أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سعد سوسه - اللغة والتقدم العلمي والتقني .














المزيد.....

اللغة والتقدم العلمي والتقني .


سعد سوسه

الحوار المتمدن-العدد: 6918 - 2021 / 6 / 4 - 12:18
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


من منطلق كون التنمية بصورة عامة عملية ارادية ذاتيه قصدية ، يمكن اعتبار اللغة مقوما اساسيا من مقومات الذات ، واداة لاستيعابها وتعاملها وتفاعلها المتواصل مع مكونات الواقع الطبيعي والاجتماعي (1).
وهذا يعني ان على المجتمع ان يعتمد على لغته الوطنية بصورة اساسية في تحقيق اي تنمية ، او تقدم ، على ان تكون هذه اللغة وسيلة فعالة للتحاور مع الاخرين بما لديها من قابلية على التطور والتجديد ، بنفس الوقت الذي تحافظ فيه على اصالتها في مجتمعها .
وان هذا يدفعنا الى القول ان الوصول الى التنمية يجب ان ينطلق من القاعدة الثقافية في المجتمع متجاوزين المنظور الاقتصادي والاختزالي للتنمية الى مسألة انماء البشر لانهم الطاقة الخلاقة والمبدعة والرأسمال المادي والمعنوي ، وهي عملية لا تتم باقتلاعهم من جذورهم الثقافية بل من خلال استنهاضهم بواسطة القيم الذاتية الثقافية في مجتمعهم ، مع وجود المواصلة مع الاخرين ، او التطرف في التعامل معهم .
وليس من شك ان اللغة هي احد أهم المتغيرات الثقافية بل وتعد العمود الذي تقوم عليه عملية التنمية . فاللغة تتجاوزفي كثير من الاحيان كونها اداة تفاهم واتصال ، فهي اداة للتفكير ، والتأمل ايضا ، وبذلك هي مشروع ابداعي يمكن الاستفادة منه اذا تجاوزنا كونها مسألة هوية فقط .
من خلال اللغة يمكن الانتساب الى عالم المعرفة الذي يؤدي دوراَ مهما في عملية التنمية بوجه عام ، والتطور التكنولوجي بشكل خاص .
اضف الى ذلك ان عملية التنمية تحتاج الى قاعدة اجتماعية عريضة من المتعلمين ، فالتركيز على العلم والتقانه وبجميع المجالات الاقتصاديه والانسانية والاجتماعية ، تساهم في فهم الواقع وتفسيره لما فيه نفع للمجتمع ، واستغلال موارده بصورة علمية. فالمنظور العالمي الجديد يعتمد بشكل كبير على البحث العلمي والتقاني ، فهو اليوم يشكل حوالي 80 - 90 % من الناتج القومي المحلي لمعظم البلدان الاوربية ، وهذا يعني ان على البلدان ان تدخل العلم والتقانه على اقتصادها والا ستكون على هامش الاقتصاد العالمي الجديد او بعيدة عنه .
فالعلم والتقانه اذا اهتم بها كمنتوج يعود بمردود مادي سوف يزيد الدخل القومي ، وبذلك يكون له دور كبير في تنمية البلد اقتصاديا .
اما اذا كان الاهتمام بالعلم كمعرفة ، كان المردود اجتماعيا بشريا بزيادة الناس المتعليمين القادرين على الاستفادة شخصيا منه ، او تطويره وتوظيفه في عمل يعود عليهم بالفائدة وعلى مجتمعهم كذلك .
وعليه فان عالم المعرفة ، والعلم ، والتقانه ، عالم واسع وشامل ، ويجب ان تؤدي اللغة الوطنية دورا كبيرا فيه ، لكن هذا لا يعني عدم الاستفادة من اللغات الاجنبية الاخرى ، فهناك ايمان تام ان اللغات الاجنبية هي نافذة على الثقافة العالمية بكل ما يحتويه من متغيرات ، وهي ايضا السبيل اليها .
ولكن مع كل ذلك لا بد ان تكون هناك مواصفات بواسطتها تتخذ اللغة الاجنبية دور المساند للغة الوطنية في تحقييق التنمية ، ويذكر لنا الاستاذ مصطفى محسن اهم هذه المواصفات وهي :-
أ- ان تكون اللغات الاجنبية قادرة على الاضافة الى اللغة والثقافة الوطنية من مبتكرات علمية وخبرات وتجارب مفيدة ، وكذلك مستجدات فنية وثقافية وحضارية جديدة ، وقادرة على دفع عملية التنمية واغنائها .
ب- ان يكون استعمالها مؤسسيا على ضوء رؤية فلسفية وتربوية وحضارية واضحة الاهداف .
يجب ان تكون مساندة بصورة ايجابية ، ولاجل هدف محدد المعالم ، وهو التطور والتنمية وبعيدا عن التبعية ، لانه اذا ما اسيء التعامل مع اللغة الاجنبية في البلد فانه يقود الى نتائج سيئه فليس بالضرورة ان تكون اللغة الاجنبية ذات فائدة للمجتمع الذي يتعامل معها ، بل قد تسبب العكس فتجارب الشعوب الافريقية مع اللغات الاجنبية اكدت ان تبني لغة اجنبية من طرف نخبة قليلة من الشعب لا يعني حصول ذلك الشعب على تقدم او تطور فالجزائر استمرت عملية الفرنسة 132 سنة فيها ، ومع ذلك وصلت الى اقصى درجة من الفقر والجهل والانحطاط .
فليس من الضروري ان تكون اللغة الاجنبية طرفا في تنمية المجتمع بل العكس قد تؤدي الى تخلفه اذا ما استندت الى التبعية الاستعمارية ظاهريا او باطنيا .
اما بالنسبة للعولمة الاقتصادية المتسارعة والتي تسير جنبا الى جنب مع استعمال بعض اللغات دون الاخرى ، وخاصة اللغة الانجليزية والتشجيع عليها ، وعلى تعلمها كبير ، والناس لا يمانعون ، والسبب يعود الى انهم يرون ان ذلك الجزء من التوحيد بهذه اللغة وعلى نطاق عالمي يؤدي الى سهولة الاتصال العالمي بعضهم مع بعض (2).
وليس من شك ان هذه الرؤى قاصرة اذا كانت الغاية منها احلال اللغة الانجليزية محل اللغة الوطنية في اي مجتمع غير ناطق بها ، لكن هذا لا يمنع ان تكون هناك نظرة ايجابية لتلك اللغة التي يتحدث بها العديد من سكان العالم بوصفها لغة مساندة وهي توفير سهولة التبادل الثقافي والعلمي والتكنولوجي .

1 - مصطفى محسن ، حول الابعاد السوسيو انثروبولوجية للمسألة اللغوية واشكالية التنمية والحداثة ، قضية التعريب في الوطن العربي ، مجلة المستقبل العربي ، مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت ، لبنان ، العدد 214 ، 1996 ،ص60
2 - رولاند .ج .ل برينون ، حرب اللغات ، رسالة اليونسكوا ، ابريل ، 2000 ، ص23.



#سعد_سوسه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة والنشاط الاقتصادي .
- اللغة والثقافة .
- اللغة بين الانسان والمجتمع .
- اللغة وعناصر التنمية البشرية .
- اللغة .
- من اين اتيت ؟ ق . ق
- الثقافة الفرعية
- العلاقات اليعربية – اليمنية
- العلاقات العمانية – البرتغالية وأهم ميادين الصراع (1650-1730 ...
- الصراع اليعربي – البرتغالي المسلح على الساحل الغربي للهند ج ...
- الصراع اليعربي – البرتغالي المسلح على الساحل الغربي للهند
- الصراع العماني – البرتغالي في شرق افريقيا
- تحرير الموانئ العمانية
- المقاومة العربية للغزو البرتغالي في الخليج العربي
- الغزو البرتغالي لموانئ ساحل عمان 2
- الغزو البرتغالي لموانئ ساحل عمان
- دخول العراق عصبة الامم
- انتعاش الامامة وانتخاب ناصر بن مرشد اماما وجهوده لتوحيد البل ...
- الامام سلطان بن سيف وانهاء الوجود البرتغالي في سواحل عمان :
- نشوء دولة اليعاربة


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سعد سوسه - اللغة والتقدم العلمي والتقني .