عادل الخياط
الحوار المتمدن-العدد: 6958 - 2021 / 7 / 14 - 11:40
المحور:
الادب والفن
عادل الخياط
الناصرية : عندما إنبثقت في الأفق كانت كأنها الفجر , أم أنا الذي تخيلت ذلك .. الناصرية بين الجسر والطرقات المستكينة الوادعة كانت تبدو وكأنها تداوي جروح الكون وليس جروحها المستديمة في أفق التاريخ , حيث يُقال ان السلطان العثماني ( مدحت باشا ) قد بناها تحت مستوى النهر لكي يسهل إغراقها بطوف الفرات عندما تنتفض , كونها كثيرة الإنتفاض ! هل تُصدق تلك الترنيمة ؟ .. أنا لا أصدق ما هي الميزة لتلك المدينة , أقول لا أصدق من أقضية تلك المدينة .. لكن مرة أن أحدهم بعيد عنها قد قال : دمها عندما يُسال فيختلف عن أي دم .. المُهم :
بعد الجسر تهادت الطرقات .. لم يكن فجراً .. كان ليلا , لكن يبدو : كأنه فجر , كأنه حُلم .. يا أمة الله للتو أنا قادم من مدارات أو مطارات الكون : من تورونتو إلى باريس إلى هولندا إلى جواهر الخليج اليشماغي .. لكن الأفق كان مُضمخ بلفيف لمفاوي يُثير القيء ..
سائق التكسي الذي هو من الحدود الزبيرية قال : أنا أخاف من الناصرية , فقلت له : لا تخاف , سعدي الحلي في ترنيمته يقول العيون : العيون الزبيرية "
سائق التاكسي لم يفهم أين يقع الكراج , فقلت له يا سيد ألم تسمع على الطريق أصوات تصيح شطرة شطرة .. رجع وكنت على الموعد ..
لم يزل الفجر أو الليل يغشي العيون .. قلت له ودخان مطاعم التكة والكباب تسيخ مثل سياخ ذلك الليل الذي تركناها للجيل الذي خلفنا في ذلك المنحدر الكوني : أنزلني هنا.. أنزلني فصحت : الى الشطرة … ورحلت الشطرة والناصرية حيث الناس تموت زرافات في المستشفيات والأزقة وعلى مرمى ساحة الحبوبي !
#عادل_الخياط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟