أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سنية الحسيني - التنين الصيني والأسد الإيراني: شراكة إستراتيجية مهددة لطموحات الغرب















المزيد.....

التنين الصيني والأسد الإيراني: شراكة إستراتيجية مهددة لطموحات الغرب


سنية الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 6856 - 2021 / 4 / 1 - 17:11
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


وقع وزيرا خارجية الصين وإيران مطلع الأسبوع الجاري إتفاقية تعاون استراتيجي شامل على مدار ربع القرن القادم، تمثل خطة طريق متكاملة في مجالات وأبعاد متعددة للتعاون بين البلدين. ورغم أن هذه الاتفاقية لا تعد ملزمة للطرفين، إلا أنها تفتح الطريق أمام شراكة إستراتيجية من نوع خاص، كما تسمح بترسيم تلك الشراكة وشرعنتها من خلال إتفاقيات ثنائية متعددة ومتنوعة مستقبلية. وتحمل هذه الاتفاقية أهمية خاصة نظراً لدور البلدين وأهميتهما سواءعلى المستوى الدولى في حالة الصين أوعلى المستوى الإقليمي في حالة إيران. وتعتبر هذه الاتفاقية صفعة مباشرة للولايات المتحدة، خصوصاً في ظل مواقفها المعلنة والتصعيدية تجاه الصين وإيران والتي تسير بخطوات طردية منذ سنوات. كما تشكل الاتفاقية خطورة على طموحات وأهداف إسرائيل وحلفائها في منطقة الشرق الأوسط، والتي تسعى لتقويض مكانة إيران فيها، حيث أن الاتفاقية من شأنها ابراز دور إيران واستثمار مكانتها الاستراتيجية.

لم تأت هذه الاتفاقية الاطارية بين الصين وإيران كردة فعل على سياسات الولايات المتحدة تجاه البلدين في الآونة الأخيرة، بل على العكس جاءت بواكيرها بعدما أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مطلع عام 2016 أن إيران أوفت بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي، وما ترتب على ذلك من رفع العقوبات عنها. وخلال زيارة شي جين بينغ الرئيس الصيني إلى طهران خلال ذات العام وفي المؤتمر الصحفي الذي جاء في نهاية الزيارة، أكد البيان المشترك للرئيسيين الصيني والإيراني البدء في العمل على اعداد وثيقة ترتب مستقبل العلاقة بين البلدين وفق رؤية استراتيجية واسعة. كما أن موعد توقيع الاتفاقية بين البلدين تم الإعلان عنه في وقت سابق من العام الماضي، عندما أعلن محمود واعظي، مدير مكتب الرئيس الإيراني تفاصيل تلك الوثيقة وموعد توقيعها، والذي حدده في نهاية العام الإيراني الحالي.

الا أنه من المؤكد أن إصرار الطرفين الصيني والإيراني على استكمال العمل على ترسيم هذه الاتفاقية بل والمضي قدماً في بلورتها وترسيخها ينطلق من تصلب الولايات المتحدة في سياساتها تجاه البلدين. فقد صعدت أدارة جو بايدن الرئيس الأميركي الجديد من نبرتها تجاه الصين، وفرضت، مع دول غربية أخرى، عقوبات على مسؤولين صينيين بارزين، بحجة تورطهم في انتهاكات حقوق إنسان. هذا بالإضافة إلى تصريح الولايات المتحدة الصريح بأنها ستقف أمام طموحات التمدد الصيني وعدم وجود أرضية مشتركة للتفاهم بين البلدين. من ناحية أخرى، فقدت إيران الثقة بالولايات المتحدة والدول الغربية، وهو الأمر الذي روج للحديث عن توجه إيران أو التفافها نحو الشرق. خذلت الولايات المتحدة وحلفاؤها إيران على مدار خمسة عقود، بعد نجاح الثورة الإسلامية، ولم تبد أي استعداد للتفاهم معها. وفي العقد الأخير ورغم توقيع إيران على الاتفاق النووي عام 2015، لم تنفتح الدول الغربية على التعاون ورفضت عقد صفقات مهمة معها، تبع ذلك انسحاب إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب من ذلك الاتفاق من طرف واحد، وفرض عقوبات أميركية أشد من سابقاتها. وحتى في ظل إدارة الرئيس الحالي جو بايدن، لازالت الولايات المتحدة تتشدد في علاقاتها مع إيران وتدعوها للتراجع عن أي إجراءات اتخذتها بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، قبل رفع العقوبات التي فرضتها بدون سبب.

ورغم أهمية الخوض في تفاصيل هذا الاتفاق الذي غطته صحف إيرانية وأمريكية منتصف العام الماضي، باعتباره مسودة له، يؤكد عدد من الخبراء أنه يعكس ما تم التوقيع عليه مطلع هذا الأسبوع، الا أنه من الضروري الإشارة إلى أن هذا الاتفاق إلى جانب أهميته الاقتصادية والسياسية للصين وإيران، يتعلق بالمشروع المركزي للصين والمعروف بطريق الحرير، والذي ورد ذكره عديد المرات خلال تلك المسودة. إن الأهمية لموقع إيران الاستراتيجي سواء على المستوى البحري أو البري لهذا الطريق يجعل من إيران شريكاً استراتيجياً مستقبلياً للصين يختلف عن غيره من الشركاء الاستراتيجيين العددين لها في هذه المنطقة. لن تنجح إيران فقط من خلال تطوير شراكتها المتوقعة مع الصين بالتخلص من الضغوط الآنية الأمريكية والإسرائيلية، وإنما سيمكن الاتفاق إيران على المستوى البعيد من استرداد مكانتها الإقليمية التاريخية. كما أن هذا الاتفاق، وبغض النظر عن الاختراق الذي سيحققه للصين على المستوى الاقتصادي والسيبيري والسياسي، سيزيد من فرص توغل الصين في منطقة الشرق الأوسط وتحقيقها لحلمها بتشييد طريق الحرير، وتربعها على قمة النظام العالمي.

إن تتبع العلاقات الصينية الإيرانية على عجالة يفصح عن أهمية إيران الخاصة بالنسبة للصين، حيث تضرب تلك العلاقة جذورها في قلب التاريخ، والتي بدأت قبل الميلاد بقرن ونصف من الزمان. منذ ذلك الوقت اكتشفت الصين أهمية موقع إيران الاستراتيجي، والذي بدأ بظهورها كطريق تجاري يفتح العالم أمام الصين في أوروبا والشرق الأوسط. تلك الأهمية جعلت الصين تمتنع عن معاداة إيران بشكل عام، حتى عندما كان البلدان في معسكرين متضادين في عهد حكم الشاه وما بعده، فكانت الصين مورد السلاح الوحيد لإيران في حربها مع العراق، رغم أنها دعمت العراق أيضا. كما أن الصين كانت أهم الدول التي خرقت الحصار الأميركي الغربي على إيران، وإن بقيت ملتزمة بمعايير معينة لم تضطرها لمعاداة الولايات المتحدة، الأمر الذي يفسر انخفاض نسبة وراداتها وصادراتها خلال سنوات الحصار.

إن الصين بلد براغماتي، يسعي بوعي لتحقيق مصالحة الاستراتيجة، ويميل بشكل عام لتحقيقها عبر الأساليب السياسية والاقتصادية والدبلوماسية. إن ذلك يفسر علاقاته المتشعبة مع جميع دول العالم بما فيها الانداد منها، وذلك بالتركيزعلى الصفقات الاقتصادية، وتجنب الخوض في المشكلات السياسية. إن ذلك يعطي مؤشراً على سياسة الصين تجاه منطقة الشرق الأوسط في ظل علاقاته الاستراتيجية الجديدة المتوقعة وفق هذا الاتفاق مع إيران ومع دول أخرى عديدة. إن الصين لن تقحم نفسها في صراع إيران مع عدد من دول المنطقة، والذين تربطها علاقات استراتيجية معها كاسرائيل والسعودية ودولة الامارات، بل على العكس قد تكون الصين الوسيط الأنسب بين هذه الدول، بدل الوسيط الأمريكي الذي فشل على مدار أكثر من ربع قرن مضى في حل مشاكلها، وبات جزءاً منها. إن الصين تستطيع ضمن رؤيتها الساعية لتحقيق مصالحها في منطقة الشرق الأوسط والساعية لربط دولها بعلاقات إقتصادية تعود بالمنفعة عليها، والذي يتطلب حدوث استقرار فيها، تعتبرالأقدر على انتزاع مركزالوساطة من الولايات المتحدة.



#سنية_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سد النهضة: مصر وأثيوبيا ما بين التصعيد والاحتواء
- العلاقات المصرية التركية إلى أين؟
- المحكمة الجنائية الدولية وقرار بدء التحقيق
- ايران والولايات المتحدة وإسرائيل: التطورات العسكرية الأخيرة
- مفاجآت نتنياهو قبل الانتخابات
- الصندوق القومي اليهودي لماذا يفصح عن سياسته الآن؟
- فلسطين والمحكمة الجنائية الدولية التطلع والتحديات
- الاتفاق النووي الإيراني ومستقبل غامض
- الشرق الأوسط في توجهات الإدارة الأميركية الجديدة عودة إلى ال ...
- الانتخابات الفلسطينية في كفة الميزان
- فلسطين 2021 ... نور في آخر النفق
- قمة العلا ... ما خفى كان أعظم
- فلسطين اليوم...حقائق مرعبة
- عن حروب السايبر التي غيرت شروط اللعبة
- تركيا والعقوبات الأميركية والأوروبية
- جرائم الاغتيال الإسرائيلية إرهاب دولة مسكوت عنه
- اغتيال زاده ... هل هو مقدمة لمزيد من التوتر؟
- يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني: مناسبة للتذكير باستمرار معان ...
- الانتخابات الأميركية: مراجعة عامة
- بايدن والشرق الاوسط


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سنية الحسيني - التنين الصيني والأسد الإيراني: شراكة إستراتيجية مهددة لطموحات الغرب