أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - طريق الهاوية -19-














المزيد.....

طريق الهاوية -19-


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6917 - 2021 / 6 / 3 - 11:03
المحور: الادب والفن
    


اعتقدت لفترة طويلة أنّ فخامة الأشياء في قيمتها المادّية ، هي فعلاً كذلك إن ارتبطت بالأمان. ما نفع الفخامة مع الخوف؟
في يوم مضى حلمت بالحياة
بالحبّ ، العائلة، الأولاد
منزل فخم ، وستائر يداعبها الريح
في يوم مضى حلمت أن لا أكبر
أن أكمل اللعب ، أشبع منه
أن أضحك مع الأطفال
و أن أبقى في مدرستي
في نفس الحيّ ، و الصفّ
لم أعتقد يوماً أنّ الحياة قد لا تسير بك ، بينما تنتظر أن لا تكبر ترى نفسك كبرت، و لا زالت أحلامك محاصرة بالطفولة. أنت لم تكبر فعلاً .
وجودنا في الكهف أطلق لساننا . تحدثنا عن كل شيء ، حتى عندما تحدّثت عن صديقتك السّابقة التي دعتك إلى حضور إحدى مناسباتها ، ومع أنّك كنت مستعدة لتقديم بعض الخدمات لها و لأولادها في ذلك الوقت -حسب ماذكرت - ، لكنها قاطعتك ، ولم تعرفي الأسباب يومها ، ثم وضعت أسباباً قد تكون صحيحة : كان يجب أن تشمّ رائحة الغنى ، رائحة السّلطة، رائحة الزوج ، لم تتوفر بك الشروط، أغلقت خلفك الباب .
-هي ليست واحدة . عندما تكون ضعيفاً يعاديك أقرب الناس لك ، يضهدك الأخوة و الأهل قبل الغرباء . أغلقت بابي ، وحتى تلفوني ، لا أرغب أن أحرج نفسي ، من هي صديقتي ؟ كنت بحاجة لها كي أتحدّث، ولا أنسى لغة الكلام ، كما كنت بحاجة لعائلة تدعمني ، لكن الجميع لم يرغب بي ، فأنا لا أساوي في السّوق رقماً، ولن يستطيعون الاستفادة مني حتى لو كنت لطيفة. لو كنت أملك السّلطة ، أو المال ، لتوسلوا لصداقتي . أما إن شعروا بضعفك ، فسوف يشعرونك بعظمتهم ، و يوجهون لك النصيحة التي تحمل بين طياتها الإهانة . مفهوم الصداقة مفهوم قد نكون متوهمين حوله . برأيي أنّه لا يوجد صداقة بالمعنى الذي يصوّره النّاس . لقد فتحت بيتي للنساء الضعفاء كفاطمة ومريم لأنني كنت أرى فيهما شيئاً يشبهني ، وهو رفض المجتمع لهما ، أصبحنا أصدقاء لأن مصالحنا تقاطعت، فهما تريدان ملاذاً، و أنا أرغب أن أتحدث ، وهكذا ربطتنا أشياء عميقة كنت أنا المبادرة، و احتضنت ألمهما كي أثبت للحياة أن ليس كل البشر مثل كل البشر.
أنت رجل يا فارس ، لا تعاني ماتعانيه النساء .
لأنّني امرأة كنت ضحية
نبذني المجتمع
لآني مطلّقة
كنت مثار شبهة
ولآنني تجاوزت سنّ الزواج
هرب مني الجميع
سموني : سليطة اللسان
مجنونة
نتحاشاها
لا نستطيع أن نعاشرها
عانس
لو تأبّطت ساعدك ، وعاد بي الزمن إلى ما قبل عدة عقود لصفق لي الجميع .
أنت الآن في منتصف العمر ، لكنّك تستطيع الزواج من امرأة في العشرين . هذه قوانين المجتمع . لا يوجد رجل عانس .
يقولون أن على المرأة أن تصبر على زوجها، وتحافظ على زواجها ، وهذا ليس مطلوباً من الرّجل.
. . .
-نسكن مع الجمال ، فتلك الأشجار ، و الطيور تجعلك في مزاج لا بأس به . لم أشاهد غزالاً إلا هنا ، و لم أشبع دون أن أركض وراء الرغيف إلا هنا، فالمرأة العجوز تعتني بكلابها، تعاملنا مثلهم ، تتحدّث عن أولادها الذين ربما لم ينسوها، لكن الحياة لم تترك لهم مجالاً لرؤيتها. هي تعذرهم . أفكر أن نبقى في الكهف يا فارس . لقد نظّفناه ، ورتبناه ، يعزّ عليّ أن أفارقه ، هذه أوّل مرّة في حياتي أشعر بالأمان، فأنت معي، ونحن بحماية الطبيعة .
-أنظر إلى الأشجار المزهرة في الربيع ، العارية في الشتاء ، المثمرة في الصيف ، و التي تئنّ في الخريف ، أسرح بخيالي ، أعود إلى أحلامي الكوابيس . عندما فكّرت أن أصبح طيّاراً . لو عاد بي الزمن إلى الوراء، وكنت أنا كما هو اليوم لما اخترت أن أتعلّم الأبجدية أصلاً ، فكتابتي ليست صحيحة. كان السّجان يجيد لغتي، علّمني كيف أرسم الحروف ، و لولاه لكنت أميّاً في الكتابة ، مع أنّني كنت " متفوقاً" في دراستي. لماذا لا أتفوق، وليس لي مخرج من الوحدة سوى الكتاب؟ كنت أعرف الأجوبة ، و أمكنتها على صفحات الكتاب. اليوم نسيت كلّ تلك الأشياء، كأنني أكلت طعاماً فاسداً ثم تقيأته .
لم أكبر لولا هذه المغامرة
لم أتعلّم الأبجدية لولا أن وقعت في يد "عدوّ"
بحثت عن ذاتي ، لم أجدها
استسلمت ، قبلت ما يطلق عليّ من صفات
الخائن، العميل
أنا خائن لذاتي ، وعميل لشائعات البشر
تغيّرت لأنّني وقعت في حبّك، ولكن لن تكون المغارة مكاننا الأخير .لنا عام كامل نعيش فيها ، لو استسلمنا للفكرة لا نتهت مغامرتنا، و توقف قلبنا عن الخفقان ، سوف نسير إلى الضّفة الأخرى، وعلينا أن نسرع في القرار . في الليل سوف نستكشف المكان أكثر، قد ندور حول الجبل ، أو نجد مخرجاً آخر. طالما نحن على قيد الحياة علينا أن لا نتوقف عن الطموح.
-أقنعتني، لكنّني شعرت أنّك تلقي خطاباً حماسياً . تقول أنّك تعلّمت رسم الحروف ، لو جمعت تجاربنا في كتاب ترسم أنت حروفه ، ترسمني، تتحدّث عنّي، عني فقط . تقول أن امرأة طاعنة في السّن أغوتني ، لكنها جميلة ، رقيقة كنبع ماء بعيد نقصده.
اكتب حكاية لم يسمعها أحد سواي بقيت سراً في قلبي
اكتبني قمراً، نجماً ،شمساً، لحن أغنيّة لك منّي
اكتب مالم يجر، مالم أشكو لك منه،
لكنّني شكوته دون علم منّي



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طريق الهاوية -18-
- طريق الهاوية -17-
- طريق الهاوية -16-
- لا تنتهي الدكتاتورية بموت الدكتاتور
- طريق الهاوية -15-
- طريق الهاوية -14-
- النّبش في الذّاكرة
- طريق الهاوية -13-
- طريق الهاوية -12-
- قصة عن العبودية
- طريق الهاوية -11-
- انتصار الفكر الداعشي في المحرّر
- طريق الهاوية -10*
- الصحفي مهدد بالقتل في عقر داره
- طريق الهاوية -9-
- لحظات ضعفي ، ولحظات قوّتي
- عزيزتي الأم
- الاندماج
- 80 دولة حول العالم تحتفل بالأول من أيار
- الحركات النسوية العربية، ومي تو


المزيد.....




- براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - طريق الهاوية -19-