أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - هواجس تحت النار 3 في الأدب والمقاومة














المزيد.....

هواجس تحت النار 3 في الأدب والمقاومة


محمد علاء الدين عبد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 1640 - 2006 / 8 / 12 - 10:32
المحور: الادب والفن
    


في أزمنةِ الصّراعِ الّتي يخوضُها شَعبٌ من الشّعوبِ مع العدو، تستنفر الأسئلة المتكررة من مثل: ما دور الأدب والثقافة في هذا الصّراع؟ يمكنُني تقديم إجابتين هنا متناقضتين شكلاً ولكنّهما في العمقِ تكملُ إحداهُما الأخْرى.
فمن الجهة الأولى لا أرى دورا مباشرا وسريعاً للأدب والثقافة في الصراع. لأن الجهة التي تقاتل وتستشهد وتخوض غمار الموت والدم ليست هي الجهة التي تحدد طبيعة اللغة الأدبية وطبيعة الخطابِ الجمالي للنص الأدبي. لأنها مشغولة بتحقيق خطابها الحياتي، وإنجاز نصها الذي لن يرقى إليه نصّي الأدبيّ. ثمّ إنّ العدوّ في لحظةِ الصّراعِ المباشرِ لن يهزمَ بالقصيدة. مع أن القصيدة ستهزمُه على المدى البعيد.
إن الكتابةَ عن الثورةِ والحربِ بشكلٍ سياسيّ وتبشيريّ سوف يقلّصُ من خياراتِ النصّ الأدبي، ولا سيّما الشعر، ونحن نعرفُ كم كتب عن الحروب والانتفاضة والثورات من آلاف القصائد التي اندثرت ولم تكتسب سمة البقاء. وأنا لستُ مع كتابةِ شعرٍ رديء بحجّة دعم المقاومة والانتفاضة كما دعا أحدُ الشعراء الراحلين. لأن الكتابة من منطلق المساعدة والدعم والتحريض والتّثوير ستقلّ حمولتُها الجمالية بطبيعة الحال. لهذا ومن هذه الزاوية فلا دور كبير للأدب والثقافة في لحظة الصراع. هذا لا يعني الدعوةَ إلى عدمِ الكتابة والدعم المعنوي والوجداني، ولكن هذه الغايات يحققها النص الصحفي والمقالة الواضحة العاطفية والخطبة السياسية والأغنية المناضلة، وهذا ما يمكن القول إنه يقوم بالدور المطلوب أكثر من القصيدة والنص الأدبي المخلص لجمالياته ورؤيته. وهو ما يحصلُ بطبيعةِ الحالِ على أرضِ الواقعِ.
ولكن من جهة ثانية: يكمنُ الدورُ الأبرزُ والاستراتيجيّ للأدبِ والثقافةِ في أنّ كلاّ منهما يعملُ ضمنَ حقلِه الخاصّ في المقاومةِ والممانعةِ، من خلال طرحِ الأسئلةِ المختلفةِ ونشرِ ثقافة الأمل والتجديد والتغيير في روحِ المتلقّي من أجلِ تأهيلِه للحظةِ المواجهة الحقيقية بحيث يكون مستعدا لخوض صراعه وهو مشبعٌ بالأمل وبالإرادة.ومن المطلوب في لحظات الصراع كالتي تخوضها الآن المقاومة اللبنانية ألا نزرعَ لغةَ الإحباطِ وأن نكفّ قليلاً عن النّدبِ والرثّاء واللطم وأن نرى كأدباء ومثقفين أن المقاومة تطرَح علينا آفاقا جديدة في سؤالنا وأداتنا ورؤيتنا. أي أن السؤال يصبح معكوسا: ما هو دور المقاومة في الأدب؟ وأنا أرى أن لها دورا يجب أن يكون استراتيجيا لا مباشرا من خلال استنهاض روح الكائن وأخذه نحو الأمل، وتخليصه من طقوس الجنازة. بحيثُ لا يجوزُ للمثقّف والأديبِ أن يغفلَ عن الإنجاز الأكبر للمقاومة اللبنانية في هذه اللحظة الفارقة في حياتنا، فهي مقاومة تصيبنا شئنا أم أبينا بارتفاعِ منسوبِ الحياةِ والقوةِ الرّمزيةِ والرّوحيةِ وتجعلنا أقلّ بكاءً وأكثر انتظاراً للأمل وأكثر شهوة للغناء من أجلِ مجدِ الحياة. ولأعترف أخيرا بأنني كشاعرٍ يبحث عن الأملِ والفرح الحقيقيّ، لم أشعرْ بذلك إلا مرّتينِ: الأولى بعدَ أن حررت المقاومة اللبنانية الجنوب، والمرة الثانية هي في هذه الملحمة الرائعة التي تكتبها المقاومة نفسها في المكان نفسه...



#محمد_علاء_الدين_عبد_المولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القول في حسن والذين معه
- هواجس تحت النار 2 أيديولوجيا البغال
- هواجس تحت النار 1 رسالة إلى الشاعر دومينيك دو فيليبان
- أربعون الحصار 3
- أربعون الحصار 2
- 1أربعون الحصار
- صهيل كنعاني
- أشهد أني أموت
- أجنحة تطير ولا تطير
- نامت الأنثى / سافرت
- كيف تصبح شاعرا مشهورا في ستة أيام
- العرب والنموذج الأمريكي
- وليد معماري
- زفة بحرية
- غموض غير متععمد
- عن واقعية ماركيز وسحره
- الشاعر نزيه أبو عفش والبحث عن الجمال المفقود
- ياسمين على جبين ياسين الحاج صالح
- محاولة لتصحيح المعنى تحت المطر
- مفتاح آخر على باب سردابها


المزيد.....




- سرديات العنف والذاكرة في التاريخ المفروض
- سينما الجرأة.. أفلام غيّرت التاريخ قبل أن يكتبه السياسيون
- الذائقة الفنية للجيل -زد-: الصداقة تتفوق على الرومانسية.. ور ...
- الشاغور في دمشق.. استرخاء التاريخ وسحر الأزقّة
- توبا بيوكوستن تتألق بالأسود من جورج حبيقة في إطلاق فيلم -الس ...
- رنا رئيس في مهرجان -الجونة السينمائي- بعد تجاوز أزمتها الصحي ...
- افتتاح معرض -قصائد عبر الحدود- في كتارا لتعزيز التفاهم الثقا ...
- مشاركة 1255 دار نشر من 49 دولة في الصالون الدولي للكتاب بالج ...
- بقي 3 أشهر على الإعلان عن القائمة النهائية.. من هم المرشحون ...
- فيديو.. مريضة تعزف الموسيقى أثناء خضوعها لجراحة في الدماغ


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - هواجس تحت النار 3 في الأدب والمقاومة