أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - أحمد إبريهي علي - العملة الأجنبية في العراق والتصرف بها: بعض الحساب الإقتصادي















المزيد.....

العملة الأجنبية في العراق والتصرف بها: بعض الحساب الإقتصادي


أحمد إبريهي علي

الحوار المتمدن-العدد: 6979 - 2021 / 8 / 5 - 23:08
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


نقتصر في التحليل على المدة 2004 – 2019 ، لأن بيانات عام 2020 لم تتوفر عن جميع المتغيرات المبحوثة في المصادر التي إعتمدنا. من النشرة الإحصائية السنوية لمنظمة البلدان المصدرة للنفط ، بين عامي 2004 و2019، كانت قيمة الصادرات النفطية من العراق 925306 مليون دولار، تقريبا، 925.3 ملياردولار. أن هذه الصادرات ليست كلها إيرادات للموازنة العامة لأن نفقات الإستثمار والتشغيل تستقطع منها وتدفع للشركات مع إجرة الخدمة. أي ان الذي دخل إيرادا صافيا للموازنة أدنى من هذا المبلغ بفارق يحتاج إلى تقدير نتجاوزه في هذه المقالة. وذلك كي تبقى المعالجة واضحة معتمدة على معطيات يمكن متابعتها والتحقق منها.

من المعلوم أن قيمة صادرات النفط هي المقبوضات المتاحة من العملة الأجنبية، مصدرا رئيسا لتمويل الإستيرادات والمدفوعات الخارجية الأخرى. وما عداها مبالغ ليست مؤثرة أنفقتها الدول الأجنبية والمنظمات الدولية في باب المساعدة لإعادة الإعمار؛ ودخلت إستثمارات خارجية للعراق أيضا وهي ليست كبيرة؛ وتدفقات طفيفة لتمويل أنشطة سياسية وإعلامية، وبعضها لمساندة عمليات مسلحة وإرهابية. وتستخدم مجموع مقبوضات العراق من العملة الأجنبية لأغراض معروفة هي:

........................ مدفوعات ضمن العمليات الجارية لميزان المدفوعات ................................

- إستيرادت سلع، إستهلاكية ومستلزمات إنتاج وسلع راسمالية. .............................................
- إستيرادات خدمات، منها مرتبطة بالسلع مثل الشحن والتأمين والوساطة المصرفية ؛ وأخرى مستقلة عن السلع مثل الإتصالات والبرامجيات، والإستشارات، والعلاج، والتعليم ، والسياحة.......................

- تحويلات دخل عناصر الإنتاج الأساسية، تعويضات العاملين الإجانب في العراق، وارباح الشركات الأجنبية؛ وتحويلات أخرى، مثل الرواتب التقاعدية، ومن الأسر لأفرادها في الخارج أو من تعيلهم.

.................. تحويلات رأسمالية وطلب على العملة الإجنبية ضمن العمليات المالية ...........
- تحويلات رأسمالية: مثل نقل الملكية، أو إعفاء ديون، اوبيع المهاجر لسلع وأصول ونقل الأموال للخارج. نقل حقوق براءات الإختراع والتأليف والعلامات التجارية. ..................................

- صفقات في الحساب المالي: الإضافة إلى العملة الأجنبية المحتفظ بها في المصارف أو في الحيازات الشخصية؛ إيداع عملة أجنبية في مصرف أجنبي؛ شراء أسهم وسندات صادرة من جهات ليست مقيمة؛ شراء العراقي لمسكن او عقار في دولة أجنبية؛ الإستثمار المباشر في مصانع او انشطة إنتاجية في الخارج.
- الإضافة إلى إحتياطيات السلطة النقدية من الذهب والمطلوبات على صندوق النقد الدولي وإستثمارات مالية بادوات أجنبية وعملة أجنبية محتفظ بها في الداخل.
- الإضافة إلى أرصدة الحكومة في الخارج وإستثماراتها.

وقبلها قد تعرفنا على سقف الإمكانية لجميع إستخدامات النقد الأجنبي، وهي قيمة صادرات النفط وقليل عداها، نحاول الإقتراب من الحدود الكمية لإستثمارات القطاع الخاص في الخارج، وهي العملة الأجنبية التي إشتراها من البنك المركزي وإستخدمها لغيرالإستيرادات من السلع والخدمات والتحويلات الجارية. الإستثمار في الخارج، ضمن الإطار النظري والمحاسبي للعلاقات المالية الدولية، تعبير يشمل جميع العمليات غير الإستيرادات والتحويلات الجارية. بما في ذلك إحتفاظ الأشخاص العراقيين بعملة أجنبية داخل العراق، لأنها مطلوبات على الجهة التي أصدرتها وهي أجنبية ولذا تُعَد إستثمارا في الخارج.

بيانات الإستيرادات العراقية ليست دقيقة، إلى الآن، ولذا آثرنا التقدير إستنادا إلى بيانات دولية. ايضا لنفس المدة 2004- 2019 رجعنا إلى موقع البنك الدولي، للنظر في مؤشر نسبة الإستيرادات من السلع والخدمات إلى الناتج المحلي الإجمالي. إستبعدنا المستويات العالية من الإستيرادات التي تزيد عن 75% من الناتج. بقيت 182 دولة، او كيان شبيه بها. متوسط نسبة الإسيرادات من السلع والخدمات الى الناتج المحلي لجميع تلك الدول للمدة باكملها 39.75% ؛ والوسيط 34.99% ، ونهاية الربع الثالث عند ترتيب البيانات تصاعديا 52.78%، وإستيرادات أعلى دولة مشمولة وهي كوريا الجنوبية 75.04 % من الناتج المحلي الإجمالي، كما تقدم. متوسط الإستيرادات في العالم العربي 39.19% ؛ وفي المملكة السعودية 40%. يكون الأرجح إفتراض نسبة بين 39% أو 40% لإستيرادات العراق.
وبالرجوع إلى موقع البنك الدولي ذاته، وتطبيق هذه النسبة على الناتج المحلي الإجمالي للعراق لكل المدة آنفا تكون الإستيرادات المقدرة من السلع والخدمات بين 955 مليار دولا و 977 مليار دولار للمدة 2004 – 2019.

لكن هذا التقدير للإستيرادات يستوعب كل قيمة الصادرات النفطية ، ولذا على الأرجح كانت الإستيرادات الفعلية أدنى من تقدرينا هذا. وعند إضافة التدفقات الداخلة من غير صادرات النفط إلى المقبوضات، وإضافة المدفوعات الحكومية عدا الإستيرادات إلى المدفوعات، بما في ذلك تعويضات الحرب، وكذلك الإحتياطيات الدولية للبنك المركزي والبالغة 67 مليار دولار نهاية عام 2019 لأنها من صادرات النفط أصلا. هذا يعني أن الإستيرادات الفعلية في مدى 800 مليار دولار أو اقل، وهو حساب تقريبي أولي يتضمن نسبة خطأ قد تصل 10%.

لكن الإستيرادات، تلك، منها للقطاع الخاص واخرى للحكومة. ويعتمد القطاع الخاص على شراء العملة الأجنبية من البنك المركزي، إذن نراجع موقع البنك المركزي كي نعرف كم كانت المبيعات بين بداية 2004 ونهاية عام 2019. وجدناها 549952 مليون دولار، تقريبا، 550 مليار دولار.
نخلص من تلك المحاولة التقريبية إلى: ..........................................................................

- قيمة صادرات العراق النفطية 925.3 مليار دولار، مصدر البيانات OPEC. .............................
- تقدر إستيرادات العراق من السلع والخدمات، حسب المؤشرات آنفا، بين 955 و 977 مليار دولار.
- إستلم العراق مساعدات من الخارج وتدفقت أموال لإغراض أخرى، وربما توجد بعض الصادرات من السلع والخدمات على قلتها، إذا إفترضنا أن هذه تعادل تعويضات الحرب وتسديد الديون؛ تبقى إحتياطيات البنك المركزي والمدفوعات للشركات تنطرح من قيمة الصادرات النفطية لتكون الإستيرادات الفعلية أدنى من المقدرة بموجب المتوسطات الدولية، وقد تدور حول 800 مليار دولار.
- من ملاحظة مبيعات البنك المركزي للقطاع الخاص في حدود 550 مليار دولار تبقى 250 مليار دولار إستيرادات الحكومة.
لقد سبق وأعددنا تقديرات عام 2015 ضمن دراسة، وأفصحت عن إنسجام شبيه بهذه التقديرات.

ماذا نستنتج ؟ ان إستثمارات القطاع الخاص العراقي في الخارج محدودة, فقد إستغرقت الإستيرادات من السلع والخدمات موارد النفط عدا الإضافة إلى إحتياطيات البنك المركزي ومدفوعات حكومية أخرى.
إستثمارات القطاع الخاص في الخارج حسب إطار المفاهيم والحسابات لميزان المدفوعات الخارجية هي التي سميت " تهريب ... و...". التهريب لغة تفيد إنتقال الأفراد والأشياء خلافا للقانون.
الحساب آنفا لا يثبت او ينفي شرعية او عدم شرعية إكتساب الأموال التي حولتها المصارف إلى البنك المركزي لشراء العملة الأجنبية ، لكنه من الواضح أن العملة الأجنبية إستخدمت لإستيرادات سلع وخدمات والقليل منها إستثمار في الخارج.
لقد إنشغلت الكثير من الجهات ومسؤولين وخبراء في الموضوع منذ عام 2010 ولم ينتهو إلى اية نتيحة سوى إفتراض ان الأموال المحولة للخارج قد بقيت هناك، وهذا التحليل ينفي تلك الفرضية. إن إستثمارات العراقيين في الخارج ليست أكثر من مواطني الدول المجاورة نسبة إلى الناتج المحلي.
لم يكن النقاش مستندا إلى نظرية العلاقات المالية الدولية، ولم ينتفع من نظام المحاسبة الدولية للإقتصاد الكلي، وبقي يدور حول البلاغات المزورة التي أدلى بها طالبو العملة الأجنبية وهذه لا قيمة لها وهي من المعروف الشائع في العالم لنامي.
ثم أن الربط بين الفساد المالي وسوق الصرف تعسفي، وهروب من المسؤولية، فبدلا من إصلاح دوائر مقاولات المشاريع وعقود التجهيزات والمشتريات، وإعادة بناء الإدارة الحكومية على اساس الوظيفة والكفاءة، والسيطرة على التصرفات المالية للعديد من الوحدات المستقلة خارج الموازنة والتي بالغت في التبذير، ذهبوا إلى المكان الخطأ لمكافحة الفساد المالي، وكأن نافذة بيع العملة الأجنبية هيئة النزاهة او رئاسة الوزراء.
والمسألة الأخرى ان أغلب المواطنين لا يعلمون مقصود المتحدثين بالفساد حول هذه المسألة، المقصود أن بعض الجهات إستاثرت بالهامش، وهو الفرق بين سعر البيع والسعر الرسمي، دون أخرى. وهذه إهتمامات صغيرة ، لا تهم المواطن ولا يهم الإقتصاد العراقي إن إستاثرت بالهامش بعض المصارف او جميعها. كما أن المنتظر منهم، حسب مواقعهم ونفوذهم، المطالبة بمطابقة سعر السوق مع السعر الرسمي، وليس الإقتسام " العادل" لهذا الهامش المقتطع من الموازنة العامة وحق المواطن.
كما ان الإستثمار الخاص في الخارج إذا إقتنع المشرع بضرورة منعه لا بأس يصدر بقانون أو يتضمنه تشريع نافذ، لكن السؤال الذي يتطلب إجابة مسؤولة قبل التشريع من هي الجهات التي تتحمل إنفاذ هذا المنع فعلا. توجد مواد في القوانين وتعليمات، وكأنها جاءت حصرا لمعاقبة الصادق الذي يحترم القانون.

بقيت مسألة غاية في الأهمية نذكرها وهي أن إستثمارالقطاع الخاص في الخارج يتحدد أصلا في الإقتصاد الداخلي قبل أن ينعكس في ميزان المدفوعات الخارجي والذي لا يتوقف عند هذه الحقيقة سيمضي عمره في طلب المستحيل كالذي يحاول محو ظلال الأشياء:..........................................................
إدخار القطاع الخاص ناقصا إستثماره في الداخل= إستثمار القطاع الخاص في الخارج زائدا إقراضه للحكومة. فالذي يريد منع القطاع الخاص من الإستثمار في الخارج ، يسمونه تهريب، عليه أن يهيئ فرصا كافية لإمتصاص فائض إدخار القطاع الخاص أما بتسهيلات تُوسّع إستثماراته في الداخل، أو تقترض الحكومة منه فائض الإدخار.



#أحمد_إبريهي_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإشتباه بين التعويم وتغير سعر الصرف
- نافذة بيع العملة الأجنبية: ثانيا
- نافذة بيع العملة الأجنبية وسعر الصرف في العراق: حقائق واضحة
- من إدارة الأزمة الى التنمية الأقتصادية في العراق
- إقتصاد العراق في مواجهة أزمة المورد النفطي
- عجز الموازنة الحكومية وتمويله في العراق: عرض مبسّط
- سياسة المالية العامة وصدمة كورونا
- إقتصاديات الوباء وصدمة كورونا
- على الأرض7.7 مليار إنسان: نتيجة التطور الشامل؛ كورونا حدث عا ...
- تحديات التنمية الأقتصادية وخطاب الدافع السياسي والأستعراضي:
- كلمة حول الأقتصاد اللبناني والتحول المرتقب
- تقصير السلطات التنفيذية والفساد المالي
- قانون مجلس الأعمار: ملاحظات
- الأقتصاد الفرنسي : تحليل مقارن في ضوء الأحتجاجات
- تجربة التنمية التونسية وازمتها الأقتصادية في السياق السياسي
- قيد المورد المالي يتحدى الحكومة في العراق
- اللامركزية المالية
- السودان في مأزقه الأقتصادي
- التطور والرفاه في الدول كبيرة الحجم السكاني: مؤشرات مختارة
- إعادة إعمار سوريا ونموها الأقتصادي بعد الحرب


المزيد.....




- -بلومبيرغ-: مسؤول قطري كبير يبيع قصره لأحد أفراد العائلة ال ...
- -فيتش- تعدل النظرة المستقبلية لمصر إلى إيجابية
- سفيرة الاتحاد الأوروبي في كييف تأمل بحصول أوكرانيا هذا العام ...
- “اشتري بسرعة قبل ما يطير تاني” .. أسعار الذهب اليوم في مختلف ...
- فيتش تعدل نظرتها المستقبلية لمصر
- -وول ستريت جورنال-: بوينغ تواجه مشاكل كبيرة في الإنتاج بسبب ...
- -دير شبيغل-: حريق مصنع ديهل الألماني لم يؤثر على إنتاج أنظمة ...
- النفط يُمنى بأكبر خسارة أسبوعية في 3 أشهر
- ما تداعيات تعليق تركيا علاقاتها التجارية مع إسرائيل؟
- ماسك يحذر من نهاية الدولار الوشيكة


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - أحمد إبريهي علي - العملة الأجنبية في العراق والتصرف بها: بعض الحساب الإقتصادي