أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبدالامير العبادي - العنف الثقافي وخانة تقسيط مراحله















المزيد.....

العنف الثقافي وخانة تقسيط مراحله


عبدالامير العبادي

الحوار المتمدن-العدد: 6980 - 2021 / 8 / 6 - 14:50
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


العنفُ الثقافي ،وخانةُ تقسيطِ مراحله

ثمةَ اسئلةٍ نريدُ الاجابةَ عليها ،اجدها مركونةً تارةً في رفوفِ الجبنِ والانهيارِ ،وطوراً تأخذُ التلونَ والانحطاطَ الذي يتعدى المستوياتِ لصنوفِ الثقافةِ وثمةَ اسئلةٍ تنتظرُ الاجابةَ بشجاعةٍ عن دورِ المثقفِ
في استنهاضِ روحِ الوثبةِوالثورةِ على التخلفِ ثم ما هو المستوى الثقافيُ والفكريُ الذي يجب ان تتوفرَ فيه صفةُ القبولِ والرضا ضمنَ التقييمِ الجمعي السوي وأيلاءِ الانتباهِ لما يستخدمهُ المثقفُ في مهنتهِ
او الحظوةُ بشرفِ الموقفِ الذي يجعلهُ قريباً الى منصةِ الصدقِ وبالتالي خروجهُ الى الشارعِ دونَ ان توجه له سهامُ التهمِ بالانهيارِ لحظةَ التقادمِ الزمني وفقَ رؤياهُ ومحورهِ الفكري بالالتزامِ بناصيةِ الموقفِ
الذي جعلهُ موسوعياً نهضوياً صقلتهُ الادبياتُ والمواقفُ اللصيقةِ مع البنيةِ الثقافيةِ الامميةِ التطلعِ
اذن نحنُ امامَ اراداتٍ مفعمةٍ بالتعدديةِ الفكريةِ وان كان لا ضيرَ في ذلكَ لكن الضيرَ ان تجدَ وتبحثَ عن المعينِ النهضوي الذي يرتقي بهِ المثقفُ دونَ المرورِ بمرحلةِ العبثيةِ وتعددِ مواقفهِ ومع ذلكَ هناكَ تجاربٌ صامدةٌ خلقتْ مستوياتٍ للثقافةِ العربيةِ الحاضرةِ وسميتْ حقاً حاضرةً لانها كشفتْ ترهاتِ الماضي الذي توكأَ على عصا الادبياتِ الغيبيةِ او ادبياتِ التواترِ والنقلِ دونَ تكليفِ النفسِ بفحصِ ادبياتِ المراحلِ الغابرةِ بل ظل محتفظاً بها تحتَ طائلةِ الاخذِ منها ضمنَ السياقاتِ الارثيةِ الابويةِ دونَ عناءٍ لاستخدامِ العقلِ وامكانيةِ الرفضِ في مناطقَ معينةٍ او لحظةَ التجددِ الفكري ومن ثم الانهيارُ مجدداً في مناطقِ الوصوليةِ والانتهازيةِ.والتلونِ بثوبٍ ربما يجدُ له مبرراتٍ
بتقديري ان هذا الموضوعَ شائكٌ ونحنُ نجدهُ في مجتمعاتٍ ما دونَ ان نراهُ في مجتمعاتٍ اخرى وهذا يأتي من ضعفِ الارادةِ او القدرةِ على التمسكِ بماهيةِ المعطياتِ الفكريةِ، ولو قدرَ لنا البحثَ في عيناتِ الوجودِ الثقافي لتوصلنا الى كمٍ هائلٍ من الانهياراتِ التي عاشتها الثقافةُ او عاشها المثقفُ حصراً
وهنا سيأتي من يقولُ نعم ان هذا الواقعَ المسخَ تتحكمُ فيه الظروفُ الموضوعيةُ التي تؤدي الى حالةِ فقدانِ المثابةِ الرصينةِ للمثقفِ.
لقد علمتنا التجاربُ العالميةُ ان مخاضَ الثقافةِ والسبرِ في اغوارهِ قد يتأتى (رأيٌ) من طبيعةِ الصراعِ المجتمعي او الطبقي. والذي يوفرُ القاعدةَ العريضةَ لانبثاقِ المفاهيمِ الفكريةِ والادبيةِ
واذا كان العراقُ قد عاشَ فتراتٍ وجودةٍ سيما القرنَ الاخيرَ وبداياتِ القرنِ الجديدِ نلاحظ ان حالَ الثقافةِ مرَّ وعبرَ هذه المراحل
1- ولادةُ الحداثةِ
2-القواعدُ الفكريةُ الجديدةُ
3- الغرفُ من معينِ الثقافاتِ الاجنبية4- التحررُ من قيودِ الماضي والانتقالُ لمراحلٍ جديدةٍ
5- التمحورُ الفكريُ حولَ الايديولوجياتِ الماركسيةِ والقوميةِ والعروبيةِ
وما يهمنا هو الى اي مدى استطاعَ المثقفُ ضمنَ هذا البنيانِ من الثباتِ على اختياراتهِ الادبيةِ والتي لا مناصَ من انها ولدتْ من رحمِ ايمانهِ الفكري
والسؤالُ هو الى اي مدى استطاعَ المثقفُ الثباتَ والتصديَ لمتبنياتهِ الفكريةِ. والحالةُ هذه تخضعُ لعدةِ ظروفٍ منها تضخمُ الوعي والاستقرارُ النفسي والاختيارُ بعدَ تمحيصٍ ودراسةٍ ورصانةٍ وهذا ما يجعلهُ اكثرَ ثباتاً على الرغمِ من تعرضهِ للاضطهادِ والعنفِ السلطوي
ومن المؤثراتِ اليوميةِ في حياةِ المثقفِ هو التزامهِ بتيارٍ فكريٍ معينٍ وهذا ليس عيباً ، لكننا ازاءَ عمليةِ الانتقالِ من تيارٍ الى تيارٍ ومن ثمَّ ممارسةُ النقدِ او الدخولِ في صراعاتٍ مفتعلةٍ باعثها احياناً العبثيةُ او الاستعلاءُ والنرجسيةُ وهذا متأصلٌ لدى المثقفُ العراقيُ اذ اثبتتْ الحياةُ هذه التنقلاتِ مع مصاحبةِ عمليةِ الاساءةِ احياناً حتى للمبادئِ التي غرفَ من معينها وصار ناطقاً بلسانِ حالها لكنه سرعانَ ما تداعى
تحتَ مختلفِ الظروفِ وكما في الانهياراتِ تحتَ طائلةِ التعذيبِ السلطوي او كما حدثَ في مرحلةِ سياسةِ الترهيبِ والترغيبِ في ظلِ مرحلةِ صدامٍ والتي انهارتْ فيها مئاتُ الاقلامِ النقيةِ وراحتْ تبجلُ فاشيتهُ المجرمةَ او مواقفِ الوصوليةِ او الانتهازيةِ ولدينا ما كانتْ تثبتهُ تلكَ المواقفُ حيثُ الصحفُ والكتبُ والمقالاتُ والقصائدُ ما زالَ حبرها طرياً وما زالتْ عفونةُ الخاكي الذي ارتداهُ البعضُ وتبجحَ في جلوسهِ بالصفوفِ الاولى كي يسارعَ لالقاءِ قصيدةٍ او ربما كتابتهِ لاغنيةٍ يظن انها تحظى بمباركةِ الطاغيةِ
وعن ماهيةِ المثقفِ الفكريةِ ارى ان هناكَ ثوابتَ تجعلُ من المثقفِ بمنأى عن التصويبِ الخطأ على اننا لو اردنا فحصَ الواقعِ لوجدنا؛
1- مثقفاً له كلمةُ شريفةُ نقيةُ امتدتْ به من بواكيرِ حياتهِ تتمثلُ في النطقِ بحياةِ الناسِ ومحبتهم والغوصِ في اعماقِ الانسانيةِ ويكون هو جزءاً من هذا الامتدادِ صامداً مكافحاً ضدَ الظلمِ اياً كانت اشكالهُ
2-(مثقفاً) تهزهُ الاعاصيرُ فينتقلُ من هنا وهناك مبرراً لهذهِ الحالةِ بطرقٍ عدةٍ
3(مثقفاً) انهارتْ به القيمُ وما عادَ بمقدورهِ الثباتُ الفكريُ وامتلاكُ الحصانةِ وعدمُ قدرتهِ على البقاءِ ولو متفرجاً على ظلمِ الواقعِ وواقعِ السلطةِ
4(مثقفاً) اخذَ يؤمنُ باحزابٍ متطرفةِ الفكرِ او احزابٍ دينيةٍ تأسستْ بالاصلِ على معاداةِ الحياةِ المدنيةِ لا بل بعضها مارسَ القتلَ والارهابَ وهو في ذاتهِ يؤمنُ انها احزابٌ اجراميةٌ (داعشيةٌ )

5-(مثقفاً) لم يستطيعْ الثباتَ على ماضيهِ الفكري والسياسي حيثُ تراهُ يتحدثُ ويدافعُ تارةً عن طائفيتهِ
بشكلٍ مقيتٍ ولنا في الساحةِ الادبيةِ امثلةٌ لهذهِ النماذجِ الان ومراحلُ سابقةٌ ولاسماءَ للاسفِ اخذَ بريقها في مرحلةٍ ما بالانتشارِ
ومع طبيعةِ الوضعِ المعقدِ في العراقِ الا اننا نرى ان هناكَ ادباءَ وشعراءَ وكتاباً في بلدانٍ اخرى استطاعوا الصمودَ والبقاءَ مع الكلمةِ صورةً وصوتاً
على اني اودُ الاشارةَ الى ان المجتمعاتِ ذات الافقِ الثقافي المدني المتماسكِ وحدها توصلتْ الى صناعةِ انظمةٍ من خلالِ خطابها المفعمِ بالصدقِ والانسانيةِ
نعم استطاعتْ حقبةُ البعثِ وصدام من احتواءِ المئاتِ من الاقلام ِوغيرتْ فيها الطباعَ فهي دعوةٌ للبعضِ من الاعترافِ بفاشيةِ تلك الحقبةِ الدكتاتوريةِ. والانطلاقةُ المطلوبةُ تتمثلُ بالاستفادةِ من التجربةِ (النيلسون مانديلايه) والبدءُ بمرحلةِ المقارباتِ الانسانيةِ وصناعةِ قلمٍ جديدٍ يبحثُ في تغييرِ واقعنا الرجعي المتخلفِ واخراجِ البلادِ من نزعاتها التي اصطفتْ مع خطاباتِ العمالةِ وبشكلٍ دائري
ان الدعوةَ للخطابِ الثقافي الموحدِ على الوطنيةِ وتحريرِ البلادِ وحدهُ يصنعُ لنا ثقافةً متميزةً تبتعدُ عن خطاباتِ مراحلَ هدمتْ اركانَ الواقعِ وعلينا التصدي وكشفُ زيفِ هذه

المرحلةِ والابتعادِ عن الاصرارِ على المناكفاتِ والصراعاتِ السابقةِ والتي لم تأتِ لنا الا بعواصفِ التتارِ والموتِ والدمارِ



#عبدالامير_العبادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب النار
- اين انت ايها المثقف!
- الواح من ثلج
- الميراث
- شعوب تزرع الشوك وتشتري الورد للاخرين
- المربدبين الامس واليوم
- عن الثورة وترف السلطة
- بكاء
- عن الليل
- موت
- الاحزاب والتيارات الشيوعية العراقية
- من وحي الفيض
- حين تغرد بعض اطراف اليسار
- اسئلة
- العيون والدمع
- رأي في تظاهرات العراق
- الحزب الشيوعي العراقي و(العملية السياسية)
- ياساسة الحكم المستورد
- اعتداد
- هل النظام الحالي شرعي؟


المزيد.....




- “415 ريال عماني spf.gov.om“ كيفية التسجيل في منحة منفعة الأس ...
- -علم زائف-.. المكسيك تسعى إلى حظر علاج يتعلق بتغيير الجنس وي ...
- “لولو خلعت سنتها!!”.. تردد قناة وناسة 2024 WANASAH TV لمشاهد ...
- ملكة جمال ألمانيا من أصل إيراني تتعرّض لحملة تنمّر
- قوة روسية تنقذ امرأة وأطفالها من قصف مدفعي ومسيّرات أوكرانية ...
- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبدالامير العبادي - العنف الثقافي وخانة تقسيط مراحله