أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحمد المندلاوي - عصام و قوة الأجسام – قصة














المزيد.....

عصام و قوة الأجسام – قصة


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 6903 - 2021 / 5 / 19 - 09:43
المحور: الادب والفن
    


# زرتُ أحد أصدقائي من الذين أستأنس لجواره ..و تميل نفسي الى قربه كثيراً ..لما له من خلق رفيع و أدب جم ، و أضف اليهما ما في جعبته من حكم نادرة و حكايات رائعة،و في الحقيقة الحاج (نعمت) و هذا اسمه ،أعتبر هذا الإنسان روضة غنّاء،و فردوساً معطاء تستقر الروح في باحها و ساحها..
فاستقبلني ببشاشته المعهودة في صالة المنزل المليئة بالكتب،و المجلات و الدوريات و القراطيس،و الأجهزة من الحاسوب و اللابتوب و الساحبة و غيرهن فبفضل التكنولوجيا الحديثة العلم متوفر لدينا حتى في غرفة النوم..و لكن من ذلك المثابر على الإقتناص و الإقتناء..من طراد العلم و الأدب..
عودة لاستقبال الحاج لنا:
- أنت يا أبا سلام متفضلٌ دوماً علينا بزيارتكم لنا..هذه الزيارة بركة حلّت علينا،و أنارت ديجور دارنا..
و هو كذلك طالما يردّد هذه العبارة في استقبال أصدقائه,و خاصة بعدما أحيل على التقاعد من وظيفته,و لكن يمارس شؤونه الثقافية بعزم الشباب.
و بينما هو (الحاج نعمت) مشغول بأمر الضيافة..و لتبدأ جلسة الحديث الممتع.أبصرت في الصالة صبيّاً في ربيعه الخامس على ما أعتقد يقوم بحركات بهلوانية في تقوية العضلات،و إبرازاها بعد خلع قميصه مكتفياً بفانيلته البيضاء الصغيرة و اللاصقة على جسمه ..مشهد جميل و طريف و بريء ..صبي بعمر الزهور يتباهى بعضلاته الناعمة ..و سعيد بهذه الحركات و مصرّ على مواصلة لعبته المفضلة.و ينظر بين فينة و أخرى الى عضلة يده بعدما يعصرها و يشدّها فتبرز قليلاً..ظاناً بأنه صار بطلاً قوياً،إنه يقلد أبطال كمال الأجسام الذين يشاهدهم عبر جهاز التلفاز (المشواف)،و أنا أنظر اليه مبتسماً..كما أشاهد أولادي الصغار،و حانت لي الفرصة كي أجامله قليلاً ضمن هذه الزيارة..
- ما اسمك يا حبيبي يا بطل؟
قال:عصام.
- ماذا تفعل يا عصام؟
أجاب:ألعب رياضة يومياً .. و أقوّي عضلاتي .
- و لم ياعصومي؟
أجاب: لأضرب (خالو علي) ضربة قوية (بوكس و أموته).
- من هو خالو علي ؟
أشار بيده الصغيرة:إنه هناك يلعب ..
نظرت الى المكان الذي أشار اليه،فاذا بصبي جميل مثله تقريباً،و يكبره بعض أعوام..غارقاً في ألعابه مع قطع المكعبات و السيارات الصغيرة.
- إنه خالك ..أليس كذلك؟.
قال:نعم.
- إذاً ليس صحيحاً أن تضربه و تبارزه.بهذا الشكل العنيف.
أجاب:لماذا لا يلاعبني ؟سأكسر ظهره عندما أتقوى جيداً.
-يا عصام أنت حقاً ليس لك غيرة،و الا كيف تتقوى على خالك الحبّاب.
هنا دخل الحاج و هو يبتسم بعدما سمع جزءاً من الحوار الذي دار بيني و بين حفيده عصام .و علمت بأنه حفيد الحاج و خالو علي آخر العنقود ..
فقال الحاج: نعم يا أبا محمد هكذا عالمنا اليوم..العدو لا يعادينا مباشرة ،بل ينفث سمومه فينا،حتى نعادي بعضنا بعضاً في أول وهلة يستلم زمام أمر ما في السلطة..
فقلت:أجل أيها الحاج .أليس وضع سياسينا هكذا ..التشهير بالآخر دون روية،و دون الغور في أصل المسألة..ثم يصل الأمر الى حبك المؤامرات و التقاتل كأخوة يوسف (ع)،و صدق القول :إذا فقد الانسان رشده،حفر لنفسه لحده.
هزّ الحاج نعمت رأسه قائلاً:
إيه يا أبا محمد إنَّ من أصعب الأمور التي يواجهها الإنسان في حياته أن يريد أن ينقذ إنساناً ضالاً و لكنه يظنه أنه يريد به السوء و الهلاك.
و هكذا عصام يعادي خاله الصغير علي بنفس العمر على لعبة صينية تافهة ؛لا تقاوم إلا عدّة أيام.
خرجتُ من عند الحاج نعمت و أنا مسرور،و تعبأتُ بنتف من حكمه و مواعظه الجميلة.كتبت في بغداد يوم 21/5/2012م .



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية إسم أسكندر
- قريباً سيأتي البراق...
- جولة مع الهوسة الشعبية
- كيف تكسب الأصدقاء؟؟..
- بحثٌ ..أنا إذنْ ...
- يا ويلي ..نادت حواء
- لم ينحنِ الفارس..شعر
- حذاء سامان -قصة
- رؤيا إنسان غريب..
- من هنا و هناك 2/2021م
- أنا كوكب ..
- بيوتنا بلا سقفٍ...
- لِمَ الدنيا اختفى فيها النهارُ!!..
- كمر مندلي يضيء العالم..
- أوراق الخان والاستاذ شامار
- السمسار..
- احتراق : شعر /2021م
- مختصرات تاريخية 1/2021م
- عشائر كوردية1/2021م
- الشيخوخة في الشعر العربي


المزيد.....




- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...
- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الحمد المندلاوي - عصام و قوة الأجسام – قصة