محمود جديد
الحوار المتمدن-العدد: 6963 - 2021 / 7 / 19 - 18:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ملاحظات موجزة حول خطاب القسم للولاية الرابعة
بنظرة موضوعة على مضمون الخطاب نلمس مايلي :
بقلم : محمود جديد
1 - لم يأتِ الخطاب بما يشفي غليل الشارع السوري المكتوي بلهيب الأزمة الاقتصادية الخانقة ، والتي تعود لأسباب داخلية بسبب الفساد المستشري في مفاصل الدولة ، والذي لا يخجل أصحابه من (التمتع ) بالأموال المنهوبة في وضح النهار ، وأمام أعين الجياع من أبناء الشعب ، وهناك أسباب خارجية أيضا تتعلّق بثروة القطر المنهوبة ببلطجة أمريكا ، وأدواتها من السوريين في شرق الفرات ، ومن نتائج وانعكاسات قانون قيصر الظالم الصادر خارج الشرعية الدولية، كما لعبت الحرب المجنونة في تدمير الكثير من البنية التحتية للقطر السوري .
ونقصد هنا ، عدم تعرّض الخطاب للإسعافات الأولية السريعة الواجبة من قمح ، وبنزين، ومازوت ، وغاز ، وكهرباء ، ودواء .. الخ ، علماً أن حلفاء النظام السوري قادرون على القيام بالنجدة ، فموسم الزراعة يحتاج إلى حوالي عام ، في حال توفّر البذار اللازم . وفي الوقت نفسه، فالشعب عاجز عن معالجة شؤون مصادر الطاقة .
و عل الرغم من تعرّض الخطاب للفساد ، ولكن كنّا نتوقّع تفصيلاً أكثر حول معالجةهذا الملف، والموقف الحازم من أصحابه ، ووضع حدّ له .
2 - كان الكثيرون يتوقعون أن يصدر شيء حول المعتقلين السياسيين السلميين، بينما اقتصر الخطاب على إبقاء باب ( التوبة ) والعودة إلى حضن الوطن، بينما هؤلاء موجودون داخل الوطن، وفي حضنه العميق، وبدون محاكمة .
3 - اعتمد الخطاب خيار المقاومة سبيلاً لتحرير الأرض وهذا الخيار صحيح ، ولكنّ فيروس الجوع يضعف المناعة الوطنية ، وخاصة ، إذا وُجِدت شرائح فاسدة محمية ملقّحة ضدّ هذا الفيروس تسرح، وتمرح، وتتمتع ، وتبقى هي وأولادها خارج دائرة المقاومة .
وفي الوقت نفسه، لم يُشِر الخطاب إلى "محور المقاومة " عربياً ، وإقليمياً ، ولم يبرز تجسيدات ، وأهميته ، كما يبرزه الآخرون من قادة هذا المحور .
4 - تجاهل الخطاب ذكر أي شيء عن الوضع العربي، فهل هناك طبخات ومساومات على الصعيد العربي، والدولي مع النظام السوري لم تنضج بعد ؟ ، وبالتالي فالسكوت هنا من ذهب ، وهل تجويع القطر العربي السوري حلقة أو محطة من أجل تطويع الشعب السوري لتركيعه والقبول بالتطبيع .
5 - لا يتضمن الخطاب أي حماس للحلول السلمية ، سواء أكانت في جنيف ، أم الأستنا ، أوسوتشي ، بينما أشاد بالدستور وقدسيته ، وبأنّ الشعب قال كلمته في الانتخابات الرئاسية ، وهذا يُفهم منه أنّ دستور 2012 هو الوحيد المقبول والمعتمد، وفقط، وبالتالي فمشاركة وفد النظام في اللجنة الدستورية وغيرها هي لسدّ الذرائع ، وبأنّ الطريق أصبح مسدوداً أمام تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254 .
#محمود_جديد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟