أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فكري آل هير - عن أزمتنا وأجمل ما فينا














المزيد.....

عن أزمتنا وأجمل ما فينا


فكري آل هير
كاتب وباحث من اليمن

(Fekri Al Heer)


الحوار المتمدن-العدد: 6680 - 2020 / 9 / 18 - 02:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حسناً..
ماذا عن الكتابة الجادة؟!
..
لا أعرف إن كنت قد تخليت فعلاً عن جدِّيتي، أم لا، ولا أظن أني مهتم بالبحث في الأسباب التي ربما قد تدفعني الى ذلك؛ غير أن ثمة طارئ أثار في نفسي سؤالاً ثقيل الوطأة عن مدى الحاجة الى الوقوف إزاء كل ما هو واقع بالفعل ويستحق قدراً عالياً من الجدِّية؛ فمن نافل القول أننا نعيش مرحلة شديدة للغاية بكل ما فيها من الحروب والكوارث والمعاناة، وأن أكثر ما نفتقده هو الجدِّية في التعامل مع هذه المرحلة، والتفكير والعمل في سبيل الخروج من نفق الأزمات الراهنة التي طالت كل شيء.. بما في ذلك أخلاقنا التي يبدو أنها من زاوية ما فينا كشعب ومجتمع يمني قد انحدرت بشكل أو بآخر الى تلك الدرجة التي جعلتنا نسمح اليوم بأن يمثلنا أسوأ من فينا، ونحن الذين وبقدر ما تعرضنا للخسارات الفادحة في كل جوانب الحياة، إلا إننا كنا ومازلنا نفاخر بقيمنا وأخلاقنا كيمنيين.
***
ألا ترون أننا بدأنا مؤخراً نتضاءل ونتقزم أخلاقياً لهذا السبب؟!- حتى في تفاعلاتنا السوية كجمهور والتي نظنها أخلاقية ومنطقية مع كل ما يطفو وما يطرأ بين الحين والآخر من الأحداث والوقائع الاجتماعية السيئة والمسيئة، والتي لا أجد لها توصيفاً صادقاً إلا إنها تجعلني-شخصياً- أعيش في حالة مركبة من الخزي والخجل والصدمة الذهول، من حيث لم يخطر على بالي يوماً أن أحداث كتلك التي وقعت مؤخراً يمكن أن تحدث هنا في وطني، وأن من مجتمعي من سقطوا فعلاً الى حضيض الحضيض..؟!
قد يُقال أن ذهولي وصدمتي ناتجان ربما عن كوني قد بالغت في رسم صورة مثالية لما أحببت دوماً أن نكون عليه، غير أني في حقيقة الأمر لم افعل- لم أبالغ- فالأمر ليس متصلاً بما يمكن رسمه عن الواقع في الذهن وهو زائف لا وجود له، بل هو متصل بجوهر ما آمنت به وكنت دوماً على يقين بأنها حقيقتنا كشعب يمني عظيم، مع ثقتي بأن كل عيوبنا واخفاقاتنا وهزائمنا في كل المجالات يمكن تجاوزها بما نملكه وهو بحق إرثنا المجيد: أخلاقنا اليمنية.
أخلاقنا اليمنية التي يشهد لنا بها كل من عرفنا وعايشنا من البشر في كل بقعة من بقاع الأرض، وتدل عليها كل يوم الكثير من المواقف والتجارب الفردية التي يكون بطلها ونموذجها الأعلى هو: الإنسان اليمني.
أعتقد أن كل ما نحن فيه اليوم- إذا ما بحثنا عن الأسباب الحقيقية- ناتج عن أزمة في أخلاقنا وضمائرنا، وبوسع أياً منا أن يتحقق من ذلك بالتأمل والتفكر الذهني أو بالبحث المنهجي، بل وحتى بتفكير الإنسان البسيط والعادي لا أكثر؛ فكل أزماتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية وووو ناتجة عما يمكنني تسميته: أزمتنا الأخلاقية..!!- وحينما أتكلم عن الأخلاق؛ فإني أقصد أخلاق الحب والجمال والخير والسلام، في مقابل كل ما يمزقنا الى أشلاء ويحط من قيمتنا ويهدر كرامتنا اليوم وهو ثقافة الكراهية والأحقاد، وتغليبنا لنوازع الشر والعنف والعدوان.
***
إن كان على رجل مثلي آمن بحقيقته وحقيقة ما ينتمي إليه أن يعترف بمثل هكذا أمارات وعلامات تنذر بسقوطنا، فإن هذا لن يكون مبرراً لأسلم بالأمور كما تحدث وأفقد إيماني.. وإلا فلماذا آمنت بالأصل؟!- وما جدوى إيماني إن لم يكن حاضراً بقوة في هذا الوقت العصيب؟!؛ ناهيكم وأني أعرف حقيقة نفسي تمام المعرفة، وأعلم يقيناً أني لست إلا حلقة مشتبكة بعرى وثيقة ومتينة مع الملايين من الحلقات المتوهجة في سماء وعوالم كل ما هو يمني ويعادل موضوعياً بعظمته وجلاله كل ما هو إنساني؛ فبرغم كل المساوئ والانحدارات مازلت قادراً على أن أكون مؤمناً وفخوراً بشعبي ومجتمعي، ومازلت أتطلع بثقة الى مستقبل واعد في وطني يغمرنا ويغمر أطفالنا بخيراته.
***
من يظن أني أكتب اليوم من باب استجداء العزاء، أو التماس ومضة إيجابية فينا من قلب الواقع المترع بكل السلبيات الناتجة عن الضحالة المؤقتة التي أصابت وعينا الجمعي، وجرفتنا بعيداً عن مجال الوعي الذي يجعل منا كياناً واحداً، ويفجر فينا أعظم طاقاتنا الأخلاقية التي لطالما كانت راقية وعظيمة وملهمة لكل الشعوب.. من يظن ذلك، فهو واهم يسيء الى نفسه أكثر من سوء ظنه بي وبشعبي؛ فقد علمتني الحياة أن القوة الحقيقية هي التي تتفجر فينا في الأوقات العصيبة التي نبدو فيها ضعفاء ومغلوبين على أمرنا؛ فإن لم نكن أقوياء في مثل هذه الظروف.. متى عسانا إذن نكون؟!
ختاماً؛ التطلع الى المثالية ليس عيباً، بل القبول بالسقوط والانحطاط الأخلاقي هو العيب والعار الأكبر.. وعن نفسي، أقول: حاشاني أن أقبل بذلك للحظة واحدة من حياتي، أو أن أورث شيئاً منه لأبنائي..
حاشاني، وحاشانا جميعاً
لو لم يكن لنا من سبب الى ذلك إلا كوننا يمنيين..!!
..
#تحيا_اليمن..
#تحيا_أخلاقنا_اليمنية



#فكري_آل_هير (هاشتاغ)       Fekri_Al_Heer#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- #نون النسوة واو الجماعة: الحرية الشخصية والنفاق الاجتماعي
- عقول أم مؤخرات: في سيكولوجية القطيع
- استدراك حول الاسم الحقيقي لملكة سبأ
- لأول مرة على الإطلاق: الاسم الحقيقي لملكة سبأ
- حول اسم عاد: دراسة في المعاني والصلات التاريخية
- العقيدة الرسمية والوجه الآخر لتاريخ الحقيقة
- يوم البُّن والحقيقة: المسودة الكاملة لدراسة -جغرافية التوراة ...
- جغرافية التوراة وحاخاماتها العرب- القسم الثاني كاملاً- فكري ...
- الدولة والدولة الطائفية في فكر عامل
- جغرافية التوراة وحاخاماتها العرب (2 – 4) - أقواس الربيعي الف ...
- جغرافية التوراة وحاخاماتها العرب (2 - 3) - هورشلم حوتس لآرتس ...
- جغرافية التوراة وحاخاماتها العرب (2 - 3) - هورشلم حوتس لآرتس
- جغرافية التوراة وحاخاماتها العرب (2 - 2)- بين شهادة الهمداني ...
- جغرافية التوراة وحاخاماتها العرب (2- 1)- فاضل الربيعي بين ال ...
- آرشلولخ هرشلوم.. آكَّا يءمل الزجزاج
- بلاد العرب وبلاد اليهود بين التوراة والنقوش الأثرية
- الحقيقة والتلفيق بين فاضل الربيعي والحسن الهمداني
- العقيدة الرسمية ومأساة الوجه الآخر لتاريخ الحقيقة
- جغرافية التوراة وحاخاماتها العرب- القسم الأول مكتملاً
- جغرافية التوراة وحاخاماتها العرب (4)- نهاية لعبة الأسماء وال ...


المزيد.....




- -قوية للغاية-.. أمير الكويت يثير تفاعلا بكلمة حل مجلس الأمة ...
- السعودية تقبض على مواطن تركي في مكة بعد فيديو متداول أثار تف ...
- غسل الفواكه والخضروات بمواد التنظيف قد يؤثر سلبا في الصحة
- لماذا تتزايد السياحة الداخلية في الصين، في حين يتراجع عدد ال ...
- كيف أحمي طفلي من التحرّش أو الإعتداء الجنسي؟
- مبابي يعلن رسميا مغادرته باريس سان جيرمان نهاية الموسم
- -نحو حرب عالمية ثالثة-.. سالفيني يحذر من أحاديث الأوروبيين ع ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /11.05.2024/ ...
- -شعب حر غير متأثر-.. حقيقة فيديو مظاهرة جامعة كولومبيا تأييد ...
- هل يمكن الوثوق بالذكاء الاصطناعي؟.. بحث يكشف قدرات مقلقة في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فكري آل هير - عن أزمتنا وأجمل ما فينا