أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل الخياط - هوامش عن :- محاكمة كافكا -














المزيد.....

هوامش عن :- محاكمة كافكا -


عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 6916 - 2021 / 6 / 2 - 11:42
المحور: الادب والفن
    


هوامش عن :" محاكمة " كافكا "
هل كان يهذي ؟ مُحتمل .. ليس تاريخ عبيد روما وهُم يواجهون المفترسات في ساحات المصارعة الرومانية , أو يُصلبون على مفترقات الطرق بلا بلل ولا شعير .. ليس الخليفة العباسي المنصور وهو يضع غُلاما في إسطوانة بقدر حجم جسده لتنفلق روحه .. ليس مقاصل الفرنسيين بعد الثورة , ولا تفانين الأتراك في التعذيب والقتل .. ولا .. ولا .. ولا .. التاريخ مُترع بالفظائع ..

في المحاكمة " كافكا " لا يعرضها على هذا النحو المبسط .. يعرضها على هيئة دهاليز , دهاليز السلطة الغاشمة - بخصوصي أنا كتبت ذات يوم العبارة التالية " أشد إختراع دموي إخترعه جنس البشر هو : السلطة الغاشمة على مدى التاريخ !" .. ما هي دهاليز تلك السلطة ؟ .. يطرحها كافكا على هيئة محامي يسير وُفق قوانين السلطة الغاشمة .. شخصان من تلك السلطة يستفزان بطل الرواية جوزيف بفعل ما .. يطرحها على أو من خلال عمه المنافق الذي يندرج ضمن هذا النظام الكوني الغاشم , والنظام الكنسي المُقترن بذلك الجبروت المستفحل .. يعرضها بواسطة جهله لما يجري حوله من أحداث : فما معنى أن يُدعا أو يُخبر لمحاكمة يجهل خلفياتها , يجهل الفِعل الذي بدر منه .. لكن وسط سلطة مُؤسسة على عدمية الوضوح يتوجب عليك أن تسلك هذا المُحدر السُلطوي .. أنت غير خاضع لإرادة تنبض في عقلك ودمك , أنت خاضع لإرادة الترانيم السٌلطوية , هل تفهم ؟

لكن في مُحور آخر رُبما تناول بعض رُواد العبث أو اللامعقول , من أمثال " بيكيت ويوجين يونسكو وجينيه الفرنسي واداموف الروسي تناولوا محاكمة كافكا من بُعد آخر : بُعد اللامعقول في المسرح والفلسفة .. حيث ان جوزيف بطل رواية كافكا - المحاكمة - كان يُحاكي العدمية في طرحه .. في سلوك جوزيف , عدمية الجدوى , المفاهيم التي إستشرت في خمسينيات وستينيات القرن المنصرم , ورغم ذلك لا تُستثنى المفاهيم السُلطوية .. ففي نبض كان يونسكو يقر ويصر على التفعيل السُلطوي لمفهوم العبث أو اللامعقول .. لنقرأ تلك المقطوعة التي رُبما تقترن بهذا السرد :
" ليس لدي صورة أخرى عن العالم , سوى تلك التي تُعبر عن التلاشي والصعوبة , الخُيلاء والغضب , العدم والكُره القبيح العقيم , بإسمترار كان الوجود يظهر بتلك الصورة , وما رأيت في طفولتي : هيجانات فارغة , صرخات يخنقها الصمت فجأة , ظلال يبتلعها الليل إلى الأبد "

ربما تُكرر هذه الترنيمة الآن , لكنها عموما تُسند في ضمن الحديث عن ان هل كان يونسكو يعني في قوله أو أن قوله مُقترن بـ رؤية شخصية الفرد في النظر للأشياء , أم أن السُلطة القمعية لها دور في رسم الرُؤى البشرية والمزاج العام والفكر وما إليه .. لها دور في رسم تفاعلاتها ؟ .. بمفهوم أشد وضوح : هل كان رُواد فلسفة العبث أو أدب اللامعقول , هل كانوا يكترثون بالواقع السياسي وأن له دور في الرؤية الضبابية أو التشاؤمية لرواد العبث ؟ .. لا بد أن تقول : نعم كانوا يعيشون الفوران السياسي , وأعتقد أن يونسكوا ذاته قد قال : ما معناه : ان السلطة القمعية تهدم كل قوانين الحياة وليس الأدب فقط .. وجان بول سارتر كان من أشد المهتمين بالشأن السياسي كما أظن ..
وتعود لـ محاكمة كافكا .. الكاتب " كنعان مكية " في كتابه " جمهورية الخوف " والمُغرم به الراحل " فالح عبد الجبار .. مكية يحاول أن يجد تناسب بين محاكمة كافكا وسيطرة الجهاز الإداري لحزب البعث في العراق , الشخص يقرن بين دهاليز جوزيف بطل الرواية التي تعرض لها , وبين دهاليز سلطة البعث من سنة 68 إلى الثمانينات .. مكية كان يعكس أو يتناول هاجس الخوف في كلا المحورين وليس بالضرورة مستوى الفِعل في كلتا الحالتين .. يعني الراحل عبد الجبار كان مُغرم بكيفية سيطرة الجهاز الإداري على تفاصيل الدولة وهو ما يعكس دهاليز رواية المحاكمة لـ " كافكا " التي تنتهي بـ سكين يتوغل في قلب " جوزيف " بطل الرواية .. بمعنى أن السكين الذي يتوغل في قلبك لا بُد أن يرتكز على ديكتاتورية ركيزة وليس حُكم هش مضعضع ..



#عادل_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خراتيت السياسة العراقية
- عن نوال السعداوي
- الناصرية تنزف !
- إحدى حكايات الديانات المُنحظة : التعميد المسيحي
- ماذا يُريد منا ملك ساسان - خامنئي - ؟
- هل يُوجد طب بيطري في استراليا
- الصهيونية والطربوش والعِقال
- متلازمة عقدة النقص عند عبد الخالق حسين
- عندما لا تعشق فأنت تنتمي لجنس الديناصورات
- عراق الصدرين , وكأننا قدمنا من الهند أو الصين!
- تذكرت - طروب - فقادتني إلى - عبد الفتاح السيسي - !
- الكاظمي بروتوكولي على هيئة ياسر عرفات
- هل السيسي مثقف ؟
- يخاف من إيران يروح يسوي معاهدة مع إسرائيل !
- لا بد ان تقول شيئا عن - سعدي الحلي -
- عبقرية وزارتي النقل والصحة العراقيتين !
- إنهم يغتالون ال - مُلايات-
- عملية الوعد الصادق لم تجمع إلا 16 بندقية ومسدس !
- صراع تجار - خامنئي - ترامب
- بيجامات ملالي إيران والإعدام المُستشري !


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل الخياط - هوامش عن :- محاكمة كافكا -