أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سنية الحسيني - حرب الظل في المنطقة: محاولة لفرض معادلات جديدة















المزيد.....

حرب الظل في المنطقة: محاولة لفرض معادلات جديدة


سنية الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 6986 - 2021 / 8 / 12 - 16:16
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


تصاعدت في الآونة الأخيرة وتيرة هجمات حرب الظل البرية والبحرية والسيبرانية المتبادلة بين إسرائيل وإيران في منطقة الشرق الأوسط، في ظل توافر عدد من العوامل، التي قد تساهم في تغيير توازن معادلات الصراع بين البلدين.

قد يكون الانفجار الذي حدث في ناقلة النفط الإيرانية الراسية في ميناء اللاذقية السوري أول أمس الثلاثاء، قد جاء رداً على الهجوم الذي تعرضت له ناقلة "ميرسر ستريت"، المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، قبالة سواحل عمان في 29 من الشهر الماضي. وتم الهجوم على سفينة "ميرسر ستريت" الإسرائيلية في إطار حرب السفن الحالية، باستخدام الطائرات بدون طيار. ويرسخ هذا الهجوم الأخير الميل المتزايد لاستخدام هذا النوع من الطائرات، والتي تشكل تحدياً لأنظمة الدفاع الجوي الحالية. لم يسع ذلك الهجوم لاغراق السفينة الإسرائيلية، حيث حملت الطائرات المهاجمة حمولة صغيرة، كما أنها استهدفت الجزء العلوي للسفينة وليس هيكلها، على غرار جميع الهجمات السابقة التي استهدفت السفن الإسرائيلية. ويعود تاريخ بدأ حرب السفن إلى صيف عام 2019 ، عندما تعرضت سفينة إيرانية تحمل النفط لهجوم أثناء مرورها شرق البحر المتوسط والبحر الأحمر، حيث اتهمت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في شهر آذار الماضي إسرائيل باستهداف ما لا يقل عن 12 سفينة إيرانية ناقلة للنفط متجهة إلى سوريا.

تصاعدت وتيرة هذا النوع من الهجمات منذ مطلع هذا العام، ففي شهر شباط الماضي تعرضت سفينة الشحن الإسرائيلية "إم في هيليوس راي" لانفجار أثناء مرورها عبر خليج عمان، كما تعرضت سفينة حاويات أخرى مملوكة لإسرائيليين لهجوم في الشهر التالي، وثالثة في المحيط الهندي مطلع شهر تموز الماضي، ولا تفصح إسرائيل عن جميع الهجومات التي تتعرض لها سفنها، خصوصاً تلك التي تكشف عوراتها. في المقابل، تعرضت سفينة الشحن "إيران شهركرد" لهجوم في البحر المتوسط في شهر آذار الماضي، كما شن هجوم آخر على السفينة "إم في سافيس" الايرانية في البحر الأحمر في شهر نيسان التالي، وتحديداً في اليوم الأول من محادثات فيينا.

تأتي حروب السفن في إطار حرب ظل أشمل برية وبحرية وجوية وسيبرانية. ولا تتردد إيران في التصعيد في منطقة نفوذها، والتي لا تمتلك فيها البحرية الإسرائيلية قدرات عالية للتدخل، إذ تسيطر إيران على مضيق هرمز، الممر المائي الاستراتيجي الذي يمر عبرة خمس إمدادات النفط العالمية، وتمتلك أحد أهم أساطيل الناقلات في العالم، ناهيك عن خبرتها الواسعة في إخفاء حركة شحناتها النفطية وتجنب التعقب. كل ما تمتلكه إسرائيل في منطقة نفوذ إيران عدد من الغواصات التي لن تغير كثيراً من توازن القوى فيها. في حين تمتلك إسرائيل السيطرة في منطقتها القريبة من سوريا، لذلك تفضل الرد ضمن حدودها، الأمر الذي يفسر تجنب إيران مهاجمة أهداف إسرائيلية ضمن ذلك الاطار.

يأتي ذلك التصعيد الأخير في ظل عدد من العوامل أولها اقتراب التئام مفاوضات فيينا، والتي توقفت خلال الشهرين الأخيرين، على أساس العودة ثانية بعد الانتخابات الرئاسية الايرانية وتشكيل حكومة جديدة، والتي يفترض أن يعرضها الرئيس الجديد أمام البرلمان خلال الشهر الجاري، في ظل تقارير تشير إلى احتمال توجه الولايات المتحدة لتخفيف محدود للقيود المفروضة على إيران في سبيل تحقيق اختراق في المفاوضات وتجميد إيران لتخصيب اليورانيوم والعودة إلى صفقة النووية لعام 2015.

ويبدو أن إيران قد تكون قادرة قريباً على صنع رؤوس نووية، بعد أن أعلنت في الأشهر الاخيرة رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60٪، ومنع وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المواقع النووية. يتمحور ثاني تلك العوامل حول قيام إيران والمملكة العربية السعودية بمحادثات بدأت سرية منذ شهر نيسان الماضي وباتت معلنة الآن، بهدف تحقيق شكل من أشكال التقارب بين البلدين، خصوصاً في إطار الحرب المشتعلة في اليمن. ويشكل ذلك التقارب بين إيران والمملكة العربية خطراً على أهداف وطموحات إسرائيل، التي تستثمر بحالة العداء بين البلاد العربية في منطقة الخليج وبين إيران، لخلق حالة التقارب بينها والمبرر الأول لحدوث التطبيع. ولا يمكن اغفال عامل ارتباط تلك الهجمات البحرية بالهجمات التي تتعرض لها قوات الاحتلال الأمريكية في العراق وغرب سوريا، وقلق إسرائيل من انسحاب أميركي متوقع من المنطقة قريباً.

جاء التطور المهم في أعقاب الهجوم الأخير الذي تعرضت له ناقلة "ميرسر ستريت" الإسرائيلية وذلك بانفجار الجبهة الشمالية لإسرائيل، ولأول مرة منذ بداية حرب السفن التي دشنت منتصف عام 2019. جاء هذا التطور، بعد هدوء امتد منذ حرب عام 2006 على تلك الجبهة، وحرص حزب الله اللبناني عدم اشعالها من ذلك الوقت. ويأتي ذلك الاشتباك العسكري هذه المرة في خضم حرب الظل بين إسرائيل وإيران، وحرص الطرفين اللبناني والإسرائيلي على عدم تأجيجه باسقاط ضحايا خلال القصف المتبادل بينهما. وكانت السفارة الإيرانية في لبنان قد أطلقت تغريدة في السادس والعشرين من شهر حزيران الماضي، أكدت خلالها على عدم حاجة إيران لموافقة أميركية في سبيل إرسال الوقود إلى لبنان، على الرغم من اعتياد إيران على إرسال بوارجها النفطية باتجاه سوريا فقط، الأمر الذي قد يفسر ذلك التطور اللاحق، وتطورات أخرى قد تتبع.

وطلبت إسرائيل من مصر تدخلها لدى حركة حماس في غزة لتخفيف حدة التصعيد باطلاق البالونات الحارقة، خلال اطلاق حزب الله صواريخه باتجاه إسرائيل، وذلك لعدم الانجرار لمزيد من التصعيد على الجبهة الجنوبية أيضاً. ويبدو أن إسرائيل لم تنس بعد تجربة حرب غزة الأخيرة والتي جاءت في شهر أيار الماضي، وأطلقت خلالها حركة حماس حوالي 4000 صاروخ خلال عشرة أيام فقط، ودعمت إيران ذلك علناً، وأطلقت طائرة بدون طيار في المجال الجوي الإسرائيلي في الثامن عشر من ذلك الشهر خلال فترة الحرب، وكان قد أكد جيش الاحتلال في اليوم السابق عن وجود ست محاولات إطلاق للنار من لبنان، والتي رصدت بالفعل في التاسع عشر من ذات الشهر. وذكرت صحيفة الشرق الأوسط، نقلاً عن مصدر دبلوماسي رفيع، أن الولايات المتحدة ضغطت على إسرائيل كي لا تغير قواعد الاشتباك مع حزب الله، قبل دخول الجولة القادمة من المحادثات النووية الإيرانية الشهر المقبل.

فشلت إسرائيل في حشد إجماع دولي ضد إيران في أعقاب الهجوم الأخير على السفينة الإسرائيلية في مياة الخليج العربي، الذي أكدت إيران عدم صلتها به، كما فشلت إسرائيل وحلفاؤها في إثبات تورطها به. وكان الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل قد اتهمت إيران بشن هذا الهجوم. ورغم تهديد أنتوني بلينكين وزير الخارجية الأمريكي برد جماعي على الهجوم، واعتبر البنتاغون إن جميع الخيارات مطروحة، واعتبار بريطانيا إن إيران ارتكبت خطأ جسيما، الا أنه من غير المتوقع حدوث رد قوي من هذه القوى العظمى، بسبب تركيزها على تجديد الاتفاق النووي، خصوصاً في ظل ارسال الاتحاد الأوروبي مبعوثاً عنه للمشاركة في مراسم أداء اليمين وتنصيب الرئيس الإيراني الجديد نهاية الأسبوع الماضي، وهو الأمر الذي انتقده نفتالي بينيت رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد. وتؤكد الهجمات المتعددة المصادر والاتجاهات على أهداف إسرائيلية أو أميركية في المنطقة على واقع النفوذ الايراني والذي يصعب تجاهله. ويبقى خطر المواجهة الإسرائيلية الإيرانية قائماً نتيجة سبق أصرار إسرائيلي تعكسها تصريحات علنية في ظل توجه بينيت الذي يتوق للظهور أو نتيجة سوء التقدير، الا أن ذلك قد يواجه رفضاً أميركيًا وغربياً قوياً.



#سنية_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بينت وتقليص الصراع: الحل ليس على الاجندة الإسرائيلية
- معادة السامية: الإدعاء الذي فقد صداه
- التحكم بأموال المقاصة وبروتوكول باريس
- قانون المواطنة في إسرائيل: أول الغيث قطرة
- مفارقات العلاقة الأميركية الفلسطينية
- حكومات جديدة ومعطيات متجددة في المنطقة
- قمة بايدن – بوتين والسلام البارد
- تطور مجريات الانتخابات الرئاسية الإيرانية وتأثيراتها المحتمل ...
- القضية الفلسطينية: متغيرات جديدة قد تخلخل معادلة الصراع
- ما بعد حرب غزة لا يشبه ما قبلها
- غزة تنتصر ...
- حي الشيخ جراح: الصمود والتحدي خيارنا الوحيد
- 100 يوم تحت المجهر: سياسة بايدن الخارجية تجاه الشرق الأوسط
- الانتخابات الفلسطينية في القدس: ما قبل عهد ترامب لا يشبه ما ...
- انفجار نطنز: ضربة ثلاثية الأبعاد
- هل سينجح نتنياهو في الاحتفاظ بالسلطة هذه المرة؟
- التنين الصيني والأسد الإيراني: شراكة إستراتيجية مهددة لطموحا ...
- سد النهضة: مصر وأثيوبيا ما بين التصعيد والاحتواء
- العلاقات المصرية التركية إلى أين؟
- المحكمة الجنائية الدولية وقرار بدء التحقيق


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سنية الحسيني - حرب الظل في المنطقة: محاولة لفرض معادلات جديدة