أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فكري آل هير - جينالوجيا اللطخة والعار














المزيد.....

جينالوجيا اللطخة والعار


فكري آل هير
كاتب وباحث من اليمن

(Fekri Al Heer)


الحوار المتمدن-العدد: 6951 - 2021 / 7 / 7 - 02:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السخرية..؟!
هل تعرف ما هي؟ ما أصلها وفصلها في ماهيتك وطبعك إن كانت فيك؟ وما عساه تكون في معناها بالنسبة لجيناتك..؟ سأخبرك، وستقرأ في أقل من دقيقتين ما لن تقرأه إلا هنا، وأبداً لن تسعفك به كتب الفلسفة والأخلاق..
..
أن تكُ ساخراً، فأنت لا تسخر إلا من نفسك، وتجعل من السخرية مدحاً لفشلك وثناءً عليه لما تظنك أن آتيته كشفاً أو فضحاً أو تعرية للآخر، حتى لو كان هذا الآخر سلطة أو دولة أو نظاماً، أو رجل دين أو مثقف أخرق وما شابه.. فالسخرية هي سلاح العاجزين، سلاح من لا يملك سلاحاً إلا في مستوى أضعف الإيمان، وأضعف الإيمان عار لم ولن يكتبه التاريخ.
..
لا علاقة للآخر كائناً ما كان ومن يكون بما هو في الحقيقة دافعك للسخرية، فما من دافع إلا ضعفك وقلة حيلتك، أو فشلك وعجزك، أو انحدارك في مراتب الأخلاق إن كان هذا يهمك..!!- فأي شرف تجنيه من إلقاء عوار اللغة على الغير، فليس في هوان ما تطلقه بلسانك ما يلقى له بالاً إلا عند ذي همة وعزم.. بل وقد تحسبك فعلت بها عظيماً، وما هي إلا انحدار يضاف الى رصيد كونك مفعول به قابع في قاع افلاس ودونية.
..
السخرية، ذلك اللافن واللأدب الذي سجل حضوره شعراً ونثراً، تصويراً ورسماً، ولازالت له جماهيرته الرعناء من عوام ودهماء لا تفعل شيئاً غير الصمت والانقياد، أو السخرية تزدان بها شوكة خواءها وترهلها، هذا ما غاب عن فطنة (نيتشه)، وعن أخلاقياته وتأويلاته في فن القوس المشدودة التي تعلم المرء كيف يذهب الى أبعد من نفسه ويتغلب على حدودها، فإذا كان التأويل هو فن التغلب على النفس، فإن السخرية هي فن امتهان النفس وتحقيرها الى الحد الذي لا أدنى منه.
..
وإذن، لما لا يحضرني اسماً واحداً لأي من رواد فن أو أدب السخرية؟!- ربما لأني مؤمن بأن العجز لا يمكن أن ينتج فناً أو أدباً، ولأني لم ولن أرى في السخرية إبداعاً أبداً يرقى الى مستوى فعل التغيير أخذاً باليد، بقدر ما أراها دليلاً موقراً على عجز المرء عن فعل شيء حقيقي..!!
..
حينما تغلب السخرية على طبع فرد ويتقبلها الجمهور بحب ورضا، فإنها تتحول مع الوقت وتكرار أفعال الكلام بضعاً وغرفاً الى وصمة ولطخة في جينات شعب بأكمله، وحينها يصبح العجز والخنوع طبيعة وثقافة، ويغدو الانقياد موقفاً مشرفاً بحكم العادات والتقاليد.
..
أهكذا مجتمع معوور بجيناته الأخلاقية يقدر أن يصنع تاريخاً أو ينتصر لنفسه في معركة، أبداً.. بل سيموت ويحيا كالأنعام وأضل سبيلا..!!- فإن سبقت سين التسويف تقديم الموت وتأخير الحياة، فهذا لأن ما من حياة مع العجز.. شعب كهذا يحمل نعش مواته دوماً.. ذلاً وهواناً..
..
أبداً، ما من حياة لشعب أو أمة أعظم سلاح تملكه ليس إلا السخرية وأضعف الإيمان....!!- الشعوب التي تبدع في السخرية تعيش طويلاً.. تجتر لطخة عارها تنسخها من ذاتها وتلصقها في ذواتها جيلاً بعد جيل.. ولولا النفوس الحرة الباقية منها وفيها، لما اعتبرت لها حياة أصلاً..



#فكري_آل_هير (هاشتاغ)       Fekri_Al_Heer#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توقيع بريء جدا
- دياليستولوجيا امرأة مثيرة..!!
- الميتالية.. لروح الحلاج وابن عربي
- سيميائية مسروقة: قراءة ايبوخية فيما وراء الخيميائي
- الطاغية والفراشات الجميلة
- 52 كيلو/بت مجاناً..!!
- حرب الدعاسيق
- اليمن والعُقدةِ اليَزنية: قراءة سياسية للتاريخ
- المرضعات والباحثون عن الأثداء: حديث في الجنس والدين والسياسة
- التوظيف الأيديولوجي للبحث الأثري: محمد مرقطن نموذجاً
- الأقيال،، الآمال: دعوة للمراجعة
- لغويات جندرية: تلميحة جديدة في مفهوم المتلقف والملقوف
- عن أزمتنا وأجمل ما فينا
- #نون النسوة واو الجماعة: الحرية الشخصية والنفاق الاجتماعي
- عقول أم مؤخرات: في سيكولوجية القطيع
- استدراك حول الاسم الحقيقي لملكة سبأ
- لأول مرة على الإطلاق: الاسم الحقيقي لملكة سبأ
- حول اسم عاد: دراسة في المعاني والصلات التاريخية
- العقيدة الرسمية والوجه الآخر لتاريخ الحقيقة
- يوم البُّن والحقيقة: المسودة الكاملة لدراسة -جغرافية التوراة ...


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فكري آل هير - جينالوجيا اللطخة والعار