهُ الكتبُ ..
اقتربَ الجلادُ
يسيرُ حزيناً
أطلقَ لِحيَتَهُ
لم يرفع عينيهِ عن الأرضِ
وفي مَشيَتهِ عطبُ ..
سارَ القط أمامَ الجلاد بزهوٍ
أبرز أشياءَ فحولتِهُ
لاينقصُهُ الآن
سوى السيجارِ الكوبيِّ
وبعضُ الكذبِ
وبعض التنظيرِ الثوريِّ
ومثلَ زعيمِ الجبهةِ
يغدو أو يقتربُ ..
زأرَ القطُ بِوَجهِ الجلادِ
:ميو
رَكبَ الجلادُ الخَبَلُ ..
سَحبَ السروالَ
ولكن السروالُ بهِ خجلُ ..
أطلق بضعَ عياراتٍ
قُتِلَ الهِرُّ عليهِ الرحمةُ
والصحفُ الرسميةُ قالت : وافاهُ الأجلُ ..
وتوقفَ هرٌ
لم تُبقِ لهُ الأيامُ الصعبةُ
سِناً واحدةً
قرأ النعوةَ المغفورُ لهُ
سيارةُ شحنٍ دُهَسَتهُ
أمامَ المخفرِ
في ريعانِ صِباهُ
صاحت قططُ الحارةِ واهِرَّاهُ
وناحّت واحدةٌ
لم يُسمح أن نأخذَ جُثتَهُ
سيقامُ عزاءٌ
في حاويةِ الزبلِ
يرحمهُ اللهُ.



#مظفر_النواب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات فرح حزين
- وأنت المحال الذي لايباع
- فراس ..
- قصيدة الفرات
- سرير ..
- وحشة
- كاتيوشا
- مرثية عباس الموسوي
- قصيدتان من رباعيات الصمت الجميل ...
- قصيدتان من رباعية لوجه القمر ...
- من رباعيات مظفر النواب
- عبر الخابور
- لا ترحلوا ..
- قل هي البندقية أنت .. عن الشهيد خالد أكر .
- البقاع ..البقاع ..
- مرثية لأنهار من الحزن الجميل ..في ذكرى اغتيال ناجي العلي .
- قصيدة عن ناجي العلي
- اخلع النعل أنت بقانا
- الحزن جميل جدا
- بنفسجة العتم


المزيد.....




- ثقافة المقاومة: كيف نبني روح الصمود في مواجهة التحديات؟
- فيلم جديد يكشف ماذا فعل معمر القذافي بجثة وزير خارجيته المعا ...
- روبيو: المفاوضات مع الممثلين الأوكرانيين في فلوريدا مثمرة
- احتفاء مغربي بالسينما المصرية في مهرجان مراكش
- مسرحية -الجدار- تحصد جائزة -التانيت الفضي- وأفضل سينوغرافيا ...
- الموت يغيب الفنان قاسم إسماعيل بعد صراع مع المرض
- أمين معلوف إثر فوزه بجائزة أدبية في المكسيك: نعيش في أكثر عص ...
- الدرعية تحتضن الرواية: مهرجان أدبي يعيد كتابة المكان والهوية ...
- أمين معلوف إثر فوزه بجائزة أدبية في المكسيك: نعيش في أكثر عص ...
- يهود ألمانيا يطالبون باسترداد ممتلكاتهم الفنية المنهوبة إبان ...


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظفر النواب - واهراه ..