أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - احمد الحمد المندلاوي - أعلامنا - البياري المندلاوي















المزيد.....

أعلامنا - البياري المندلاوي


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 6919 - 2021 / 6 / 5 - 02:44
المحور: سيرة ذاتية
    


# هو الأُستا حسين صفر رحيم البياري المندلاوي،الملقب بـ(أُستا حسين) شاعر الحكمة والغربة والحنين ،من الشعراء المقلّين ،والمنسيين في تراثنا الأدبي الشعبي، تناولت أشعاره الحكمة و الغربة والحنين ،وكاد يُنسى شعره ومواعظه، وباقات حكمه إلى الأبد مع تجاويف الزمن، لولا أني تذكرت شيئاً من أشعاره وحكمه, بعد 45 سنة من ارتحاله الى الملأ الأعلى،وكنت آنذاك يافعاً في الرابعة عشر من عمري عام 1959م،حيث كنت أستمع الى أشعاره ومواعظه عندما يجتمع أقرباؤنا من الرجال عصراً في رأس المحلة "قلعة بالي" بدل المقهى، ويتحدثون عن كل شيء بصورة عفوية، أحاديث مختلفة .. ، أو في ليالي الشتاء الباردة حيث نجتمع حول موقد النار المغطّى ببطانية أو بـ"جاجيم"الدثار المحلي والمسمى هذا الوضع بـ"الكرسي" ونحن نتناول شيئاً من التمر المعروف بـ"الأشرسي" مع الجوز الآتي من كوردستان ..وهكذا تعلقت في ذهني بعض تلك الأحاديث بما فيها الأشعار و الأمثال و القصص . . و ها بعد سنين طويلة شعرت بأهمية هذا التراث، وهذه الأشعار النادرة لكونها تعبر عن مرحلة من حياة شعبنا و أهالينا، والتي يجب حفظها للأجيال ؛ مما دفعني إلى التّحري والبحث عن أشعاره ونبذة عن حياته ( رحمه الله ) من أفراد عائلته وغيرهم ،و الحمد لله حصلت على الشيء اليسير ، لكنه مهم بالنسبة لي، متأملاً الزيادة لإتمام الفائدة.
ولد أُستا"أوستا" حسين في مدينة “كويسنجق"(1) في كوردستان العراق حوالي سنة 1880م، بناء على أحاديثه عن الحروب والانقلابات التي عايشها وجرت في دول المنطقة "ايران،تركيا،العراق" واسمه ( حسين صفر رحيم البياري) والمشهور بـ ( أستا حسين ) لأنه كان صفاراً ماهراً لا يجاريه أحد من أقرانه في هذه الصنعة... وبحكم عمله كان يتنقل بين العشائر الكردية للعمل في فصل الربيع، بين البلدين إيران والعراق على الدواب مصطحباً معه اثنين من أبناء اخوته يدعيان "سعيد وعلي" في رحلته الأخيرة... حطَّ رحاله في مدينة خانقين و مكث فيها فترة طويلة للعمل ، واطلع على العادات والتقاليد الشعبية فيها،كما أتقن لهجتهم أيضاً . .وخلال هذه الفترة ،اكتسح البلاد الوباء المعروف. . فانتزع منه صغيريه ( سعيد وعلي ) حيث دفنا هناك ، هنا قرر عدم العودة الى أهله و زوجته وطفلته (فاطمة) بفعل تلك الفاجعة وشدة وقعها و هولها عليه، فوق هموم الغربة عن أهله و ذويه ؛ وظل متنقلاُ من قرية الى قرية ، و من بلد الى بلد، ولا أحد يعلم بمصابه الأليم ، إلى أن استقر به النوى في قضاء مندلي ليسكن في محلة قلعة بالي، ولكنه انبرى كالحكيم الذي لا يستسلم للمحنة و سنابك خيلها الى نهاية المطاف، فاستقر في هذه المدينة المتواضعة لأسباب كثيرة منها جمالها و أناسها و بيئتها الكوردية المتواضعة،ليكون مندلاويّاً ، هذا وكان قد ادّخر شيئاً من المال، فابتاع به داراً واسعة لسكنه، ثمَّ اقترن باحدى بنات المحلة من عشيرة (خزل) الكوردية.. وبدأ بتكوين نفسه من جديد مستفيداً من المثل الكوردي الدائر "سال نو، دال نو"(2) و يعني "عام جديد، وحظ جديد" أو كما يقال:" لا يردّ الميتَ البكاءُ عليه " . . ليواصل مسيرته في الحياة بإيمان وجديّة و يطوي صحائف الألم و السأم.
كان رجلاً طويل القامة ، أبيض اللون ،ذا شاربينِ غليظينِ نوعمّا، طيباً ملتزماً بأمور دينه ،يتردّد على الجامع الكبير لأداء الفرائض،والمشاركة في المناسبات الدينية لا سيما المناقب النبوية الشريفة .كان "رحمه الله" قليل الكلام ،لم يمزح أبداً،و لا يسمح به في حضوره، واذا تحدث قال حكمة بليغة، أو موعظة حسنة ، أو حادثة قصيرة ، أو شعراً لطيفاً ،أو مثلاً مفيداً ،و هكذا ،وكان كلامه واضحاً جداً خليطاً من لهجات المدن التي مرَّ بِها خلال حلّـه و ترحاله بين العشائر و القرى الكوردية و العربية و التركمانية من كويسنجق الى سنندج و بانه وقصر شيرين وكلار وكفري وخانقين ثـمَّ مندلي . وبذا كان كلامه ذا نكهة خاصة يدخل القلب كما يقال بلا جواز ، إضافة الى لغة الأم الكوردية ، أتقن العربية والتركية والفارسية .
بعد البحث والتحري من أبنائه و أحفاده وجيرانه حصلت على مجموعة من أشعاره اللطيفة و أمثالـه،و شيء من حكمه و باللغة الكوردية - اللهجة الفيلية طبعاً ويمكن تصنيف أشعاره الى :
1 ـ أشعار دينية عرفانية.
2 ـ أشعار اجتماعية وجدانية.
3- أشعار حكمية وعظية.
ومن أشعاره الوجدانية التي تعبر عن حالات الغربة والحنين إلى مسقط الرأس والأهل،و مراتع الصبا،قوله : إيلامَ انتظر تحت ظلال الأشجار الباسقة ؟
وإيلامَ أتحمّلُ ثقل الغربة ، وداءَها ؟. .
وإيلامَ انتظر تحت ظل النخيل ؟
و أتحمّلُ دلال الآخرين . . آه من غربة الوطن . .
أشعلتْ في رأسي شيباً هل يا ترى!! أرى أحبابي ..
وأكحّل عيني بتراب قريتنا الكبيرة .
إيلامَ انتظرُ . . لقد طال الانتظار.
أأنتظرً أم أكتفي بالرسائلِ فقط !!
وكان في أواخر حياته يسرد تاريخ الإنقلابات والحروب . . ويصف الملوك و الأمراء الذين توالوا على الحكم،وذلك بحكم أسفاره الكثيرة بين الدول الثلاث "ايران،تركيا،العراق" كما أسلفنا، وكان يتحدث بحماس عن القاضي محمد و جمهورية مهاباد، و عن دور الزعيم الملا مصطفى البارزني الخالد ..(3) و كنا آنذاك لا نعرف هذه الأسماء..فأدرك ثورة 14 تموز /يوليو عام 1958م، وقال عنها أشياء لم أتذكرها حيث كنت صبياً و أنا استمع الى أحاديثه الجميلة. .ولكنَّ الذي أتذكره إنه كان يحب الزعيم عبد الكريم قاسم قائد الثورة ،ومعجباً به،وقال عنه شعراً خلال سياق أحاديثه عندما يسمع شيئاً عنه، أو يرى صورته مرتدياً بزته العسكرية،كما كان يحتضن صورة الزعيم الخالد البارزاني (رحمه الله)،و يتحدث عن احمد البارزاني أيضاً ..توفي (رحمه الله ) شتاء عام 1959م، ودفن في مدينة النجف الأشرف ، حسب وصيته رغم انه كان شافعي المذهب،ذا طابع عرفاني، يودُّ التقريب بين المذاهب،وكان في الواقع رمزاً للتآخي والمحبة والخير،وغالبية أصدقائه، وأصحابه كانوا من العرب و الكورد الشيعة ،وفي بعض أعماله التجارية،ولا يتدخل حتى مع أبنائه في إعتناق أي مذهب يختارونه،لأنَّ زوجتيه كانتا شيعيتينِ ، هكذا كانوا أسلافنا الصالحين.
وله ذرية صالحة بلغ تعدادهم أكثر من 150 فرداً يسكن غالبيتهم في العاصمة بغداد ، و ديالى و السليمانية، و كركوك،والرمادي ،والكوفة ،وكربلاء المقدسة و بيجي، ومنهم من استقر في المهجر بريطانيا وإيران،بينهم أطباء و مهندسون و أدباء و فنانون و مدرسون يعملون بجد و مثابرة لبناء عراقنا الجديد،ولينعم شعبنا المظلوم في ظلاله بعزّ و سؤددٍ.و أمانٍ،سائرين على نهج جدّهم في حب الخير و العمل الصالح من أجل البلاد والمجتمع.
وأخيراً وفقتُ لجمع أكثر من 500 بيت من أشعاره الشفاهية من ذويه ومعاصريه ،ومجموعة نادرة من الأمثال الكوردية الفيلية التي استشهد بها أثناء أحاديثه الجميلة،هنا نعرض. نماذج من أشعاره باللغة :
[ طلية وة فةلةك ]



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاضرة :فرهاد كما عرفته ،وفن الغناء في مندلي
- ماذا قال السياب في – سفر أيوب-
- ربُّ حبيب النجار
- إستذكار الفنان فرهاد حسن
- طيفٌ ألمَّ بخاطري
- ذكرى مندلي -شعر
- يا مالئاً عيني..
- قد طوينا ما جرى ..
- سواق قضاء مندلي
- محمد الأحمد ابو فانوس
- زوان خاس - طيب ..!!
- جمال بابان ..أول رئيس لإتحاد الأدباء الكورد
- عصام و قوة الأجسام – قصة
- حكاية إسم أسكندر
- قريباً سيأتي البراق...
- جولة مع الهوسة الشعبية
- كيف تكسب الأصدقاء؟؟..
- بحثٌ ..أنا إذنْ ...
- يا ويلي ..نادت حواء
- لم ينحنِ الفارس..شعر


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - احمد الحمد المندلاوي - أعلامنا - البياري المندلاوي