أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سنية الحسيني - غزة تنتصر ...















المزيد.....

غزة تنتصر ...


سنية الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 6906 - 2021 / 5 / 22 - 01:38
المحور: القضية الفلسطينية
    


حركة حماس هي من بدأت المعركة هذه المرة مع الاحتلال الصهيوني من أجل مدينة القدس، التي لا يقدسها فقط مسلمي ومسيحي فلسطين، بل مسلمي ومسيحي العالم أجمع. شكل تحدي حركة حماس هذه المرة للاحتلال، وتكبيدها له خسائر فادحة، صدمة قاسية لمنظومة ردعه، لم يعتد عليها من قبل، حتى من قبل ألد أعدائه من دول أو تنظيمات. كسر تحدي حركة حماس لإسرائيل بهذه القوة هذه المرة ومن أجل القدس جميع الحواجز المادية والمعنوية التي عملت إسرائيل على بنائها وتدعيمها بين الفلسطينيين على مدار ثمانية عقود، فالتحم الفلسطينيون في انتفاضتهم هذه المرة في أراضينا المحتلة عام 1948، وفي الضفة الغربية، لدعم تحدي حركة حماس وصمود قطاع غزة. حفز تحدي حركة حماس للاحتلال عمل منظومة التكامل الفلسطيني الوطني، الذي طالما عمل الاحتلال على تشتيتها لاضعافها. يأتي ذلك كله في ظل أزمة إسرائيل الداخلية المتمثلة في عجزها عن تشكيل حكومة مستقرة خلال السنوات الأخيرة الماضية، تحظى بدعم من معظم الفئات السياسية المختلفة. تمكن الفلسطينيون بصمودهم ولحمتهم هذه المرة بقلب معادلة الصراع في فلسطين مع المحتل.

في مقال سابق كتبته عام 2017 كان بعنوان "الشرارة الأولى تبدأ من المسجد الأقصى"، ذكرت فيه أنه من المرجح أن يكون المسجد الأقصى الشرارة التي ستشعل النار في وجه المحتل، ففي كل مرة يقترب الاحتلال من استفزاز الفلسطينيين في القدس تنفجر فلسطين في وجه الاحتلال، فالقدس كانت الشرارة التي أشعلت الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000. والعديد من أحداث المواجهة مع الاحتلال الصهيوني انطلقت من القدس، وكان ذلك أيضاً في الماضي خلال عهد الاحتلال والانتداب البريطاني، تماماً كما فجرت الثورة العارمة الأخيرة التي عمت جميع أنحاء فلسطين من نهرها لبحرها، بعد الأحداث الأخيرة في الشيخ جراح. تعكس القدس، بالإضافة إلى مكانتها الدينية والمعنوية للفلسطينيين، صورة للواقع الذي يسعى الاحتلال لتغيره بالقوة على مدار ثمانية عقود. إن عمليات التهويد المبرمجة في المدينة المقدسة ومساعي الاحتلال لتوحيدها، لتغير واقعها بفرض معطيات جديدة، بنهب الأرض ونقل السكان وهدم البيوت وتغيير الأسماء وتبديل المعالم لنفي التاريخ وقلب الحقائق، بهدف تثبيت روايته الوهمية بالقوة، هي ذات الإجراءات التي مارسها من قبل في عكا ويافا، ويمارسها كذلك في الضفة الغربية. إن مبادرة حركة حماس لخوض المعركة الأخيرة مع الكيان الصهيوني دفاعاً عن القدس وتحت عنوانها، استقطب دعم ومساندة جميع الفلسطينيين في جميع أرجاء الوطن المحتل، في مشهد غاب منذ سنوات طويلة. لا يمكن القول أن مشهد الاتحاد والتكامل الوطني الفلسطيني في جميع أرجاء فلسطين جاء بشكل مفاجئ، فتبجح الكيان الصهيوني في تعامله مع الفلسطينيين عموماً في القدس والضفة والغربية وحصار قطاع غزة وسياسات التمييز العنصرى في الأراضي المحتلة عام 1948، وتصعيد المواجهة معهم، بالإضافة إلى فشل عملية السلام مع السلطة الفلسطينية، كشف الوجه الحقيقي لطموحات هذا الكيان، فترجم يأس الفلسطينيين بما تشهده الأراضي الفلسطينية اليوم في كل بقعة فيها.

يدعم جميع الفلسطينيين اليوم جبهة غزة، لأنها الجبهة الفلسطينية الوحيدة المتبقية التي تعكس مفهوم القوة، ذلك المفهوم الذي لم تعرف إسرائيل مفهوماً غيره في تعاملها معهم أو حتى مع الدول العربية المتصارعة معها، ولأن مفهوم السلام الذي جاءت به إسرائيل عبر اتفاقيات أوسلو أثبت عدم فعاليته أو جدواه للفلسطينيين بعد مضي أكثر من ربع قرن. واعتبرت إسرائيل هجومها الحالي على غزة بمثابة حرب مقارنة بهجماتها الثلاث الماضية في 2014 و2012 و2009، والتي اعتبرتهم مجرد عمليات. شكل تطوير حركة حماس هذه المرة لقدراتها القتالية الهجومية تهديداً حقيقياً للكيان المحتل، لم تشكله أي قوة أخرى معادية لإسرائيل من قبل. وتشهد هجومات حركة حماس والقوى المقاومة الأخرى الشريكة لها في قطاع غزة وما أحدثته من دمار للكيان وفي عقر داره على ذلك التطور. طورت حركة حماس قدراتها القتالية طوال سنوات الهدوء السابقة بعد حرب عام 2014، فزادت من تشييد وتأمين الانفاق، وطورت من دقة وقوة وفاعلية صواريخها الهجومية، خصوصاً بعد نجحها أيضاً في استخدام تقنيات خاصة للتقليل من أثر القبة الحديدية في ردع صواريخها. كما نجحت حركة حماس في تطوير مستوى تنسيقها مع حركات المقاومة الأخرى في غزة خلال الحرب، خصوصاً حركة الجهاد، وبدا ذلك واضحاً خلال سير الأعمال القتالية.

شجعت إسرائيل الانقسام الفلسطيني، وقد تكون هي بالفعل من مهدت له، معتبرة أن استمراره يخدم مصالحها السياسية. ساهمت سيطرة حركة حماس على غزة في اضعاف مكانة وسلطة السلطة الفلسطينية عموماً بعد عام 2007، الأمر الذي أعطى لإسرائيل مبرراً لتعطيل مفاوضاتها مع الفلسطينيين، وتعطيل أي فرصة واقعية لحل الدولتين. في المقابل وضعت إسرائيل كل ثقلها للسيطرة على تطوير حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى لقدراتها العسكرية في غزة، لابقائها ضعيفة بما يمكنها على القضاء عليها بسهولة وقت اللزوم. كما اخضعت إسرائيل قطاع غزة لحصار مشدد منذ حوالي عقد ونصف، لإدارة مستوى ضعفها المطلوب. وترجم تلك السياسات الإسرائيلية في سياسة الاغتيالات التي تنتهجها إسرائيل ضد قيادة المقاومة، وكذلك في شن حروبها الثلاث الماضية على قطاع غزة، والتي لجأ اليها الاحتلال وبادر بشنها بهدف تدمير أي قدرة عسكرية يتم بناؤها أو مراكمتها من قبل قوى المقاومة الفلسطينية في غزة. هذا بالإضافة إلى مساعيها لتثبيت سياسة ارهاب المدنيين في غزة، باستهدافهم وقتل الكثير منهم وتدمير ممتلكاتهم، لتنفيرهم من فكرة احتضان أي مظهر أو رمز من رموز المقاومة. هذه الحرب أثبت عدم نجاح إسرائيل في تقويض قوة المقاومة، تماماً كما فشلت في تنفير الشعب الفلسطيني عموماً وليس في قطاع غزة فقط من فكرة المقاومة، بعد أن التف الشعب الفلسطيني بأكمله دعما لغزة ومقاومتها.

نجحت غزة في إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، فبالاضافة إلى أنها وحدت الفلسطينيين في جميع أماكن تواجدهم تحت راية نصرة القدس ودعم لمقاومة غزة، وأعادت تذكير العالم بالقضية الفلسطينية، وجلبت الدعم والمساندة من جهات لم تكن القضية الفلسطينية ضمن أولوياتها، وضعت غزة معطيات جديدة في معادلة الصراع مع الاحتلال. وبات من الضروري الان استغلال ذلك التطور الذي احدثته نتائج الحرب فلسطينياً في معادلة السلام والتفاوض مع المحتل. إن ذلك يستوجب إعادة ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل، فالمصالحة والوحدة هي الخطوة الضرورية التالية في طريق استعادة الحقوق.



#سنية_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حي الشيخ جراح: الصمود والتحدي خيارنا الوحيد
- 100 يوم تحت المجهر: سياسة بايدن الخارجية تجاه الشرق الأوسط
- الانتخابات الفلسطينية في القدس: ما قبل عهد ترامب لا يشبه ما ...
- انفجار نطنز: ضربة ثلاثية الأبعاد
- هل سينجح نتنياهو في الاحتفاظ بالسلطة هذه المرة؟
- التنين الصيني والأسد الإيراني: شراكة إستراتيجية مهددة لطموحا ...
- سد النهضة: مصر وأثيوبيا ما بين التصعيد والاحتواء
- العلاقات المصرية التركية إلى أين؟
- المحكمة الجنائية الدولية وقرار بدء التحقيق
- ايران والولايات المتحدة وإسرائيل: التطورات العسكرية الأخيرة
- مفاجآت نتنياهو قبل الانتخابات
- الصندوق القومي اليهودي لماذا يفصح عن سياسته الآن؟
- فلسطين والمحكمة الجنائية الدولية التطلع والتحديات
- الاتفاق النووي الإيراني ومستقبل غامض
- الشرق الأوسط في توجهات الإدارة الأميركية الجديدة عودة إلى ال ...
- الانتخابات الفلسطينية في كفة الميزان
- فلسطين 2021 ... نور في آخر النفق
- قمة العلا ... ما خفى كان أعظم
- فلسطين اليوم...حقائق مرعبة
- عن حروب السايبر التي غيرت شروط اللعبة


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سنية الحسيني - غزة تنتصر ...