أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حيدر مكي الكناني - سيمياء أسماء الشخصيات والأماكن في روايات (إنعام كجه جي ) مقاربة تطبيقية















المزيد.....



سيمياء أسماء الشخصيات والأماكن في روايات (إنعام كجه جي ) مقاربة تطبيقية


حيدر مكي الكناني
كاتب - شاعر - مؤلف ومخرج مسرحي - معد برامج تلفزيونية واذاعية - روائي

(Haider Makki Al-kinani)


الحوار المتمدن-العدد: 6932 - 2021 / 6 / 18 - 20:35
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


المستخلص
شكّلت تكرارات الأسماء في روايات (كجه جي ) شكلا ملحوظا, لتستقطب المتلقّي وتدخله إلى دلالات النص ومقاصده, كون تكرار الأسماء يترك بصمة في ذهن القارئ، بتواتره في النص، ووصفه للحالة الشعورية. كذلك كانت تكرارات الأماكن في روايات (كجه جي ) فكان المكان في كلّ رواية يحمل دلالات معينة, خدمة للمعنى العام الذي تنشده الكاتبة وتأكيدا لمقاصدها, فبني المبحث على هاتين الإشكاليتين.


Abstract
The repetitions of names in the novels of (Inaam Kaja Ji) formed a remarkable form, to attract the recipient and enter him into the semantics and purposes of the text, as the repetition of names leaves an im--print-- in the mind of the reader, with its frequency in the text, and its de--script--ion of the emotional state. So were the repetitions of places in the novels of (Kajji), so the place in each novel carries certain connotations, serving the general meaning sought by the writer and confirming her purposes, so the topic was built on these two problems.








أولاً / سيمياء أسماء الشخصيات:
في روايات (كجه جي) تكرّرت الأسماء بشكل ملحوظ , لتستقطب المتلقّي إلى دلالات النص ومقاصده, فـــ" تكرار الأسماء يترك بصمة في ذهن القارئ، من خلال تواتره في النص، وتوصيفه الحال الشعورية بثبات واستقرار وتنــامٍ جمالي ".( ) وكانت تكرارات الأسماء في كلّ رواية يحمل دلالات معينة, خدمة للمعنى العام وتأكيدا لمقاصد الكاتبة.
النموذج الأول - (رواية سواقي القلوب ): لعلّ أهم ما يميز رواية (سواقي القلوب ), هو غياب اسم السارد وإخفاءه من قبل الكاتبة. بالرغم من مصاحبته لكلّ أسماء الرواية, والتعريف بهم. وعملية إخفاء الكاتبة لأسم البطل الرئيسي للرواية, يحمل دلالات عديدة منها: تمثيل الراوي للمُتلّقي وإقناعه, في تبنّي شخصية الراوي العليم وتقمصّه والذوبان فيه. أو يعدّ تمثيل لكلّ الشخصيات, من خلال مشاركته الحكي واسترجاعات الرواية.
فالسارد الذي فقد اسمه تبنّى أسماء أُخرى, وحَمَلَ دلالات أخرى في الرواية كـــ(أحدهم ) أو (كلّهم ) فهو ربّما مثّل (أنتَ- أنتِ أو هو- هي أو كلّ هذا ). فقصدية الكاتبة بإخفاء اسم البطل السارد حمّل النص كلّ تلك المعاني, وسهّل مهمتها في البوح من خلاله. فهو تمثيل لكل المغتربين – ات. ومن خلال إحصاء وحساب تكرارات أسماء الشخصيات الواردة في رواية (سواقي القلوب ), نجد أن بعض الأسماء قد شكّلت حضورا لافتا في الرواية, وذلك لما شكّلته هذه الشخصيات دون غيرها, في تشكيل معمار نص الحكي, وكما يلي:
أ‌- شخصية ساري: تعدّ شخصية (ساري ) محور أحداث الرواية, بل هي الإشكالية التي شيّدت عليها ثيمة النص الرئيسية, وتمت الإشارة إلى شخصية (ساري- سارة) من خلال (الرمز الايقوني) صورة غلاف الرواية. وكذلك لتعلّق هذه الشخصية ببطل الرواية المجهول (السارد -بلا اسم- الشيوعي الـ...) فـ(ساري - سارة) هو ثمرة حبيبته (نجوى ), التي فقدها كما فقد الوطن معها, فهي الحب والذكرى وما بقي من ذكرى العراق في المهجر, فَقَدَ (نجوى) حين"ارتكبت.." ( ).
فــ(ساري ) ثمرة طبق القيمر وبرميل العلف الحيواني"هل تتصور.. ( )" وبعد كلّ هذه السنوات العجاف "جاءني صوت.." ( ), "- لن أوصيك به.." ( ) فشخصية (ساري أو سارة) ودخوله القسري إلى ارض الوطن. هي إشارة إلى انتماءه القسري لأرضٍ حاول التملص منها والانسلاخ عنها, لكنه عاد مرغما في ليوارى في تراب العراق وتحت سمائه. بتقنية (الاستباق ) بدأت الرواية بهذا المشهد الذي مثّل خاتمتها : "دخلت إلى.." ( ) ولرمزية شخصية (ساري – سارة ) ودلالاتها المهمة, فقد حققت أعلى نسبة تكرارات, مقارنة بباقي الشخصيات الأخرى. ( )


التحليل الصوتي والمعجمي لاسم (ساري - سارة )
التمثيل الصوتي للاسم: يشير اسم (ساري) إلى مجموعة من الفونيمات والمقاطع الصوتية, فكلمة (ساري ) تتألّف من مقطعين صوتيين:(س ا / ري) ( ص ح ح / ص ح ص), أما كلمة (سارة ) فهي تتألّف أيضا من مقطعين صوتيين:( س ا / ره ) ( ص ح ص / ص ح ص), أما معنى اسم (ساري ) كما ورد في كتاب (قاموس الأسماء العربية والمعربة وتفسير معانيها ) باب السين, جاء بثلاثة معاني (أسد, سائر ليلا , شريف ), أما اسم (سارة ) فجاء في نفس المصدر:(أصلها سَأْرة, أي البقيّة ).
وقد حقق اسم (ساري) أعلى نسبة تكرارات مقارنة بالأسماء الأخرى, فتكرّر اسم (ساري) (52) مرة, واسم (سارة) (54) مرة, ومجموع التكرارات بلغت (106) مرة, وتكرارات اسم (سارة) من خلال اسم (نجوى) (35) مرة, لذا يكون مجموع تكرارات الاسم (141) تكرارا, وهي أعلى نسبة تكرار تحقّقت في أسماء شخصيات رواية (سواقي القلوب ), وهذا مؤشر على هيمنة هذه الشخصية في المتن الحكائي ومعمار النص. أما دلالة الأصوات التي تدلّ عليها حروف الاسم فهي كما يلي:
حرف (السين ): هو حرف مشترك بين عتبة العنوان (سواقي القلوب ) والشخصية الرئيسية للرواية بعد غياب اسم السارد, بطل الرواية المجهول الاسم فحرف السين هو "مهموس رخو، صوته المتماسك النقي يوحي بإحساس لمسيِّ بين النعومة والملاسة، وبإحساس بصري من الانزلاق والامتداد، وبإحساس سمعي هو أقرب للصفير." ( ) واغلب هذه المعاني قد تحقّقت في شخصية (ساري), فهرمونات الأنوثة الطاغية في جيناته, هي التي جعلته ينشد النعومة والملاسة في شخصية (سارة), فقد انزلقت شخصية (ساري) الرجل في جُب (سارة) المرأة, من خلال عملية التحوّل.
الألف: لينة جوفية, والألف اللينة التي تقع في أواسط المصادر أو أواخرها، يكون تأثيرها في معانيها, من خلال إضفاء خاصية الامتداد عليها في المكان أو الزمان. ( )
الراء: وهو حرف" صوته يوحي بذات الأحاسيس اللمسية التي تعانيها الشفتان لدى انطباقهما على بعضهما بعضا، من الليونة والمرونة والتماسك مع شيء من الحرارة" ( ). وإيحاءات حرف الراء من الليونة والمرونة تمتعت بها شخصية (ساري) بعد إجراء عملية التحول إلى (سارة).
حرف الياء: هي لينة جوفية. هي للانفعال المؤثر في البواطن. صوت حرف (الياء ) يوحي بصور بصرية تختلف إلى حد ما بحسب مواقعه من اللفظة فإذا كان في: ( ) آخر الأسماء: لا تخرج إيحاءات صوت (الياء ) عنه في وسط الكلمة, فحرف الجر (في) مثلا، يوحي بصورة الحفرة أيضا. وما يميز شخصية (ساري- سارة ) الانفعال المؤثر الذي يحفر فيه للخروج من جسد الرجل, والدخول في جسد المرأة (سارة ), فهو كما يحفر للخروج من جسد الرجل, يحفر كذلك في من حوله لحذف صورة الرجل (ساري ) واستبدالها بصورة المرأة (سارة ).
البنية الدلالية لاسم (ساري ): وظّفت الكاتبة أسماء شخصياتها من وقائع حقيقية وفق إطار متخيل. وقامت الكاتبة بزيادة نسبة الإيهام الحكائي, من خلال التمثيل الرمزي لسيرة الشخصيات داخل الرواية باستدعاء الاسم بدلالاته, فـمثلما كانت (سراب ) رمزا للغياب، و(ساري) إحالة إلى ذلك الفتى العليل, بطل مسلسل بدوي شهير, كان مُتابعا من قبل اغلب المجتمع العراقي, في حينه.
فاسم (ساري) ورمزية اسم المسلسل البدوي (ساري), تقع ضمن (الدلالة الضمنية ) كون ارتباط هذه الإشارة بالواقع الثقافي والاجتماعي والشخصي (الأيدلوجي, الانفعالي...إلخ ) والطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها المُفَسِّر. ( ) لأن المُتَلَقِّي الذي لا ينتمي لثقافة الكاتبة الاجتماعي والفترة الزمنية التي تم فيها عرض مسلسل (ساري ), لن يحيل هذا الاسم إلى رمزيته, خصوصا
أن " الدلالة الضمنية مرتبطة بالسياق, ودلالات الإشارات الضمنيّة أكثر تعدّدية - انفتاحاً على التفسير- من دلالاتها التعينيّة. وتُعتبر الدلالة التعينيّة أحياناً شيفرة رقميّة, بينما تُعتبر الدلالة الضمنيّة شيفرة نظريّة." ( ) أما رمزية تحوّل شخصية (ساري ) إلى (سارة ), فهو مؤشر لعمليات التحول التي خضعت لها كل شخصيات الرواية, لكن ما يميز شخصية (ساري) أنّه "عانى عقدة انتماء مزدوجة، الأولى شخصية، تمس كينونته ووجوده وصورته التي حاول أن يواجه بها الحياة، كونه (خنثى )، وعاش على أمل أن يواجهها بنصفه الأنثوي لا ألذكوري، وعقدة الانتماء الثانية التي كان يعانيها، هي انتماءه القسري لوطنه ولمجتمعه، الذي أحس ومنذ طفولته بأنه غريب عنهما، بسبب ميله الأنثوي في مجتمع شرقي ملتزم، لم يألف مثل هكذا ظواهر اجتماعية."
أما المؤشر الثاني, يكمن في رمزية موافقة (صدام حسين ) على إجراء عملية تحويل النوع, للمقاتل الجندي (ساري ), من خلال مقابلة خاصة مصحوبة بصوت ضحكات (صدام المشهورة ), وهي إحالة إلى معنى الهزيمة الأخرى للجندي العراقي وإذلاله, فلم يكتفي القائد الضرورة بخوضه حروبا خاسرة ورمي جنوده في نارها المستعرة, بل حوّل بعض جنوده إلى نساء عاهرات, مقتولات في غابات باريس اغتصابا. ومن خلال صفات الأصوات المكوّنة لأسم شخصية (ساري- سارة ), وجدنا أن هناك علاقة وطيدة بين المعاني التي تدلّ عليها الأصوات المكونة للاسم, وبين صفات الشخصية المستخلصة في الرواية.
ب‌- شخصية (الخاتون – كاشانية ): جاء اسم هذه الشخصية بعد اسم (ساري ) من ناحية التكرارات, فقد بلغت نسبة التكرارات (119 )* ( ) مرّة. فالخاتون كانت أمها خاتون "وكانت بيضاء.." ( ), أما دلالة الاسم فقد تم توصيفه من خلال الكاتبة على لسان الخاتون" كما تعلم.." ( ). أما الاسم الآخر للخاتون (كاشانية ) فقد حقّق اقل نسب تكرار, فقد ورد (15) مرة فقط, وكانت دلالته الجمال والأصالة والقيمة العالية والتجدّد, وهي صفات السجَّاد العجمي, فتقول الخاتون عن اسمها الثاني: "وروت أمِّي .." ( ) وتضيف " سمَّتني أمي بهذا.." ( )


التحليل الصوتي والمعجمي لاسم (الخاتون )
التمثيل الصوتي للاسم: يشير اسم (الخاتون ) إلى مجموعة من الفونيمات والمقاطع الصوتية, فكلمة (الخاتون ) تتألّف من ثلاثة مقاطع صوتية: (الــ / خا / تون ) (ص ح ص / ص ح ح / ص ح ص ص ), أما كلمة (كاشانية ) تتألّف من أربعة مقاطع صوتية:(كا / شا / ني / يه ) (ص ح ص / ص ح ص / ص ح ص / ص ح ص ).
أما معنى اسم (الخاتون ) فهو "اسم علم مؤنث مغولي أو تركي، معناه: السيدة، عالية المقام، النَّجيبة، الأميرة. كان في الأصل لقباً نبيلاً للأميرة، ولزوجة الأمير، ولأمه، ولسيدة القصر. ثم سَمَّوا به". ( ) وقد تحقّقت اغلب هذه المعاني التي ترادفت في معنى اسم (الخاتون ) في شخصية (الخاتون – كاشانية ). أما دلالة الأصوات التي تدلّ عليها حروف اسم (الخاتون ) فهي كما يلي:
الخاء: يعدّ من "آخر الحروف الحلْقية، مهموس رخو." ( ) ومن صفاته " المطاوعة والانتشار والتلاشي. وهي تتوافق مع بعض معانيه." ( ) أمّا دلالات هذا الحرف وإيحاءاته "تختلف إيحاءات صوت هذا الحرف باختلاف كيفية النطق به فإذا لفظ صوته مخففاً مرققاً قريباً من جوف الحلق غير مخنخن به كانت إيحاءاته الصوتية مزيجاً من الأحاسيس اللمسية: رخاوة ورقة وملمساً مخملياً فيه شيء من الدفء". ( )وقد تحققت أغلب صفات حرف الخاء ومعانيه في شخصية (الخاتون ), فكانت الخاتون للشخصيات, ملاذها الآمن ومصدر اطمئنانها. "أحبّت الخاتون.." ( ).
الألف: لينة جوفية, والألف اللينة التي تقع في أواسط المصادر أو أواخرها، يكون تأثيرها في معانيها, من خلال إضفاء خاصية الامتداد عليها في المكان أو الزمان. ( ) وقد امتدّت (الخاتون ) بسردها عبر أزمنة مختلفة, لتقصّ أطوار حياتها التي استهلتها بمذبحة الأرمن, وسردها لسيرة حياتها عبر أطروحة (زمزم ) التسجيلية, فتعدّدت أسماء الخاتون. وامتدت عموديا عبر سيرتها وألقابها. وأفقيا بمشاركتها الآخرين أوجاعهم, وبثّ أوجاعها لهم, عبر(أطروحة زمزم الفيدوية).
حرف التاء: هو حرف "مهموس انفجاري شديد" ( ), و"صوته يوحي فعلاً بإحساس لمسي مزيج من الطراوة والليونة." ( ) وهي معان متحققة في شخصية الخاتون, فاسمها "كاشانية بنت الصائغ.." ( ), سمتها أمها بهذا الاسم وفاء لذكرى أبيها "يخلع نعليه وينحني..." ( ).
الواو: هي لينة جوفية, (للانفعال المؤثر في الظواهر ), وصوت الواو يوحي بالبعد إلى الأمام ( ) .
النون: "مجهورة متوسطة الشدة." ( )هي للتعبير عن البطون في الأشياء وللتعبير عن الصميمية وهذه الإيحاءات الصوتية في (النون ) مستمدة أصلاً من كونها صوتاً هيجانياً, ينبعث من الصميم للتعبير بالفطرة عن الألم العميق كــ(أنَّ أَنيناً(. ( ) وما يميز شخصية (الخاتون ) عن باقي الشخصيات, سردها الفطري العفوي لسيرة حياتها الموجعة. ومن خلال صفات الأصوات المكوّنة لأسم شخصية (الخاتون ), وجدنا أن هناك علاقة وطيدة بين المعاني التي تدلّ عليها الأصوات المكونة للاسم, وبين صفات الشخصية المستخلصة في الرواية.
البنية الدلالية لاسم (الخاتون - كاشانية ): مثلما رمزت الكاتبة للسارد إلى كل مغترب عراقي من خلال تغييب اسمه. فكان رمزا لهم. ورمزت للــ(خاتون – كاشانية ) بالمأساة المتجددة, فهي العراقية الأرمنية والناجية من مذبحة الأرمن, وهي إحالة إلى مذابح العراق العرقية المذهبية المتجددة, ربما رمزية للأيزديين وسبيهم, وان كان صدور رواية (السواقي) قبل (2014)- قبل داعش- فـ(الخاتون) رمزية للمذابح العراقية الطائفية السابقة واللاحقة. فـ"اسمي كاشانية .." ( ).
ت‌- شخصية (زمزم - حنقباز السماوة): جاءت هذه الشخصية في المرتبة قبل الأخيرة من ناحية التكرارات. فبعدها تأتي شخصية (سراب), بــ(50) تكرارا, وقد بلغت تكرارات اسم زمزم: (95) تكرارا, وكما يلي: * ( ) تعدّ شخصية (زمزم ) رمزا للشخصية الجنوبية المعروفة بالطيبة وحسن المعاشرة, فقد حدّدت الكاتبة الشخصية جغرافيا بمحافظة السماوة فنعتته بــ(حنقباز السماوة ) أي أُلعوباني السماوة و فهلوها. "أين أنت.." ( )
أما دلالة اسمه فهي إحالة للنبع الصافي, فهو على النقيض من شخصية السارد الذي (بلا اسم ) كان يساري شيوعي منشق, أما (زمزم ) بعثي منشق, فهما "ساقيتان تتجاريان معاً ولا تختلطان، ضائعان يحاولان الرجوع إلى المنبع ولا يفلحان، ويبقى الضياع مكتوباً على جبينيهما." ( ) فشخصية السارد و(حنقباز السماوة ) امتدادا لشخصية الروائية (إنعام كجه جي), وتمثيلا لها فهي"عراقية بغدادية مثقلة بظلال موصلية، تقيم في باريس."( ) فحنقباز الرواية بعثي ناقم من بعثيته, والسارد شيوعي ناقم من شيوعتيه, وكلاهما منقلبٌ على أيدولوجيته.

التحليل الصوتي والمعجمي لاسم (زمزم )
التمثيل الصوتي للاسم: يتكون اسم (زمزم ) من مقطعين صوتيين: (زم / زم ) (ص ح ص / ص ح ص ), أما معناه فهو "الماء الكثير" ( ), وجاء أيضا بمعاني أُخر كــ"صوت الأسد، الصوت البعيد أو الخفيف، الماء الكثير، الماء الذي ما بين المالح والعذب. واسم بئر بمكَّة المكرَّمة مياهه مباركة عند المسلمين لأنَّها حدثت بمعجزة إلهية." ( ) وتمتاز شخصية حامل اسم (زمزم ) بـ "شخصيّة رقيقة القلب، رؤوفةٌ بالآخرين، مُتسامِحة وليّنة ،..., يُعرف أصحاب هذا النوع من الشخصيات بحبّهم للاهتمام والتواصل مع أفراد المجتمع، ولذا فهم يستخدمون مهارات الاتصال، وعلاقاتهم بالناس في الوصول إلى نجاحاتهم ،...، وهم قادرون جداً على جذب الآخرين إليهم.." ( )
وتتضح مقصدية الكاتبة في اختيار هذا الاسم لهذه الشخصية, من خلال دلالاتها ورمزيتها, وتوظيف الشخصية في خدمة المعنى العام للرواية, كون اغلب صفات هذا الاسم قد تحققت في أحداث الرواية, فرمزية تواصل الشخصية تمت من خلال تخصص الشخصية في البحث في تاريخ العراق الحديث, من خلال عينة واقعية هي شخصية (الخاتون ), وسردها عبر التسجيل الفيديو لأحداث العراق عبر سيرتها, وكذلك تمكّن شخصية (زمزم ) للوصول ببساطة إلى قلوب الشخصيات الأخرى, من خلال رقة تعامله وبساطته وروحه المرحة التي نعتته (الخاتون ) بسببها بــ( حنقباز السماوة ) أي أُلعُبانها.
أما دلالة الأصوات التي تدلّ عليها حروف اسم (زمزم) فهي كما يلي:
حرف الزاي: هو حرف مجهور رخو. حدة صوته توحي بالشدة والفعالية, كمحاكاة صوت حزّ الحديد على الحديد، للتعبير عن الأصوات المماثلة في الطبيعة. يستمد حدته من ذبذباته الصوتية العالية، فهو إذا لفظ بشيء من الشدة أوحى بالاضطراب والتحرك والاهتزاز. ( ) وهي صفات متحقّقة في شخصية (زمزم ) فالاضطراب الداخلي الذي يعاني منه جعله يتمرّد على أيدولوجيته البعثية والانقلاب عليها, وشخصيته التواصلية مع الآخرين هي سمة فعّالة في الذوبان في الآخر ومعرفة مكامنه. "إذ لم يفهم رفاقك.." ( ).
حرف الميم: حرف "مجهور، متوسط الشدة أو الرخاوة. " ( ) و" صوته يوحي بذات الأحاسيس اللمسية التي تعانيها الشفتان لدى انطباقهما على بعضهما بعضا.. ( )" . فتكرار حرف الزاي والميم في كلمة (زمزم ). هو تأكيدٌ على العلاقة الوطيدة المتحقّقة بين المعاني التي تدلّ عليها الأصوات المكونة للاسم, وبين صفات الشخصية المستخلصة في الرواية.
البنية الدلالية لاسم (زمزم - حنقباز السماوة ): رمزت الكاتبة للبعثيين المنقلبين على حزبهم بشخصية (زمزم ), وأكّدت ذلك بإلصاق الشخصية جغرافيا بمحافظة (السماوة ) الجنوبية, وإحالة ذهن المتلقي إلى ما تمثّله هذه المحافظات الجنوبية, من معارضة دائمة لكلّ الحكومات السابقة واللاحقة, باعتماد تقسيم مناطق العراق طائفيا إلى مناطق شرقية وغربية.
فشخصية (زمزم ) تلك الشخصية التي ترمز إلى الماء الكثير أو النبع الصافي، هي صفات أغلب الجنوبيين فهذا الــ(زمزم ) كان أُلعبان الرواية وحنقبازها, وهو رمزية للطلبة الفارّين من جحيم العراق وحروبه باسم الابتعاث والدراسة, نموذج من الطلبة المحسوبين على السلطة, والمسموح لهم باسم البعث وحزبه اجتياز حدود العراق والدراسة على نفقته أيام حكم النظام السابق.
فمنحته الكاتبة لقب (حنقباز السماوة ) للعبهِ بالبيضة والحجر مع الساسة, وضحكهِ على ذقون البعثيين وانقلابه عليهم. بقي في باريس رافضا الرجوع إلى أرض الوطن رغم فشله دراسيا, وهذا المعنى قد تحقق في استهلال الرواية على لسان السارد باستخدام أسلوب الاسترجاع: "أتخيَّلك يا زمزم.." ( ). ولمحورية شخصية (زمزم ) في الرواية, ومدى تأثيرها فقد اختتمت الرواية بنصيحة لــ(زمزم ) مثلما استهلت الرواية بسؤاله." وبغداد ما زالت بعيدة ...". ( )
النموذج الثاني - (رواية الحفيدة الأمريكية )
أ‌- (زينة ): تعدّ (زينة ) الشخصية الرئيسية في رواية (الحفيدة الأمريكية ), ليس من خلال عتبة النص ولا من خلال صورة الغلاف, أو لكونها الساردة الرئيسية للرواية فقط, لكن لتكرارات اسم (زينة ) المتحقّقة في الرواية, فقد حقّقت أعلى نسبة تكرارات مقارنة بالشخصيات الأخرى وكما يلي: ( )
التحليل الصوتي والمعجمي لاسم (زينة )
التمثيل الصوتي للاسم: يتكون اسم (زينة ) من مقطعين صوتيين: (زي / نه ) (ص ح ص / ص ح ص ). أما معناه فهو: فقد ورد على صيغتين في كتاب (قاموس الأسماء العربية والمعربة وتفسير معانيها ). فقد ورد مفتوح الزاي " زَيْنة : ما يُتَزيّن به." ( ) أما الصيغة الثانية مكسور الزاي وجاء بصيغة " زِينة: زَينة." ( ), أما عن صفات حامل الاسم: "إنسانة لامعة في محيطها.. جريئة في طرحها وآرائها.. صاحبة أفكار متميزة لكنها حساسة ومزاجها من النوع الصعب.." ( )
وهي صفات أغلبها قد تحقّقت في شخصية (زينة ) وقد دلّ عليها (الرمز الايقوني ) في صورة الغلاف من خلال تقسيم الوجه إلى شخصيتين متناقضتين, إحداهما تحمل صفات المجندة والأخرى أنوثة المرأة الشرقية. وقد وردت العديد من النصوص الموازية التي دلّت على أغلب المعاني المتحقّقة في صفات أسمها, كجرأة طرحها لآرائها:"كيف تكون.." ( ), "ورغم حماستي" ( ).
أما دلالة الأصوات التي تدلّ عليها حروف اسم (زينة ) فهي كما يلي:
حرف الزاي: هو حرف مجهور رخو. حدة صوته توحي بالشدة والفعالية, كمحاكاة صوت حزّ الحديد على الحديد، يستمد حدته من ذبذباته الصوتية العالية، فهو إذا لفظ بشيء من الشدة أوحى بالاضطراب والتحرك والاهتزاز. ( )
حرف الياء: لينة جوفية. هي للانفعال المؤثر في البواطن. صوت حرف (الياء ) يوحي بصور بصرية تختلف إلى حد ما بحسب مواقعه من اللفظة. ( )
حرف النون: "مجهورة متوسطة الشدة." ( ) هي للتعبير عن البطون في الأشياء وعن الصميمية وإيحاءاتها الصوتية مستمدة من كونها صوتاً هيجانياً ينبعث من الصميم, للتعبير بالفطرة عن الألم العميق كــ(أنَّ أَنيناً ). ( )
الهاء: هو حرف مهموس رخو، يلاحظ أن مخرجه الصوتي يقع فعلاً في أول الحلق، أما في حالة تخفيف صوته وترقيقه، يلاحظ أن مخرجه يقع بعد حرفي العين والحاء. ( ) ومن خلال ما تمّ عرضه نلاحظ أن الأصوات الدالّة على حروف اسم (زينة ), قد دلّت على المعاني المتحققة في الرواية, فأخذت من حرف الزاي شدّته وفعاليته, وتحقّق هذا من خلال تطوعها كمجندة في الجيش الأمريكي ودخولها معه في تحرير العراق 2003.
وأخذت من حرف النون تعبيرها بالفطرة عن الألم الذي سببته لها سلطة بغداد الحاكمة, ورجالات امن صدام وتعذيبهم لعائلتها وتهجيرها, لينعكس هذا على رجوعها للعراق كمحرّرة له من عصاباته الحاكمة. وقد نال منها حرف الهاء فشكّل حجر الزاوية في شخصيتها, من خلال هذا الصوت الهيجاني المضطرب المهزوز, الذي مثّل اضطراباتها بعد اكتشافها أخ لها بالرضاعة, والوقوع بحبه "وانتفض من التوتر.." ( ), فــ (مهيمن) كان احد جنود جيش المهدي, وحيرتها تزداد في إقناع جدّتها بأنها مازالت عراقية رغم دخولها للعراق على دبابة أمريكية.
البنية الدلالية لاسم (زينة - زنزن – زيون ): تداولت الكاتبة اسم (زينة ) بنصوص موازية كثيرة لإثبات معنى اسمه وتحوله من ناحية الدلالة والتمثيل حسب السياق العام للجملة, فاستثمرت الكاتبة المعنى العام لاسم (زينة ) في نص استهلالي موازي لعتبة النص, حين شبّهتها بطاولة زينة مقلوبة: "بائسة أنا.." ( ), وهذه الزينة عادت من بغداد ملوثة قذرة كــ" خرقة كاشي." ( ) لتحيل ذهن المتلقي إلى الوجع الذي نخر روحها, لما شاهدته من تعدّي مهين على حقوق الإنسان العراقي, وحريّاته باسم الديموقراطية والتحرير, فقد رمزت الكاتبة لهذه الزينة العراقية بالقديسة المخذولة, وهو مؤشّر على الدَنَس الذي عطّب روحها, والذي يصعب غسله بأنقى المياه المقدّسة "أراني.." ( )
وقد حقّقت الحفيدة (50) تكرارا باسمها الصريح (زينة بهنام ), و (32 ) تكرارا بأسماء وصفات أخرى متعدّدة كــ(زيون, زينة الحنينة, زنزن ), "زين... زيّون" ( ) ليكون أجمالي تكرارات اسمها (82 ) تكرارا, وهي أعلى نسبة تكرار مقارنة بباقي شخصيات الرواية, وهذا مؤشر على مركزية الشخصية في أحداث الرواية, وأهميتها في بناء الثيمة الرئيسية للرواية. كانت مقصدية الكاتبة واضحة في دلالة اسم (زينة ) واختياره, فمثلما زاوجت الكاتبة بين اسم الزينة المقلوبة المشروخة, وصور الكسر والمسح لهذه الزينة (العراق أمريكية ), فقد زاوجت أيضا في شخصيتها, فهي زينة العراق وعليها أن تكون ابنتهم وعدوَّتهم.
فرمزت الكاتبة من خلال شخصية الحفيدة, وباقي شخصيات رواياتها الثلاث, إلى المهاجرات العراقيات, مع التركيز بنسبة أقل على المهاجرين الذكور, وربّما حوّلتهم إلى نساء كما فعلت في سواقي (ساري - سارة), لذا نلاحظ أن كلّ أبطال رواياتها الأربع, نساء يستخدمن أسلوب الاسترجاع في سردهن, كلهن مهاجرات أو مهجّرات قسرا, ينقلبن على واقعهن فكلّ أعمال (كجه جي ) عبارة عن شفرات ومؤشرات عن هجرة الكاتبة نفسها, مبثوثة عبر شخصيات رواياتها الأربع للمتلقي الممنوع من الهجرة, أو المهاجر قسرا. "وصلت إلى البيت .." ( ) .

ب‌- (‏رحمة جدّة زينة): جاءت شخصية الجدة مباشرة بعد شخصية الحفيدة من ناحية التكرارات فقد بلغت (76 ) تكرارا متكونة من (‏رحمة جدّة زينة ) (50) تكرارا, والجدة العجوز (26) تكرارا فقط. وكانت شخصية الجدّة محور أحداث رواية الحفيدة وبيضة قبّان سردها. فاستهلّت الكاتبة الرواية بمنلوج يمثل اللغة اليومية الموصلية. لتصوّر لنا مدى التصاقها بجدّتها, فرمزت الكاتبة بهزّات الجدة التي تحدثها لــ(زينة ) الطفلة, وهي إحالة للهزّات التي مرّت بها الحفيدة من فزع وخوف من هجرة وغربة ورعب (صدام ) وأمنه, وهروبها وعائلتها في ليلة ظلماء, بأَبٍ مكلوم وعائلة مرعوبة. " ديل .. ديل ...ديلاني .." ( ).

التحليل الصوتي والمعجمي لاسم (رحمة )
التمثيل الصوتي للاسم: يتكون اسم (رحمة / جدة زينة.) من مقطعين صوتيين: (رح / مه ) (ص ح ص / ص ح ص ). أما معناه فهو: (شفقة ) ( ), وللاسم معاني كثيرة منها ما دلّ على المغفرة. وغيرها من المعاني الأُخر المشابهة للمعنى العام للكلمة. وكانت مقصدية الكاتبة واضحة في اختيار اسم (رحمة ) للجدّة. لترمز به إلى أرض الوطن ورحمتها وعطاءها لأبنائها. أما دلالة الأصوات التي تدلّ عليها حروف اسم (رحمة ) فهي كما يلي:
حرف الراء: هو حرف مجهور متوسط الشدة والرخاوة. وإذا كانت بعض أصوات الحروف العربية تماثل عظام الإنسان في قساوتها، أو عضلاته في قوتها ومرونتها، أو يماثل لحمه في ليونته وطراوته، والآخر يماثل أعصابه في حساسيتها ورهافتها, فإن صوت حرف الراء من أصوات الحروف هو أشبه ما يكون بالمفاصل من الجسد ( ). وهذه الصفات تحيلنا إلى مكانة الجدة (رحمة ) بالنسبة لــ(زينة ) وباقي الشخصيات, فهي كلّ عالمها أو كلّ ما بقي منه. فقد ورثت منها "عناد أكراد ...إلى كالبغال". ( )
حرف الحاء: حرف الحاء مهموس رخو، ... ، ويحدث صوتُ هو أشبه ما يكون بالحفيف." ( ), وإذا لفظ صوت الحاء مشدداً مفخماً عالي النبرة،" أما إذا لفظ صوته كما نلفظه اليوم بحناجر حضارية رخوة مرققاً مرخَّماً، أوحى لنا بملمس حريري ناعم دافئ، وبطعم بين الحلاوة والحموضة، وبرائحة ذكية ناعمة، يطوف السمع فيه على مثال ما يطوف النظر في سفح معشب خَضِر تتلاعب بأزاهيره نسيمات الربيع" . ( ) فالحلاوة والدفء ونسمات الربيع, أغلبها معان قد تحقّقت في شخصية الجدة بالنسبة لـ(زينة ).
حرف الميم: وهو حرف "مجهور، متوسط الشدة أو الرخاوة. " ( ) و" صوته يوحي بذات الأحاسيس اللمسية التي تعانيها الشفتان لدى انطباقهما على بعضهما بعضا، من الليونة والمرونة والتماسك مع شيء من الحرارة.( )"
حرف التاء: هو حرف "مهموس انفجاري شديد" ( ), و"صوته يوحي فعلاً بإحساس لمسي مزيج من الطراوة والليونة." ( ) وهي معان متحققة في شخصية الجدة (رحمة), وفي البيئة التي نشأت فيها:و" كيف كان لي.." ( ).
البنية الدلالية لاسم (رحمة ): تحيلنا الكاتبة من خلال شخصية الجدة (رحمة ) للمقارنة بين جيلين مختلفين, جيل جدة (زينة ) وحدّدته بعام (1917), سقوط بغداد على يد القوات البريطانية وانتهاء الحكم العثماني ,هي فترة ميلاد الجدة, وجيل آخر معاصر المتمثّل بجيل (زينة) الحفيدة بطلة الرواية: "جدّتي رحمة.." ( ). فالكاتبة من خلال ذكر هوية الجّدة, أحالت ذهن المتلقي إلى عدّة مؤشرات, كالمؤشر الإثني أو العقائدي. وذكر اسم (جرجس ) رمزية للديانة المسيحية. أما المؤشر الثاني هو الإشارة الزمنية من خلال ذكر ميلاد الجدّة وتحديده بعام (1917) وما يمثل هذا التاريخ من حوادث عالمية ومحلية.
والمؤشر الثالث, هو ذكر مدينة الموصل وما تحمله هذه المدينة من ثقل تاريخ وعقائدي وجغرافي. أما رمزية الجدة لــ(زينة ) فتراوحت بين السلب والإيجاب. فقد حاولت الكاتبة في نصوص موازية لأسم رحمة أن تبين هذا الصراع المحتدم داخل روح (زينة ) تجاه جدتها: "هي, جدّتي, عدوّتي.." ( ).
النموذج الثالث - (رواية طشّاري )
لقد تطشرت تكرارات اسماء شخصيات رواية (طشاري ) على جميع شخوصها, بالرغم أن اعلى نسبة تكرارات متحققة كانت من نصيب (دكتورة وردية ) بطلة الرواية وقد بلغت (168 ) تكرارا, إلا أن باقي شخصيات الرواية تكاد تكون نسب تكرارات أسمائهم متقاربة, وهذا يدل على تقارب المستوى السردي للشخصيات وتساوي حضورها المعماري في بناء الحدث الرئيسي للرواية. وأهم التكرارات هي ( ):
شخصية وردية: بلغت تكرارات اسم وردية (168 ) تكرارا, وهي أعلى نسبة تكرار حققتها شخصية ضمن رواية (طشاري ), فشخصية (وردية اسكندر) هي الشخصية المحورية للرواية وهي محور الحدث. وقد بنت الكاتبة روايتها على هذه الشخصية, الطبيبة النسائية العراقية المغتربة في باريس, بعد أن عصفت رياح التغيير والطائفية بعائلتها التي مرّ بها العراق 2003. ( )
التحليل الصوتي والمعجمي لاسم (وردية )
التمثيل الصوتي للاسم: يتكون اسم (وردية ) من ثلاثة مقاطع صوتية: (ور / دي / يه ) (ص ح ص / ص ح ص / ص ح ص ). أما معناه فهو: (نسبة إلى الورد) ( ), وهناك معنى آخر له دلالة أخرى تخدم المعنى العام للرواية والشخصية, أن معنى اسم (وردية )"صَلاَةٌ عِنْدَ الْمَسِيحِيِّينَ تُقَامُ لِلسَّيِّدَةِ العَذْرَاءِ فِي الأَحَدِ الأَوَّلِ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ." ( ) وإحالة الاسم إلى هذا المعنى أكثر دلالة من أي معنى آخر, كون الشخصية مسيحية عراقية وكون ثيمة العمل قائمة على التهجير العرقي والطائفي وتبعثر الأهل وتطشرهم في بقاع العالم.
أما دلالة الأصوات التي دلّت عليها حروف اسم (وردية ) فهي كـــــ:
حرف الواو: "لينة جوفية هي (للفعالية ) كما يقول الارسوزي، و(للانفعال المؤثر في الظواهر ) كما يقول العلايلي. وهذان التعريفان قريبان من الواقع. إلا أن تعريف الارسوزي هو الأدق ." ( ) فــ" صوت الواو الحاصل من تدافع الهواء في الفم يوحي بالبعد إلى الأمام." ( ) الانفعال والتفاعل مع الغير والبعد إلى أمام للخلاص من البعثرة والتشتّت, كلها صفات متحقّقة في شخصية (وردية اسكندر ).
حرف الراء: هو حرف مجهور متوسط الشدة والرخاوة. فصوت حرف الراء من أصوات الحروف هو أشبه ما يكون بالمفاصل من الجسد ( ).
حرف الياء: لينة جوفية. هي للانفعال المؤثر في البواطن. صوت حرف (الياء ) يوحي بصور بصرية تختلف إلى حد ما بحسب مواقعه من اللفظة. ( )
حرف التاء: هو حرف "مهموس انفجاري شديد" ( ), و"صوته يوحي فعلاً بإحساس لمسي مزيج من الطراوة والليونة." ( ) وردت بعض النصوص الموازية في الرواية, فيها معان متحققة لدلالة الأصوات التي تدلّ عليها حروف اسم (وردية ), فليونة حرف الياء وجهر الراء والتوسط بين الشدة والرخاوة معان تحقّقت في شخصية دكتورة (وردية اسكندر ). وصرامتها في العمل وليونتها وتأثرها بأبسط المواقف الإنسانية, أورثت ذلك لأبنتها (هندة )"لا تشبه هندة والدتها" ( ).
البنية الدلالية لاسم (وردية ): الورد والصلاة لمريم العذراء دلالة اسم وردية, فقد رمزت الكاتبة من خلال نصوص موازية عديدة, علاج (وردية ) للناس وتحويلها مستشفى ولادة الديوانية من إسطبل" لم يكن مستشفى.." ( ). إلى صالة جديدة وبأمر من (وردية ) ومتابعة منها " تدور بسيارتك وتصيح.." ( ) فقد أكسبت وردية المستشفى رمزية الشفاء بعد أن كانت دلالته المرض.
النموذج الرابع - (رواية النبيذة )
تعدّ بطلة رواية النبيذة - الساردة - أكثر شخصيات الرواية تعدّدا للأسماء, فهي ( تاجي, تيجان, مليكة مارتين, مدام شامبيون ), وقد شبّهها ‏زوجها بالممثلة (مارتين كارول ), وهي رئيسة تحرير مجلة (الرحاب ) في أربعينيات هذا القرن. وقد حقّق اسمها (305 ) تكرارا, وهي أعلى نسبة تكرار حقّقتها شخصية في هذه الرواية, وكان من المفترض أن تحقّق شخصية ( وديان ) المرتبة الثانية تكرارا بعد اسمها, باعتبارها النبيذة الثانية في الرواية, لكننا بعد عملية الحساب والإحصاء للتكرارات, وجدنا أن شخصية (منصور البادي ) هي التي جاءت في المرتبة الثانية, فقد حقّقت (111 ), وفي المرتبة الرابعة جاءت شخصية (وديان )* ( ).
التحليل الصوتي والمعجمي لاسم (تاج الملوك )
التمثيل الصوتي للاسم: يتكون اسم (تاج الملوك - تيجان ) من أربعة مقاطع صوتية: (تا / جل / ملو / ك) (ص ح ح / ص ح ص / ص ح ص ص / ص ). لقد ورد اسم (تيجان ) بمعنى " تاج أي إكليل " ( ) أما اسم (تاج ) فهو" اسم علم مذكر فارسي، أصله البهلوي "تاك"، وهو ما يوضع على رأس الملك أو الأمير أو العروس، ويكون محلّى بالجواهر والأحجار الكريمة." ( )
أما دلالة الأصوات التي دلّت على حروف اسم (تاج الملوك ) فهي: حرف التاء: هو حرف "مهموس انفجاري شديد" ( ), و"صوته يوحي فعلاً بإحساس لمسي مزيج من الطراوة والليونة." ( )
الألف: لينة جوفية, والألف اللينة التي تقع في أواسط المصادر أو أواخرها، يكون تأثيرها في معانيها, من خلال إضفاء خاصية الامتداد عليها في المكان أو الزمان. ( )
حرف الجيم: " مجهور. معناه في اللغة العربية (الجمل الهائج ) . يشبه رسمه في السريانية صورة الجمل" ( ).
ألـــ: جاء في المعجم الوسيط, أنها أداة تعريف للاسم, وهمزتها همزة وصل مفتوحة وقد تدخل على الفعل المضارع, والتعريف وظيفتها هنا . ( )
حرف الميم: حرف "مجهور، متوسط الشدة أو الرخاوة. " ( ) و" صوته يوحي بذات الأحاسيس اللمسية التي تعانيها الشفتان لدى انطباقهما على بعضهما بعضا، من الليونة والمرونة والتماسك مع شيء من الحرارة. ( )"
الواو: "صوت الواو الحاصل من تدافع الهواء في الفم يوحي بالبعد إلى الأمام وهي لينة جوفية هي (للفعالية ) و(للانفعال المؤثر في الظواهر )." ( )
حرف الكاف: هو حرف مهموس شديد، وأحد معانيه (الاحتكاك ). ( )
ومن خلال دلالة أصوات الحروف المكونة لاسم (تاج الملوك ) وجدنا أن معنى حرف التاء قد تحقّق في شخصية (تاجي ) فهمسها وليونتها يخبئان انفجارا داخليا, نارا تعبثُ في قلوب الواقعين في شباكها فـدائما ما " كانوا يتحدثون.." ( ). واخذت من صفات حرف الألف ليونته وامتدادها في المكان أو الزمان الذي تتواجد فيه.
فجمالها وحضورها جعلهم " كلّهم يريدها.." ( ) ونالها من حرف الميم ليونته ومرونته وتماسكه وشيء من حرارته, فهي صبورة متمسكة بمبادئها, بقدر شغفها وفضولها وطموحاها اللامتناهي. ففي لحظة قصيرة " تذكّرتُ شهداء.." ( ) لتمنع عملية اغتيال أحمد بن بلة.
البنية الدلالية لاسم (تاج الملوك ): ان دلالة الاسم تحيلنا إلى امتزاج الزمنة والحضارات من خلال شخصية البطلة, فكانت دقة الكاتبة لامتناهية في اختيار اسم البطلة, كونها قد دلّت على اصل البطة الفارسي, فاسم (تاج ) اسم علم مذكر فارسي، وأصله البهلوي "تاك"، فالبطلة "فارسية الابوين أمها زينة السادات بنت السيد أمر الله ,والدها الإيراني أمير خان ايمانلو الذي طلق والدتها قبل ولادتها في العشرينات من القرن الماضي, المرأة الشجية الصوت التي تفترش إحدى زوايا مرقد الرضا تعيل نفسها وابنتها مما تجود به أيدي الزائرين, ولم تطل بها الحال حتى تعرفت إلى زائر عراقي اتخذها زوجة واصطحابها وابنتها إلى الكاظمية, ليربيها وينسبها إليه ويراقبها تكبر أمامه وتكبر معها رغبات خفية تجاه (تاجي) ." ( )
وقد وردت نصوص موازية كثيرة تحيل إلى معان متعدّدة لاسم (تاجي ) فــ" تاج الملوك.." ( ) اضافة إلى كونها الساردة للرواية فقد رمزت لها الكاتبة بأسماء متعددة حسب النصوص الموازية التي وردت في الرواية فهي ( تاجي, تيجان, مليكة مارتين, مدام شامبيون ) وقد شبّهها ‏زوجها بالممثلة ‏(مارتين كارول) فناداها بــ(مارتين شامبيون ) "لا تعرف مارتين شامبيون" ( ) فالبطلة لا تتذكر كم سريرا افترشته في البلاد التي وطَئَتْها ولا تتذكر الأسماء التي استعملتها ثم رمتها. فقد " إرتَدَتْ تاج..." ( ) .
التحليل الصوتي والمعجمي لاسم (منصور البادي )
التمثيل الصوتي للاسم: يتكون اسم (منصور البادي- منصور ) من ثلاثة مقاطع صوتية:
(من / صو / ر ) ( ص ح ص / ص ح ص / ص ). وقد ورد بمعنى "منتصر – مُعان " ( ) أما دلالة الأصوات التي دلّت على حروف اسم (منصور ) فهي:
حرف الميم: حرف "مجهور، متوسط الشدة أو الرخاوة. " ( ) و" صوته يوحي بذات الأحاسيس اللمسية التي تعانيها الشفتان لدى انطباقهما على بعضهما بعضا، من الليونة والمرونة والتماسك مع شيء من الحرارة. ( )"
حرف النون: حرف النون: "مجهورة متوسطة الشدة." ( ) هي للتعبير عن البطون في الأشياء وعن الصميمية وإيحاءاتها الصوتية مستمدة من كونها صوتاً هيجانياً ينبعث من الصميم, للتعبير بالفطرة عن الألم العميق كــ(أنَّ أَنيناً ). ( )
حرف الصاد: هو حرف" مهموس، رخو، يشبه رسمه في السريانية صورة الصبي,..., هذا الحرف إنما هو تفخيم لحرف السين وصفيري مثله، إلا أنه أملأ منه صوتاً، وأشد تماسكاً.." ( )
الواو: "صوت الواو الحاصل من تدافع الهواء في الفم يوحي بالبعد إلى الأمام وهي لينة جوفية هي (للفعالية ) و(للانفعال المؤثر في الظواهر )." ( )
حرف الراء: هو حرف "مجهور متوسط الشدة والرخاوة. شكله في السريانية يشبه الرأس." ( ) وحرف الراء هو عكس حرف اللام كونه يمثل الحركة من خلال التكرار أما اللام فهو مستقر ساكن. ( ) لم يكن اختيار الكاتبة لاسم (منصور البادي ) مصادفة, بل هو رمزية للقضية الفلسطينية فولادة منصور هي ولادة أول مواجهة بين اليهود والعرب, فاسمه إحالة ورمزية لبداية النصر العربي ضد اليهود فدلّ حرف الصاد على مفردات المقاومة والمواجهة (فهو من أصوات الحروف كالرصاص من المعادن ), وكان مندفعا في قراراته وقضيته المحورية ويحاول الابتعاد دائما إلى امام وهي صفات (صوت الواو الحاصل من تدافع الهواء في الفم يوحي بالبعد إلى الأمام) وللتعبير(عن البطون في الأشياء) و (عن الصميمية..) فكان (منصور) ذات روح هيجانية تُبعث من الصميم, (للتعبير بالفطرة عن الألم العميق ), فالقضية الفلسطينية ألمه العميق, وهذه صفات حرف النون, فقد دلّت اصوات حروف اسم (منصور ) على معانيها وقد تحقّقت في نصوص موازية, كقول الكاتبة في ص194 من الرواية:" أما هو فحكايته مختلفة" ( ).
البنية الدلالية لاسم (منصور البادي ): حاولت الكاتبة في هذه الشخصية, إحالة ذهن المتلقي في بداية الرواية إلى (منصور ) الفلسطيني, وعائلته التي غاب فيها الأب من قبل الكاتبة, وركّزت على الأم ( نعيمة ديوانجي ) "وما ادراك من نعيمة؟" ( ) وكما عودتنا (كجه جي ) بأن اغلب شخصياتها منقلبة على واقعها, ومتحولة كشخصيات رواياتها الثلاث ( ), فقد حولت الكاتبة (منصور البادي ) من صاحب القضية ورمز العشق والنضال عند (تاجي ) إلى (الفلسطيني الانتهازي ), ليس بسبب حصوله السريع على المناصب الكثيرة التي شغلها, لكن لأسباب أخفتها الكاتبة عنّا في هذا التحوّل.
فقد صدمت الكاتبة المُتلقّي في (ص320 ) من الرواية حين صاغت تجاهل (منصور البادي ) لــ(تاجي ) وكذبه علينا وعليها, حين صاغ كذبته الخاصة في الرسالة الموجهة إلى (وديان ), مدّعيا انتظار (تاجي ) عند النافورة, والحقيقة أنه قد رآها حقّا, لكنّها على خلاف ما تصورها رآها عجوزا متصابية " تأكّد من أنّه ... إلى قسوة الزمن." ( ) "وتحت سلطة الأنثى الساردة ينفر القارئ من منصور, وتتساقط الهالة التي وضعتها الكاتبة حوله لتعود صورة الفلسطيني الانتهازي الذي يحصل على كل شيء ويختار ما يناسبه ضاربا عرض الحائط ما لم يعد يعجبه.. وهي لقطة تحمل بعدا سياسيا واضحا ,وأن كانت الكاتبة قد حاولت إخفاءه تحت ركام تضارب التفاصيل في الجزء ما قبل الأخير من حكاية تاج الملوك.." ( ).
ثانيا / سيمياء المكان:
أ‌- دلالات الأماكن المغلقة والمفتوحة في روايات (كجه جي ):
شكّل المكان في روايات (كجه جي ) دلالات عديدة ومهمة في توجيه بوصلة السرد واتجاهاته. فانقسمت الأماكن في الروايات الأربع, إلى أماكن مغلقة ومفتوحة, فكانت أبرز الأماكن المغلقة المشتركة بين الروايات : البيت والغرفة والمستشفى. أما أبرز الأماكن المفتوحة المشتركة بين الروايات فكان الرصيف والشارع يتصدرها ثم الحديقة والمقبرة.
فقد رمزت الكاتبة بالبيت إلى الطمأنينة والألفة في رواياتها, فكان البيت في الروايات علامة استرجاع لذكرى وطن, وكان البيت محور ومكان انطلاق سرد أغلب شخصيات الروايات. فالبيت محطة استرجاع لقطار الذكرى, وسبب لتشرّد الشخصيات واطمئنانها.
فالبيت في رواية طشاري مثلا, كان رمزا للتشتت والتفتت والتبعثر, حت أنّه صار بيوتا موزّعة على الأوطان الأُخر. فتحول البيت إلى مجرد رائحة ذكرى قديمة, نشمها كلّما احتجنا ان نتذكر بيوتنا القديمة. فوردية اسكندر تمثل آخر من نجا من هذا الشتات والتبعثر, فهي " الأخيرة الباقية من الجيل القديم لنساء العائلة. فيها رائحة بيت جدِّي في الموصل.." .
ومثّل البيت في السواقي خيمة العائلة, تهاوت حين سقط عمودها, فالأب كان وَتَدَ الخيمة, وتهاوى البيت بموته " أخذتني عمَّتي إلى حجرها وخاطبتني مثل رجل صغير, قائلة إنّ عمود بيتنا قد تهاوى". أما الحفيدة الأمريكية فقد مثلت رائحة نوميتي حديقة البيت لأمها بتول, مسبحةَ أبيها وحليبَ أمّها, كان البيت كينونتها ووجودها فتقول الحفيدة: " أخذت النوميّتين بكلتا يديها وتنشّقتهما بعمق وكأنها تشمُّ مسبحة أبيها واُمها وعمرها الماضي". فالحياة في الحفيدة مغدورة وقد تكوّرت بنوميتين .
لكن رمزية البيت ودلالاته في النبيذة يمثّل التنقل من بلدٍ إلى آخر, ومن مدينة إلى أخرى, ومن سقف إلى سقفٍ آخر, البيت في النبيذة تمثيل لتنقلات زوج الأم من مدن الشمال إلى استقرار العائلة في بيت الكاظمية, فالبيت بالنسبة للنبيذة عباءة سوداء يجب نزعها, وزوج أم متحرّش يجب خلعه. " – ليس أبي بل زوجك.- أبوك رغم أنفك, وكلامه يسري على الكلّ. - لن أخرج من البيت, إذاَ. أموت وادفنوني هنا." , " في بيت الكاظميّة, ثلاث غرف تنفتح على ممرّ علويّ واحد يُطلّ على الحوش الداخليّ." , " ...تنقل عينيها من وجهه إلى الجرذ الأسود الرابض في كفّه. أول عضو تراه في حياتها,... , جرذان كثيرة ستنكشف أمام عينيها."
فالنبيذة لا بيت لها كباقي خلق الله وهذا الكلام مقتبس من الساردة , كأنها تريد ان تذكرنا بنصٍّها الموازي هذا بانها نبيذة.
وكان المكان المغلق الآخر الذي تصدّر الروايات –المستشفى- , فقد كان محطة استرجاع النبيذة واستهلال رواية النبيذة, وكان محور رواية طشاري حيث عمل وردية اسكندر في الديوانية كطبيبة نسائية, وكانت المستشفى حاضرة في السواقي بكثرة من خلال اجراء عملية تحويل ساري إلى سارة, وعقد قران السارد على سراب في المستشفى حالة احتضارها ووفاتها.
أما المقبرة فهي من الأماكن المفتوحة البارزة في كل الروايات, فالموت رفيق الحروب والمقابر, فكانت مقبرة واقعية وأخرى الكترونية, شيدها حفيدة وردية اسكندر وذلك للمّ شمل الأموات, فقد فشلت جدنه وردية اسكندر في لَمّ شمل الأحياء, وكانت المقبرة ممثلة بجثة ساري الذي اصبح سارة بتابوت فوق سيارة السارد وكاشانية على الحدود العراقية ينتظرون دخولهم, فالأكفان لا تحمينا من شرطة الحدود.
فقد تعدّدت دلالات الأماكن في الروايات الأربع, وقد جاءت دلالة العراق بمعان مختلفة: (الخوف, عدم الأمان, الموت, الرعب ), فالعراق دمرته قسوتان على لسان بطلة رواية (طشاري ), الأولى تمثّلت في حصار (الأجانب ) للعراق والتي دمّرت كلّ ما فيه, أما القسوة الثانية وُلِدَتْ من الأولى, وهي فرار العراقيين من جحيم الحصار وممارسات نظامه القمعية, لذا حقّق اسم (العراق - 295 ) تكرارا وهي ثاني أعلى نسبة تكرارات بالنسبة لأسماء الأماكن الواردة في الروايات الأربع.
وتكررت اسماء مُدنٌ عديدة كــ(الموصل, والدِّيوانيَّة, والناصرية, وتكريت, والسماوة وغيرها. ) إلا أن (بغداد ) كانت أهم المدن في الروايات الأربع. فعائلة وردية (طشاري ), وعائلة (زينة بهنام ) بطلة (الحفيدة الأمريكية ), وكلّ العائدين من سواقي القلوب كانوا يسكنون بغداد, واغلب النصوص الموزاية في الروايات الأربع تنتهي باسم بغداد.
كـ(الحفيدة الأمريكية ) في ص195: "شُلّت يميني إذا نسيتك يا بغداد ", و(سواقي القلوب ) في ص186: " وأنا أسبح في عَرَقي . وبغداد مازالت بعيدة." فقد بلغ مجموع تكرارات اسم بغداد(324) تكرارا ليكون في المرتبة الأولى. أما أسماء المدن والأماكن الأخرى فجاءت بنسب وتكرارات متفاوتة, لكنها لم ترقى إلى تكرارات (العراق و بغداد ). حسب الجداول والمخططات البيانية التالية:
اسم الرواية اسم المكان التكرارات ملاحظات
1 سواقي القلوب العراق 17
مجموع تكرارات اسم العراق
295
2 الحفيدة الأمريكية العراق,عراقيون, عراقية,عراقيات. 94
3 طشاري العراق 84
4 النبيذة العراق 100
1 سواقي القلوب بغداد 40 مجموع تكرارات اسم بغداد
324
2 الحفيدة الأمريكية بغداد 61
3 طشاري بغداد 99
4 النبيذة بغداد 124
1 سواقي القلوب باريس 33 مجموع تكرارات اسم باريس - فرنسا
202
2 الحفيدة الأمريكية باريس 3
3 طشاري باريس فرنسا 61
4 النبيذة باريس فرنسا 105


ب‌- دلالة تقلّب الأماكن والأسماء في الروايات :
تقلّب الأماكن في الروايات الأربع, حاكى تقلّب مراحل حياة كلّ شخصية وتحوّل مسمياتّها, المرتبط بتحوّل المدن لأماكن أخرى, في رواية (النبيذة ) مثلا في باريس, استعادت شخصية (وديان ) حاسة السمع التي فقدتها في بغداد أثر التعذيب البعثي, فتحوّلت من كفيفة إلى إنسانة عاديّة تسمع وترى, فتقول في ذلك:" رأيت باريس بصريح .. والمكتبات." ( )
لتنفتح أنوثة (وديان) في باريس, على عكس (تاجي ) التي انطفأت مصابيح انوثتها في باريس, لتصبح عجوزا مريضة تأمل شبحَ حبيبٍ لن يأتي أبدا. وهناك تقلّب آخر في رواية (سواقي القلوب ) وتحوّل شخصية (ساري ) في العراق إلى (سارة ) في باريس, و(زمزم ) في العراق / السماوة, إلى (حنقباز السماوة ) في باريس, فاغلب شخصيات الروايات , تأثّرت مسميّاتها وتقلّبت وتحوّلت أسماءها وألقابها حسب تحوّل وتقلّب الأماكن والمدن.
فالتحول الذي طال الشخصيات, هو رغبة هذه الشخصيات بالهجرة من اوطانها التي تحولت دلالتها من الأمن والأمان إلى الخوف والمرض, فاغلب شخصيات الروايات خرجت من أوطانها مصابة بأمراض جسدية ونفسية, واغلبها تنشد الأمان والسلام في بلدان الخارج. فشخصية (ساري ) كانت تعاني ازدواج الجنس وغلبة الهرمون الأنثوي على الهرمون الذكري, وكذلك شخصية النبيذة, فالبطلة تمارس سردها من المستشفى, وشخصية (وديان ) التي فقدت سمعها اثر التعذيب, ووالد (زينة ) في الحفيدة الأمريكية قطع لسانه وكُسّرت اسنانه, فاغلب الشخصيات كانت موجوعة تبحث عن بلدٍ يمنحها السلام والامان .


ولتقريب هذا التضاد بين أوطان هذه الشخصيات التي رمزت للموت والمرض, والأوطان التي رمزت للشفاء والأمان. وتحوّل هذه الشخصيات حسب تحوّل الأماكن وللأهميَّة السيميائيَّة في هذا التضاد الحاصل في روايات (إنعام كجه جي ) الأربع. يمكننا توضيح هذه الدلالة على مربع غريماس السيميائي:

تضــاد
الشفــاء __________________________
الوطن القديم
الشفاء تناقض
______________________ المرض


الوطن الجديد _____________________ الوطن القديم
تضادّ أقوى

الشفاء __________تناقض __________________ المرض


فالتضاد قد يكون عكسيا حين يتحول شارع الرعب والموت والخوف في العراق عند دكتورة وردية اسكندر بطلة طشاري. إلى أن يكون رمزا للأمان والحياة العادية في باريس حين قالت: " رأت قصرا رمادياً قديماً يقع في شارع متوسِّطٍ يزدحم بالسيِّارات والمشاة. لا عساكر ببنادق رشَّاشة وشوارب كثَّة ونظرات تقدح شرراً. لا أحد يردع المارّة ويهُشُّهم إلى الرصيف المقابل ".( )
فتحول دلالة الشارع من الرعب والموت في العراق إلى الأمان وعدم الرعب في فرنسا. قد أنعكس على نفسية الشخصية الساردة بالأمان والطمأنينة من خلال غياب بعض مظاهر الخوف. كغياب الشوارب الكثّة وهي اشارة إلى رجالات الأمن البعثي ومخابراته, حيث كانت هذه الظاهرة ومازالت, بأن يطلق رجل الأمن شاربه بصورة مبالغ فيها ليصرّح بعمله الأمني.
والآخر غياب مظهر العساكر ببنادقهم الرشّاشة, فهو غياب موازي لنظراتهم التي تقدح الشرر. فكلا المظهرين يردعان المارة ويثيران الرعب في قلوبهم, فالمارة في شوارع فرنسا يشعرون بالأمان وقد استعملت الساردة الفعل هشَّ للدلالة على المعاملة السيئة للمارة فهم يعاملون في شوارع العراق كقطيع أغنام, لكن وردية اسكندر تستشعر عكس هذا تماما في شوارع فرنسا. ومن خلال هذا النموذج نجد أن دلالة الشارع قد تحولت من السلب إلى الإيجاب وانعكس هذا على سلوك الشخصية نفسها فتحولت بتحول الشارع من السلب إلى الإيجاب.

الخلاصة
ومن خلال الإجراءات السيميائية التي تمت, لسيمياء الشخصيات في روايات (إنعام كجه جي ), وتناول البنيات الثلاث, (التركيبية, والدلالية, والتداولية ). وجدنا أن روايات (إنعام كجه جي) الأربع, تكرّرت أسماء الشخصيات واسماء الاماكن فيها بشكل ملحوظ, لتستقطب المتلقّي إلى دلالات النص ومقاصده, كون "تكرار الأسماء يترك بصمة في ذهن القارئ، من خلال تواتره في النص...". ( )
وكان تكرار الأسماء في كلّ رواية يحمل دلالات معينة, خدمة للمعنى العام وتأكيدا لمقصدية الكاتبة. وقد حقّقت اصوات الحروف الدالة على أسماء الشخصيات معانيها ومقاصدها وإحالة ذهن المتلقي إلى المقصدية التي رسمتها الكاتبة من خلال معمار النص.
• تعدّدت أسماء أغلب الشخصيات, لتشغل كل شخصية أكثر من أسم أو لقب, فكانت رواية (سواقي القلوب ) كباقي الروايات الثلاث, تحمل شخصياتها أكثر من اسم وحسب الحالة التي تواجدت فيها والتحولات التي حصلت لها. وبرغم كثرة المسميات والالقاب نلاحظ أنّ الكاتبة قد غيّبت أسم بطل الرواية والسارد الرئيسي ليكون بلا اسم. لترمز من خلال هذا السارد إلى كل مغترب عراقي أو عربي فهو تمثيل لهم . تحوّل شخصية (ساري ) إلى (سارة ) و(زمزم ) إلى (حنقباز السماوة ) والخاتون وباقي الشخصيات في الرواية , وكذلك باقي الروايات الثلاث.
• امتازت رواية (النبيذة ) عن باقي الروايات بتعدد سيميائية شخصيات ابطالها, وتعدّد دلالات اسماء بطلتها الرئيسية فكانت بطلتها (تاج الملوك ) تحمل عدّة مسميات منها: (تاجي, تيجان, مليكة مارتين, مدام شامبيون ) وقد شبّهها ‏زوجها بالممثلة ‏(مارتين كارول ) فناداها بــ(مارتين شامبيون ).
وامتازت رواية (النبيذة ) عن باقي الروايات الثلاث (سواقي القلوب, الحفيدة الأمريكية, وطشّاري ) إنّها سيرة ذاتية, أو مذكّرات تشاركت النصّ الروائي كون الكاتبة قد تعاملت مع شخصيات وأحداث حقيقية, بنسب متواضعة من خيالها الروائي, وقد صرّحت الكاتبة بذلك في إحدى لقاءاتها التلفزيونية بعد ترشح روايتها (النبيذة ) للقائمة القصيرة (البوكر), بأنّها لا تستطيع أن تغيّر أسم رئيسة تحرير جريدة الرحاب باسم آخر, لأنها المعنية وهي صاحبة الوثيقة, كما أن شخصية (أحمد بن بلّة ) و(نوري سعيد ) وغيرها من الشخصيات السياسية اللاعبة في أحداث (النبيذة ) كلّها شخصيات معروفة ضمن وثائق معتمدة في الرواية.
• شكّل المكان في روايات (كجه جي ) دلالات عديدة ومهمة في توجيه بوصلة السرد واتجاهاته. فانقسمت الأماكن في الروايات الأربع, إلى أماكن مغلقة ومفتوحة, فكانت أبرز الأماكن المغلقة المشتركة بين الروايات: البيت والغرفة والمستشفى. أما أبرز الأماكن المفتوحة المشتركة بين الروايات فكان الرصيف والشارع يتصدرها ثم الحديقة والمقبرة.
• تعدّدت دلالات الأماكن في الروايات الأربع, وقد جاءت دلالة العراق بمعان مختلفة: (الخوف, عدم الأمان, الموت, الرعب ), فالعراق دمرته قسوتان على لسان بطلة رواية (طشاري ), الأولى تمثّلت في حصار (الأجانب ) للعراق والتي دمّرت كلّ ما فيه, أما القسوة الثانية وُلِدَتْ من الأولى, وهي فرار العراقيين من جحيم الحصار وممارسات نظامه القمعية, لذا حقّق اسم (العراق - 295 ) تكرارا وهي ثاني أعلى نسبة تكرارات بالنسبة لأسماء الأماكن الواردة في الروايات الأربع.
• تكررت اسماء مُدنٌ عديدة كــ(الموصل, والدِّيوانيَّة, والناصرية, وتكريت, والسماوة وغيرها. ) إلا أن (بغداد ) كانت أهم المدن في الروايات الأربع. فأغلب النصوص الموزاية في الروايات تنتهي باسم بغداد. كـ(الحفيدة الأمريكية ) في ص195: "شُلّت يميني إذا نسيتك يا بغداد ", و(سواقي القلوب ) في ص186: " وأنا أسبح في عَرَقي. وبغداد مازالت بعيدة."
فكان مجموع تكرارات اسم بغداد (324) تكرارا في كل الروايات ليكون في المرتبة الأولى بالنسبة لتكرارات اسماء الأماكن. أما أسماء المدن والأماكن الأخرى فجاءت بنسب وتكرارات متفاوتة, لكنها لم ترقى إلى تكرارات (العراق و بغداد ).
• تقلّب الأماكن في الروايات, حاكى تقلّب مراحل حياة كلّ شخصية وتحوّل مسمياتّها. فارتبط تحوّل المدن والأماكن في الروايات بتحول اسماء الشخصيات حين تغيرت أماكنها, فمثلا في رواية (النبيذة ) في باريس استعادت شخصية (وديان ) حاسة السمع التي فقدتها في بغداد أثر التعذيب البعثي. فتحوّلت من كفيفة إلى إنسانة عاديّة تسمع وترى, فتقول في ذلك:" رأيت باريس بصريح .. والمكتبات."( ) فتفتحت أنوثة (وديان) في باريس, على عكس (تاجي ) التي انطفأت مصابيح انوثتها في باريس, لتصبح عجوزا مريضة تأمل شبحَ حبيبٍ لن يأتي أبدا.
وهناك تقلّب آخر في رواية (سواقي القلوب ) وتحوّل شخصية (ساري ) في العراق إلى (سارة ) في باريس, فرجولته كانت مقترنة في أرض العراق, واكتسب أنوثته من أرض باريس. وشخصية (زمزم ) في عراق / السماوة كان زمزم فقط, لكنه تحول إلى (حنقباز السماوة ) في باريس. فاغلب شخصيات الروايات تأثّرت مسميّاتها وتقلّبت بتغيّر وتقلّب أماكنها, وتحوّلت أسماءها وألقابها حسب تحوّل وتقلّب الأماكن والمدن.
فالتحول الذي طال الشخصيات هو رغبة هذه الشخصيات بالهجرة من اوطانها, التي تحوّلت دلالتها من الأمن والأمان إلى الخوف والمرض. فاغلب شخصيات الروايات خرجت من أوطانها مصابة بأمراض جسدية ونفسية, وتنشد الأمان والسلام في بلدان الخارج.
فشخصية (ساري ) كانت تعاني ازدواج الجنس وغلبة الهرمون الأنثوي على الهرمون الذكري, فذهب لمستشفيات باريس لأجراء عمليته. وشخصية النبيذة استهلّت سردها من المستشفى, وشخصية (وديان ) قد فقدت سمعها في العراق اثر تعذيب البعثيين لها, وتنشد استرجاع سمعها في مستشفيات باريس. وأبو (زينة ) -الحفيدة الأمريكية- فرّ من العراق لعلاج نفسه وعائلته, بعد أن قطعوا لسانه في العراق وكُسّروا اسنانه. فاغلب الشخصيات كانت موجوعة تبحث عن بلدٍ يمنحها الامن والسلام .
• تحول دلالة الأماكن الخارجية والداخلية في الروايات الأربع, من دلالة الرعب والموت في العراق إلى الأمان وعدم الرعب في فرنسا وامريكا. وتمثّل ذلك في الأرصفة والشوارع والحدائق العامة, والبيوت والغرف والمستشفيات بالنسبة للأماكن المغلقة.

الحواشي



#حيدر_مكي_الكناني (هاشتاغ)       Haider__Makki__Al-kinani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصفور الأكفان
- أين نحنُ؟
- دفتر الأحلام
- ‏(يحاولونَ حرقكَ)‏
- سَمّيتُكِ الفراق
- ‏(هَيّئي مَسْرَحكِ)‏‎
- تواقيع
- وصايا جندي مجهول
- وردة ( أنكيدو ) الأخيرة
- لغة الألوان
- ‏(ساحة الحبوبي)‏
- كنّا نؤمن
- أبجديات راء ( ال...راء )
- يقولون ..‏
- تعويذةُ حمار السلطان ‏
- ثلاثة نصوص للومضة ( مجموعتي محاولات ).‏
- أغنية الحصى والكلام
- ثوري ..
- حصار الورد ..
- ( ساعات ممكنة الحدوث )‏


المزيد.....




- تحقيق لـCNN.. قوات الدعم السريع تطلق العنان لحملة إرهاب وترو ...
- ستتم إعادتهم لغزة.. مراسل CNN ينقل معاناة أمهات وأطفالهن الر ...
- أردوغان يريد أن يكمل -ما تبقى من أعمال في سوريا-
- استسلام مجموعة جديدة من جنود كييف للجيش الروسي (فيديو)
- عودوا إلى الواقع! لن نستطيع التخلص من النفط والغاز
- اللقاء بين ترامب وماسك - مجرد وجبة إفطار!
- -غباء مستفحل أو صفاقة-.. مدفيديف يفسر دوافع تصريحات باريس وب ...
- باشينيان ينضم إلى مهنئي بوتين
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 31819 قتيلا ...
- هل مات الملك تشارلز الثالث؟ إشاعة كاذبة مصدرها وسائل إعلام ر ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حيدر مكي الكناني - سيمياء أسماء الشخصيات والأماكن في روايات (إنعام كجه جي ) مقاربة تطبيقية