أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسان الجودي - عفريت ماكسويل














المزيد.....

عفريت ماكسويل


حسان الجودي
(Hassan Al Joudi)


الحوار المتمدن-العدد: 6949 - 2021 / 7 / 5 - 18:11
المحور: الادب والفن
    


أ أنا عفريت ماكسويل. عفريت غربي يعني..
وتحديداً عفريت من الديناميكا الحرارية.
لست عفريتاً شرقياً، أتلبّس الصبايا، وأستمتع بلمس صدورهن الصلبة. ولست عفريتاً مشاكساً، أجعل الزوج يطلق زوجته ، والزوجة تكره زوجها، وتدس له سمَّ الفيران..
لا لست من هذا النوع ، الذي يمكن الاعتماد عليه في إيجاد الأموال المسروقة، وفي ركوب السيدات الجاهلات الراغبات في الإنجاب، ولا في استخدام قوتي الخفية في شفاء مرضى الصرع . ولا في إبطال الحسد.
أنا عفريت مثقف، أحسن مثلاً، الدخول تحت جلد وجه السيدة ايفا، وشده، ثم عكس عمليات الشيخوخة ، لتعود ايفا شابة .
أنا أعرف أيضاً ، كيف أجمع حطام الكوب الكريستالي الأثير لدى السيد جي دي ، ثم أعيده كما كان، بنفخة بسيطة من فمي.
أنا ماكسويل الذكي، أحب أيضاً العمل على إمساك الرصاصات في الحروب ، وإرجاعها إلى مخازن ذخيرة بندقيات القتلة.
أنا ماكسويل المرح، أضحك ، وألقي نكتة وأنا أعمل على عكس سهم الزمن.
يتقدم الزمن للأمام ، لكني أستطيع بأقل جهد إعادته إلى الوراء.
العجوز يرجع مراهقاً . فتات الزجاج يعود نافذة.
وقدم مريض السكري تعود إلى مكانها.
مهمتي سهلة، فهي حقيقية، وهي زائفة أيضاً .
هي حقيقية، لأنه حسب أحد مفاهيم الأنتروبية أستطيع فعل ذلك.
وهي زائفة، لأنني محتال . أحتاج إلى طاقة لأفعل ذلك، وأعيد عكس الزمن.
وهذا لا يمكنني الحصول عليه من الأشياء التي أعمل على إحياء أنتروبيتها.
حسناً، لن أثقل عليكم بالمصطلحات!
فصديقي الشاعر الذي أجلس معه في شرفة مطعم مطلٍّ على مزارع العنب. يعلمني كيف أحصل على الطاقة ، لأعيد النبيذ إلى حبّات عنب.
لا تظنوا به الظن السيء !
هو ليس سكراناً. لكنه يكتب قصيدة . يتعرّق ( ربما بسبب صيف تموز الحارّ)، يرتجف ( ربما هي بوادر عاصفة قادمة)، يحدق في البعيد، وضباب في عينيه ( ربما يستمطر غيوماً من الساحل الشرقي للمتوسط). لكنه أخيراً ينجز التحوّل الذي أرغب فيه.
نرى في البعيد براميل النبيذ وهي تندلق في الحقول. نرى العصير المخمّر، وقد بدأ يفقد الخمائر، وكيف أن لونه بدأ يصبح رائقاً، ثم نرى كيف تتصاعد منه سخونة العمليات الكيمائية . ونرى تشكّل حبّات العنب، ونرى تسلّقها للعرائش والتصاقها بالعناقيد.
يسرع صديقي الشاعر حينها بالمغادرة. يهبط إلى تلك المزارع ، يقطف سلة كبيرة من العنب حديث الولادة ، ويسرع بها إلى منزل حبيبته .
لا أخبره بالطبع عن مآل الأمور. أنا ماكسويل ذكي وعاطفي أيضاً.
لن أقدم على إفشاء سر هذا التحوّل للشاعر. أريده أن يموت وهو مقتنع بمعجزة الشعر.
أليس ذلك أفضل من سخريتي كعفريت علمي منه، وهو يتوهّم الخلود الشعري !
ألست عفريتاً مهذباً حين لا أصرخ بوجه جميع الشعراء: إن الشعر الحقيقي الغني بالتحوّلات هو المسرّع الجبّار للموت الفيزيائي!



#حسان_الجودي (هاشتاغ)       Hassan_Al_Joudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روحانية المعرفة
- ترميد جثة الحنين
- عم داروين والشعراء
- في حديقة كنيسة السلام في Bussum
- جوليا روبرتس وشهرذاد
- البلاسيبو والدين
- هاشيمتو
- عربة الوصف
- لا تقرأ ذاتك
- هل ديكارت عدو أم صديق؟
- الرصاصة الوردية
- Pi
- الفلسفة المسلية
- الرجل والقطران
- يا طالع الشجرة
- حوار مع الجن
- الشجرة المقلوبة
- صياد الكلمات
- عن هولندا
- التواطؤ مع اللغة


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسان الجودي - عفريت ماكسويل