سعدي يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 6928 - 2021 / 6 / 14 - 03:27
المحور:
الادب والفن
هَلْوَســةٌ في أيّامٍ ممطرةٍ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظلّتْ تمطِرُ في هَيرْفِيلدَ
ثلاثةَ أيّامٍ
وثلاثَ ليالٍ
ظلّت تُمطِرُ "حتى ابْتَلَّ البحرُ " كما قال لنا ألبَير كامو ...
الورقُ الـمُـسّاقِطُ صارَ مَـمَـرّاً أصفرَ
والدّوحُ العاري صارَ تماثيلَ لِجِنٍّ سُرْياليّينَ .
أفَتِّشُ عبرَ زجاجِ الشُّبّاكِ عن القريةِ
عن مَرْكَبِ مَن أحببتُ حياةً معها في المَرْكبِ قبل سنينَ ...
وعن مجنونٍ كان يُجالِسُني في الحانةِ عند الماءِ ،
أفتِّشُ عن أوراقٍ في جيبي ضائعةٍ
عن أيّامي ،
عن أُمِّي
عن مفتاحٍ كنتُ فَقدْتُ ونحنُ نُرَحَّلُ من مرفأِ بيروتَ ...
" البيرِيتّا " الرشّاشُ الإيطاليُّ خفيفاً كان
وكنتُ أنيقاً
ونحيلاً
وخفيفاً
ألبسُ ما يلبسُهُ أيُّ فدائيٍّ لفلسطين ،
آكُلُ ما يأكلُهُ أيُّ فدائيٍّ لفلسطين
وأنامُ سعيداً ...
هل ستظلُّ سماواتُ الأرضِ الأخرى تمطرُ ؟
كي تُلصِقَني بزجاج الشُّبّاكِ
وحيداً
وبعيداً عن أرض فلسطين ؟
21.11.2016
#سعدي_يوسف (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟