أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - محاكمات النظام السعودي للمواطنين الأردنيين والفلسطينيين















المزيد.....

محاكمات النظام السعودي للمواطنين الأردنيين والفلسطينيين


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 6985 - 2021 / 8 / 11 - 11:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


توقيتاً ورسائل
منذ أن استدخل المغدور السادات بعد اتفاقية "كامب ديفيد"، ثقافة الهزيمة و99% من أوراق الحل بيد أمريكا...وما تبع ذلك من حالة انهيار في بنية ودور ووظيفة النظام الرسمي العربي،والذي بفعل أموال البترودولار التي دمرت قبل ذلك لبنان،وجدنا بأن هذا النظام الرسمي العربي ينتقل من النقيض الى النقيض في شعاراته وعلاقاته وتوصيفاته لطبيعة الصراع والعلاقة مع المحتل ،حيث سقطت كل الشعارات التي رفعها النظام الرسمي العربي في مرحلة المد الوطني والقومي العربي بعد هزيمة حزيران/1967،بحيث أصبحت السودان التي عقدت فيها قمة اللاءات الثلاثة،قمة الخرطوم " لا صلح ولا مفاوضات ولا اعتراف" بإسرائيل،واحدة من دول التطبيع " الإبراهيمي"،ولعل النظام الرسمي العربي الذي لم يكتف بالهرولة نحو التطبيع مع المحتل والتخلي عن كل شعاراته القديمة،بل اضاف لتلك الشعارات أبعاداً ومضامين أخطر،من حيث حرف الصراع عن جوهره من صراع عربي- اسرائيلي جوهره القضية الفلسطينية الى صراع مذهبي اسلامي - اسلامي (سني- شيعي)،ولم تعد اسرائيل هي عدوة الأمة ومحتلة أرضها ومن يهدد أمنها واستقرارها،بل اضحت ايران هي العدو والمهدد لأمن واستقرار وعروش النظام الرسمي العربي،في سياق العدو المصطنع الذي أوجدته أمريكيا للنظام الرسمي العربي،من أجل ان تستمر في الضغط عليه و" استحلابه" مالياً من أجل حمايته من ايران.
ومن بعد ذلك استمر النظام الرسمي العربي في حالة عجز وانهيار وتردي،ولكي يبقي ورقة التوت ساترة لعورته،طرح الملك السعودي الراحل خالد الذي كان ابان تلك القمة أميراً،ما سمي بمبادرة السلام العربية،في قمة بيروت آب/2004،"الأرض مقابل السلام" والتي رد عليها المغدور شارون في تلك الفترة بأنها لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به،وبأن المطلوب هو " السلام مقابل شرعنة الإحتلال"،وبالمناسبة ما قاله دقيق..ومن بعد ذلك كانت حرب تموز العدوانية الإسرائيلية على لبنان وجماعة السيد و قوى ا ل م ق ا ا و م ة ،التي خاضتها اسرائيل لأول مرة بالوكالة عن أمريكا لخلق ما سمته وزير خارجية أمريكا أنذاك " كونداليزا رايس" بالشرق الأوسط الجديد،وفي تلك الحرب كان رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم،والذي استدخل ثقافة " الإستنعاج" والإستجداء العربي على بوابات الأمم المتحدة والبيت الأبيض،لأن العرب لا طاقة لهم بمحاربة ومنازلة هذا الذئب الشرس ...معتقدين بل ومقتنعين بأن ثقافة الهزيمة والإستجداء أقل كلفة من ثقافة ا ل م ق ا و م ة....من بعد ذلك كانت العشرية السوداء التي أصابت العديد من الأقطار العربية،تحت ما سمي بثورات الربيع العربي باللوثات الفكرية والمذهبية والطائفية،والتي كانت واحدة من أهدافها المركزية، ضرب القوى المركزية العربية ( سوريا والعراق ومصر) وتدمير جيوشها المركزية وتفتيت وتذرير وتفكيك جغرافيتها مع العديد من الدول العربية الأخرى وبما يحول أغلب الدول العربية الى كيانات فاشلة،بعد اعادة تركيبها على اساس المذهبية والطائفية والثروات.
وبالمناسبة في فترة العشرية السوداء في أول خمس سنوات منها،كانت تربط ح م ا س مع السعودية علاقات قوية، في ظل قيادة خالد مشعل للحركة،حيث التقت مصالحهم ومواقفهم من ما جرى في سوريا.
التطورات اللاحقة في العلاقة كانت تشير الى برود في تلك العلاقة،حيث الخلاف السعودي- القطري حول القضية السورية وقيادة الملف ،وكذلك التغيرات التي حصلت في عضوية مجلس شورى ح م ا س ،مكتبها السياسي،كانت تؤشر الى سعي لتطوير العلاقة مع طهران .. وقد تجلى ذلك في الحرب التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة في 2014 ،والتي خطت فيها حركة ح م ا س خطوات واسعة نحو تعزيز علاقاتها مع طهران،بفعل الدعم المالي والعسكري،في وقت لم تقم المشيخات الخليجية،وفي مقدمتها السعودية بتقديم أي دعم ومن أي نوع وشكل ل ح م ا س وا ل م ق ا و م ة، ومن ثم تسارع تدهور العلاقات بين السعودية وحركات ال م ق ا و م ة الفلسطينية وفي مقدمتها ح م ا س،بعد قطع العلاقات ما بين العديد من مجلس التعاون الخليجي ومصر مع قطر في حزيران 2017/، وتولي الرئاسة الأمريكية من قبل الرئيس الأكثر يمينية وتطرف ترامب،حيث جرى تصنيف حركات ا ل م ق ا و م ة الفلسطينية والعربية،وفي مقدمتها ح م اس كحركات "إرهابية"،والسعودية تبنت نفس الموقف والتصنيفات الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية.
ولم تكتف السعودية بهذه المواقف،بل سعت كما هو شركائها من أمريكا واسرائيليين وبريطانيين في عهد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الى تجفيف ما يسمى بمصادر ومنابع " الإرهاب"،من خلال القيام بحملة اعتقالات واسعة شملت نشطاء وأصدقاء لحركة ح م ا س أردنيين وفلسطينيين كانوا يجمعون التبرعات لصالح الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ...السعودية أصرت على محاكمة المعتقلين،ولكنها كانت تأخر اجرءات المحاكمة والحكم،في رهان على أن يجري تطويع ح ر ك ة ح م ا س وتغيير موقفها من علاقاتها بطهران ،وتطبيع علاقاتها مع السعودية من خلال البوابة الأمنية،وليس وزارة الخارجية أو الديوان الملكي السعودي، ولكن التطورات اللاحقة قادت الى فجوة كبيرة بين الرياض و ح رك ة ح م اس،وخاصة بعد معركة " سيف القدس" ،والتي ارتفع فيها سقف التنسيق والتعاون بين مكونات محور ا ل م ق ا وم ة،وخاصة بأن الخلاف السعودي القطري – التركي والتقارب القطري مع طهران، ساعد هو الآخر في دفع العلاقات بين ح م ا س ومحور ا ل م ق ا و م ة وبالذات ما بين ح م ا س وطهران وجماعة السيد.
بعد انتخاب ابراهيم رئيسي رجل الإمام الخميني والجناح المتشدد في القيادة الإيرانية ..وانتهاء انتخابات مجلس شورى ح م ا س،والتي قادت الى فوز أغلبية التيار الداعي الى توثيق العلاقة مع قوى ودول محور ا ل م ق ا و م ة . ومن ثم مشاركة وفد كبير من كافة قوى ا ل م ق ا و م ة الفلسطينية،وفي مقدمتها وفد ح ر ك ة ح م ا س بقيادة رئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنية،في تنصيب الرئيس ابراهيم رئيسي رئيساً لإيران وما حظي به الوفد من استقبال حافل من قبل القيادة الإيرانية، كان القرار السعودي بإختيار هذا التوقيت للإعلان عن محاكمات أعضاء وأنصار حركة ح م اس المعتقلين لديها (69) معتقل، والحكم عليها بما فيهم الشيخ محمد الخضري ممثل حركة ح م ا س السابق على أرضها الذي تجاوز الثمانين من العمر لمدة 15 عاماً، أتت تلك الأحكام انتقاماً من ح م ا س على توثيق علاقاتها بطهران،وكذلك الزيارة للتهنئة والمباركة بتنصيب الرئيس الإيراني الجديد ..وفي الرسائل التي تحملها تلك المحاكمات،فواضح بأنها كانت بمثابة رشوة لإدارة بايدن من أجل تقديم الدعم لولي العهد السعودي الذي لديه سجل قاتم في قضايا الحريات وحقوق الإنسان،وخاصة بعد قتل صحفي بلاده الخاشقجي بطريقة وحشية ...وكذلك هي رسالة لدولة الإحتلال بإخراج عملية التطبيع التي طالت سريتها بين السعودية ودولة الإحتلال إلى العلن،حيث تحدث قبل ثلاثة أيام عضو الكنيست عيساوي عن اتصالات بين أغلب دول النظام الرسمي العربي ودولة الإحتلال، بما في ذلك السعودية... والرسالة الأخرى للنظام الرسمي العربي،والقول لهم بأن جمع التبرعات والدعم المالي والمساعدة للقضية الفلسطينية،ليس تهمة في السعودية،ولكن واضح بأن خيار ا ل م ق ا و م ة الفلسطينية،هو خيار ايراني في محاولة لتضليل الرأي العام العربي.. وهناك رسالة موجهة لقيادة ح ر ك ة ح م ا س بأن قرارها يجب أن يكون بجيب السعودية،والقبول بالخيار السعودي لحل القضية الفلسطينية،والذي لا يخرج عن صفقة القرن الأمريكية،وبالتالي أي عفو ملكي عن المعتقلين المرتبطين بحركة ح م ا س،يستدعي تخفيف علاقاتها بطهران وعدم السير في ركبها وخيارها.
ومن هنا نحن نفهم توقيت المحاكمة السعودية لممثل حركة ح م ا س السابق على أرضها محمد الخضري ومن معه،والحكم عليهم باحكام قاسية جداً ،والرسائل التي أرادت القيادة السعودية ايصالها اسرائيلياً وأمريكياً وعربياً و ل ح م ا س نفسها.
فلسطين – القدس المحتلة
11/8/2021
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطلوب رفع الغطاء عن المطبعين
- قضية الشيخ جراح تقترب من الإنتصار
- تسريب العقارات ....سلوان بحاجة لخطة - رمزور-
- أمريكا ترحل وتدير المنطقة عبر الوكلاء
- عندما -تتبلطج- اثيوبيا على مصر والسودان
- اقتحامات الأقصى و-تطويع- العقل العربي والفلسطيني
- في الذكرى السنوية الرابعة لهبة البوابات الألكترونية
- سقوط قانون- المواطنة- - بند منع لم الشمل- لا يغير من واقع ال ...
- دائماً سلوان وجعنا وألمنا
- حظر الحسابات والقمع الممنهج لن يحجب الحقيقة المغتالة
- في ايران - الجمهورية تنتصر ....الثورة تنتعش ورئيسي رئيساً-
- الشعوب الحية لا يهزمها تخاذل القيادات،فهي ت ق ا و م وتنتصر
- مسيرة المهزومين
- تحليل أولي برحيل نتنياهو ،انتهي زمن ملوك-بني اسرائيل-
- حوار وطني سيطول تأجيله
- أزمة دولة الإحتلال تتعمق
- نتنياهو يقترب من السجن ولكن ...؟؟
- هل اقترب فرض الحكم العسكري على شعبنا واهلنا في الداخل الفلسط ...
- ماذا سيحمل -بلينكن- في جعبته..؟؟؟
- تحليل اولي غزة تبتلع نتنياهو


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - محاكمات النظام السعودي للمواطنين الأردنيين والفلسطينيين