أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد عمارة تقي الدين - رأس الأفعى: عائلة روتشيلد والمشروع الصهيوني.














المزيد.....

رأس الأفعى: عائلة روتشيلد والمشروع الصهيوني.


محمد عمارة تقي الدين

الحوار المتمدن-العدد: 6914 - 2021 / 5 / 31 - 16:33
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


دكتور محمد عمارة تقي الدين
" المال هو إله إسرائيل المطاع، وأمامه لا ينبغى لأى إله أن يعيش"، هكذا يتحدث كارل ماركس فى كتابه (المسألة اليهودية) عن الصهاينة، مُدركاً حقيقة اهتمامهم بالمال كغاية وكوسيلة في ذات الوقت: كغاية من أجل الاستحواذ عليه وكوسيلة فعالة لتحقيق أهدافهم، إذ يعتقدون أن كل شيء يمكن شراؤه بالمال.
من هنا كان سعيهم الحثيث من أجل السيطرة على مراكز التجارة وصناعة المال والتي من شأنها تحقيق ثروات طائلة كتجارة الذهب وتأسيس البنوك وغيرها.
واحدة من العائلات اليهودية ذات الثراء الفاحش هي عائلة روتشيلد ذات الأصول الألمانية والتي يتردد أنها أغنى عائلة على وجه الأرض، وقيل عنها أنها تمتلك ما يقرب من نصف ثروات العالم، وهي حقاً مبالغة كبيرة لكنها تبقى دالة على مدى ثراء هذه العائلة، كما يجزم أحد التقارير أن الأصول فقط والتي تمتلكها الأسرة تُقدَّر بنحو 350 مليار دولار موزعة في أماكن متفرقة من العالم، مضيفًا أن إجمالي قيمة الثروة الفعلية التي تمتلكها الأسرة تُقدر بتريليونات الدولارات.
والمؤسس الأول لتلك العائلة هو ماير أمشيل روتشيلد( 1744م- 1812م) والذي أقام مؤسسة مالية كبرى ذات أفرع رئيسية خمس في كل من: بريطانيا وإيطاليا وألمانيا والنمسا وفرنسا، ترأسها أولاده الخمسة، ثم بدأت موجة التوسع والانتشار، إذ تمكنت تلك الأسرة من السيطرة على الاقتصاد الأوروبي خلال القرن التاسع عشر.
استغلت تلك العائلة تحريم الإنجيل الإقراض بالربا فقامت بتلك المهمة القذرة نيابة عن أوروبا المسيحية، حيث كانت وظيفة الإقراض بالربا مُحرّمة آنذاك، ومن ثم بدأ العمل بمنطق(الإسفنجة) حيث امتصاص الثروات من عامة البشر وإعادة عصرها في حساب حفنة من الصهاينة والداعمين لهم.
كما وظفت تلك العائلة الاضطرابات السياسية والحروب في تضخيم ثروتها حد اللامعقول، فعلى سبيل المثال قامت بتوظيف الحروب النابليونية بشكل هائل، فأقرضتها أولاً، ثم أعلنت بعد ذلك عن بيع كل ثرواتها لتوهم الجميع أن هناك أزمة مالية عالمية على الأبواب نتيجة لتلك الحروب، ومن ثم باع كثير من الأثرياء ممتلكاتهم بسعر بخس فقامت العائلة بشراء هذه الأصول مرة أخرى وبالتالي استحوذت على تلك المقدرات الاقتصادية.
سعت العائلة جاهدة لاستصدار وعد بلفور عام 1917م، وبالفعل تم إعلان وعد بلفور بعد أن قدمت عائلة روتشيلد مساعدات مالية كبيرة لبريطانيا مكنتها من الاستمرار في الحرب العالمية الأولى.
انتقلت مؤسسات روتشيلد للعمل بشكل أساسي في مجال التجارة والسمسرة ومصانع الأسلحة, وصناعة السفن وتسييرها، وصناعة الأدوية والاستحواذ عليها، وامتلاك شركة الهند الشرقية، وشركة الهند الغربية، وإنشاء خطوط السكك الحديدية وإعادة بناء ما هدمته الحروب بل وإنشاء المستشفيات وتقديم الأدوية التي تقوم بصناعتها لجرحى الحرب وفي الوقت ذاته تمد الحروب بالسلاح الذي يجري إنتاجه في مصانعها.
وبالتالي أصبحت الحروب استثمارًا كبيرًا لها، فقد أقرضت هذه العائلة ما يقرب من مئة مليون جنيه لحروب نابليون، كما مولت الحكومة الإنجليزية بمبالغ مالية كبيرة خلال حرب القرم، وكذلك في الحرب العالمية الثانية، وحاليًا، وكما يتردد، تملك العائلة كثيراً من سندات البلدان الكبيرة وعدداً كبيراً من البنوك العالمية.
وفي عام 1875م مولت العائلة الحكومة البريطانية لشراء أسهم قناة السويس؛ بل وكانت ترسل مندوبيها إلى مصر وغيرها من البلدان العربية لتشجيعها على الاقتراض منها.
كما مولت مبنى الكنيست الإسرائيلي، ومولت هجرة اليهود إلى فلسطين، وقدمت استثمارات ضخمة لإسرائيل خلال فترة الخمسينيات والستينيات ومولت العديد من المستوطنات مثل مستوطنتي ريشون لتسيون وبتاح تكفا.
لقد أصبح روتشيلد القائد الرئيسي لحركة الاستعمار الصهيوني في فلسطين، فقد أقام البارون وخلفاؤه أكثر من أربعين مستوطنة ومدينة وتجمعات سكنية ، من هنا يؤكد الدكتور عبد الوهاب المسيري أن المستوطنات الأولى في فلسطين لم يكن ليُكتب لها الاستمرار من دون معونات عائلة روتشيلد ، وفي العام 1899، أنشأ روتشيلد جمعية الاستيطان اليهودي، كما دعم المستوطنات التي تعرضت لضائقة مالية كبيرة نتيجة عدم قدرة منظمة (أحباء صهيون) على توفير هذا الدعم، وكان مشرفًا على هجرة نحو ستة آلاف وخمسمائة صهيوني إلى فلسطين بين عامي 1882 و 1903 م ، لقد تم تلقيبه بــ (أبو اليشوف) أي (أبو الاستيطان الصهيوني في فلسطين) نتيجة لما بذله من جهود كبيرة ، وفي عام 1924م أسس رابطة الاستعمار اليهودي لفلسطين (Palestine Jewish Colonization Association))، والتي قامت بدور كبير في توطين كثير من الصهاينة في فلسطين.
وفي التحليل الأخير، فما قامت به عائلة روتشيلد يأتي في سياق توظيف الصهيونية العالمية للمال والحاجة الاقتصادية للحكومات والشعوب وقت الأزمات ليسهل التحكم بها من أجل خدمة مشروعها الاستعماري، وهي إستراتيجية صهيونية بامتياز، إذ أدركت منذ وقت مبكر الدور المركزي للاقتصاد في صناعة القرار السياسي بل وفي خلق مصائر الشعوب.
وهذا لا يعني تضخيماً لنظرية المؤامرة وأن الصهاينة قد أحكموا قبضتهم على العالم ومن ثم علينا الاستسلام التام لها دون أدني رد فعل منا بحجة أن الأمر قد قضي وانتهى، بل يبقى كل هذا جهد بشري تعاظم تأثيره بسبب غياب دورنا نحن، ومن ثم يمكن التصدي له إذا ما أدركنا أبعاده جيداً وكذلك آليات إنتاجه، ثم وظفنا إمكانياتنا بطرق مدروسة وخطط استراتيجية مضادة موضوعة سلفا للتصدي له بشكل محكم ومن ثم الدفاع عن قضايانا المصيرية والتى تعد القضية الفلسطينية واحدة منها.



#محمد_عمارة_تقي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل وتوظيف الميديا كسلاح
- الإرهاب الصهيوني:الجذور الدينية والتجليات
- حين يموت الخيال على مذبح الواقع
- الشائعة: استراتيجيات الاشتباك والمواجهة
- حين يرتشف الديكتاتور نخاع الأمة.
- الأب الروحي للعنف الصهيوني (فلاديمير جابوتنسكي)
- حين يغتال الإعلام وعينا الجمعي، ما العمل؟
- الصهيونية وتحويل الدين لأيديولوجية قتل
- مسارات ما بعد كورونا، أو كيف نصنع المستقبل(2)
- مسارات ما بعد كورونا،أو كيف نصنع المستقبل؟
- إعلام الديكتاتور وهوى الأوطان
- في ذكرى صديق العمر
- كورونا وإنسان ما بعد الحداثة
- جرائم ثُمانيَّة الأبعاد بحق الأديان
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
- المؤرخون الجدد وتقويض الأطروحات الصهيونية(2)
- المؤرخون الجدد وتقويض الأطروحات الصهيونية
- ناطوري كارتا... يهود ضد الكيان الصهيوني
- الدوائر الصهيونية حول ترامب
- الإعلام وتوظيف الشائعة كسلاح


المزيد.....




- -قناع بلون السماء- للروائي الفلسطيني السجين باسم خندقجي تفوز ...
- شاهد.. آلاف الطائرات المسيرة تضيء سماء سيول بعرض مذهل
- نائب وزير الدفاع البولندي سابقا يدعو إلى انشاء حقول ألغام عل ...
- قطر ترد على اتهامها بدعم المظاهرات المناهضة لإسرائيل في الجا ...
- الجيش الجزائري يعلن القضاء على -أبو ضحى- (صور)
- الولايات المتحدة.. مؤيدون لإسرائيل يحاولون الاشتباك مع الطلب ...
- زيلينسكي يكشف أسس اتفاقية أمنية ثنائية تتم صياغتها مع واشنطن ...
- فيديو جديد لاغتنام الجيش الروسي أسلحة غربية بينها كاسحة -أبر ...
- قلق غربي يتصاعد.. توسع رقعة الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين
- لقطات جوية لآثار أعاصير مدمرة سوت أحياء مدينة أمريكية بالأرض ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد عمارة تقي الدين - رأس الأفعى: عائلة روتشيلد والمشروع الصهيوني.