السياسة والدين

ال يسار الطائي
(Saad Al Taie)

الحوار المتمدن-العدد: 6943 - 2021 / 6 / 29 - 02:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

علو الاصوات منادية بفصل الدين عن السياسة و استحداث العلمانية او المدنية و اشكال من التسميات ،
في الواقع هناك خلل في التسمية من خلال تقديم الدين و تاخير السياسة باشارة
الى ان العيوب في ادارة الدولة سببها الدين او هكذا القصد من تلك الندائات ، في الحقيقة
ما يجب ان يحدث هو فصل السياسة عن الدين و ليس العكس كون السياسة فن الممكن بمعنى
ان كل شيء مباح فيها اما الاديان عموما فهي نظم اجتماعية تحددها ثوابت لا يجوز التلاعب
بها وتقوم على العدالة و السلم و الرقي بالانسان اقتصاديا و اخلاقيا و وعيا هذه النظم حطمها
الاجتياح السياسي السلطوي خالقا بدوره ما يعرف بالدين السياسي و هو ايضا فن القفز على
ثوابت الاديان بتجنيد الكهنة والوعاظ بالافتاء بما لا يوجد في النص الديني لغرض استحداث
الممكن وتحريف الثوابت و هذا ديدن دول كثيرة بعد الغزو السياسي للفكر الديني ،فالسامري
عند الدين اليهودي و يهوذا عند الدين المسيحي و الكم الهائل من الابالسة في الدين الاسلامي
ابتداءً بالدولة الاموية مرورا بالعباسيبة و العثمانية و السعودية والايرانية و التركية حسب
التسلسل الزمني و ايضا الحروب الصليبية و التي لازال كثير من الدول تضع الصليب في
اعلامها باشارة لتدينها و الحقيقة ان لامكان للدين فيها الا بمدينة صغيرة في قلب روما اسمها
الفاتيكان واجبها تعميد القادة واعطائهم شرعية الحكم مقابل اثمان و ليس مجانا و خلق دويلة
السامري الصهيونية ومنحها شرعية يعقوب (اسرائيل) استخفافا بيعقوب و موسى عليهما السلام ،
فالعيب بالسياسة لا بالدين لانها هي من حرفت الدين و خلقت سلاطين و ملوك و خلفاء كل لايملك
من الدين الا حجة الغزو والاحتلال والبطش والسيطرة على مقدرات الشعوب
و لعل هناك من ينتقد ما ذهبت اليه بادعاء ان في الواقع توجد احزاب اسلامية ولها ثقلها في
العراق ، يا صديقي الناقد هؤلاء لا يملكون من الدين الا اسمه اما فكرهم فهو فصال الدين
رداء على مقاسهم وتعبدهم هو استغفال للناس واصطياد اصواتهم و ولائهم ...
و لسان الحال يقول..
امضي مسرعا ايها النهار
هات لي الليل الشرقي
الشبقي
العبثي
المعبأ بكل الذنوب
هات لي
الطوارق
و ارتجاف النمارق
هات لي كل رجس
وخذ الرعية بعيدا عن افقي
.
سعد الطائي

#ال_يسار_الطائي (هاشتاغ)       Saad_Al_Taie#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات