جولة مع الهوسة الشعبية

احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 6899 - 2021 / 5 / 15 - 02:40
المحور: المجتمع المدني
    

# لنا جولة مع الهوسة الشعبية،الهوسة لون غنائي فولكلوري عراقي، يرافقه رقص جماعي ،يستخدم لاثارة الهمم و التحفيز على القتال ،تدخل في المآتم لتوديع الميت اثناء السير يشيعون الجنازة، و يعتمد هذا اللون بالايجاز والسهولة والسرعة في الاداء، وغالبا ما تستخدم فيه بحر الخبب من عروض الشعر العربي مثل: (الطوب أحسن لو مكواري) .
تختلف الهوسة بتعدد أغراضها في الفخر والاعتداد بالنفس و الغزل و الهجاء و المدح ،وهي من أشكال الرقص التعبيري؛ ترافقه حركات جسدية و حماس حسب الحالة التي تتناولها القصيدة المكتوبة.
تبدأ بنداء صاحب القصيدة ( ها.. ها.. ها.. ) ثم يضرب الأرض بقدميه إيقاعياً يمهد للرقص، بعدها ينتظم المجتمعون على شكل حلقة دائرية و يرددون اللازمة الأخيرة من الهوسة،و يظل الجميع يدورون حول الرجل الواقف في وسط الدائرة حتى ينهي الرقصة بإشارة من يده و تنتهي الهوسة ..
ما زالت طقوس الهوسة قائمة في جنوب العراق و من بغداد الموصولة بها عرقياً مثل (الثورة - الصدر حالياً) و غيرها من الأحياء السكنية.
وفي قضائنا الجميل مندلي بقيت الهوسة تمارس دورها الإجتماعي لا سيما عند الحشد الشعبي في مواجهة فلول (داعش) الإجرامية في ميادين القتال.
وأتذكر الهوسات الشعبية أثناء وفاة الشيخ عبد الحسن اليوسف أثناء تشييع جنازته في مدينة مندلي . في مركز مندلي وخارجها وبين العشائر العربية الأخرى في المناطق المجاورة لعشيرته وقد توفي عام 1954م،ويوم تشييعه كان يوماً مشهوداً في تاريخ قضاء مندلي اذ حضر خلق كثير من كافة المحافظات من أنحاء العراق لتشييع جنازته الى مثواه الأخير في النجف الأشرف وقد ازدحمت شوارع مندلي عند مرور جنازته فيها ،وأتذكر ذلك جيداً حيث رأينا الفرسان حاملين الرايات السود،ومندلي كانت مزدحمة بالناس،وعند عودتنا من المدرسة سألت المرحوم والدي عن ذلك أخبرني بأنَّ الشيخ عبد الحسن يوسف الحبيب رئيس عشائر بني لام توفي هذا اليوم،و هذه مراسيم تشييع جنازته.تنتسب هذه العشيرة الى بني لام النصيرية .

#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل