أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فكري آل هير - نوستالجيا- سؤال الاستبداد: لماذا؟!














المزيد.....

نوستالجيا- سؤال الاستبداد: لماذا؟!


فكري آل هير
كاتب وباحث من اليمن

(Fekri Al Heer)


الحوار المتمدن-العدد: 6983 - 2021 / 8 / 9 - 02:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تتمكن الثورات العربية بكل أشكالها طوال مائة وعشرين سنة مضت من أن تخرج بالشعوب من دائرة الاستبداد، بل أن كل ثورة رفعت شعار: (ليسقط الاستبداد- أو سقط الاستبداد)، سرعان ما كشفت لاحقاً عن حقيقة أنها لم تقض على الاستبداد، بل قامت بإعادة إنتاجه مجدداً، وهذا ما حصل دائماً..!!

ولكن، لماذا حصل هذا دائماً؟!

بالرغم من أن الاستبداد- بمدلوله السياسي الشائع- كان وما يزال يجسد واقعاً فعلياً، إلا إن أغلب التناولات التي عنيت برصده كظاهرة ملازمة للواقع العربي، وتتبعت أصوله وجذوره في الثقافة والتاريخ، قد أغرقت الموضوع بالمحتوى الفلسفي والفكري ذو الطابع النظري، فكانت عاجزة دائماً عن ملامسة الواقع، وغير قادرة على احداث أي نقب فيه أو حتى مجرد رسم خدوش على سطحه من شأنها أن تؤدي ولو بشكل غير مباشر الى التغيير المأمول.
فضلاً عن ذلك، فقد غلب على تلك التناولات تعاملها مع الاستبداد كسمة أساسية للأنظمة الحاكمة، دون رده كظاهرة الى الطرف الآخر (الجماهير)، وتقديم تفسير موازي يكشف عن مسؤولية الأفراد والمجتمع عن إنتاج الطغاة وتعزيز بقاءهم على كراسي الحكم، ناهيك عن ذاتية التفسيرات، وافتقادها لروح الموضوعية والحياد المعرفي، فكل مفكر أو باحث أو كاتب كان يبحث في هذه المسألة من وجهة نظر أيديولوجية يعتنقها ويعتبرها معيارا للصدق والحقيقة، وهذا ليس غريباً ما دمنا نعرف حقاً أن الفكر السياسي العربي برمته وعلى مدى قرن كامل ظل أسيراً لنظريتيّ: القومية العربية والأصولية الدينية، واللتان شكلتا معاً أسوأ عاهة أعاقت حركة الوعي العربي ومنعته من الانتقال الى أي طور جديد ومغاير، نظراً لما شابهما من الجمود والذرائعية، ولكون مبلغ الفعل فيهما لم يتجاوز حدود الأداء الصوتي القائم على الشعارات، والذي لم يرق يوماً الى مستوى الفعل المتجانس مع طموحات وتطلعات الشعوب، وهذا في حقيقته لم يكن إلا وجهاً من وجوه الاستبداد والقمع والخداع السلطوي، الذي مارسته القوى المعارضة قبل أن تمارسه القوى الحاكمة.

لقد ظل الفكر السياسي العربي حبيس الرؤى النظرية والأحدية بالفعل، والتي لم تنجح في فعل شيء سوى أنها نقلت فشلها وعجزها الفكري الى الوعي العربي الذي افتقد طوال الطريق الى نموذجه الفعلي المؤثر، حتى صار هذا العجز والفشل سمة ظاهرة وطاغية عليه، لاسيما من خلال تقديم البدائل النظرية التي تجسد منطق الأصولية الدينية (نظرية الخلافة والإمامة والدولة الاسلامية والشورى)، أو من خلال انصهارها البحت في مجال تبني وتقديم الديمقراطية كقالب بديل مستمد حرفياً من بيئته الغربية بنموذجيه الاشتراكي والليبرالي، دون اخضاع تلك القوالب لأي مراجعات نقدية تحيلها الى مستوى الحد الأدنى من التلاؤم مع خصوصيات البيئة العربية من كافة النواحي الفكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية.
ما حصل دائماً هو أنه تم انتاج ذلك الخلل في الوعي العربي، والذي بسببه لم يكن ليحدث أي فعل حقيقي يؤدي الى التغيير والخروج من دائرة الاستبداد.. ذلك أن الوعي والفعل وجهان لعملة وحقيقة واحدة، وكل فعل يحدث على الأرض ليس إلا ترجمة حرفية لحدث جرى أولاً على مستوى الوعي، وإذا ما كان لابد من تغيير في الواقع، فلابد أن يسبقه تغير في الوعي..!!



#فكري_آل_هير (هاشتاغ)       Fekri_Al_Heer#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرامالوجيا كثيفة: الخروج من نفق الثقفنة
- في وجه المنخل: رؤية
- ديالسيتولوجيا امرأة مثيرة: قصيدة الأطلال
- الوهم والاعتقاد: بارانويا الكهنوت
- جينالوجيا اللطخة والعار
- توقيع بريء جدا
- دياليستولوجيا امرأة مثيرة..!!
- الميتالية.. لروح الحلاج وابن عربي
- سيميائية مسروقة: قراءة ايبوخية فيما وراء الخيميائي
- الطاغية والفراشات الجميلة
- 52 كيلو/بت مجاناً..!!
- حرب الدعاسيق
- اليمن والعُقدةِ اليَزنية: قراءة سياسية للتاريخ
- المرضعات والباحثون عن الأثداء: حديث في الجنس والدين والسياسة
- التوظيف الأيديولوجي للبحث الأثري: محمد مرقطن نموذجاً
- الأقيال،، الآمال: دعوة للمراجعة
- لغويات جندرية: تلميحة جديدة في مفهوم المتلقف والملقوف
- عن أزمتنا وأجمل ما فينا
- #نون النسوة واو الجماعة: الحرية الشخصية والنفاق الاجتماعي
- عقول أم مؤخرات: في سيكولوجية القطيع


المزيد.....




- باريس هيلتون تتألق بفستان حالم يذكّر بأميرات ديزني في القصص ...
- تقرير يكشف -الحقيقة الخفية- لزواج الأطفال..3 فتيات يشاركن مر ...
- لحظة انتشال ناجين من تحت أنقاض مدرسة منهارة في إندونيسيا
- ماو تسي تونغ: قائد -نهضة الصين- أم المسؤول عن فناء الملايين؟ ...
- الحوثيون -يعاقبون- شركات أمريكية ويتبنون مهاجمة سفينة هولندي ...
- إصابات في صفوف باريس سان جرمان قبل لقائه مع برشلونة
- مباشر: في انتظار رد حماس... الجيش الإسرائيلي يغلق آخر ممر مت ...
- الفلبين: مقتل عشرات الأشخاص وانهيار مبان جراء زلزال بقوة 6.9 ...
- الدانمارك تستضيف قمة أوروبية وسط تعزيزات أمنية مشددة
- خطة ترامب لإنهاء الحرب: خديعة سياسية ونصر إسرائيلي مزيف


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فكري آل هير - نوستالجيا- سؤال الاستبداد: لماذا؟!