أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - هولير وظلها البعيد














المزيد.....

هولير وظلها البعيد


عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)


الحوار المتمدن-العدد: 1635 - 2006 / 8 / 7 - 05:14
المحور: الادب والفن
    


شـُمَ ريحَ الهواءِ وعبقَ الترابِ
وجسدَ الماء ،
ودخانَ الديار ،
حين تمتطي صهوة الرغباتِ أن تلتقي بها ..!
وارتقبْ خفقة اليقظةِ في أزقتها الطينِ والسعير،
وتناوبْ مع البرقِ وجهها ،
فالمسافاتُ بينك وبين عينيها قمرٌ واحدٌ من سماءِ كاوةَ ضلَ دربه ،
عندما حاول الهبوطَ على قمةِ القلعةِ
ليلةَ اسودتِ الأرضُ بمن عليها، وما في باطن الجذور من روحها ،
فاستشاطت الأشجارُ
وضجتِ الأنهارُ
والسنابكُ تتشابكُ فوق جبينها .

الخيولُ الغوازي تمرق من جيب صلاح الدين ،
مهره ليس من سنا الأرض ،
ولا من شرارة فأس الحدادِ ساعةَ اعتلى الجبلَ مشعلاً نارهُ في الحصنِ
مقتفياً أثر ميديا وأخوةِ البرقِ من بقايا رستمي زال ....

العشبُ في الوديان تتمايلُ لاهثة خلفَ سباق العاصفةِ .....
وأنتَ تجيلُ طرفكَ في الحنايا ........
علَ النبضاتِ تلقي رحالها وسط الصوتِ .....
اللغةُ رحلةُ الموداتِ يومَ التقى الجمعُ فوق بساطِ الطيوفِ والأحلامِ ،
يرتوي من حكايةِ ابن أمي الأرض ِ والجبالِ التي تسابقُ موجةَ البحر كي تصلَ اليك ،
وأنتَ هناك على الخارطةِ الأخرى ،
أنتَ يا منْ تسكنُ أزقة القهر في معابدِ المدنِ الملح ،
تنتظرُ اللقاءَ ،
فتـُسدُ الأبوابُ ، وتنتصبُ الأسوارُ العازلة ُ .....
لكنك تمرقُ من خلل الثقوبِ في الفضاءِ .......
وتلقي زرابيك هناكَ،
تنتعلُ العيونَ والأناملَ ،
كي ترضى المواعيدُ ، والسجلاتُ ، وحرسُ الحدودِ ......

أيتها الأرضُ البكرُ ،
أيتها اللغةُالأمُ ،
هل في جملةِ الفعل والفاعل والمفعول به والحركاتِ جوابٌ شافٍ عن سؤال ظل يراوده ..؟
هل من مكانٍ للولدِ الشاطرِ الوفي المجاهدِ الصامدِ أن يلقي جسدهُ المتعبَ من كثرةِ التسفيرِ والتهجيرِ والمهاجرِ على سريره ليرتاحَ رأسه من صرير القضبان وأقفالِ السجانِ ..؟
منذ أزلٍ وأنتِ تديرين ظهرَ القوافي وأساريرَ الكلام ،
الأغاني مترعاتٌ بالدخانِ واللهيبِ ،
والجديلةُ تتأرجحُ ..............
بين لحنِ الترابِ وموسيقى الظلِ
وصوتِ نسرين شيرواني وشمال صائب ، وصداح الرزازي وشجن مرزية .......

هذه الكأسُ المليئة بالعتابِ والكلامِ المؤرقِ
تدورُ علينا خمرة ً من رائحة الخبزِ على ضفة الزابِ ،
وسفح جبل سفينَ، وخمرة شقلاوةَ ، ومخيمات المهجرين والمرحلين ،
وبقايا أنفال تلك الأيام التي ملأت جوفنا قيحاً وسماءنا دخاناً أبيضَ مثل الطحينِ ،
لكنه لم يكنُ مثلَ طحين قلبه .....؟

السماءُ ملبدة بأوراق ربيع هوليرَ،
فلماذا تنثرُ على الولدِ الشاطر ورقَ الخريفِ ونثارَ ثلجِ الشتاء ..؟
الأشجارُ تتراقصُ عند ضفةِ النهر في روحهِ ،
وتقتاتُ بذرةَ العشقِ من بحيرةِ العطرفي دمهِ ممزوجةً بشظايا الجراح .
القمحُ الذهبي في الحقولِ حصادُ الموجة التي اضطربت في فؤاده ،
والتقت شاطئ اليدين ،
القدمان خيلٌ في سباق الالتقاء على سنابلها...

ليس وجهك فضاءاً من أسارير الشمس ،
ايها الملقي برأسك في حضنها دون رأسهِ !
ليس وجهه من بقايا المغول وهم يدكون حاضرةَ العرسِ في هوليرَ،
أو من سرايا الجحوشِ ،
وجهه من الموجةِ التي شربتْ جذرها ،
واستقرتْ على جبل الجودي في أحضانِ السليمانية وكلار وحلبجةَ وقلعة دزه .
الكهفُ يقرأ تخطيطاتِ أطغاله فوق جدرانهِ تأريخاً من خيال العيون والأصابع والقلبِ
والشبابِ الغضِ في المقابرِ الجماعيةِ ...

أيتها البلادُ التي أرخت للمسيرةِ منذُ أيامِ زينفونَ وسهامِ الصخر والقلاع ،
موجةُ المسراتِ تغلقُ النافذةَ َ
في وجهِ بيته عندما يطلُ على الصالةِ
كي يشاركَ في رقصةِ النهارِ وحصادِ القمحِ والنضارِ والعسل المصفى ...
الكتبُ المشبعة بكلام الروايات تروي أنه منك واليك ...
فلماذا ليسَ منك ، وليس اليكِ إلا في محطاتِ الفضاءِ وأثيرِ الكلام ،
وفوق موائد البحثِ عن الصوتِ وورقٍ يملأه بالمديح ..؟

هوليرُ ،
على دربكِ مرتِ العواصفُ
واجتاحتِ البيوتَ والأشجارَ ،
واقتلعتِ الزرعَ والضرعَ ، وخلقَ الله على الأرضِ ،
ومرتِ الأعاصيرُ على بيته لتحرقَ الوجهَ والابنَ والبنتَ وروحَ الله في الأرض ...!
هكذا مواعيدُ الزمانِ والمكانِ والأرض التي عمها الله بالحريق .....
وأنتِ ابنةُ الموعودِ في الكونِ والرياح والحلمِ واللهيب
تمرين برأسه صورةً ينتظرها
أن تؤطرَ بيتهُ بالزهورِ
من حدائق جنةِ الأرض .....
يركض في ظلها دون أن يتعبَ
من المسافةِ بينَ عينيهِ والأفق ......

هذه الخيولُ المطهمةُ بالعشقِ
لجامها وجهُ هوليرَ والحباري ،
وحماماتُ السلام حين تحطُ فوق هديلها لتلقي علينا غصنَ زيتون السفينة
بعد طوفانِ أهلها بين سيفِ الخليفةِ
ودخانِ الكيمياء ...
فهل تلتقي اللغةُ الأمُ باللغةِ الأم
كي يستقر الكلام ..؟



#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)       Abdulsattar_Noorali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى التحالف الكوردستاني: الفيليون ليسوا كرداً من الدرجة الخا ...
- قراءة في دفاتر الشاعر محمود الريفي
- رسالة من شاعر
- هل الفيليون كرد مع وقف التنفيذ...؟!
- جلجامش والأفعى الى الشاعر عدنان الصائغ
- أي طرطرا تطرطري
- الشاعرة خلات احمد بين الذاكرة والدهشة
- بهاء الجهات الأربعة
- لوركا ... انهضْ
- البركان البهيج
- أرض العشق البركان
- قصائد للشاعر السويدي روبرت اولفده
- مازلتُ أمارسُ لعبةَ البركان
- هوغو شافيز
- أصفار - الى الشاعرة المغربية مليكة مزان
- ثلاث قصائد
- رسالة في النقد الشاعر عماد الدين موسى بين الرومانسية والتحد ...
- انقذوا الدكتور عبد الإله الصائغ
- المقابر
- اكتمْ على القلبِ الغضب


المزيد.....




- لوران موفينييه يفوز بجائزة غونكور الأدبية الفرنسية عن روايته ...
- الكاتب لوران موفينييه يفوز بجائزة غونكور الأدبية عن روايته - ...
- وفاة ديان لاد المرشحة لجوائز الأوسكار 3 مرات عن عمر 89 عامًا ...
- عُلا مثبوت..فنانة تشكيليّة تحوّل وجهها إلى لوحة تتجسّد فيها ...
- تغير المناخ يهدد باندثار مهد الحضارات في العراق
- أول فنانة ذكاء اصطناعي توقع عقدًا بملايين الدولارات.. تعرفوا ...
- د. سناء الشّعلان عضو تحكيم في جائزة التّأليف المسرحيّ الموجّ ...
- السينما الكورية الصاعدة.. من يصنع الحلم ومن يُسمح له بعرضه؟ ...
- -ريغريتنغ يو- يتصدّر شباك التذاكر وسط إيرادات ضعيفة في سينما ...
- 6 كتب لفهم أبرز محطات إنشاء إسرائيل على حساب الفلسطينيين


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - هولير وظلها البعيد