أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحسن زهور - دراسات في الأدب الحكائي الأمازيغي (الحلقة الثالثة)- 1 -














المزيد.....

دراسات في الأدب الحكائي الأمازيغي (الحلقة الثالثة)- 1 -


الحسن زهور
كاتب

(Zaheur Lahcen)


الحوار المتمدن-العدد: 6913 - 2021 / 5 / 30 - 22:55
المحور: الادب والفن
    


دراسات في الأدب الحكائي الأمازيغي.
(الحلقة الثالثة)


يعد الأدب الحكائي الأمازيغي من أغزر وأغنى الآداب الحكائية العالمية، أدب قال عنه العلامة ابن خلدون: " وكثير من أمثال هذه الأخبار لو انصرفت اليها عناية الناقلين لملأت الدواوين"، لكن مع الاسف ضاع الكثير منها بسبب عوادي الزمن.
أدب حكائي يمس أغلب جوانب الحياة الانسان الأمازيغي ويعبرعن رؤاه الى الحياة والى الوجود. وللتعريف بهذا الأدب الحكائي أرتأيت تقديم سلسلة من الدراسات التعريفية بهذا الأدب.

3- الدراسة الثالثة: الحق يرتكزعلى قوة تحميه.


في المشهد الاخير للممثل العالمي شارلي شابلان في فيلمه " الشارع السهل Easy street" يظهر شابلان وهو بزي الشرطة، بعد ان أعاد النظام الى حيه، وهو يشير إلى العصا البوليسية التي يختصرها مفتخرا بها للدلالة على أن القانون هو الذي يحمي النظام الاجتماعي لكن القانون لن يكتسب قوة التنفيذط إلا بقوة بوجود قوة مادية قاهرة تقف وراءه، فلا أهمية للقانون اذا لم يعتمد على قوة (الجماعة/الدولة) لتطبيقه، وهو ما تشير اليه نظرة شارلي شابلان في آخرمشهد من هذا الفيلم الى عصا الشرطة التي يختصرها مزهزا بها.
نفس الفكرة عبرت عنه بعمق حلقة من حلقات السلسلة الحكائية الامازيغية وبطلاها هما للقنفذ (بومحند، إنسي) والذئب (ووشن) (حلقات متسلسلة تفوق 20 حلقة، ولكل حلقة موضوعها التربوي الخاص)، وهذه الحلقة هي بعنوان " حذار إن للحق أذنين".

تحكي هذه الحلقة الحكائية من السلسلة أنه بعد أن تم درس محصول الشعير أو القمح، وجمعه في كومة في انتظار تقسيمه، نام الذئب ليستريح. ومخافة أن يستولي الذئب على أكبر حصة من المحصول نظرا لطبعه ولقوته الجسدية، جاء القنفذ بكلب وخبأه داخل كومة الحبوب ووعده بوجبته. عندما استيقظ الذئب اتجه صوب الكومة وبيده مكيال" نص عبرة"، فطلب من القنفذ الحضور لتوزيع المحصول بينهما، فبدأ الذئب يكيل:
- الأولى للذئب، والثانية للذئب، والثالثة للذئب...
وفي كل مرة يوجه المكيال المملوء فيفرغه في حصته التي بدأت تكب، وبعد أن تخطى عتبة العشرة، التفت إلى القنفذ مهددا إياه:
- وواحدة للقنفذ إن أرادها، وإن لم يردها ثكلته أمه.ر
فأفرغها في حصة القنفذ لتكون المعادلة عشرة للذئب وواحدة للقنفذ.
والقنفذ يراقبه ويطلب منه العدل في الكيل ومحذرا:
- كن عادلا ومنصفا، فإن للحق أذنين.
لكن الذئب لم يلتفت الى تحذيراته، وهو ماض في غيه وقسمته يكيل لصالحه:
- الأولى للذئب، والثانية للذئب، والثالثة الذئب... والعاشرة للذئب.
حتى إذا استوفى العاشرة يلتفت صوب القنفذ مهددا:
- وواحدة للقنفذ إن أرادها، و إن لم يردها ثكلته امه.
والقنفذ يجيبه، وهو يرى كومة الذئب تزداد وتكبر، وكومته لا تزيد عن عشر ما في كومة الذئب :
- كن عادلا ومنصفا، فإن للحق أذنين.
وهكذا الى ان بدأت أذنا الكلب تظهران من الكومة التي بدأت تتناقص ، إذ ذاك ارتعد الذئب وعلم أنه هالك، فمن شدة خوفه أمال كفة الكيل جهة القنفذ:
- هذه للقنفذ، والثانية للقنفذ، والثالثة للقنفذ...والعاشرة للقنفذ.
ثم مال لجهة حصته :
- وهذه للذئب إن أرادها، و إن لم يردها ثكلته امه.
فبدأت إذ ذاك كومة القنفذ تزداد.
ولما برز رأس الكلب واضحا، هرب الذئب تاركا كل شيء القنفذ.
هذه الحكاية الامازيغية تتحدث عن قضية الحق والقانون التي أفاض فيها الفلاسفة والمفكرون منذ القديم، وعرفت جدلا ونقاشا مع فلسفة الانوار في اوروبا، فهل الحق يقوم على أساس طبيعي ؟ أم على أساس ثقافي؟ وهل الحق هو من يصنع القوة؟ أم القوة هي التي تصنع الحق؟
إجمالا "القوة لا تصنع الحق" كما يقول أحد المفكرين ربما روسو، لكن الحق لا يستطيع أن يسود ويتجسد كقوة قانونية واجتماعية الا بقوة تقف وراءه، فالإنسان لن يرضخ للعدالة إلا رغما عنه كما يقول أحد الفلاسفة، وهو ما تروم الحكاية توضيحه.
فمن خلال الحكاية، نحن أمام طرفين وقضية:
- الطرف الاول هو القنفذ كطرف ضعيف لكنه يعتمد على العقل والحكمة والدهاء. والقنفذ في الحكايات الامازيغية يرمز الى الثقافة وتتجسد هذه في المجتمع المنظم أي المتحضر(وسنخصص حلقة خاصة للقنفذ ورمزيته في الحكايات الامازيغية)
- الطرف الثاني هو الذئب الممثل للقوة المتجردة من الاخلاق أحيانا والتي تريد تغليب الأنا على الحق والقانون. الذئب في الحكايات الامازيغية يرمز الى الطبيعة والى الفوضى، (وسنخصص حلقة خاصة للقنفذ ورمزيته في الحكايات الامازيغية).
- القضية: الحق وهو هنا التوزيع العادل للثروة بين الطرفين باعتبارهما مشاركين في عملية الانتاج من بدايته الى نهايته وبأدواتهما.
المشكلة هنا هو أن الذئب أراد استغلال النتيجة لصالحه اعتمادا على القوة أي على قوته الطبيعية، والقوة هنا هي قوته العضلية، وهذا خرق للقانون وللحق الذي يقتضي المساواة، وليس أمام القنفذ الا الحق والقانون، لكنهما بدوم قوة تقف وراءهما فهما لا شيء، لذلك استعان القنفذ بقوة موازنة أعادت له حقه.
ورغم أن الحق هنا هو حق لكنه يحتاج الى قوة تجعله حقا لتنفيده، الحق بدون قوة تحميه وتجسده يبقى حلما يتطلب قوة تنزله من عالم المثل الى حالم الواقع.



#الحسن_زهور (هاشتاغ)       Zaheur_Lahcen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسات في الأدب الحكائي الأمازيغي. (الحلقة الثانية)
- دراسات في الأدب الحكائي الأمازيغي. (الحلقة الأولى)
- الإلهام الشعري عند كل من العرب و الامازيغ
- العروبة و الأمازيغية و الإسلام
- التيارات الاسلامية و العنف
- الناقد السوري الكبير -خلدون الشمعة- يبهر المثقفين المغاربة
- عودة المغرب الى هويته الافريقية
- جبهة البوليزاريو و القوات المسلحة الثورية الكولومبية: سلام ا ...
- المفكر المغربي بن سالم حميش ينتقد التبعية للمشارقة ليعود الى ...
- غزة بعد العدوان: بين صوت العقل و تهييج العواطف.
- غزة بعد العدوان: صوت العقل و تهييج العواطف.
- نحو مفهوم جديد للأدب المغربي الحديث
- الى الكاتبة حميدة نعنع : قليل من الحياء فأنت الآن في المغرب
- -الموريسكي - رواية للمفكر المغربي حسن أوريد ...
- فضائح الاسلامويين و القوميين المغاربة
- تهديدات التيار السلفي بالمغرب للمفكر العلماني أحمد عصيد
- فلسطينيوا الثورة و فلسطينيوا الثرثرة


المزيد.....




- -ربيعيات أصيلة-في دورة سادسة بمشاركة فنانين من المغرب والبحر ...
- -بث حي-.. لوحات فنية تجسد أهوال الحرب في قطاع غزة
- فيلم سعودي يحصد جائزة -هرمس- الدولية البلاتينية
- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...
- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحسن زهور - دراسات في الأدب الحكائي الأمازيغي (الحلقة الثالثة)- 1 -