صاروخ ديمونة اللغز

محمود جديد

الحوار المتمدن-العدد: 6876 - 2021 / 4 / 22 - 21:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

============

حظي صاروخ ديمونة باهتمام واسع على الصعيد السوري والعربي ، والإسرائيلي ، وتناقضت المعلومات حوله، فقرأت أنّه صاروخ جوّ - أرض ، ثمّ في رواية أخرى أنّه صاروخ أرض - جوّ ، ورواية ثالثة بأنّه صاروخ أرض - أرض .
فلايمكن أن يكون صاروخاً جوّياً - أرضياً ، لأنّ إطلاقه بهذه الحالة سيتم من قاذفة ثقيلة على غرار ب52 الأمريكية القادرة على إطلاق صواريخها نحو الهدف من مسافة تصل إلى : 400 كم ، وسورية لاتمتلك قاذفات ثقيلة قادرة على تنفيذ هذا الاحتمال .
. ولا يمكن أن يكون صاروخاً جوّيا - أرضيّاً ، لأنّ مثل هذه الصواريخ تستهدف صواريخ العدوّ ، وطائراته .
وبالتالي ، فالصاروخ أرض - أرض هو القادر على تنفيذ مثل هذه المهمة .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، ماهي الجهة التي قامت بإطلاقه ؟ وما الهدف من ذلك ؟ :
—————————————————————————————————————-
دعونا نستعرض الجهات المحتملة:
- حزب الله في سورية ، وهذا لن يكون بدون علم النظام السوري ، وإنّي أستبعد ذلك الآن ، فحزب الله مشغول بساحته الداخلية ، كما لم يتعرّض لعدوان إسرائيلي يحتاج لمثل هذا الردّ، كما صرّح الحزب أكثر من مرّة بأنّ الرد على الاعتداءات الإسرائيلية ضدّ إيران سيكون من قِبَل إيران نفسها ، وليس منه .
- منصات صاروخية إيرانية متمركزة في الأراضي السورية، كردّ على التفجير في محطة نطنز النووية، وهذا لن يحدث بدون علم النظام السوري ، وفي الحالتين يصبح المسؤول الأوّل عن تبعات ذلك، وما أحسبه يقبل بتصفية حسابات بين إيران وإسرائيل فوق الأرض السورية الآن . وحري به ، أن يكون الردّ من وسائطه ، مادامت الاعتداءات الإسرائيلية مستمرة ، وبوتيرة عالية .
- الاحتمال الثالث ، أن يكون صاروخاً سورياً أرضياً ، وهنا نسأل: هل الهدف من إطلاقه تكتيكي ؟ وفي هذه الحالة لماذا يتم اختيار هدف استراتيجي، قد يؤدّي إلى حرب شاملة مع الكيان الإسرائيلي، وهذا ماكان يتجنّبه في الماضي ، ويبرّر عدم ردّه على الاعتداءات الإسرائيلية . وإذا كان الهدف من إطلاقه استراتيجيّاً ، ورسالة إلى الكيان الصهيوني باستعداد سوريّة للذهاب بعيداً معه في مواجهة اعتداءاته ، وما أظنّ أنّ النظام السوري مهيّأ في هذه المرحلة لاتخاذ قرار استراتيجي مثل هذا ، وخاصة ، في ظلّ ظروف دولية معقّدة ، ولا يمكن أن تقبل روسيا بدعمه في هذا المجال، وليس من نهجها المعروف .
- الاحتمال الرابع، أن يكون الصاروخ إسرائيلياً تمّ إطلاقه من الجولان المحتل على منطقة خالية من السكان ، والمنشآت بالقرب من ديمونة ، بهدف توظيف ذلك في الداخل الإسرائيلي في ظل الاستعصاء الحكومي ، وإشعار المجتمع الإسرائيلي بوجود مخاطر كبيرة على أمن ( إسرائيل ) للالتفاف حول نتنياهو لتشكيل حكومة يمينية برئاسته، منعاً لانتخابات جديدة مرهقة . أو توظيفه من أجل تبرير عدوان إسرائيلي واسع على سورية ، والعدو له سوابق كثيرة بمثل هذه (الفبركة) عبر تاريخه الإجرامي .
- الاحتمال الخامس : أن يكون الصاروخ سورياً ، وقد انطلق خلال مناورات وتدريبات موسمية لقوات الصواريخ السورية، أثناء تحميل بيانات مفاعل ديمونة على المنصات الصاروخية ، استعداداً لمواجهة عدوان إسرائيلي محتمل في المستقبل، وبخطأ بشري انطلق الصاروخ . وأخيراً ، لا أحد قادر أن يجزم باسم الجهة التي أطلقت هذا الصاروخ ، وحلّ لغزه ، إذا لم يعترف بأبوّته طرف محدد واضح لا لبْس فيه، ولا غموض ، وسنراقب، ونتابع المضاعفات القادمة له ، لمعرفة الحقيقة كاملة .
- في 22 / 4 / 2021

#محمود_جديد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل