أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود جديد - من محمود جديد إلى خالد الدخيل















المزيد.....

من محمود جديد إلى خالد الدخيل


محمود جديد

الحوار المتمدن-العدد: 5286 - 2016 / 9 / 15 - 16:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" من محمود جديد إلى خالد الدخيل "
- ردّ على مقال -
بقلم : محمود جديد
يُلاحظ منذ أكثر من أربعة عقود أنّه كلّما مرّت سورية بمنعطف حاد تبتدئ الأسهم الظالمة تتوجّه نحو المرحوم صلاح جديد ، علماً أنّ الرجل أُغتيل مسموماً في سجن حافظ الأسد في عام 1993بعد اعتقال دام 23 سنة دون محاكمة أو حتى مجرّد توجيه تهمة .. ولم يستلم منصباً تنفيذياً في حياته يستطيع من خلاله اتخاذ قرارات فردية مباشرة تتعلّق بالشأن العام ، فلم يكن رئيس دولة،أو رئيس وزراء، أو وزير، أو محافظ ( والي )، أو مدير مخابرات ...ولا أعني بكلامي هذا القفز عن الدور الهام الذي لعبه بالحياة السياسية السورية منذ عام 1963 وحتى عام 1970، ولكنّه مارسه من خلال قيادة جماعية ، وبعيداً عن أضواء السلطة وبهرجتها..
كان الشهيد صلاح جديد مسلّحاً بإيمان وطني صادق بأهداف حزبه وأمته وقضاياها، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وبمناقب شخصية عالية قلّ نظيرها، وبأخلاق فاضلة، ونظافة يد ولسان ، وتقشّف، وزهد بالحياة ومتعها ومفاتنها.. وهذه الصفات حصّنته من الانزلاق والاختراق والتبعية ولا أعني أنّه كان معصوماً عن الأخطاء ، فهو بشر، .. ولكنّ القيم والأفكارالتي آمن بها، والصفات التي عُرِف بها بقيت نبراساً للآخرين، وخاصة لرفاقه من بعده، وهنا مربط الفرس والدريئة التي تصوّب نحوها الأسهم المسمومة الآن .. ولذلك اضطر مستهدفوه إلى الاعتماد على القيل والقال، والتلفيق والتزوير، وما أسهل ذلك في هذا العصر، فلم يستطع أحد أن يستشهد بقرار مكتوب اتخذه ، أو كلمة تفوّه بها في اجتماع أو خطاب أو محاضرة أو لقاء شعبي ، أو تصريح لوسيلة إعلامية، أو لممارسة محددة ملموسة بعينها ...
وكان الكاتب والأكاديمي خالد الدخيل آخر مٓن انخرط في دائرة الاستهداف المباشر للمرحوم صلاح جديد، ومن خلال مقال نشره في جريدة الحياة بعنوان : " من صلاح جديد إلى بشار الأسد " بتاريخ : 28 / 8 / 2016 ، واعتمد به على ما ذكره الدكتور سامي الجندي في كتابه " البعث "، هذه الشخصية التي لعبت دوراً هامّاً في نشر فكر الحزب في منطقته في الخمسينات، واكتسب سمعة طيبة هناك آنذاك، ولكنّ الدكتورسامي لم يحافظ على السمعة نفسها بعد أن ترك حزب البعث ، وخاض تجارب سياسية عديدة في تشكيلات أخرى، ولم يبقٓ سامياً لأنّه انخرط بدهاليز الحكم وألاعيبه، وأقدم على ممارسات ونشاطات خارجية عندما كان سفيراً لسوريا في باريس والتي شكّلت أحد الأسباب لعزله .. ولست بمعرض ذكرها هنا، فليس هدفي في هذا المقال أو غيره التشهير بأحد، ولكن فقط، وفقط الدفاع ورفع التشويه والظلم عن إنسان عرفته عن قرب ..
وبما أنّ السيّد الدخيل اعتمد على ماكتبه الجندي بشكل رئيسي، وعلى جملة للكاتب : باتريك سيل من أجل المشاركة في محاولة تشويه سمعة اللواء صلاح جديد ، ولذلك سيكون ردّي على الدخيل من خلال دحض التهم الظالمة التي أوردتها المصادر الأساسية التي اعتمدها :
يقول الدكتور الجندي عن المرحوم صلاح جديد في التهمة الملفّقة الأولى : " إنّه كان معروفاً عنه أنّه يكره الوساطات والشفاعات والتدخّل في القضايا الفردية،ولكنّك تلمس أثره في كل قضية فردية ، عُرف عنه ضد العائلية، وبحثت في الأمر فلم أجد أحداً من عائلته بلغ ال18 إلّا وعُيّن في وظيفة "
لقد اختلف الكثيرون مع اللواء صلاح جديد سياسياً، ولكننّي لم أقرأ أو أسمع من شخص محترم تعرّف عليه عن قرب إلّا وأنصفه بأخلاقه ومناقبيته وسلوكه، نماذج منهم : منيف الرزازالأمين العام لحزب البعث قبل 23 شباط 1966 في كتابه "التجربة المرّة " ، والوزير اللواء غسان حدّاد الذي كان رئيسه في إدارة شؤون الضباط وهو لا يزال على قيد الحياة ( أمدّ الله بعمره ) وشهادته موثّقة بكتابه " أوراق شامية " ، ...الخ ، وهذا الإجماع الذي حظي به الشهيد صلاح جديد من هذا الجانب من شخصيته كان الموضوع الأول الذي استهدفه الدكتور سامي الجندي تشويهاً وتلفيقاً دون أن يعرض اسماً محدّدا أو وظيفة معيّنة بعينها، وادّعى أنّه أجرى بحثاً دون أن يوضّح كيف، ومع مٓن، ومتى ، وما أسهل استهداف البشر بهذه الطريقة !!!! وهنا أسأل وأناشد كل سوريّ مهتم، صديقاً أم خصماً لصلاح جديد ، أنّه خلال سبع سنوات من مشاركة صلاح جديد في السلطة ، أن يحدّد أيّ اسم من أفراد أسرته الصغيرة والكبيرة كان وزيراً أو أمين عام وزارة ،أو سفيراً أو محافظاً ، أو قائد منطقة عسكرية ، أو مدير فرع مخابرات بمختلف تسمياتها ، أو مدير منطقة ،أو قائد شرطة عسكرية أو مدنية ، أو قائد لواء ؟؟ .. أو شخصية من أسرته لعبت دوراً بارزاً في الحياة الاقتصادية والاجتماعية ؟ أو سرق ونهب وسمسر وتجاوز القوانين ولم يُحاسب ؟ وهل كان أحد من أسرته يجرأ على ذلك إذا فكّر باعتماد هذا النهج ؟ فظِلُّ المرحوم صلاح جديد الأخلاقي ونزاهته وحزمه كانت تشكّل عاملاً مهمّاً وسياجاً يحول دون مثل هذه الأمور ... ( ( المرحوم العقيد عزت جديد ليس قريبه وهو من محافظة أخرى وضابط كفء ونزيه ووطني صادق وشجاع، شارك في الحياة السياسية السورية طيلة عقد من الزمن ، فسُرٌح في عام 1961 ، وسُجن في عام 1962، وسُرّح في عام 1970، وسُجن في عام 1972عدة سنوات ).. ومن جهة أخرى ، هل مطلوب من صلاح جديد أن يسعى لتجريد أفراد أسرته من الحقوق المدنية ، وينزع عنهم حقوق المواطنة ؟ والذي أستطيع تأكيده هنا أنّ المرحوم صلاح جديد لم يتدخّل أو يتوسّط لتوظيف أي فرد من أفراد أسرته عندما كان مشاركاً في السلطة ، ومٓن عمل منهم في وظائف الدولة كان يشغل وظائف بسيطة ، وإضافة لذلك ، فكان هناك العديد من أفراد أسرته لا يعملون في وظائف وكانوا مقيمين في القرية ... ولست مهتماً ولا معنيّاً بإجراء بحث ومتابعة لأسرة الدكتور سامي الجندي في فترة الستينات لأردّ عليه ، وما أظنّ أن شبابها كانوا عاطلين عن العمل ..
وإضافة إلى ماتقدّم ذكره، سأروي الحقائق والوقائع التالية التي عرضتها منذ 23 سنة عقب استشهاد صلاح جديد في سجون نظام حافظ الأسد في مقال طويل منشور، وقبل رحيل مٓن استشهدت بهم :
- حارب الشهيد صلاح جديد الوساطة واستغلال السلطة والمسؤولية، وكان أحد أقربائه من الذين حاسبهم في هذا المجال عندما حاول التوسط لدى أطباء عسكريين لاعفائه من الخدمة الوطنية (ظافر بيطار-محمود زغيبي)، ولمّا علم بالأمر طلب من المرحوم اللواء أحمد سويداني باحضاره فوراً من أيّ مكان يجدونه ، واقتياده مخفورا إلى أبعد مركز تدريب عسكري ( حلب ) ، وقد تمّ تنفيذ ذلك، وهو يتمشّى في شارع الصالحية . وفي إحدى إجازاتي رغبت بالتوجه إلى/اللاذقية/ ، وقبيل سفري سألته إذا كان يريد شيئا من هناك، فكان طلبه الوحيد: أن أزور رئيسي فرع المخابرات العسكرية والشعبة السياسية لكونهما من أبناء دورتي ، وأطلب منهما باسمه عدم إفساح المجال لأي مخلوق من أقربائه أو أصدقائه أو رفاقه أن يستغلوا اسمه، ومحاسبتهم على ذلك... وقد نفّذت ما رغب به ... كما أصدرت قيادة الحزب أمراً ( ( كان له دور بارز فيه ) بمنع أي ضابط أو مسؤول من التدخّل في شؤون غيره، والتوسّط لصالح هذا الشخص أو ذاك ، وقد كانت التجاوزات في هذا المجال محدودة جدّاً..
- كان الرفيق صلاح ينظر إلى الأمور نظرة شمولية مسؤولة عادلة، بعيدة عن الأهواء الخاصة، وهنا سأروي واقعة جرت مع أخيه الأصغر، فبعد حصوله على شهادة الثانوية العامة انتسب إلى جامعة دمشق-كلية الحقوق، وأقام في منزل أخيه صلاح، ولما كانت كلية الحقوق لا تتطلب حضورا دائما فإن أخاه /بسام/ فكّر في العمل وسعى لذلك، فعُيّن في وظيفة صغيرة في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، وكان مديرها آنذاك المرحوم : الشاعر علي الجندي أخ سامي الجندي ، وعندما سمع الشهيد بالأمر اتصل به ، وطلب منه تسريح أخيه، لأنه لا يحتاج لهذه الوظيفة، وبرّر سبب ذلك بأن أخاه يسكن في منزله ويعيش عنده، ويتقاضى منه /25/ ليرة سورية (مصروف جيبه) شهريّاً ،بينما هذه الوظيفة إذا كانت ضرورية وشاغرة قد تنقذ حياة أسرة محتاجة.( وهذاما رواه لنا الشاعر علي الجندي ومعه الشاعر ممدوح عدوان رحمهما الله في منزل المرحوم الدكتور : إبراهيم ماخوس ، عندما كانا في زيارته أثناء تواجدهم بالجزائر للمشاركة بمؤتمر الأدباء العرب، وقد كتبت عن ذلك عندما كان الجميع أحياء .. وأعتقد أنّ هذه الرواية سمعهاالدكتور سامي الجندي من أخيه علي ، ولذلك حاول تشويه الصورة السلوكية الناصعة لصلاح جديد بعد خلافه مع قيادة الحزب وعزله من منصبه الدبلوماسي ..
- لم يمتلك صلاح جديد سيارة بحياته، لاهو، ولا أي فرد من أفراد أسرته حتى عام1970، ولم تستخدم أسرته سيارات الدولة ، ولم تُخصّص حراسات لأولاده ، ومنذ إحالته للتقاعد من الجيش لم يقبل استلام سوى راتبه التقاعدي ، وتبرّع بالفرق بين الراتبين لميزانية الحزب ...
إن أبرز صفة اتّسم بها الشهيد هي تجسيد ما يؤمن به ويطرحه على نفسه أوّلاً، فهو من طليعة الرفاق الذين كانوا وراء إصدار قرار حزبي يحرم فيه أي موظّف أو ضابط يُرَفع ترفيعا استثنائيا في عمله أو رتبته من أية زيادة مادية في راتبه الشهري، ويبقى يتقاضى ما يأخذه في وظيفته السابقة، وكان أوّل من طبّق ذلك على نفسه فبقي يأخذ راتب عقيد عندما كان لواء، وعندما أحيل إلى التقاعد وتفرّغ للعمل الحزبي أميناً قطرياً مساعداً، ثم أميناً عاماً مساعداً للحزب ، وبقي يتقاضى راتبه التقاعدي فقط (ألف ليرة سورية ) ، علما أن راتبه منذ 23 شباط/1966 وحتى 13 تشرين الثاني نوفمبر 1970 كان يلي راتب رئيس الدولة ، وكان يعود الفرق بينهما إلى ميزانية القيادة القطرية .. ولهذا كانت زوجته الفاضلة تلجأ إلى الاستدانة في كثير من الأشهر ولولا حكمتها وجهدها، وحسن إدارتها لما استطاعت تلبية حاجات أسرتها ومتطلًّبات المرحوم الإضافية تجاه رفاقه الزائرين أو قاصديه أو بعض المحتاجين من أقربائه....
- يستشهد السيد الدخيل بعبارة لباتريك سيل تتعلّق بالطائفية ويتجاهل شهادته الموضوعية بصلاح جديد ورفاقه، وهي مايلي :
"كان صلاح جديد ذكيّاً .. ذا مبادئ وله آراء واضحة اليسارية .. وكان معروفاً بأنّ له أخلاقاً شخصية عالية ، ولم يكن مهتماً بالثروة ، ولا حتى بالراحة والتنعّم ، بل كان يعيش في شقة بسيطة قيل أنّ أثاثها كانت قيمته تعادل أقل من مائة جنيه استرليني ... فهذا الزعيم الجديد لم يشاهده أحد يلعب النرد ، أو يرتشف فنجاناً من القهوة التركية في مقاهي دمشق الظليلة في الهواء الطلق كبعض زملائه ... كان يأتي إلى مكتبه مبكّراً .. ويغادره في وقت متأخّر .. كان طبع حكومة جديد وشعورها الوطني والقومي محموماً ساخناً ، وكان إحساسها بالقضية الفلسطينية عميقاً ، وقد احتلّت تلك القضية مكاناً مركزيّاً في عقيدة البعث ... وعندما ظهر المقاومون الفلسطينيون رأى فيهم نظام جديد رجالاً ثوريين ورحّب بهم ... فصلاح جديد وفريقه كانوا على وجه العموم شرفاء نزيهين ، ولم تكن منجزاتهم سيئّة أو ضارّة بالسمعة ." انتهى الاقتباس
- كما أورد الدخيل ماذكره سامي الجندي من " حدّوثات " طائفية ملفّقة ، فكل إنسان عرف اللواء صلاح جديد عن قرب يعرف أنّ هذا اليساري الثوري لا يمكن أن يقبل على نفسه أن يكون ممثّلاً لهذه الطائفة أو تلك ، ولا يمكن أن يسمح لمخلوق أن يوجه له مثل هذه الصفة ، أو أن يقبل النقاش بحرف واحد معه حولها، ولو حدث مثل ذلك لانسحب فوراً من الجلسة، أو طلب من الآخر الانسحاب .. وهو أوّل من أشار إلى ظهور ممارسات طائفية في الجيش وفي اجتماع لقيادة الحزب في عام 1969... فصلاح جديد كان يمتلك مشروعاً استراتيجياً للأمة العربية جمعاء يتجاوز كل أمراض المجتمع من طائفية ومذهبية وعشائرية وقبلية وإقليمية، ومن المستحيل أن ينزل إلى هذا المستوى المتدنّي من النقاش، كما أنّ العلاقة الشخصية بين الدكتور سامي الجندي واللواء صلاح جديد لم تكن على المستوى الذي تفسح المجال حتى للمزاح بينهما لتمرير مثل تلك العبارات ... هذامع العلم ، أنّ المرحوم عبد الكريم الجندي وقريب سامي الجندي كان من أعزّ أصدقاء صلاح جديد وأقربهم إليه ، وأكثر معرفة به، لأنّهما ضابطان خدما في اختصاص مدفعية ميدان واحد، وشاركا معاً في عصيان قطنا عام 1957، ونُقلا إلى مصر بوقت واحد،وعملا في فرقة واحدة هناك ، وسكنا في نادي ضباط فايد ( بالقرب من الاسماعيلية ) فترة من الزمن ، وشاركا في ترميم اللجنة العسكرية بعد تسريح معظم أعضائها المؤسسين ونقلهم إلى السلك الخارجي ، وسُرّحا معاً في عام 1961 بعد قيام الانفصال ، وساهما في المحاولة الانقلابية الفاشلة عام 1962وسُجِنا عقبها ، وشركاء ومساهمان بفعالية في حركة 23 شباط 1966، وبالتالي فهو يعلم دقائق كثيرة عن خصوصيات صديقه ورفيقه صلاح جديد ، وإضافة إلى ذلك كان مديراً للمخابرات ويستطيع تجميع الكثيرمن المعلومات عن أي شخص ، وعندما قرّر التخلّص من حياته حتى لا يقع بيد المجرمين الذين كانوايحاصرون منزله بأمر من رفعت الأسد ذي السوابق في الفساد والإجرام ، كان باستطاعته أن يكتب عن الجوانب السلبية لصلاح جديد التي لفّقها سامي الجندي ، ولكنّه لم يمسّه بحرف واحد في وصيته المعروفة التي كتبها قبل مغادرته هذه الدنياإلى العالم الآخر ... وكان المرحوم عبد الكريم أكثر حزماً ضد ممارسات بعض أفراد أسرته ومنهم سامي الجندي عندماعمل سفيراً في باريس0
وعلى كلّ حال، فصلاح جديد كان أبعد الناس عن الطائفية ومقتاً لها.. وكلّ القصص والروايات والحكايات والتهم في هذا المجال لا تستند إلى معلومات صحيحة ، وبراهين دقيقة ، وتعتمد التلفيق والتزوير لتشويهه ظلماً ، وطمس النهج الأخلاقي والقيم العالية التي آمن بها ، وأراد غرسها في المجتمع لأهميتها وضرورتها لإعادة بنائه على أسس سليمة تحصّنه من الأمراض الاجتماعية الكريهة التي تفتت الوحدة الوطنية ...
- أورد السيد الدخيل دسّة رخيصة لسامي الجندي بقوله : " وكان صلاح جديد يكره عبد الناصر حتى الموت ، ويتهمه بأنّه كان وراء مقتل أخيه "
وهنا يُلاحظ أنّ سامي الجندي لم ينتبه جيّداً في تلفيقه هذه المقولة إلى أنّ اغتيال المرحوم غسان جديد كان في بيروت يوم 19 / 2 / 1957، أي قبل عام من قيام الوحدة بين مصر وسورية ، ولم يذكر أي برهان على الكره المزعوم من خلال تصرّف أو حديث ، أو موقف .. وكيف يستطيع المرء توصيف شعور الكراهية بدون ذلك ، وفي الوقت نفسه ، تجاهل تغيّر الصورة بشكل جذري بعد قيام حركة 23 شباط / 1966 في سورية ، فعادت العلاقات بين عبد الناصر وبعث 23 شباط إلى مسارها الصحيح ، وتتالت زيارات قادة البعث إلى القاهرة والتفاعل المباشر مع عبد الناصر ، والصور الملتقطة بين الطرفين بشكل ثنائي أو ثلاثي ( عبدالناصر ، نور الدين الأتاسي ، صلاح جديد ،يوسف زعيّن ، إبراهيم ماخوس ،محمد رباح الطويل ..) والمفعمة بالدفء والمحبّة والاحترام المتبادل تؤكّد ماذكرناه ، وكان المرحوم عبد الناصر يصر في كثير من الأحيان على استقبالهم في منزله كلفتة مشكورة منه لتعبيره عن مزيد من الاحترام والتقدير لهم ، وقد تطوّرت العلاقات بين القاهرة ودمشق لدرجة وصلت لمرحلة توقيع التفاقية دفاع مشترك ، وطرح مشاريع وحدوية من قبل القيادة السورية تضم مصر وسورية والعراق والجزائر ...
ولكنّ أبلغ البراهين عن تلك العلاقة الطيّبة هو الكلام الذي تحدّث به عبد الناصر مع المرحومين جمال الأتاسي ، وسامي الدروبي سفير سوريّة في القاهرة عند استقبالهما ، وللعلم أنّ الإثنين ناصريان ، حيث انتقد القيادة الناصرية التي تحالفت مع الحوراني ضدّ قيادة بعث 23 شباط ، وطلب من الدكتور جمال الأتاسي العودة إلى دمشق والتعاون معهم لأنّهم أشرف وأنظف طاقم سياسي حكٓم دمشق حسب قوله، وقد قدّم الدكتور الدروبي تقريراً بذلك إلى وزارة الخارجية السورية ، كما سمعنا الرواية نفسها في عام 2005 من كادرين محترمين من قادة حزب الاتحاد الاشتراكي في سورية الذي كان المرحوم جمال الأتاسي أميناً عاماً له أثناء مشاركتهما في المؤتمر القومي العربي في الجزائر ، وهما لايزالان على قيد الحياة ( أمدّ الله بعمرهما ) .
وأخيراً، حريّ بالدكتور خالد الدخيل الأكاديمي باعتباره من النخبة في بلده السعودية أنّ يخصّص جهده نحو الوجهة الصحيحة والمفيدة والواجبة لنقد السلبيات هناك في المجال العقائدي، والعائلي ، والسياسي، والاجتماعي ، والاقتصادي ، وهي تشكّل مجالاً خصباً للوقائع والممارسات التي يمكن متابعتها لإصلاحها، بدلاً من المشاركة في التشهيرالظالم بحق أناس شرفاء لا يعرفهم ، وحريّ بجريدة الحياة أن تنشر ردّي الذي أرسلته لها، ولكنّها لم تفعل خارقة بذلك أبسط قواعد وأسس العمل الصحفي وهو حقّ الردّ. ولذلك لجأت إلى موقع الحوار المتمدّن الذي أحترم 0
في : 15 / 9 / 2016



#محمود_جديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزوة الترك وغلطة الكرد في سورية
- الانعطافة الأردوغانية بين الاستراتيجية والتكتيك وآفاقها
- أوردغان : انقلاب شامل في الداخل ، وانعطافة في الخارج
- الهجوم الإسرائيلي البرّي على الجولان عام 1967
- الفدرالية في سورية خيار خاطئ
- ملاحظات سريعة حول خطاب عزّت الدوري
- شروط ومتطلّبات الحل السياسي في سورية
- الشروط التعجيزية عدوة الحلّ السياسي
- عملية عسكريّة نوعيّة ذات أبعاد استراتيجيّة
- تقدير موقف عسكري موجز بعد الضربات الجوية الروسية
- الضربات الجوية الروسية وانعكاساتها على الحلّ السياسي
- دوافع وآفاق التدخّل العسكري الروسي في سورية
- بلاغ سقوط القنيطرة 1967 عنوان الهزيمة العسكرية
- توءمة الهزيمة العسكرية عام 1967
- - الحشود الإسرائيلية ، والمصرية عام 967 بين الحقيقة والواقع ...
- دوافع عدوان حزيران 1967 ، حقائق ووقائع
- التهديدات التركية بين الديماغوجية والبراغماتية
- مهاجمة داعش لعين العرب ( كوباني ) وتل أبيض ثانية تعبير عن مأ ...
- اليمن المنكوب في عين عاصفة الحقد ، ماالعمل ؟
- اليمن : انتفاضة ثانية قصيرة الأجل ( الحلقة الثانية )؟


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود جديد - من محمود جديد إلى خالد الدخيل