أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - من يعرقل الانسحاب الأميركي من العراق ؟














المزيد.....

من يعرقل الانسحاب الأميركي من العراق ؟


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 6985 - 2021 / 8 / 11 - 11:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعل كل من يقرأ بعين موضوعية مجردة من العواطف والأهواء والأحكام السياسية المسبقة في تطور مواقف الإدارة الأميركية من مستقبل وجودها العسكري منذ أحتلال جيشها العراق في 2003 حتى يومنا، سيخلص حتماً بأنها جادة لسحب جميع قواتها من أرض الرافدين، لكن لن يكون بطبيعة الحال هذا الانسحاب فورياً في وقت واحد بل على مراحل وبما بحفظ ماء وجهها كأقوى دولة عظمى ، وقد تأكدت هذه الحقيقة إثر زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الأخيرة للولايات المتحدة حيث أكّد رئيسها جو بايدن لدى أستقباله الأول " لن نكون في نهاية العام في مهمة قتالية في العراق " وأن الدور الأميركي سيقتصر على المشورة والتدريب . وإذا كان لايمكن الجزم بشكل قاطع في صدق النوايا الأميركية، لكن كل المؤشرات تقطع بأن المرحلة الأخيرة للانسحاب النهائي لن تكون بعيدة بأي حال من الأحوال لجملة من الأسباب الموضوعية والذاتية المتشابكة لسنا هنا بصدد تعدادها، لعل في مقدمتها ما يشكله الوجود العسكري عليها في العراق من أعباء باهظة سياسيا واقتصاديا، دع عنك الخسائر التي تتكبدها في الأرواح والعتاد؛ ويحدث هذا في وقت بلغت فيه الأزمات المتفاقمة داخل الولايات المتحدة مستويات غير مسبوقة تاريخياً .
ومن نافلة القول أن هذا الانسحاب لا تقدمه واشنطن كمنة على العراقيين أو من أجل سواد أعينهم؛ بل بفضل نضالات الشعب العراقي وقواه الوطنية والديمقراطية الشريفة بكل الوسائل النضالية المشروعة الملائمة غير الارهابية وما قدموه -شعباً وقوى -:من تضحيات هائلة في هذا الصدد . ومع أن تاريخ نضالات القوى الوطنية العراقية -وفي طليعتها الشيوعيون- يشهد بالدور المحوري الذي لعبته هذه القوى في تلك النضالات ضد كل أشكال الوجود الاستعماري الكولونيالي على أرض العراق وضد ربطه أيضاً بأي حلف من الأحلاف الأستعمارية، ولعل تجربتها النضالية التاريخية ضد الوجود الإنجليزي تشهد بذلك، إلا أننا نجد اليوم بين صفوف قوى الإسلام السياسي ذات الميليشيات المسلحة والمحتمية بأيران من يزايد على القوى الوطنية للظهور بمظهر الأكثر غيرة وحماساً للتعجيل بالانسحاب الأميركي الفوري ويثير ضجة وزوابع بذلك في حين أن تاريخ الإسلام السياسي منذ تأسيس جماعة الأخوان المسلمين المصرية مجلل بعار التعاون والتواطؤ مع المحتل الأجنبي ليس في العراق وحده فحسب، بل في سائر البلدان العربية، ومازالت هي كذلك حتى وقتنا المعاصر . وهذه المزايدة إنما غرضها التشويش على المطالب الآنية الشعبية المشروعة الأكثر ألحاحاً ؛ وفي مقدمتها تحقيق الأمن والأستقرار للشعب العراقي وضمان الحد الأدنى من مستلزمات حياته المعيشية الكريمة من ماء وكهرباء ورغيف وسكن وجعل أسعار السلع الأساسية الغذائية تحت متناول أيديه؛ علاوة على أنهاء مشكلة البطالة بأدنى مستوى ممكن .
وفي ظل أسوأ أزمة مالية واقتصادية تواجهها الحكومة العراقية منذ قيام الدولة قبل قرن فإن تلك المطالب لا يمكن تحقيقها إلا من خلال الوقف الفوري لنزيف هدر المال العام والفساد المستشري في مفاصل الدولة وملاحقة وضبط الفاسدين وتقديمهم لمحاكمات نزيهة عادلة لاسترجاع ما نهبوه من أموال الشعب بالمليارات والكشف عن قتلة النشطاء السياسيين الأبرياء ، وهذا بالضبط ما تخشاه قوى الأسلام السياسي المعنية لأنه سيكشف وزنها وقوتها الحقيقية بين الجماهير ويجردها من حقيقة شعاراتها المرفوعة ضد الاحتلال الأميركي والتي تستظل به مؤتمرةً في ذلك بأوامر الجارة إيران التي هي الاخرى لا تريد الانسحاب أن يتم وتفقد من جرائه الساحة السياسية الداخلية العراقية التي أتخذتها ملعباً لتصفية حساباتها مع أميركا .



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكي لا تقع المحرقة النووية الشاملة
- اليسار العالمي ومئوية الشيوعي الصيني
- فضيحة فضائح السلطة الفلسطينية
- الدروس الملهمة لنضال والدة الشهيد الوزني
- إعلام النكسة مازال حاضراً
- كيف يمكن أختصار طريق النضال الفلسطيني ؟
- مغزى المعركة السياسية حول قانون المحكمة الاتحادية
- -كورونا- بين الإشتراكية والرأسمالية
- مأزق ديمقراطية الرأسمالية الأمريكية
- العد التنازلي لنهاية الامبراطوري الأميركية
- مستقبل السلم العالمي بعد عام 20 20
- الأنتفاضات العربية ودروس انتفاضة تشيلي
- هكذا تلاشت فقاعة الديمقراطية الأميركية
- الرئيس الأميركي الجديد المشترىٰ
- إسقاط دستور بينوشيه ومستقبل التحول الديمقراطي في تشيلي
- عبد الناصر ومنظمة التحرير الفلسطينية
- هل يشهد العالم حرباً نووية جديدة ؟
- من مفكرة سجين بحريني عن غزو الكويت ( 5 - 5 )
- من مفكرة سجين بحريني عن غزو الكويت ( 4- 5 )
- من مفكرة سجين بحريني عن غزو الكويت ( 3 )


المزيد.....




- إعصاران متوازيان في لقطة سريالية يوثقها سيّاح خارج مطار أمري ...
- استدار ولم يرد على السؤال.. شاهد رد فعل بايدن عندما سُئل عن ...
- في السعودية.. سيارات الأجرة الطائرة المستقبلية تشدّ رحالها و ...
- لافروف: الولايات المتحدة تغفر لنظام كييف كل تصرفاته
- مطالب بإعادة تفعيل تسعمئة ألف جندي احتياطي في الجيش الألماني ...
- السيسي مستقبلا ليندسي غراهام: نحذر من خطورة استمرار العمليات ...
- الخارجية الروسية تتحدث عن موعد شطب -طالبان- من قائمة المحظور ...
- الفوج الرئاسي يقدم استعراضه في الكرملين في درجة حرارة غير مع ...
- ليبيا.. نفوق غامض لأعداد كبيرة من الإبل يستنفر الشرطة الزراع ...
- مصدر رفيع المستوى: مصر أكدت عدم فتح معبر رفح طالما بقيت السي ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - من يعرقل الانسحاب الأميركي من العراق ؟