|
مملكتان عن الماضي تنفصلان
مصطفى منيغ
الحوار المتمدن-العدد: 6948 - 2021 / 7 / 4 - 14:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مملكتان عن الماضي تنفصلان بروكسِيل : مصطفى منيغ إعادة نفس الأغنية دون انقطاع ، يقلل من قيمتها مهما امتازت بروعة اللحن وخفّة الإيقاع ، وبالتالي يُعرّض ما تتضمّنه من رسائل بعد مدة قصيرة إلى ضياع ، في السياسة الدولية ليس هناك نجاح كامل وفشل متواصل كمفهوم المَنع المُخالف للامتناع ، أو القناعة تتأخر أو تُسبق الإقناع ، أو أي وجه مسموح له طول الوقت بالتَسَتّرِ خلف قناع ، بل أصوات لا تتوقف في المحافل عن الكلام الموزون خلال فترة معينة ملزمة الآخرين بالاستماع ، بالدهاء السياسي المُحدِّد للخطوة التالية بعد التي قطعها مَنْ قطعها بشكل مغاير لموضوع ذاته المتحرّك بين السطح والقاع ، بدلائل موصوفة يتمعن فيها الجائع للحق فيشبع ، وحقائق مُوَظّفة في حينها بما يرافق من اختيار المكان الأشمل والأوسع ، فالدول إمكانات على الأرض وليس تقارير إخبارية في أسواق ما تُبَاع . القريب عن المملكة المغربية الشريفة بعيد عن المملكة الإسبانية المُوَقّرة ، ليس هذا مغلّف بالانحياز لطرف و للآخر كتمان خداع ، إذ العقلاء حين استعراضهم لكنه القضية بما يجب من معرفة حاضر للمساهمة في انجازها التاريخ الإنساني المواكب لبدايات يكون الأصل فيها واقع ، وأيضا الجغرافية القاضية وحدها بقرب "سبتة" و"مليلية" لسيادة المملكة المغربية لتلك المدينتين الواقعتين شمالها وشمال قارة افريقيا ، لا علاقة لهما بالمملكة الاسبانية ولا بجنوب أوربا ، لذا تبقى أبعد ما تكون وواجب عليها أحبت أم أبت أن تدرك أن دوام الحال من المُحال ، خاصة وأن السياسة الدولية تظلّ صامتة مادام الهدوء بين المتخاصمين قائم ، فإذا تعالت الأصوات من هذا الطرف أو آخر هناك حلول آخرها الكي بالنار ، والمملكة الإسبانية لن تقدرَ على جرّ الاتحاد الأوربي ليواكب مواقفها أو يحارب بجانبها ، لأنه اتحاد لا يطبّق شعار "انصر أخاكَ ظالماً أو مظلوماً"، يقارن الخسائر المترتبة عن موقف يتخذه مجانبا الصواب ، قد تجد المملكة الاسبانية من يؤيد سياسييها المتحكّمين خلال هذه الفترة في مصيرها ، لكنه تأييد يبقى غير مطلق ، إذ السياسة الدولية لتواكب البعض من نظرياتها تتصرّف بليونة حفاظاً على ميزان المصالح ، وفي هذا الشأن بالذات نجد أن المملكة الاسبانية عاشت مستقبلها في الماضي ، أما المملكة المغربية تعيش مستقبلها في الحاضر ، هناك بينهما فجوة زمنية لن تستطيع الحكومة الايبيرية مهما حاولت اللحاق ولو بنصف الطريق المجسد بينها والحكومة المغربية ، بما ضيّعته من فرص بدءا ممّا تعرّض له الملك محمد السادس وهو يزاول رياضه التزحلق المائي بالقرب من "سبتة" لتتعرض له دورية أمنية اسبانية توقفه وهي تعلم مقامه ، ولولا حكمة الملك لنشبت ساعتها حرب ، مهما كانت نتائجها ستكون لصالح المملكة المغربية قطعاً . الاحتلال الاسباني مزق المغرب تمزيقا يستحق عليه المتابعة لتعويض ما ترتب عن تلك الأعمال المتنافية مع القوانين الدولية السارية على الدول جميعها ، وبدل أن تنسحب من مجموع التراب المغربي بدأت تسلم منطقة بعد منطقة بكيفية لن يقبل بها سوى الراغب في الانتهاء ودفن الماضي المشين المؤلم في مقبرة النسيان ، وبدل أن تتفهم مثل الموقف النبيل الذي أراد به الملك الراحل محمد الخامس أن يكون مبدياً النية الحسنة تجاه جارته الشمالية ، أرادت التمادي دون حق لحرمان الملك الراحل الحسن الثاني من تحرير الأقاليم الصحراوية ، لولا ما أبداه من صرامة كادت أن تتعرض من جرائها اسبانيا لما لن تحمد عقباه ، حتى إذا تحمَّل المسؤولية الملك محمد السادس أرادت أن تطبق عليه (نفس اسبانيا) سياسة الاحتضان للإبقاء على الأحوال كما هي ، غير عابئة أن يتقدم المغرب أو يتأخر المهم عندها أن تتمتًَّع في الأقصى بخيرات المغاربة البرية والبحرية ، لكنها اصطدمت برغبة ملكية فسرتها على مراحل إرادة عملية جعلت من الحلم حقيقة ، فكانت المشاريع الكبرى عنوان عهد يعيد اسبانيا إلى مجالها الحقيقي دون الاستطاعة على تجاوزه . مصطفى منيغ [email protected]
#مصطفى_منيغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مؤامرة داخلية بأيادي اسبانية
-
القضيَّة بين نظامين غير عادية
-
ظِلُّ مِظَلَّة مُظََلِّلَة
-
خفافيش إسرائيل ترتعش
-
زمَان خُسران لبنان
-
سرْدَقَ العراق وللمفاتيح سَرَق
-
ليبيا 2021 كأزمة لها بقية
-
سنة ليبيَّة بحلول لَوْلَبِيَّة
-
الحل في لبنان ليتنعموا بالأمان
-
المغرب لما يرغب قريب (3من10)
-
أمرِيكَا لتَجْدِيدِ قِيَادَتِهَا مَالِكَة
-
أمريكا بَعيداً عَن لغة الرَّكَاكَة
-
أمريكا بين الهَشَّة والسَّميكَة
-
جامعة العَرَب امرأة زوجها هَرَب
-
عن كندا كأدنى مدى
-
المهاجرون المغاربة متذمرون
-
العِنَان غير مَمْسُوك في لبنان
-
مونتريال صحراء بيضاء الرمال
-
لبنان ليس على أرضه سلطان
-
في -فَرْخَانَة- القانون مركون على خانة
المزيد.....
-
كيف نطيل عمر الهاتف الذكي؟
-
بين أسرّة المستشفيات وتكايا الطعام: رحلة أطفال غزة المستحيلة
...
-
مظاهرات في البرازيل لدعم تشريع الماريجوانا
-
لأول مرة منذ 24 عاما.. بوتين في زيارة مرتقبة لكوريا الشمالية
...
-
مظاهرات حاشدة في تل أبيب ضد حكومة نتنياهو
-
تحذيرات في إسرائيل بعد إصابات خطيرة بـ-غرب النيل- في تل أبيب
...
-
ما هي مدة الاستحمام المثالية؟
-
11 مهاجرا يلقون حتفهم في حادثتي غرق قاربين في البحر المتوسط
...
-
الحجاج يواصلون رمي الجمرات في مشعر منى في أول أيام التشريق
-
صحف عالمية: سكان غزة يعيشون -أضحى- كئيبا
المزيد.....
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
المزيد.....
|