أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود جديد - دوافع وآفاق التدخّل العسكري الروسي في سورية















المزيد.....

دوافع وآفاق التدخّل العسكري الروسي في سورية


محمود جديد

الحوار المتمدن-العدد: 4933 - 2015 / 9 / 22 - 01:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ بداية عسكرة الصراع بين النظام وبعض فصائل المعارضة اعتبرت روسيا بلسان كبار مسؤوليها، والرئيس بوتين ضمنا، الموقف من المسألة السورية جزءاً من الأمن القومي الروسي ، و تنطلق دوافع هذه الرؤية حسب تقديرنا من :
ا - حرصها الشديد على الاحتفاظ بالقاعدة البحرية المتواجدة في طرطوس ، القاعدة الوحيدة المتبقية لروسيا في البحار الدافئة،والتي تعتبر الفائدة الأهمّ و الملموسة التي جنتها في سورية ، حيث تمكّن القطع البحرية الروسية المتواجدة في البحر المتوسط من التموين بالمياه والوقود والغذاء ( وربّما الذخيرة أيضاً ) ، وصيانة عتادها البحري دون الحاجة للعودة إلى الموانئ الروسية ما يحرّرها إلى حدّ كبير من مشقّة عبور المضائق التركية ، ويجنّبها التأخير والمضايقات هناك عند حدوث أيّة أزمة مع الأتراك ، أو الناتو .. كما توفّر الوقت والمال ، وفي الوقت نفسه تقدّم ميّزة استراتيجية للبحرية الروسية بوضع أقدامها بثبات على الضفّة الشرقيّة للبحر المتواسط تجاه خاصرة أوربا ، وفي ظهر قواعد الناتو في تركيّا ، وعلى مقربة من مخرج قناة السويس على المتوسّط ، ومن هنا ، نستطيع القول : إنّ القلق الروسي على مستقبل هذه القاعدة يشكّل عاملاً مهمّاً في التأثير على الموقف الروسي تجاه سورية ، انطلاقاً من الفهم الدقيق للقيادة الروسية لطبيعة الأحزاب والقوى المعارضة السورية المعتمدة من قبل أمريكا وحلفائها وأتباعها ، وعدم الثقة بها ، ولإدراك الروس بانّها ستكون مطواعة لتنفيذ أيّة رغبة أمريكية في إزالة هذه القاعدة مستقبلاً مهما أعطوا من تطمينات في اللحظة الراهنة...وفي الوقت نفسه ،ربّما كان الروس لايرون أيّ بديل آخر يمكن الركون إليه حتى الآن ...
ب - أهمية الموقع الجغرافي والطبوغرافي لسورية ودورها السياسي في معركة الغازمع خصوم الاتحاد الروسي في هذا المجال ، سواء فيما يتعلّق بمخزونها الكبير منه ، أم بمرور أنابيب بلدان أخرى عبرها ..
ج - تقدير روسيا الدقيق للمخاطر والانعكاسات على الداخل الروسي التي ستنجم عن إقامة نظام بديل في سورية يرتكز على أيديولوجية إسلامية قد تنتقل عدواه إلى دول المنطقة ، ويصل إلى دول إسلامية أخرى في آسيا الوسطى ، فيصبح وصول شرارتها حتميٌاً إلىالمناطق الروسية ذات الأغلبية السكانية من المسلمين الذين سيشكّلون عندئذ مادّة صالحة للتفعيل الديني والسياسي من قبل أمريكا وحلفائها وأتباعها، لاستهداف روسيا في داخلها ، بغرض استنزافها وإضعافها وتمزيقها، وإلهائها عن ممارسة دورها الدولي بشكل يتناسب مع طاقاتها البشرية ،والاقتصادية ، والعسكرية ، ووضعها على سكّة التخلّص من ترسانتها النووية التي هي الهاجس العسكري الأمريكي الأول ... وقد بدت النوايا الغربية الحقيقية المبيّتة لها جليّة في الساحة الأوكرانية ، وترجمتها في تفجير الصراع الدائر هناك ، والحرص على استمراره ...
ولهذه الاعتبارات كانت الأزمة السورية بأطرافها ، ومعاركها وتطوّراتها ، والأطراف الإقليمية والدولية المساهمة فيها ضمن دائرة الضوء الروسية ، ومرصودة جيدا بطرق وأساليب عديدة .. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ، ماهي المستجدات التي دفعت القيادة الروسية مؤخّراً لاتخاذ قرارها الجديد بالغوص المباشر في المستنقع السوري ، وفي وضح النهار ؟
- التخوّف الروسي من الانهيارات السريعة المفاجئة للقوات السورية أمام ضغط المجموعات المسلحة المدعومة خارجياً بعد الخسائر الموجعة التي لحقت بالجيش السوري في محافظتي إدلب وحمص في مواجهة جبهة النصرة وحلفائها ، وداعش ، والتعثّر والبطء في حسم معركة الزبداني ، وتحوّله في معظم المناطق الساخنة الأخرى من الهجوم إلى الدفاع ، مايدلّ على عجزه عن عدم قدرته على تأمين التفوّق بالقوى والوسائط على المجموعات المسلّحة في ظل اشتباكه مع خصومه بمئات المعارك في وقت واحد ، وخاصة في ظلّ الدعم الخليجي والتركي والغربي (والإسرائيلي في محافظة القنيطرة )المستمر لها، واستنزاف وإنهاك وحداته خلال الأربع سنوات المنصرمة .. على الرغم من عدم وجود مؤشّرات لانهيار سريع تستوجب ذلك .. فإنّ القيادتين السياسية والعسكرية الروسية قد تريان بأنّ الدعم الروسي يجب أن يتمّ مسبقاً وفي الوقت الملائم ، والظروف المناسبة ، وقبل فوات الأوان ، ليمنع المحظور، وذلك من خلال رفع معنويات الجيش السوري وحلفائه، وتقديم الدعم المباشر لهم من جهة ..وتخفيض مستوى الرهان على وهم الانتصار العسكري لخصومه وأعدائه، من جهة أخرى، وبالتالي ، يجعل الطريق إلى الحل السياسي وفق الرؤية الروسية أكثر سهولة وأشدّ زخماً، لأنّ المراهنة على الحسم العسكري من الطرفين هي العدو اللدود لهذا الحل .
- ازدياد النزيف البشري لشباب سورية نتيجة الهجرة المتصاعدة بمختلف الطرق والأساليب ، وهذا سيُضعِف تزويد الجيش السوري بمجنّدي الخدمة الإلزامية ، أو استدعاء احتياطيين جدد ..
- عدم قناعة القيادة الروسية بصدق أمريكا وتحالفها الدولي المكوّن من 60 دولة في محاربتها لداعش والنصرة في سورية ، وعملها خارج إطار الشرعية الدوليّة .. وقد تستهدف من ذلك إطالة أمد الحرب المجنونة في سورية لتدمير ما تبقّى منها، ثمّ الانقضاض على أنقاضها لاحقاً من قبل الفصائل المسلّحة التي تعدّها وتدرّبها المخابرات الأمريكية في تركيا وتؤمّن لها الحماية الجوية ، أوالمجموعات المتحالفة مع أمريكا أو أتباعها بصورة علنية أو سرية ، وإقامة نظام سياسي بديل في سورية يخضع لمشيئتها وينفّذ مخططاتها في المنطقة ...
- وجود ثقة عالية لدى القيادة الروسية بقدراتها العسكرية ، وبدعم حلفائها، دفع بوتين إلى التعبيرالعلني عن موقفه بسقفه الأعلى من طريقة حلّ الأزمة السورية ، بهدف قطع الطريق على حسابات إقليمية ودولية بإمكانية الحسم العسكري مع النظام السوري، وترك الباب مفتوحاً للحل السياسي فقط، والذي أضاعه الغرب في عام 2012 عندما قدّمه الروس لهم على طبق من ذهب ، وفق ماجاء على لسان الرئيس الفلّندي السابق المحترم ...
آفاق التدخّل العسكري الروسي
--------------------------
- إنّ القرارات العسكرية الروسية الأخيرة خطوة نوعية على طريق الانغماس المباشر بالملف السوري من خلال التحضير الميداني لاستقبال طائرات حربية روسية في قاعدة جوية يجري إعدادها ، وتأمين حماية مسبقة لها بوسائط الدفاع الجوي ، وبوحدات خاصة روسية لتأمين حراستها المباشرة، وهذا مايعزّز بدوره أمن القاعدة البحرية الروسية في طرطوس، ويدعم تواجد الأسطول الروسي في البحر المتوسط، ويقوّي الدور الروسي والعسكري في المنطقة ، ويرفع معنويات الجيش السوري ، ويحدّث أسلحته ، ويقوّي جبهته ضد خصومه، ويحمي الأسلحة الجديدة التي يتلقّاها من الاصطياد الإسرائيلي لها قبل استيعابها وتفعيلها في الميدان ،كما جرى في مرات عديدة سابقة ... وهذا الموقف الروسي الجديد قد يستغلّه أوباما في إقناع حلفائه بالحلّ السياسي إذا حزم أمره تجاهه .. على الرغم من الرفض الأمريكي العلني وبحدوده الدنيا لهذا الموقف وبما يحفظ ماء الوجه ...
- من المستبعد تدخّل عسكري برّي روسي في المستنقع السوري يتجاوز إقامة قاعدة جوّية في محافظة اللاذقية ، والزيادة في عدد الخبراء الروس المتواجدين أساساً مع تشكيلات الجيش السوري بهدف تقديم الدعم الفنّي الميداني عند الحاجة .. وستقتصر مهمة هذا التدخّل -حسب تقديرنا- على تنفيذ استطلاع جوي دقيق ونشط، وتوجيه ضربات جوّية فعّالة على داعش والنصرة فقط ، وعلى امتداد الساحة السورية كفصيلين موضوعين على لائحة الإرهاب ، ونحن على قناعة بأنّ الروس لديهم من الخبرة ، والحذر الذي يمنعهم من زجّ أنفسهم في معارك مع فصائل مسلّحة سورية ..
وأخيراً ، فإنّ التدخّل الروسي العسكري سيخلط الأوراق من جديد في المنطقة ، وقد يفعّل الدور الغربي في التفتيش عن حل سياسي يقوم على تنازلات متبادلة من الطرفين المتصارعين ، ويعطي زخماً لديمستورا كي يسرع الخطا في تنفيذ خطته ، ولكنّ النظام السوري قد يستغلّ هذا التدخّل ، ويسيء تقديرالموقف ، ويخطئ أكثر فأكثر في الحسابات الداخلية والخارجية ، ويبقى مستمرّاً في نهجه السابق الخاطئ المراهن على الحسم العسكري .. وفي هذه الحالة تقع على الروس مسؤولية تاريخية في معالجة الأمر ، بما يخدم خيار الحلّ السياسي بناء على تفاهمات جنيف الذي هو الطريق الوحيد الأسلم والأقصر لإنقاذ ماتبقّى من سورية .. وقد يساعد هذا التدخّل على توحيد الجهود الإقليمية والدولية لكسر أرجل حصان طروادة المتمثّل في داعش والنصرة الذي فسح المجال وفتح الأبواب لاستباحة سورية .. هذا الحصان الذي أوجدته أمريكا ورعته لهذه الغاية .. وعلى كلّ حال فإنّ الموجات البشرية السورية الكثيفة اللاجئة إلى أوربا ، والتدخّل العسكري الروسي الجديد سيخلق الظروف المناسبة والضاغطة للاستغناء عن خدماته . والخبر اليقين سيكون عند أوباما وبوتين أثناء لقائهما القادم خلال الأيام القليلة المقبلة ، وعندئذ سيكون لنا متابعة لما ينجم عن ذلك ، وتقييمه ، وتحديد موقف نهائي منه..



#محمود_جديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاغ سقوط القنيطرة 1967 عنوان الهزيمة العسكرية
- توءمة الهزيمة العسكرية عام 1967
- - الحشود الإسرائيلية ، والمصرية عام 967 بين الحقيقة والواقع ...
- دوافع عدوان حزيران 1967 ، حقائق ووقائع
- التهديدات التركية بين الديماغوجية والبراغماتية
- مهاجمة داعش لعين العرب ( كوباني ) وتل أبيض ثانية تعبير عن مأ ...
- اليمن المنكوب في عين عاصفة الحقد ، ماالعمل ؟
- اليمن : انتفاضة ثانية قصيرة الأجل ( الحلقة الثانية )؟
- اليمن غير السعيد حقائق ووقائع قبيل العاصفة
- غزوة رفات الجد العثماني ومسمار جحا التركي
- الاعتداءات الإسرائيلية - بلطجة - للتوظيف الداخلي والخارجي
- جولة أفق في الساحة الفلسطينية
- آفاق المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية القادمة
- المالكي يرفع الراية البيضاء ، ولكن ...
- غزّة : عدوان غادر ، ومقاومة من طراز جديد
- الصراع المسلّح في العراق وآفاقه المحتملة
- الأزمة العراقية وآفاق حلّها
- تقدير موقف للأزمة العراقية الراهنة وآفاق حلّها ( الحلقة الثا ...
- تقدير موقف للأزمة العراقية الراهنة وآفاق حلّها ( الحلقة الأو ...
- حقائق عن صلاح جديد - الحلقة الثانية -


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود جديد - دوافع وآفاق التدخّل العسكري الروسي في سورية